صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و439 منذ 7 أكتوبر    "أوبك+" تتفق على تمديد خفض الإنتاج لدعم أسعار النفط    ولي العهد الكويتي الجديد يؤدي اليمين الدستورية    رصد تدين أوامر الإعدام الحوثية وتطالب الأمم المتحدة بالتدخل لإيقاف المحاكمات الجماعية    شبكة مالية سرية لتبييض الأموال وغسلها والتحكم بمفاصل اقتصاد اليمن    الملايين بالعملة الصعبة دخل القنصليات يلتهمها أحمد بن مبارك لأربع سنوات ماضية    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    ريال مدريد يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا    بالصور.. باتشوكا يحصد لقب دوري أبطال الكونكاكاف    جدول مباريات وترتيب مجموعة منتخب الإمارات في تصفيات كأس العالم 2026    جماعة الحوثي تطلب تدخل هذا الطرف الدولي لوقف تصعيد الشرعية وقرارات "مركزي عدن"    ضربات هي الإعنف على الإطلاق.. صحيفة تكشف عن تغير أسلوب ''التحالف'' في التعامل مع الحوثيين    بالصور: اهتمام دبلوماسي بمنتخب السيدات السعودي في إسبانيا    يقتل شقيقه بدم بارد.. جريمة مروعة تهز مارب    القبض على أكثر من 300 أجنبي في مديرية واحدة دخلوا اليمن بطريقة غير شرعية    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    الانتقالي الجنوبي ثمرة نضالات طويلة وعنوان قضية شعب    ازمة الانتقالي الشراكة مع الأعداء التاريخيين للجنوب العربي الأرض والإنسان    كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    تجدد مواجهة مصيرية بين سكان صنعاء و الحوثيين    ما خطورة قرارات مركزي عدن بإلغاء العملة القديمة على مناطق سيطرة الحوثيين؟.. باحث اقتصادي يجيب    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    خراب    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مارب ليست زنجبار وهي بعيدة عن القاعدة كبعد الشمس عن كوكب الأرض
الشيخ مفرح بحيبح:
نشر في الجمهورية يوم 01 - 01 - 2014

هذا الشيخ من قبيلة مراد، وهو يتمتع بفراسة وذكاء البدوي الغني عن التعريف.. ناصري قديم، هادئ وحذر، وفي هذا اللقاء استرسل الشيخ مفرح بحيبح في الحديث عن المستقبل وكان مفرطا في التفاؤل.. تحدث عن رداع وزنجبار ومارب، ونصح علي عبدالله صالح بأن لا يعود، ثم نصح أيضاً المتورطين في قتل شباب الثورة السلمية أن يسلموا أنفسهم للقضاء، قائلاً: ”لا تظنوا أن الحصانة ستنفعكم”.
 بمرور سنة على الثورة اليمنية، وبهذه المناسبة ما هو انطباعك الأول عن هذا التحول الكبير؟
أولاً أحييك من أعماق قلبي، ثم أترحم على ارواح الشهداء وأدعو الله أن يمن بالشفاء العاجل للجرحى.. في الحقيقة احتفال اليمنيين بمختلف تنوعاتهم وتوجهاتهم بعام الثورة الاول دليل قاطع على نجاح ثورة الشعب اليمني العظيم، الاحتفال يمثل تغييرا كبيرا في واقع المجتمع اليمني، لأننا مررنا بفترة لا نستطيع فيها لا ان نتكلم ولا ان نتجمع كي نغير واقعنا بهذه الصورة وبهذا الوعي الذي لا نظير له، حيث أدهش العالم اجمع وأذهلهم.. وهذا الاحتفال اليوم يعيد لنا ثقتنا بأنفسنا ومكانتنا بين الشعوب والأمم في البحث عن الحرية والمساواة والحياة السعيدة، ونحن اليوم نحتفل بتحقق هذه الاهداف وستتحقق البقية بإذن الله تعالى، ويعلم الآخرون أنه لا يمكن ان تعود هذه الثورة الى الوراء ابداً، بل ستنتقل من طور الى طور ومن مرحلة الى مرحلة حتى تقوم الدولة القوية في هذا البلد الكبير صاحب التأريخ المجيد.. لن