وجهت منظمة دولية انتقادات حادة للموقف الأوروبي من أزمة الجفاف في القرن الأفريقي، في حين تعلن الأممالمتحدةجنوبالصومال منطقة منكوبة بالمجاعة، وذلك وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة. فقد اتهمت منظمة أوكسفام أمس الأربعاء حكومات أوروبية بالإهمال المتعمد عبر التسبب في نقص تصل قيمته إلى ثمانمائة مليون دولار في المعونات الغذائية والتباطؤ في الاستجابة لاحتواء أزمة الجفاف التي تضرب منطقة القرن الأفريقي. وأوضحت المنظمة الخيرية البريطانية أنه لم يتم حتى الآن تدبير سوى مائتي مليون دولار من الأموال اللازمة لتجنب وقوع كارثة إنسانية في منطقة القرن الأفريقي التي تشمل الصومالوكينيا وإثيوبيا.. وحذر المدير الإقليمي للمنظمة فران إيكيزا من عدم تقدير حجم الكارثة وإضاعة الوقت الذي يمكن أن يفاجئ العالم كله بكارثة غير مسبوقة في المنطقة المذكورة، متهما العديد من الجهات بالتقاعس عن تقديم العون اللازم.. ولفتت الأنباء إلى أن الوضع الإنساني في الصومال بات يقترب من الكارثة وسط مشاعر استياء عام من المواطنين المتضررين من الجفاف الذي دفع بمئات الآلاف منهم للتوجه إلى معسكرات النازحين في كينيا وإثيوبيا.. وتوقع أن يكون الإعلان بمثابة تحذير جدي من الأممالمتحدة بأن كارثة المجاعة تهدد مناطق واسعة من الجنوب بسبب تراجع المحاصيل الزراعية وتوقف المساعدات الإنسانية وغياب التمويل اللازم لمشاريعها الإنسانية في الصومال، علاوة على عدم استقرار الوضع الأمني. يذكر أن تقريراً للأمم المتحدة أفاد في وقت سابق بأن أكثر من عشرة ملايين شخص تضرروا ويحتاجون لمساعدة طارئة من بينهم أكثر من مليوني طفل يعانون من سوء التغذية في الصومال.. وأضافت الأنباء أن الأنظار تتوجه الآن إلى الدول العربية لإقامة جسر جوي لتوفير المساعدات الغذائية العاجلة لإنقاذ المتضررين تحسباً لتفاقم الوضع الذي لا يمكن السيطرة على نتائجه لاحقاً.. وفي هذا السياق قررت جامعة الدول العربية رصد مبالغ مالية فورية من حساب الأمانة العامة من أجل تقديم مواد إغاثة طبية وغذائية للمتأثرين بالجفاف في الصومال. وقال الأمين العام للجامعة نبيل العربي في بيان أصدره أمس الأول إنه سيجري توزيع هذه المبالغ خلال الأيام القادمة عبر بعثتي الجامعة العربية بالعاصمة الصومالية مقديشو والعاصمة الكينية نيروبي وبالتنسيق مع الهيئات الدولية المعنية. وحث بيان الجامعة كل الأطراف الصومالية المعنية على تسهيل توصيل المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها دون أية إعاقة أو تأخير.. داعياً جميع الدول العربية والمنظمات العربية المتخصصة وفي مقدمتها جمعيات الهلال الأحمر ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لمساعدة المتضررين بالجفاف في الصومال والمساهمة بالجهود الجارية لإنقاذ النازحين واللاجئين.