صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و439 منذ 7 أكتوبر    "أوبك+" تتفق على تمديد خفض الإنتاج لدعم أسعار النفط    ولي العهد الكويتي الجديد يؤدي اليمين الدستورية    رصد تدين أوامر الإعدام الحوثية وتطالب الأمم المتحدة بالتدخل لإيقاف المحاكمات الجماعية    شبكة مالية سرية لتبييض الأموال وغسلها والتحكم بمفاصل اقتصاد اليمن    الملايين بالعملة الصعبة دخل القنصليات يلتهمها أحمد بن مبارك لأربع سنوات ماضية    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    ريال مدريد يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا    بالصور.. باتشوكا يحصد لقب دوري أبطال الكونكاكاف    جدول مباريات وترتيب مجموعة منتخب الإمارات في تصفيات كأس العالم 2026    جماعة الحوثي تطلب تدخل هذا الطرف الدولي لوقف تصعيد الشرعية وقرارات "مركزي عدن"    ضربات هي الإعنف على الإطلاق.. صحيفة تكشف عن تغير أسلوب ''التحالف'' في التعامل مع الحوثيين    بالصور: اهتمام دبلوماسي بمنتخب السيدات السعودي في إسبانيا    يقتل شقيقه بدم بارد.. جريمة مروعة تهز مارب    القبض على أكثر من 300 أجنبي في مديرية واحدة دخلوا اليمن بطريقة غير شرعية    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    الانتقالي الجنوبي ثمرة نضالات طويلة وعنوان قضية شعب    ازمة الانتقالي الشراكة مع الأعداء التاريخيين للجنوب العربي الأرض والإنسان    كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    تجدد مواجهة مصيرية بين سكان صنعاء و الحوثيين    ما خطورة قرارات مركزي عدن بإلغاء العملة القديمة على مناطق سيطرة الحوثيين؟.. باحث اقتصادي يجيب    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    خراب    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سقطرى.. مشاريع التنمية على نطاق محدود !
الحگومة قدمت ملفا بالجزيرة لليونسگو لإضافتها إلى قائمة المناطق المهمة في العالم
نشر في الجمهورية يوم 28 - 03 - 2012


جزيرة ذات مساحة گبيرة
تعد سقطرى إحدى الجزر اليمنية.. والتي تقع في الجزء الشمالي من المحيط الهندي والطرف الجنوبي من خليج عدن.. بقدر ما تعتبر ذات مساحة كبيرة عن غيرها من الجزر الأخرى إلا أن الصحراء والسبخات المائية تمثل جزءًا كبيراً منها، ومع هذا فهي لاتنتج أيا من الفواكه سوى نبات العنب أو الحبوب.
السكان
أما سكان الجزيرة فهم قليلون ويعيشون في الجانب الشمالي من الساحل بقدر أنهم خليط من العرب والهنود واليونانيين الذين هاجروا لممارسة التجارة هناك.. وقد عُرفت هذه الجزيرة عن طريق بحار يوناني، في القرن الأول من الميلاد، وهي تشكل مجموعة من الجزر الصعب الوصول إليها، والمعروفة حالياً بأرخبيل سقطرى، علماً بأنها تعتبر ذات طبيعة خلابة، وقد أدهشت بجمالها كثيراً من المسافرين عبر العصور.. ويشار أنه بعد مرور ألفي سنة على ظهور أول وثيقة مكتوبة عن الجزيرة، لم يقم بزيارتها سوى قلة من الناس ظلوا يحملون في ذاكرتهم جمال الطبيعة ودهشة المنظر لما شاهدوه من أسرار الحياة.
لايخفى في هذا بأن هذه الجزيرة تنتمي منذ أقدم العصور إلى اليمن.. وتتبع حالياً محافظة حضرموت وتبعد عن الساحل اليمني في أقرب نقطة منه 255 كيلومتراً، بقدر ما تحتوي على تنوع حيوي فريد من أنواع نباتية، وحيوانية، كما تحوي أنواعاً متوطنة فيها لاتوجد في أي مكان آخر، ويتميز سكانها بلغة وثقافة خاصة تطورت في معزل عن الجوار.
