أصبح التوقف المفاجئ للدوري العام لكرة القدم بعبعاً اتحادياً خالصاً يرعب به كل موسم رياضيي الأندية التي نصنفها بأندية النخبة والممتازة أو المحترفة،فالدوري يبدأ بلاعنوان محدد،ويمر بمراحل انقطاعات وتوقفات كل عام لدوري الأولى ويترتب عنه أيضاً توقف الثانية والثالثة بحسب المزاج العام للاتحاد الكروي الذي يتفنن في تقطيع أوصال بطولة كروية نضعها في المركز الأول من حيث الاهتماموالأهمية في الجدوى المرجوة لإفراز منتخب يمني قوي للمشاركة في استحقاقات آسيوية.. لكن الآمال تخيب وتصطدم بآلية بالية ينتهجها اتحاد القدم لتسيير الدوري بعشوائية الذي يواصل مسلسل التأجيلات والتوقيفات غير المبرمجة, والمفتقدة للمنهجية المعمول بها في كل بلدان العالم النامية أو المتقدمة كروياً.. فقد أعلنت لجنة المسابقات باتحاد القدم إيقاف الدوري ابتداءً من الجولة الثامنة عبر تعميم برسائل قصيرة لهواتف الإدارات دون سابق إشعار كبداية لاستنساخ الموسم الفائت. «الجمهورية» رصدت الأضرار الناجمة عن إيقاف الدوري ابتداءً من أسبوعه الثامن وعن ذريعه لتزامنه مع الانتخابات الرئاسية المبكرة.. استطلعنا آراء الأجهزة الفنية لأندية المحترفين المنضوية تحت بطولة دوري الدرجة الأولى..وحصلت على إجماع المدربين بوجود أضرار فنية ونفسية ومالية على الفرق وأنديتها.. وهذه آراؤهم الذين بلغ عددهم عشرة مدربين وباستثناء المدربين الأربعة وهم: المصري محمد حلمي مدرب أهلي صنعاء لسفره إلى مصر, وشرف محفوظ للتلال, وعمر باشامي لشعب حضرموت, وكلاهما قدم استقالته من التدريب للفريقين, والمدرب وائل غازي للهلال الساحلي الذي أغلق هاتفه الجوال..وهذه حصيلة الرؤية الكاملة لمدربي«العروبة الشعب إب الاتحاد الوحدة الشعلة أهلي تعز الطليعة الشعب صنعاء شباب البيضاء نجم سبأ ذمار). نفيعي«العروبة»: التوقف فرصة لتجهيز فريقي حامل اللقب العروبة يدربه الكابتن محمد النفيعي وقاده الموسم الفائت إلى حصد أول بطولة لهذا الفريق في أول ظهور له في دوري المحترفين..شدد المدرب الوطني محمد النفيعي في حديثه حول توقف الدوري على أن التوقف لمدة أسبوع واحد سوف يفيد بعض الأندية لتعوض الاستعداد الضعيف الذي خاضت به مسابقة الدوري, ولترتب أمورها وتصوب أخطاءها, وتعيد حساباتها..مستدركاً:أن التوقف أكثر من أسبوع يمكنه أن يؤثر سلباً على لاعبي الفرق فنياً ونفسياً ومعنوياً..وأيّد النفيعي الاتجاه إلى إيقاف مباريات الأسبوع الثامن مادام ذلك من أجل الانتخابات وأن هذا واجب وطني واستحقاق مهم لليمن،وبالتالي قد يفيد التوقف فرقاً انهزمت لكنها جاءت لها فرصة ولابد أن تستثمرها..مؤكداً أن فريق العروبة لديه استحقاق آسيوي وهذا التوقف يعد فرصة لتجهيز الفريق أكثر وقال: فريقي جاهز والدليل أننا حققنا فوزاً مهماً على فريق كبير خارج ملعبنا وهو الهلال،وأنا غير مقتنع أن التأجيل من أجل بعض الأندية, هذه وجهة نظري تجاه خطوة اتحاد القدم. - مجذور(أهلي تعز): مثلما كان التوقف مفاجئاً فالاستئناف سيكون كذلك وفي تعز أظهر المدرب الوطني عبدالعزيز مجذور مدرب أهلي تعز مناهضته للعشوائية للتعميمات الاتحادية المفاجئة وقال: مثلما جاء التعميم بالتوقف مفاجئاً فإن الاستئناف سيكون مفاجئاً وهذا سيؤثر سلباً على الفرق واللاعبين فالجانب الفني سيتحول إلى السيء ومثله الجانب النفسي والقرار إذا لم تكن له مبررات حقيقية..