تتراجع الثورة ومن يعتقد ذلك فهو واهم واهم ومجنون، لن تتراجع ثورة اليمن وانما ستنجز اهدافها، وقد انجزت الكثير وما بقي الا ان تكمل تحقيق بقية الاهداف التي هي اساسا من عمل الدولة والحكومة في المرحلة المقبلة ومن عمل أولي النهى والنخب السياسية والقادة الكبار، لكن الهدف الرئيسي تحقق والحمدلله.. وقد رأينا علي عبدالله صالح وهو يودع الحكم ويصعد سلم الطائرة بقناعة تامة كما فعل بن علي ومبارك من قبله. علي عبدالله صالح غادر اليمن هذه المرة وهو مقتنع قناعة تامة، في اعتقادي ان كل شيء انتهى، وان لا خيار أمامه الا الرحيل عن رئاسة الجمهورية اليمنية، وسواء عاد أو بقي، عاش في اليمن او في المنفى لن يستطيع ان يعرقل مسيرة الحياة ابداً، وأنا انصحه ان يعيش له خارج اليمن افضل.. خلاص الرئيس صالح قنع من الكرسي وغادر مقعده الرئاسي يوم وقع بقلمه على المبادرة الخليجية في الرياض.. نحن الآن في المرحلة الانتقالية للعبور الى دولة النظام والقانون دولة المواطنة المتساوية دولة الوحدة والعزة والكرامة والعدل والحقوق.. ليكون القانون هو الحكم بين الناس وليس المكانات الاجتماعية أو المناصب، ليكون الفارق هو من يعمل افضل يحكم افضل ويبقى أطول كما يحدد ذلك الدستور والقانون ومن يسيء ويقصر في حق شعبه وأمته يطلع برا، وتكون الانتخابات بالبرامج وعلى اساس البرنامج، ويصبح الوصول الى السلطة عبر صناديق الاقتراع الحر والسليم والشفاف وليس على ظهر الدبابة وبقوة السلاح والمال.. لقد حقق الشعب اليمني ما لم يكن يتوقعه العالم، والمجتمع الدولي والاشقاء تصرفوا تجاه هذا الشعب بمسؤلية أخلاقية عظيمة وسوف يحسب لهم التاريخ والشعب اليمني هذه الوقفة الى جانبه، والشعب اليمني صاحب معروف.
 برأيك وبعد اكثر من عام على الثورة، من الذي نجح هل حكمة الساسة أم حماسة الشباب؟
نجحت كلتا الفكرتين، الساسيون أدوا ما عليهم وتصرفوا بطريقة السياسي وبحكمة وروية ودهاء، على مستوى الوطن، على مستوى الإقليم، على مستوى العالم، والشباب في الساحات ثبتوا وناضلوا كثوار وكشباب وكانت النتيجة أن اثمرت العمليتين؛ حكمة السياسي وحماسة الشباب.
وكان الشباب هم القوة التي دعمت الارادة السياسية التي كان السياسي معتمداً عليها ويستمد قوته منها، وهم الذين قدموا التضحيات ودفعوا أرواحهم رخيصة من أجل بلدهم وشعبهم وكرامتهم ، وأرواح شباب اليمن ليست رخيصة بل انا أعتبر هؤلاء هم افضل شهداء اليمن وافضل ما انجبت هذه الارض المباركة في تأريخها الطويل، نسأل الله ان يحقق كل أهداف وأمنيات هذا الجيل من شباب اليمن وشاباتها.. هم من استطاعوا ان يخرجوا ويجبروا علي عبدالله صالح ان يخرج بهذه الطريقة التي خرج بها، اما نحن كآباء فقد فشل جيلنا وأخفق ولكن الله منحنا رؤية هذه اللحظة التأريخية التي لم يكتب الله للبعض ان يستمتعوا بمشاهدها، بل كتب عليه ان يكون مع الباطل ومع الظالم المستبد وإنا لله وإنا إليه راجعون، وفي اعتقادي لولا وعي وارادة وادراك الشباب لن يستطيع السياسيون ان يحققوا أي انجاز.
الرئيس علي عبدالله صالح غادر قبل أيام الى عمان ومن هناك الى امريكا، ما هو تعليقك على هذه الرحلة، هل تعتبره وداعاً أخيراً، رحلة علاجية، أم المنفى؟
أنا اعتقد ان مغادرته البلاد جزء من المخرج، خروج هذا الرجل من البلاد سيساعد على انجاز العملية السياسية، ومن وجهة نظري ان علي عبدالله صالح وصل الى قناعة ان الثورة انتصرت وستحقق اهدافها، ولهذا قرر ان يترك البلاد وغادر قانعاً مقتنعاً.
