سماء وبحر، وخضرة وسحاب.. هي جنة ساحرة تأسر قلبك بجمالها لفترة وجيزة لتكون أرضاً قاحلة على مدى أيام السنة الأخرى.. تلك هي طبيعة مدينة حوف خلال فصل الخريف في الفترة ما بين 18 يونيو حتى منتصف شهر سبتمبر من كل عام، والتي تقع في الجهة الشرقية من محافظة المهرة في الجمهورية اليمنية والمحاذية للحدود اليمنية - العمانية، حيث تشهد المنطقة في الغالب أمطاراً غزيرة طوال اليوم وجواً ضبابياً يتلاشى في نهاية شهر أغسطس لتخيّم عليه بعد ذلك الغيوم يرافقها هطول خفيف للأمطار واخضرار للأرض بالزرع ونضارة تشع من على ربوع البساتين، فتزرع الخضروات وبعض الفواكه من أهمها الخيار والذرة، كما تبدأ المواشي بدر الألبان على مواطني المنطقة وزوارها، غير أن المنطقة تعود صحراء مجدبة خالية من كل خضرة أو نضارة خلال الفصول الأخرى. هذه الطبيعة الخلابة أكسبت المنطقة حضوراً سياحياً بارزاً ونقطة جاذبة للعديد من الزوار والسياح من داخل اليمن وخارجه، حيث يتوافدون عليها لقضاء فصل الخريف والتمتع بمناظرها واستنشاق هوائها في نزهة عائلية أو فردية، إلا أن الخدمات الأولية التي من الواجب توافرها على ربوع الجبال والمساحات الخضراء التي ترى أعلاها جمال الطبيعة الحقيقي من أجواء ضبابية وأراضٍ عشبية لم ترق بعد إلى المستوى المطلوب، مما عكس ذلك سلباً على المنطقة وأهلها متمثلة في عدم بقاء الزوار أو السياح فترة أطول في تلك المنطقة وعدم تمكين أهلها من إبراز بعض الأماكن التي تضيف نوعاً من الجمال السياحي للمديرية. وقد عبّر الكثيرون من الزوار عن استيائهم الشديد لهذا الأمر, إذ إن من الواجب إعطاء المدينة نوعاً أكبر من الاهتمام من قبل الدولة والمتمثل في القطاع السياحي والاستثماري من خلال إقامة مشاريع خدمية تخدم هذه المديرية ومواطنيها بدرجة أولى والأفراد الوافدين إليها من شتى المناطق والبلدان بدرجة ثانية، كونها تمثّل نموذجاً لجمال الطبيعة الخلاب طوال فصل الخريف وإبرازها للإطار الدولي والعالمي عن طريق تفعيل المقومات والأسس الأولية للسياحة في البلد بشكل عام. ومن جانبهم فإن دور أبناء المدينة المغتربين يعد قاصراً وضعيفاً مقارنة ببقية المدن اليمنية الأخرى التي تحظى برافد الابن المستثمر من خلال بناء الفنادق والمحلات التجارية التي تضيف نوعاً من الحياة والحركة الدائبة للسكان والزوار، ولذا فلابد من التفاف الأيدي المحلية والمغتربة نحو بناء وتفعيل السياحة في تلك المديرية حتى تكون واجهة جمال شرقية للحدود اليمنية، يستفيد منها المواطنون ويستمتع بجمالها الوافدون, وينعم بمردودها الوطن، كبقعة سياحية جذابة ضمن البقع السياحية الأخرى التي تزخر بها طبيعة الأرض اليمنية الواسعة.