جزء من قارة جندوانا
ومن المعلوم بأن جزيرة سقطرى تعتبر كجزء باقٍ وصغير من قارة جندوانا القديمة.. الهائلة بالوقت الذي لاتزال تحتفظ بكساء أخضر كان في فترة ما سائداً في حوض البحر الأبيض المتوسط.. كما أنها معمل أو مختبر حي لعملية التطور “مصدر الجينات الوراثية” وذات قيمة علمية، كما هو الحال في أرخبيل جالا باجوز بالنسبة لدارون، وأرخبيل مالاي بالنسبة لوالاس.
سكنت الجزيرة مجتمعات متعاقبة
وبالرغم من أن سقطرى بيئة قاسية بالنسبة للبشر وماشيتهم وحيواناتهم إلا أن ثمة مايشير إلى وجود الأمل لمجتمعات بشرية متعاقبة سكنت الجزيرة عبر الأزمنة الغابرة حيث تعلم الناس كيفية الاستفادة من المصادر الطبيعية سواءً مواد البحر أو المياه العذبة أو النباتات أو الحيوانات البرية، دون إلحاق الضرر بالنظام البيئي الطبيعي للجزيرة.
الموقع والتضاريس
يتألف أرخبيل سقطرى من جزيرة كبيرة المساحة “سقطرى” وجزيرة متوسطة “جزيرة عبدالكوري” وجزيرتين صغيرتين، هما سمحة ودرسة، والمعروفتان “بالأخوين” إضافة إلى بعض الجزر الصخرية الصغيرة.. وهذه الجزر انفصلت عن جنوب شبه الجزيرة العربية منذ ملايين السنين.
قاعدة من الجرانيت
وتقع هذه الجزر على قاعدة من صخور الجرانيت، وتبرز عند قمة جبال حجهير الشامخة والتي يصل ارتفاعها إلى 1530 متراً، وتمثل ملاذاً آمناً ومأوى حقيقياً منذ فترات طويلة عبر تاريخ الأرض الجيولوجي.
حديبو “العاصمة”
تعد منطقة حديبو “العاصمة” الواقعة على الشاطئ الشمالي أكبر المناطق المأهولة بالسكان، وهناك مناطق أخرى مسكونة تقع على السهول الساحلية شمال جنوب الجزيرة.
المناخ
يسود مناخ سقطرى الرياح الموسمية.. إذ يكون الشتاء فيه بارداً نسبياً وهادئاً ورطباً أما في الصيف فتكون الرياح الموسمية جنوبية غربية حارة وقوية وشبه مستمرة.
أهالي سقطرى
استقر السكان في جزيرة سقطرى.. وذلك خلال موجات متعاقبة من الهجرة عبر آلاف السنين.. وقديماً تحول السكان إلى رعاة ومزارعين، للتمور، يقطنون الأجزاء الداخلية والوديان الرطبة.. وصيادي سمك يقطنون السواحل.
عوائل أفريقية
يوجد بالجزيرة عوائل تنحدر من أصل أفريقي لم تتزاوج بمجموعات اثنية أخرى، وتعمل هذه العوائل عادة في مجال صيد الأسماك، والحرف اليدوية، مثل دباغة الجلود، والتجارة، وصناعة السلال والأعمال المعدنية وغيرها.
اللغة: تعتبر اللغة السقطرية هي اللغة الأصلية غير المكتوبة...منطوقاً بها في كافة أنحاء الجزر، بالرغم من أن اللغة العربية أصبحت شائعة وعلى نحو مضطرد، بقدر أن أكثر السقطريين يجيدون اللغتين.
التجارة
- على الرغم من العزلة وهبوب الرياح الصيفية الموسمية، التي تعيق رسو القوارب لشهور عديدة، فإن هناك تاريخا طويلا من التعامل التجاري بين جزر سقطرى والموانئ المجاورة للبلدان العربية وشرق أفريقيا، وجنوب آسيا وغيره، وقبل امتلاك السقطريين للجزر فإن الصناعات الحرفية كان يسيطر عليها الأوروبيون.