اعتقد انه وصل الى هذه القناعة النهائية. هو غادر الى امريكا يتعالج هذا اكيد، وإن عاد الى اليمن فلن يزيد ولن ينقص، اللهم المشكلة هي؛ انه انطباع في اذهان الناس ان علي عبدالله صالح خلال 33 سنة انه لا يزال قادراً أن يعمل ويردد البعض المخاوف؛ سيعمل سيترك سيصنع، لكن الحقيقة التي انا متأكد منها وكل من يعرف علي عبدالله صالح أو لا يعرفه حتى انه لن يستطيع ان يعمل شيئاً يعيد العجلة الى الوراء ابداً. هذا مستحيل، انتهى كل شيء، انتهى كل شيء..
حكم علي عبدالله صالح انتهى يا ابني، انتهى عمليا بتوقيعه المبادرة الخليجية وسيعمد ذلك الشعب اليمني ريفه وحضره يوم 21 فبراير القادم بانتخاب رئيس بديلا عنه.. وحتى هذه الانتخابات الرئاسية هي اجراء بروتوكولي واسقاط لشرعية نظام علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن 33 سنة، أما عمليا فعبدربه منصور يمارس سلطة الرئيس الدستورية كلها.. ونحن نقترب كل يوم من يوم 21، وهذه الانتخابات ستعيد الشرعية الدستورية للشعب وللرئيس الجديد الفريق المناضل المحنك الصبور عبدربه منصور هادي الرئيس التوافقي، الذي توافق عليه الشعب اليمني والاقليم والعالم ولم يحصل هكذا مثله من قبل إجماع الكرة الارضية كلها عليه (ضاحكا) ويعقد اليمنيون كل آمالهم على هذا الرجل وهو جدير بتحمل هذه المسؤلية الكبيرة والشعب سيكون عونا له بإذن الله.
 هل انت متفائل يا شيخ وترى ان الطريق ممهدة الى هذا اليوم اكثر من أي وقت مضى؟
الواحد يتفاءل خيراً ويتوقع كل شيء، لكن الطريق تقريبا ممهدة ومبرحة من المطبات الكبيرة والمتاريس الضخمة، ومهما كانت المعوقات التي لا تزال في طريق الانتخابات، لكنها لا تعرقل التغيير ولا تثني مسيرة الثورة عن طريها المرسوم، لن تعيق الانتخابات اطلاقاً، وستتم الانتخابات في موعدها وستدخل اليمن مرحلة جديدة.
ما رأيك بقانون الحصانة؟
الحصانة في حد ذاتها هي سيف ذو حدين، فمن جانب هي مخرج لليمن بحفظ الدم والاكتفاء بما قد اريق من دم، الى هنا وبس، أو كان امامنا خيار ثاني؛ ان نترك المبادرة الخليجية وندخل في دماء الى ان يعلم الله الى أن قد تصير اليمن وتصبح، وكان عقلاء اليمن العالم يدفعون نحو الخيار الاول وقد نجحوا يرحل الرئيس ويدوا له حصانة مش مشكلة.. لكن الناس كلها بما فيهم قيادة المؤتمر عارفين ان الحصانة لن تمنع الوصول الى العدالة ولا يمكن أن تعفي أي مجرم او متورط في دماء بني آدم، فالمبادرة الخليجية هي لا تحمي من قتلوا الناس وارتكبوا الجرائم بحق الشباب، لأن صاحب الحق ولي الدم، وهو دون غيره، المعني بالمسامحة او الملاحقة وراء غريمه، وانا سألت قانوني كبير عن الحصانة هل معناها اسقاط لحقوق اولياء الدم قال لي ابداً، يستطيع أي صاحب حق ان يتقدم بدعوى مثبتة سواء امام القضاء المحلي او الدولي في أي دولة وسيحصل على حق، هذه حقوق شخصية، والله سبحانه وتعالى يتسامح في ما له عند الناس، ولكن حقوق الناس على بعضها البعض لا يعفي احداً في ما له للناس على بعضها البعض اطلاقا، والدليل على ذلك انه حتى الدَّين من مات وعليه دين لا تبرأ ذمته الا اذا سدد عليه اقرباؤه او يسامحه صاحب الحق اما الله فلن يسامحه لأنه حرم الظلم على نفسه.. قانون الحصانة هو مخرج لعلي عبدالله صالح، لكن أن يحميه من حقوق الناس من دماء الناس لن يحميه اطلاقا اطلاقا اطلاقا وكان الأفضل له ان لا يصر على طلب الحصانة، ان يقول مثل ما قال علي محسن انا مستعد أمثل شاهد