فالروح المعنوية التي كانت 8% مثلاً ستنقص إلى 60% أو أقل لأن اللاعب في رأسه هاجس إمكانية التأجيل الطويل..وقال الكابتن مجذور: بالنسبة لنا في أهلي تعز كنا جاهزين للسفر إلى عدن وفي لحظة يأتينا إعلان اتحاد القدم، تأجل الدوري.. وأضاف: إن كانت الأسباب أمنية وهناك تداعيات ضارة فيتم التوقيف حفاظاً على أرواح اللاعبين وسلامة الفرق.. فالاتحاد الآسيوي يمنع اللعب على ملاعب فيها قلاقل واضطرابات ونقلها إلى ملاعب آمنة..وأشار مجذور إلى أن الجو لايزال غير نظيف ومرشح للمزيد ولابد من التواجد الأمني الملائم حتى نهاية الانتخابات.. والاهتمام بإيجاد الظروف المناسبة لإستئناف الدوري دون تكرار التوقفات والاستئنافات المفاجئة للأندية. مكرم الطليعة: اللاعبون يصابون بالنزيف الفني والنفسي أما مدرب طليعة تعز الكابتن نبيل مكرم أوضح رأيه بشأن توقف الدوري قائلاً: إن هذا يضر أغلب الفرق وقد يتسبب لها بالتراجع مشيراً إلى أنه إذا كان التوقف لتزامنه مع الانتخابات الرئاسية المبكرة فلا بأس والأهم أن لايتخذ الاستحقاق الانتخابي ذريعة يميل لصالح بعض الفرق فيعتبر أسلوباً غير شريف من قبل الاتحاد..وأضاف بن مكرم: وفي حال تم ترحيل بعض الجولات أوتأجيلها أو حتى التوقف الطويل المدى غير المعلوم الاستئناف فإن ذلك يضر الأندية ويخسرها جهودها وأموالاً لأنها ستظل تدفع للاعبين بانتظار موعد استئناف الدوري مثلما حدث الموسم الماضي وتلخبطت الأمور..وحول تأثير ذلك على الناحية الفنية أكد المدرب الوطني نبيل مكرم أن التوقف المفاجيء يسلب اللاعبين جاهزيتهم نتيجة للتراجع المتوقع والهبوط المعنوي والفني وكذا يقلل من الروح المتحفزة للاعبي الفرق التي تطور أداؤها وحصدت نتائج إيجابية..وتساءل بن مكرم المدرب الطلعاوي: إذا كانت النية مبيتة لإيقاف الدوري فقط من أجل النزيف النفسي والمعنوي لفرق محددة فإنها حسابات غير شريفة، كما أنها ليست جديدة على اتحاد القدم الذي أوقف الدوري مفاجأة خدمة لفرق خلال المواسم السابقة التي علمها الجميع..والله يجيب العواقب سليمة على الأندية والكرة اليمنية. نزيلي اتحاد إب: إذا تورط اتحاد القدم وجبت الثورة عليه الكابتن وليد النزيلي مدرب اتحاد إب كان جريئاً في طرحه وشجاعاً في تناوله لقضية التوقيف للدوري سواءً لأسبوع أو لأسابيع وتحدث دون تحفظات فقال: بالنسبة لفريقي اتحاد إب فإن الإيقاف ينطبق عليه القول المشهور: رب ضارة نافعة،فنحن لدينا مشكلات إدارية مع اللاعبين الذين بذلوا كل شيء ولايوجد لديهم عقود ولامرتبات فقد أخرج اللاعبون في المباريات السابقة كل طاقاتهم وهذا التوقف بلاشك نافع للاعبي الاتحاد لتدارس ومناقشة مايعيدهم إلى أجواء البطولة..