العيش على اليابسة والبحر
كانت الحياة في سقطرى في الماضي تحكمها العادات والتقاليد؛ ولذا فإن الموارد الطبيعية التي اعتمد عليها الناس في حياتهم كانت مشاعة بين كل الأسر..أما فيما يتعلق باستغلال هذه الموارد، فقد تمت بطريقة تحفظ استمرارية واستدامة هذه الموارد كأراضي الرعي والمخزون السمكي والنباتات البرية والمواشي، إضافة إلى اعتماد بعض القواعد والأحكام التي تنظم جوانب الرعي وتضمن نمو وإعادة إنبات البادرات.
صيد السمك
اعتاد السقطريون على الاصطياد في المياه الساحلية الداخلية للجزر ضمن خطوط صيد السمك..وقديماً كانت الأسر الفقيرة والتي لا تملك الماشية أو أشجار نخيل، وتعتمد في حياتها على الصيد، كان يشاركهم في أعمال الصيد وتأجير القوارب آخرون ممن يقطنون الجزيرة، لاسيما في الأوقات التي لا تتوالد فيها ماشيتهم حيث يتم إعطاؤهم حصة من عملية الصيد.
التمور
تعد شجرة النخيل المشهورة والشائعة في سقطرى والبلدان العربية الأخرى وشمال أفريقيا من أكثر النباتات المزروعة فيها ..كما تعد النخيل أكثر أهمية من محاصيل الحبوب ..في نظام الغذاء التقليدي لأهالي سقطرى وعلى الرغم من وجود الآلاف من أشجار النخيل على الجزيرة إلا أن معظم التمور تستورد من مناطق اليمن الداخلية؛ ولذا فهي غذاء مثالي لإمداد الجسم بالطاقة وعادة ما يتم حفظها وخزنها وتعبئتها في جلود الماعز، وتقطع عن الحاجة إلى ما يشبه السجق /النقانق ..وذلك لاستخدامها كطعام وخاصة عند وجود ضيوف..
سعف النخيل
- أما سعف النخيل وسيقانها وجذوعها فتعد مصدراً وفيراً من مصادر أدوات البناء؛ حيث إن السعف يستخدم في سقف المباني، ويعُد هذا معلماً بارزاً ضمن الهندسة المعمارية التقليدية في القرى، فضلاً عن استخدامه في صناعة السلال والحصائر.
شجرة دم الأخوين
- بالنسبة لهذه الشجرة، والمعروفة بشجرة دم الأخوين فهي تنتشر في بعض المناطق المرتفعة لجزيرة سقطرى بيد أنها لا توجد في أي مكان من العالم بقدر أن أقرب الأشجار صلة بها هما نوعان:
أحدهما في الجزر الكنارية والأخرى منها في المغرب على بعد آلاف الكيلو مترات ويشار أن هناك أدلة حضرية تبين أن شجرة دم الأخوين كانت موجودة ذات مرة في جنوب فرنسا مما يرجح أن هذه المجتمعات المعزولة يمكن أن تكون بقية لنوع غابات دائمة الخضرة كانت في يوم ما واسعة الانتشار في حوض البحر الأبيض المتوسط، أما بالنسبة لأهالي سقطرى فإن شجرة دم الأخوين تقدم أشكالاً مختلفة من المنتجات النباتية؛ حيث إن كل جزء من هذه الشجرة العجيبة يمكن الاستفادة منه لغرض معين؛ لذا يطلق عليها اسم “شجرة المياه.. ويستفاد من هذه الشجرة في أمور كثرة منها:
يقوم الرعاة عادة بجمع الأوراق الخضراء والمتساقطة لتغذية ماشيتهم، بينما تبقى الثمار بمثابة غذاء هام في المواسم الجافة.
أما الأزهار فتأكلها الماشية كما يقوم النحل بجمع الرحيق منها لإنتاج العسل.
كما تستخدم الأوراق لعمل أسقف للبيوت، وصياغة الخيوط القوية والحبال لأغراض عديدة.
أما الخشب الجاف فيستخدم كحطب جيد للوقود؛ وذلك لقلة الدخان المتصاعد منه؛ لذا يستخدم في حرق الأواني وللإضاءة وكطارد للحشرات الليلية.