أو متهم أمام القضاء.. ثم اننا كيمنيين، لو افترضنا انه ما أحد انصف الناس، ونحن لا نريد هذا التفكير، فأنا أؤكد لك انه من قتلوا الناس سيقتلون في بيوتهم، فلا يعتقدون انهم في مأمن اولاً من عقاب الله ولا في مأمن من أولياء دم المجني عليهم.. نحن لا نريد الثأر، نحن نريد تحقيق المصالحة الشاملة وتحقيق العدالة والاعتذار لأقارب الضحايا وتعويضهم، هذا افضل طريق، ولكن على المتورطين ان يتأكدوا اننا كيمنيين الواحد يجلس يبحث عن دمه ثلاثين اربعين سنة وبعضهم يجلس يدور غريمه مائة سنة.. هناك مجرمون تورطوا وارتكبوا ابشع وافظع جرائم القتل بحق شباب سلمي وكانوا يقنصون رؤوسهم بقذائف الآر بي جي والميم ط اين سيذهبون، عليهم ان ينصاعوا للمحاكم وسيكون القانون والقضاء هو هو الفصل، الذين فعلوا تلك الجرائم البشعة لن يفلتوا من العقاب وعليهم ان لا يركنوا الى الحصانة، تلك الدماء وتلك الرؤوس وراءها عوائل وأسر وأقرباء، القانون هو افضل طريقة تسلكها الناس وسيكون القانون ارحم بهم من غيره.
 علي محسن الاحمر قال انه مستعد ان يخضع امام المحكمة، وهو احد كبار معاوني صالح طيلة حكمه الممتد 33 عاماً، مارأيك؟
هذه مبادرة كويسة من اللواء علي محسن، الذي قلت لك اني أحترم وأجل موقف هذا الرجل المساند لثورة الشعب، وهو قال انه على استعداد أن يقف امام المحكمة إما مطلوب او شاهد، وهذه تعتبر منه مبادرة شجاعة ومحل تقدير، ونتمنى ان يحذو حذوه كل المسؤلين، وعليهم ان يكونوا شجعاناً ويقولوا مثله.
ما رأيك بما يحصل في المؤسسات الحكومية من انتفاضات عارمة، امتدت الى الجيش والوحدات العسكرية؟
ما يحصل شيء طبيعي لو انت مطلع على حجم العبث الحاصل والظلم النازل على الموظفين والجنود في تلك القطاعات الهامة التي صارت تابعة لأسر بعينها يتصرفون فيها وبها كما يشاؤون، ما يحصل عمل جبار وهو يعتبر استكمالاً للثورة اليمنية الجبارة، وهذه هي الثورة الحقيقية على الفساد والعبث الذي لا حدود له، والجميل في الأمر ان الموظفين والجنود ينتفضون بوعي ذاتي ودوافع صادقة لأن بعض المؤسسات والقطاعات الحكومية كما قلت لك تحولت الى ما يشبه المحميات او المملكات الشخصية لبعض النافذين الذين مارسوا الظلم بدون رقيب ولا حسيب عليهم بعضهم لأكثر من اربعين سنة وصارت اقطاعية لم يحصل مثلها في تأريخ أي دولة ولا أي نظام على الاطلاق.. انا أحيي وعي شعبنا وشبابنا مدنيين وعسكريين الذين صبروا وتحملوا وقالوا ان للصبر حدوداً، ما يحصل اليوم شيء يثلج الصدر ويبشر بمستقبل واعد ومشرق بإذن الله.
إذا انتقلنا الى موضوع القاعدة، ما قصة الإمارات التي بدأت تظهر هنا وهناك برأيك، خصوصا وهي تتركز بالقرب من منكم، وتتجه شرقاً؟
القاعدة موجودة في اليمن، ليس كما يهولونها، توجد قاعدة، ولكن قيادتها موجهة وتدار بريموت نظام علي عبدالله صالح الأمني، هناك تنسيق واضح واختراق لصفوف تنظيم القاعدة، وكان علي عبدالله صالح يتكسب من وراء ذلك، يحركها من بقعة الى بقعة كلما دعت الحاجة، ساعة يقربها من البحر كما في أبين يفجع الامريكان وساعة يقربها من مارب وحضرموت يفجع السعودية وهكذا، القيادات في تنظيم القاعدة اغلبهم يشتغلوا معه لكن الافراد العاديين والبسطاء المغرر بهم في تنظيم القاعدة كثير منهم يندفعون بعقيدة قتالية انتحارية وليسوا مدركين ما يحصل في قياداتهم النظام من تنسيق، ولو عندهم ادراك وفهم وحسابات إن ما يفجروا انفسهم ويعتقدوا انه جهاد في سبيل الله..