وحول التوقف للدوري إن كان لدواعٍ أمنية قال المدرب الاتحادي وليد النزيلي: كلنا مع التأجيل للدوري أما إذا كان بسبب التزامن مع الانتخابات فالمهم أن لايكون عذر لشيء أخر .. وبالنسبة للجوانب الأمنية فإذا كانت غير مسيطر عليها وستؤثر على تنقلات الفرق ولاعبيها فحفاظاً على سلامتهم يتم تأجيلها .. واستطرد النزيلي : أما إن كانت الإيقاف والتأجيل للمباريات من أجل أندية بعينها أو لكي يستفيد نادٍ معين فأعتقد أن اتحاد القدم ولجنة المسابقات إذا فكروا بهذه الأفكار فإنهم يؤكدون ماتتناوله الصحافة الرياضية عنهم ، لأنهم إن رحلوا جولة أو اثنتين أو أوقفوا المباريات من أجل فريق محدد كالهلال الذي تلقى هزيمة على ملعبه وسيخوض مباراته مع شباب البيضاء بملعب الحديقة في البيضاء فلابد من ثورة على اتحاد القدم إذا تورط بمثل هذه السيناريوهات التي نستبعدها. واختتم النزيلي رؤيته لقضية التأجيل أو التوقيف بأنه إذا كانت الدواعي أمنية فالمقصود بها محافظتي عدنوحضرموت ولذا فيمكن تأجيل المباريات المقامة على ملاعبهما إن كانت مرشحة للتصعيد من الحراك الجنوبي مثلاً..أما إذا أقيمت بدون وجود هاجس أمني فليس هناك من دواعٍ لإيقاف الدوري أو ترحيل بعض أسابيعه ونأمل من اتحاد القدم إرساء مبدأ تكافؤ الفرص لكل الفرق. عاشور(النجم): فرصة لإصلاح أخطائنا ولسنا مع التوقف المفاجئ الكابتن أنور عاشور الذي يقود فريق نجم سبأ ذمار هذا الموسم الكروي في ظهوره الأول في خارطة بطولة الأندية المحترفة تحدث المدرب بن عاشور للصحيفة عن تبعات قرار إيقاف الدوري وعن رأيه كمدرب للنجم السبأي فقال: التوقف المؤقت لمنافسات الدوري سلاح ذو حدين، فتوجد فرق ستستفيد لإعادة ترتيب أوضاعها، وأخرى ستتأثر سلباً من حيث الجانب الفني والنفسي، فالتوقف المفاجئ بعد سبع مراحل لمدة أسبوعين وقد تزيد فهذا سيؤثر على اللاعبين ويخفض مستوياتهم..وأضاف المدرب أنور عاشور: لايوجد انتظام في تحديد التوقف للدوري ولا إشعار للأندية في وقت مبكر حتى تعمل برنامجها على هذا الأساس.. أما عن فريقه نجم سبأ فأوضح المدرب عاشور انعكاس ذلك على فريقه بقوله: الحمدلله نحن مستمرون في التحضير للمباريات وسنلعب مباريات ودية في فترة الإيقاف من أجل الاستعداد الجيد خاصة بعد تحقيق الفوز على التلال بثلاثة أهداف نظيفة..وأضاف: نحن نعتبر هذه الفترة لإصلاح الأخطاء ونشرك بعض اللاعبين الذين استعادوا حالتهم الجيدة بعد الإصابة في المباريات الودية لرفع الجاهزية لأننا خضنا الدوري دون مباريات استعدادية،وبشأن احتمال ترحيل الأسبوع الثامن والاستئناف من الجولة التاسعة قال المدرب أنور عاشور: إذا احتملنا ترحيل الأسبوع الثامن فإن المفروض على اتحاد القدم أن يشعر الأندية بذلك حتى تعرف مع من ستتقابل وليس أن تتفاجأ بالفريق الذي ستلعب معه لأننا لانريد أن نفاجأ بعد أن نكون قد أعددنا فريقنا نجم سبأ لمواجهة فريق آخر ونتمنى على الاتحاد توضح هذه النقطة في وقت مبكر.