- يستخدم الراتنج (المادة الصمغية) المستخرج من النبات كعلاج للقروح والبقع الجلدية والدمامل، والكسور، والحروق، ومعالجة أمراض الفم والعين، والمعدة ووقف النزيف، كما يستخرج منها مادة ملونة حمراء تستخدم لتزيين الأواني الفخارية ولصبغ أيدي الأطفال وأظفارهم وشفاههم.
- القلف الرتنجي للجذور السمكية(القشرة) تحرق لتحسين رائحة الجو وتلطيفه كما تمضغ لتحسين رائحة الفم وجعل الشفاه واللثة تبدوان أكثر احمراراً
تدني أعداد شجرة الأخوين
وعلى هذا يمكن القول.. إن استخلاص قطرات الراتنج النقي ومعالجته للأغراض التجارية، يرجع لأجيال متعاقبة في الماضي، وتنظم وتحكم بأعراف وتقاليد محلية، ومع أن هذا العمل يبدو متماشياً مع استدامة هذه الموارد. إلا أن هذه الأشجار تبقى مهددة وعرضة للاستغلال المفرط من خلال التجميع المستمر للأوراق والتلف وهذا ما يدعو للقلق من تدني أعداد هذه الشجرة، وذلك بسبب التغير في المناخ وأنشطة الرعي المفرطة.
الجزيرة في طريقها للجفاف
أما الموطن المفضل لهذه الشجرة.. فهي الأجزاء الرطبة الداخلية من الجزيرة والتي يبدو فيها أن أعداد هذه الشجرة تتضاءل. إضافة إلى أن المعلومات المحلية وبيانات الأرصاد الجوية، تشير إلى أن الجزيرة، في طريقها للجفاف خاصة في السنوات المقبلة.
أرض في حالة تحول
تجدر الإشارة إلى أن طرق المياه التقليدية لسكان سقطرى أضحت تتغير بشكل تدريجي بسبب السعي والرغبة لتحسين نمط عيشهم ونوعية حياتهم، وفي الوقت ذاته فإن الطرق المسفلتة تعمل على ربط المراكز الرئيسية، ببعضها ومع ذلك فإن غالبية السكان مازالوا يعتمدون على الخشب والغاز، لأغراض الطبخ، كما أن الكهرباء في الجزيرة، أصبحت متوفرة في معظم الأماكن وحيث إن مصدر الكهرباء حالياً هو النفط.. بيد أن توفر الرياح والشمس يمثلان طاقة متجددة يمكن أن تكون ذات أهمية في المستقبل.
مشاريع تنموية على نطاق محدود
وبالرغم من أن الأنشطة التنموية على نطاق محدود.. إلا أنها تساعد في إنتاج الغذاء، وكذا الأنشطة الخاصة بتحسين الدخل، كما تساعد في الاعتماد على النفس، وتنمية هذه المشاريع والعمل جنباً إلى جنب مع السكان والمنظمات المحلية للتغلب على المشاكل التي يواجهونها بقدر ما تساعد في الحفاظ على نوعية المنتجات، ومن هذه المشاريع الناتجة هي:
مشاريع صغيرة لإنتاج الطماطم والخضار الأخرى.
مساعدة الصيادين باستخدام أدوات فخ جديدة لصيد أسماك الشروخ البالغة وذلك خارج نطاق موسم التكاثر.
مساعدة مربي النحل باستخدام خلايا نحل مطورة للحصول على مزيد من العسل للاستهلاك المحلي ولأغراض البيع.
تدريب النساء على تشغيل مكائن الخياطة لصناعة الملابس
إنشاء مشاتل زراعية لمضاعفة إنتاج النباتات المحلية للمحافظة على الأصول الوراثية.
مشكلتا الصرف الصحي والمياه
وبالإشارة إلى ذلك نجد.. أنه مع توافر الوسائل الصحية الجيدة بما في ذلك وجود مستشفى في حديبو “العاصمة” ووجود عدد من الأطباء من أنحاء اليمن، فإن ذلك قد ساعد في السيطرة على الأمراض ومكافحتها، بقدر أن وسائل الصرف الصحي تظل مشكلة أساسية، كما أن الحصول على مياه نقية للشرب، لاسيما في المناطق النائية تمثل مشكلة أخرى.