مش معقول تتحرك القاعدة في الوقت الذي يريد علي عبدالله صالح ثم تهدأ في الوقت الذي يريد، هو يبتز بها العالم والإقليم وبالوسيلة نفسها يبتز المعارضة ويفجع الشعب، هو يعتقد ان السياسة فجاع وتخويف، ويخوف الخارج ويخوف الشعب من ان المستقبل بدونه معناه عصر القاعدة والارهاب والتمزق والجوع والبرد والزلازل والبراكين (ضاحكا)، وتتذكر في بداية الثورة كلامه من ان أبين ستصبح إمارة وان حضرموت ستذهب والجنوب سينفصل وشمال الشمال سيذهب، كان الرجل مجهزاً في رأسه قصصاً وحكايات مفضوحة وما يقدرش يسكت، والعالم كله يعرف كيف سلم زنجبار للقاعدة وكيف وجه الأجهزة الامنية بالانسحاب وتسليم السلاح لأنصار الشريعة وللقاعدة وللجماعات المسلحة.
ما حصل في رداع شيء واضح، حيث التواطؤ الأمني كان قائماً وحتى ان مسؤلين غربيين، كما سمعنا، ابلغوا المسؤلين والمقربين من صالح ان هناك تواطؤاً واضحاً ومؤكداً.. هذه ألاعيب علي عبدالله صالح، ونحن ندركها بشكل جيد، واصبح اليمنيون يفهمونها ولا تنطلي على أحد وما عادش نافع له، خلاص.. الشعب اليمني قبائل واحزاباً ورجال دين يمقتون العنف ويرفضون القاعدة، ولا يمكن ان يقبلوا بها ابداً، وسيقفوا لها بالمرصاد وانا على يقين ان المستقبل سيخلو من هذا الفكر ومن هذه المسرحيات، هناك وجود للقاعدة لكن محدود ومحصور وليس بالشكل المبالغ فيه والمضخم.
هناك من يقول ان مارب هدف لتنظيم القاعدة...؟
(مقاطعا).. مارب بعيدة عن القاعدة كما الشمس بعيدة عن الأرض. مارب محافظة نظيفة ومتحضرة ومتمدنة، ولكن النظام كرس صورة سلبية عن ابناء مارب وصورهم على انهم قطاع طرق ومتخلفون وهمج وأجلاف وقتلة وضد الدولة وانهم تنظيم قاعدة وهمج وغيرها من الأكاذيب.. مارب تعتبر مصدر الحضارة اليمنية وهي المنبع الأساس للدولة اليمنية قبل ما يعرف العالم المتقدم اليوم أي شيء عن العدل. أهل مارب رجال دولة وليسوا همجاً، ولا يمكن ان تقبل عاصمة الملكة بلقيس بان تصبح عاصمة لتنظيم القاعدة، ولا أن تتحول الى وكر للإرهاب..
قبائل مارب كلها حماة للارض وللتأريخ اليمني وللثروة، وان تواجدت عناصر معدودة من القاعدة في بعض مديريات مارب فلن تستطيع ان تعمل شيئاً وتنظيم القاعدة يعرف ان مارب ليست زنجبار، مع ان قبائل أبين ايضا ندمت وتكبدت خسائر فادحة بسبب التساهل واللامبالاة وعدم التنبه للعبة القاعدة من البداية، لكن أثبتت أبين برجالها المخلصين انهم قادرون على استئصال هذه النبتة الخبيثة التي حاول علي عبدالله صالح ان يزرعها في قلب هذه المحافظة الأبية، وانا اتوقع ان تختفي قاعدة ابين قريبا من المشهد، هذه محافظة نائب الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع وغيرهم من الابطال والشخصيات الوطنية المؤثرة اليوم في المشهد السياسي.. سوف يولي الرئيس الجديد محافظة أبين عناية خاصة وأهلها ايضا سيتصرفون بمسؤلية في المستقبل فيما يخص الأمن بالذات.. أهل أبين هم أكثر محافظة عانت من التسيب والانفلات الأمني المتعمد من الدولة، حيث انتشرت العصابات على امتداد الطرق والمديريات النائية وخصوصا على الطريق الحيوي الذي يربط عدن بالشرق. وكانت الناس تناشد الدولة وتطلبها ولكن لا مجيب، اليوم ستكون أبين دخلت عهداً جديداً مستقراً وآمناً وخالياً من القاعدة والعصابات وقطاع الطرق، أنا أؤكد لك ان الدولة اليمنية الحديثة ستدشن عهدها في الأمن والاستقرار والهدوء من أبين، لأنها تحتل اولوية قصوى، ليس لأنها محافظة نائب الرئيس عبدربه منصور، ولكن لأن أي أحد غيره سيفعل هكذا.. انا متابع لما يحصل في ابين من عدة سنوات، كان هناك تسيب أمني ومحاولة مبكرة لخلط الاوراق داخل هذه المحافظة الجنوبية الهامة والحيوية، ذلحين الرئيس من عندهم واهل دثينة ادرى بشعابها.
يا شيخ بالعودة الى رداع، هل يمثل وجود القاعدة هناك خطورة كبيرة؟
لا .. المسألة كانت بسيطة، هم دخلوا اولاً يفتحون مسجد عامر بن عبدالوهاب الطاهري المغلق بس وكان معاهم مطالب تقريباً، وقد تعاملت معها القبائل هناك بحنكة وهدوء وايضا بحزم وتجنبوا المواجهة، رجال البيضاء كانوا محتشدين ومطوقين المدينة من كل جانب, لم تستطع القاعدة ان تتحرك شبراً واحداً، لا شمال ولا يمين، كل شيخ وكل قبيلي كان مسؤلاً عن ربعه وعن منطقته، وطوقوهم حتى صاروا في متناول اليد، ولا خوف من القاعدة في المستقبل، قبائل البيضاء يتمتعون بوعي وطني كبير ونادر، وهم متيقظون لكل شيء، رداع تعاني من الثأر اكثر من أي بقعة والبيضاء تشتي دولة مدنية لأنها محرومة مثل مارب.. استطيع أن اقول لك اليمن من اقصاها الى اقصاها مفتحة عيونها، والله ما تدي القاعدة خطوة، اليمنيون يا ابني خرجوا وانتفضوا يشتوا دولة مدنية حديثة، مش خرجوا يشتوا تنظيم القاعدة اعقل، اذا لم تتحقق الدولة المدنية، دولة المؤسسات بطرق سلمية فكلنا مستعدون أن نقاتل من أجل ان نوجد هذه الدولة ونخلقها بالقوة، اليمن تعبت من حكم العوائل والأسر والحكم الفردي الاستبدادي .. ضحينا بخيرة شبابنا المتعلمين من أجل ايش؟ من أجل يجي يحكمنا انصار الشريعة أو تنظيم القاعدة! هذا كلام لا معنى له.. انا شخصيا متفائل جدا بنجاح الحل السلمي وبقدوم الدولة اليمنية الحديثة، لأن كل حزب وكل سياسي وكل ضابط وكل شيخ يريدها، صحيح متوقع حدوث مشاكل وحوادث عارضة هنا وهنا وزوابع لابد منها، لكن لن تحول دون اجراء الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير القادم.. الشعب الذي خرج لطرد علي عبدالله صالح هو نفسه وذاته لا يزال في الساحات حتى يجلس عبدربه منصور هادي على عرش تبع أسعد الكامل وملوك حمير وسبأ وذو ريدان.. واليمنيون معولون على الفريق عبدربه منصور كل خير، ويبدو انه محنك وصاحب ارادة وطنية وعزيمة قوية هذا مؤكد، وصدقني ان الشعب كله سيمده بالقوة، اذا اخلص لله ثم لوطنه الذي كان يكاد يتمزق شذراً مذراً لو تأخر علي عبدالله صالح سنة واحدة في الرئاسة.. لكن الله لطف بهذا الشعب وألهم اليمنيين وبعثهم من جديد.