أبناء الجزيرة .. والسياح
إن بناء المدرج الجديد للمطار والتسهيلات المصاحبة، إضافة إلى الرحلات الأسبوعية من أنحاء اليمن، إلى سقطرى قد ساهمت في إحداث تغييرات كثيرة داخلها؛ إذ إن كثيرا من الناس انتقلوا إليها من المناطق اليمنية الأخرى، لغرض العمل فيها، فضلاً عن أن عديدا من الأنشطة التجارية يقوم بها أناس ليسوا أصلاً من سكانها، كما أن السيح بدأوا في الوصول إلى الجزيرة بأعداد كبيرة، إن هذا التأثير الإيجابي الذي أحدثه هذا التدفق، يعود لتوفر سلع وخدمات أفضل، لكن في الحال نفسه يشكل ضغطاً على البنية التحتية المتسعة في الجزيرة.
الأهمية البيئية
من الناحية الجيولوجية، أرخبيل سقطرى، يعد بمثابة جزء صغير جداً من القارة الجنوبية، القديمة العملاقة المسمى “جندوانا” وتاريخها القديم كجزء باق من القارة القديمة، ومعزول منذ ملايين السنين، ويعود ذلك، لوجود نسبة عالية من الأنواع النباتية والحيوانية، الفريدة والمتنوعة، والتي تتشابه إلى حد ما مع الحياة النباتية والحيوانية لجزيرة جالاباجوز في المحيط الهندي.
الاكتشافات النباتية
يرجع تاريخ بدء الاكتشاف النباتي لسقطرى عام 1880م، عندما قام العالم إسحاق بلفور.. بأول زيارة للجزيرة، والذي أصبح فيما بعد، المدير الملكي للحديقة النباتية الملكية في أدنبره.
أم بنات البيجونيا
إن إحدى أكثر النباتات اللافتة للنظر وغير المتوقعة التي جمعها العالم بلفور، كان نبات البيجونيا السقطري، والمسمى محلياً.. سبربر.. وعلى الرغم من اعتقادنا أن سقطرى، هي جزيرة حارة وجافة، إلا أن قمم جبال حجهير الصخرية كثيراً ما كانت تغطى بالسديم، أو الضباب، الكثيف؛ إذ يبرز من خلالها نبات البيجونيا الفريد ذات الأوراق، الغضة اللحمية، نامياً بقوة عبر الشقوق الضيقة، والرطبة لهذه الجبال.
بيجونيا سمحة.. مهدد بالانقراض
كما أن هناك نوعا آخر وفريدا وهو بيجونيا سمحا, نسبة إلى اكتشافه في جزيرة سمحة الصغيرة، من قبل علماء نبات من أدنبره، وهم توني ميلير، وديكون الكسندر، وفانيسا بلانا.
وعلى الرغم من الصلة الوثيقة بين النوعين إلا أن النوع الثاني أكثر تعرضاً للتهديد بالانقراض من سابقه بسبب التغير المناخي والرعي الجائر، واللذين يمثلان أهم عوامل التهديد.
أنواع عديدة
كما أن هناك أنواعا عديدة من النباتات الموجودة الفريدة والمنتشرة في سقطرى وتمثل ذات أهمية كبيرة بالنسبة للجزيرة.
من الطيور الوافدة حديثاً
غربان المنازل الهندية تعتبر من الطيور الوافدة حديثاً والمهاجرة من زنجبار إلى شواطئ شرق أفريقيا، عبر خليج عدن إلى البحر الأحمر، والموانئ العربية، قيل إن اثنين من هذه الغربان انفصلتا عن سربها وتوجهت في رحلة على أحد القوارب المسافرة إلى جزيرة سقطرى في العام 1996م واستوطنت الجزيرة، ويوجد حالياً عدد لا بأس به من هذه الغربان، خاصة في العاصمة حديبو.. وما يجاورها، ولما كانت هذه الغربان تعيش على ما تفترسه من بيض وفراخ أنواع أخرى من الطيور، فإن هناك حملة تجري حالياً للتخلص منها، وهذا النشاط يتضمن إتلاف بيض أو فراخ هذه الغربان غير أن انتشار الأعشاش التي تبنيها الغربان على مدار العام على أشجار النخيل الباسقة وغيرها من الأشجار الطويلة.. يجعل من هذه المهمة أمراً صعباً.