لكن يا شيخ التقطعات للنفط والغاز في مارب لا تتوقف والاعتداءات على ابراج الكهرباء قائمة، وانت من وجهاء مارب وتقول هذا الكلام عن ان الشعب سيسند الرئيس والحكومة، هل ترى في الكلام شيئاً متناقضاً؟
لا.. أهل مارب ليسوا قطاع طرق، كما قلت لك، وما يحصل هي حوادث عارضة مشينة ومحل ادانة وشجب كل ابناء هذه المحافظة الأبية، ومن الخطأ والظلم والتجني الحكم على كل ابناء مارب من خلال حادث عرضي من هذه الحوادث.. ما يحصل يمكن تفسيره بثلاثة اتجاهات: الاول بسبب ثقافة متخلفة أجبرهم عليها نظام علي عبدالله صالح يلجأون لهذه الامور للضغط على الدولة لتحقيق وعود وبسبب الاحباط والفقر والبطالة، وهذه حالات شاذة ونادرة الحدوث.. والجانب الثاني؛ عناصر مدفوعة بتوجيه أمني لعرقلة عمل الحكومة وخلط الاوراق وربما لعرقلة الانتخابات الرئاسية، وهذه الحالة لو يحصل تحقيق صادق ومسؤول وجاد ستكتشف للناس من وراءها ومن يقف وراءها ومن هم وهي.. والثالثة: هناك افراد لا يشعرون بمسؤولية ويرتبطون بعلاقة خفية بالأمن يختلقون أية دعاوى ويقدمون على ذلك الفعل ليس لخدمة انفسهم ولكن متعمدين تكريس الصورة السلبية عن مارب وابنائها وخلق صورة قبيحة ومحرجة عن هذه المحافظة الحيوية والسياحية.. نحن ندين ونشجب ونستنكر ونرفض كل هذه الاعمال وندعو كل قبائل مارب وعقالها ومشائخها وكل رجالها الغيورين ان يقفوا لكل من يشوه وجه مارب بالمرصاد، مارب لن تكون قاطعة طريق ولا ضد الدولة ابدا، وانا على ثقة مطلقة ان كل هذه الحوادث ستختفي بعد 21 فبراير، الدولة حاضرة في أذهان قبائل المنطقة الشرقية منذ آلاف السنين والقرآن شاهد والتأريخ والمآثر، وهذه الحوادث محرجة لنا ومزعجة..
وانا من خلالكم اوجه أسئلة لقبائل مارب رجالا ونساء شيوخا ومثقفين وسياسيين وعقالاً: هل يرضيكم ان يقول الناس عن مارب التأريخ والانسان والسد والعرش والمعبد أنهم عبارة عن قطاع طرق؟ لقد آن الأوان يا أهل مارب ان تقدموا الصورة الحقيقية عن الانسان الماربي وان لا تسمحوا للعابثين بسمعتنا والمتكسبين من وراء افعالهم الشنيعة ان يستمروا في العبث.. اذا كنتم ترفضون الصور السلبية عنكم وعن ابنائكم ومحافظتكم وتأريخكم العظيم فلتنهضوا ولتوقفوا الذين يفجرون خطوط الكهرباء وانبوب الغاز والنفط وغير غير ذلك..
يا أهل مارب، يا مشائخ مارب، انا أدعوكم عبر هذه المقابلة الى ان تسجلوا للتأريخ المواقف الكبيرة الوطنية والصادقة والمشرفة.. التاريخ اليوم يكتب ويوثق هذه المرحلة بحروف من نور فحذارِ ان يكتب التاريخ للاجيال ان مارب عرقلت الدولة اليمنية الحديثة وكبدت اليمن خسائر فادخة بسبب مثل هذه الاعمال التي لا يقرها لا شرع ولا عرف ولا عقل ولا هي من شيم العرب ووقفت في طريق الوفاق والتغيير.. على أهل مارب ان يبرهنوا للرأي العام انهم عكس ما يقال عنهم، مطلوب من قبائل مارب في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن ان يعلنوا لليمن من اقصاها الى اقصاها ان النفط والغاز والكهرباء في أمان وبحماية القبائل الماربية الأبية، ولن تمتد اليها أية يد عابثة.. يجب ان تصحح مارب الصورة الخطأ المرسومة في اذهان الناس التي رسمها النظام البائد بقصد التشويه ،انا ادعو قبائل مارب كلها ان تعلن بيانها التأريخي الموحد بأنها حارسة لتأريخ اليمن وثروتها وأنها بريئة من كل ما قيل عنها في السابق وما رسم عنها من كلام كاذب ومن تشويه متعمد وحاقد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.