طيور تقوم بوظيفة عمال النظافة
النسر المصري، ملمح شائع وبارز في المدن والقرى السقطرية حيث تقوم هذه النسور بوظيفة عمال النظافة فهي تلتهم كل ما يحط على الأرض، من مخلفات عضوية مثل بقايا لحوم الذبائح والميتة من الأسماك والمواشي وحتى براز الآدمي، وأعداد هذه النسور في جزيرة سقطرى تزيد عن 1000زوج، وهذا يعد أكبر تجمع لهذه الطيور، على مستوى الشرق الأوسط، ولأهمية وظيفة هذه النسور في نظافة البيئة فلا يمسها أحد بأذى سوى إبعادها عن التهام طعام البشر.
حاجة الجزيرة إلى تنمية شاملة
تنتظر جزيرة سقطرى أن تلحق بركب التغيير الذي هو سنة حتمية فسكان الجزيرة مثل أي شعب في العالم، حيث إنهم بحاجة إلى مياه نظيفة، ومواد غذائية كافية ومناسبة، وخدمات تعليمية وصحية.. وهذا يعني تنمية مصاحبة تتمثل في العمران، وبناء خزانات مياه، وطرق نقل حديثة، وإذا كانت الجزيرة لن تستطيع الصمود طويلاً في عزلتها، وبعيداً عن التحولات، فإنه ليس من الحكمة أن يلحق الضرر بثقافتها المميزة ونظامها البيئي، جراء هذه التغييرات؛ ومن هنا تأتي الحاجة الملحة إلى وجود برامج متوازنة للتنمية تعمل على تحسين المعيشة ونمط الحياة وفي نفس الوقت تضمن استدامة الموارد البيئية، وتجنب المشاكل التي حلت بالكثير من الجزر الأخرى في العالم.
أعلنت كأول محمية في اليمن
وبالإشارة إلى يمكن القول.. إنه في العام 2003م أعلنت منظمة اليونسكو “Unesco” أرخبيل سقطرى كأول محمية للإنسان والمحيط الحيوي في اليمن، وهذا يمثل اعترافاً بالمكانة العالمية للجزيرة، كواحدة من أفضل الجزر والأنظمة البيئية المحمية على سطح الأرض، وأثناء ذلك قامت فرق من العلماء الأجانب واليمنيين بدراسة الحياة النباتية والحيوانية في الجزيرة، وتم وضع التوصيات الخاصة بتحديد المناطق التي يجب وضعها تحت الحماية الكاملة وتحديد المناطق التي يمكن أن تنفذ فيها برامج التنمية.
هذا ويرى الكثير من الناس ضرورة تحقيق المزيد من نشاط السياحة البيئية، والتي تولي هذه الطبيعة البكر والفريدة من نوعها حقها من التقرير، وفي نفس الوقت تجلب دخلاً للجزيرة هي في أمس الحاجة إليها.
تهديدات ومخاوف.. من موجة الجفاف
وتجدر الإشارة.. أن حكومة الجمهورية اليمنية، قدمت ملفاً بالجزيرة، إلى مركز التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو.. في اليمن على أمل أن يضاف اسم الجزيرة إلى قائمة المناطق المهمة في العالم، وذلك خلال العامين القادمين، ومن حسن الحظ أن جزيرة سقطرى تحوي عدداً قليلاً من الأنواع النباتية والحيوانية الغريبة مقارنة بالجزر الأخرى، كما أن تواجدها في الجزيرة إلى وقت قريب جداً لايزال عند مستويات يمكن السيطرة عليها.
غير أن ثمة تهديدات ومخاوف أخرى ذات إشكاليات معقدة بدأت بالظهور ولعل أخطر هذه المخاوف على الحياة الفطرية والإنسان، معاً هي موجة الجفاف التدريجي الذي تشهده الجزيرة.. ولو كان هذا الجفاف ناجماً عن تغير الظروف المناخية في العالم، وهو احتمال وارد، فإننا حينها نكون مسئولين عن هذه المشكلة .. ومع ذلك فالحلول موجودة بين أيدينا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.