أحد أبرز الوجوه الإنشادية اليمنية الشابة تفرد بتميز خاص جاء هذا التميز من الموهبة اللحنية التي يمتلكها ومن روعة الصوت الذي وهبه الله.. أنه الفنان الشاب خالد زاهر الاسم الذي عرفه الجميع من ألبومه الرائع آسف قبل ثلاث إلى أربع سنوات.. حيث أصبحت كلمات هذا الألبوم الشعرية بتوزيعه الموسيقي والمتقن وألحانها المتميزة على كل لسان.. واستطاع الفنان خالد زاهر أن يضع له موطئ قدم بين أسماء المبدعين الكبار في بلادنا بل وأصبح له حضوره الكبير والمتفرد على الساحة الفنية الإنشادية العربية.. في حوار سريع وتأخر كثيراً دردشنا معه بالشكل الذي بين أيديكم أعزائي القراء فإلى نص الحوار: منذ الابتدائية - بدايتك الفنية كانت من المدرسة كما عرفنا لكن هل لأسرتك دور في دفعك في هذا المجال؟ بداية بسم الله والصلاة والسلام على حبيبي رسول الله صحيح أن بدايتي كانت في مدرستي الابتدائية وكانت مليئة بالذكريات الجميلة كنا ننشد حينها في الطابور المدرسي الصباحي كما هو معروف في مدارسنا لكن أعتبر بدايتي التي دفعتني بقوة إلى العمل كانت في الصف السابع الابتدائي حيث كانت لنا مشاركة في التلفزيون اليمني وتعرفت فيها على عدد من المنشدين والألوان الإنشادية واستهواني هذا المجال وأحببته فكانت الانطلاقة. ولا أنسى والدي ووالدتي الحبيبين اللذان دعما موهبتي بتشجيعهم والأخذ بيدي وإعطائي حريتي في هذا المجال مما ساعدني كثيراً في تطوير موهبتي والوصول إلى ما أنا عليه. محطات عديدة - ماهي أهم المحطات التي كانت نقطتك الفنية نحو النجومية؟ في الحقيقة إذا كانت حياتي الفنية ستقسم إلى محطات فليست محطة واحدة هي نقطة التحول ولكن سأتكلم عن أهم المحطات وهي ألبوم آسف. آسف.. عمل احترافي - البعض يعتبر ألبوم آسف هو من صنع النجومية والانتشار الكبير كيف ترد؟ وماهي مقومات نجاح هذا العمل بالذات؟ ألبوم آسف أعتبره عملاً احترافياً و«متعوب» عليه والحمدلله لاقى هذا العمل الاستحسان الكبير في الداخل وفي خارج الوطن والذي حرصت على أن أقدم فيه عملاً إنشادياً جديداً ومتميزاً من كل الجوانب الفكرية والمهنية. وأحمد الله على هذا النجاح وأعتبر هذا الألبوم من محطات نجاحي ويعتبر نقلة نوعية لي وهذا طبعاً توفيق من رب العالمين.. ومقومات نجاح هذا العمل كثيرة أذكرها لك بشكل مختصر تبدأ بالعناية باختيار الأفكار لكل عمل فني داخل الألبوم مع مراعاة التنوع في المحتوى القائم عليه العمل وكذلك التنوع في اللهجات والبحور الشعرية وأسلوب الكتابة والتعاون مع أكثر من شاعر. وكذلك الألحان فيما يتناسب مع الكلمات مع مراعاة التجديد وإيصال الإحساس المناسب والسرعة المناسبة والمقام المناسب للموضوع ويأتي أخيراً التوزيع الموسيقي والإيقاعي الذي يكون مكملاً لما قبله والذي يطري على اللحن بلمسات فنية تظهره بشكل لائق وجميل وكذلك التسجيل والمكساج وهي المرحلة النهائية والحرص فيها لإخراج العمل بأكمل صورة وبأعلى «كواليتي» وهذه المقومات مجتمعة مهمة جداً لنجاح أي عمل ولاأنسي أيضاً تشجيع الجمهور الحبيب لأعمالي الذي أعطاني دافعاً كبيراً لتطوير ومعرفة مايجب تقديمه بعدها في المراحل القادمة بما يرضي ذائقة المستمتع.. هذا فضلاً عن حياتنا التي ملأناها فناً ونسأل الله أن يعافينا من ويرزقنا خيرها. - حدثنا عن انتاجك الفني بشكل عام؟ في الواقع إنتاجي الفني مبني على عدة عوامل وهي المناسبات والحدث فهناك أعمال فرائحية لمواسم الأعراس وأعمال روحانية لشهر رمضان.. وأعمال تخص مناصرة القضية الفلسطينية وأعمال وطنية.. وهناك أعمال احتفالية في المهرجانات الوطنية أو التوعوية والكثير من الأعمال التي يطول الحديث عنها. قضايا الناس الأهم - تتميز في أعمالك بالألحان والتوزيع الموسيقي الذي يعتبر تجديداً في الأنشودة اليمنية فهل هذا يكفي إذا بقت الأنشودة بنفس مضامينها المحصورة في الابتهالات والأناشيد الوطنية والأفراح ولم تتحرر إلى أبعد من ذلك إلى قضايا الإنسان وعاطفته الخاصة؟ بالعكس أنا حريص في هذا الجانب بأن تكون مضامين أناشيدي تحاكي قضايا الناس وهمومهم وأوجاعهم من قضايا اجتماعية وعاطفية وهذا سبب كبير لنجاح أعمالي الحمدلله كما لاأخفيك أنني انتهيت مؤخراً من تصوير آخر كليب لي بعنوان«حس بي» الذي يتحدث عن مرضى الشلل الدماغي ولي أعمال ستظهر عما قريب إن شاء الله تناقش قضايا إنسانية. غنية بالمواهب - ظهرت في السنوات الأخيرة في بلادنا الكثير من الأسماء الفنية والأعمال الفنية النوعية أكثر من قبل ماهي عوامل ذلك برأيك؟ في الحقيقة اليمن غنية بالمواهب ووجود عدد من القنوات الفضائية مؤخراً أسهم كثيراً في إظهار هذه الأعمال الفنية مع أنه لم يظهر منها إلا القليل ونحن نحتاج لمن يخرج الإبداعات إلى النور كما أتمنى من إعلامنا الرسمي أن يهتم بهذا الجانب وأن يعوضوا مامضى من إهمال للإبدعات والمواهب وسيروا كم هي اليمن غنية بالإبداعات والمواهب في كل الجوانب ليس الإنشاد فقط بل في شتى الجوانب. حنيت ياطير - نال عملك الفني”حنيت ياطير” استحسان الناس ماقصة تلك المشاعر والأحاسيس التي وجدناك فيها؟ في الواقع«حنيت ياطير» كان لها وقع خاص أثناء التلحين لأن كلماتها لامست هموم وقضايا يعيشها كل المغتربين من فراق بلادهم وأهلهم وأحبتهم واستطاع الشاعر الرائع نائف الجماعي صياغة حروفها أتعبني كثيراً في تلحينها, إذ كان لابد أن أعطيها حقها من الإحساس لروعتها لكي تصل إلى القلب لابد من صدق الأداء ولاأخفيكم أن لدي ثلاثة من إخواني في الغربة وأنا أعلم وأحس معاناتهم كثيراً فقد يكون هذا سر إحساس الأداء فيها. لامبالاة وعدم اهتمام - ماهي مشكلة الفن عموماً في اليمن برأيك؟ حقيقة عدة عوامل على رأسها لامبالاة وعدم الاهتمام بالفن وأهله من دعم معنوي وإعلامي وكذلك إنشاء المعاهد الخاصة بالفنون وإقامة الدورات المختلفة وهذا يجب أن يتم أو يؤسس للارتقاء بالفن وإعطاء الإبداعات الفنية حقها في التعليم الأكاديمي لصقل المواهب وتطويرها . كما أن هناك عامل مهم أو تعد مشكلة وهو أن الأسرة أحياناً تجبر أبنها الموهوب بالمجال الفني يترك الاستمرار في تطوير موهبته الفنية والاحتراف فيها لأنهم يرون أنها تشغله عن دراسته . - لك عدة أعمال لحنية رائعة فمتى يبدع الملحن في تلحين عمل فني ما؟ يبدع الملحن عندما يعطي الكلمات حقها من الإحساس لتصل إلى المستمع بالشكل الجميل كما أن الملحن يجب أن يكون مهيأءً نفسياً ويعيش مع الكلمات بكل جوارحه . أول من تغنى بالثورة - حدثنا عن أعمالك الثورية وكيف عشت هذه الثورة كفنان؟ أحمد الله لأني حددت موقفي من أول الثورة مسانداً لها بكل ما املك كما كنت أول من تغنى بهذه الثورة العظيمة مع مجموعة منشدين أصدقائي وكانت أغنية إذا الشعب يوماً أراد الحياة وبعدها توالت الأحداث وكان لابد أن نوصل للعالم كل ماننشده من مطالب حق عبر أغانينا التي حرصت فيها أن تحمل رسائل ومطالب منشودة وكنت في كل أغنية أختار موضوعاً جديداً ورؤية جديدة لما يتطلبه الحدث والذي مايقارب 30أغنية فردية وجماعية وأذكر منها أغنية حرية وأيضاً والشعب والوطن وعن الشهيد وأغنية شعبية( مانبالي) وكثيراً من الأغاني الثورية وأيضاً الكثير من الألحان لعدد من المنشدين وحقيقة عشت هذه الثورة ليس كفنان ولكن كمواطن ثائر رافع الرأس وأنا أتكلم عن أهداف ومطالب سامية تصب في حب الوطن الحبيب الذي عانى الكثير فلا أنسى أبداً الذكريات والمواقف والأحداث في خضم هذه الثورة ماحييت لأنها وسام على جبيني وجبين كل ثائر دافع عن هذا الوطن الغالي وأعلى كلمة الحق . مشاريع مستقبلية - ماهي مشاريعك الفنية المستقبلية ؟ لي عدة مشاريع أتكلم عن البعض وأترك البعض من باب استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان.. لدي هدف كبير وهو إخراج الفن اليمني بأفضل صورة للمستمعين في الوطن العربي والوصول بإذن الله إلى العالمية بتناول قضايا كبيرة وأن أكون نصيراً لكل قضية إنسانية ولدي خطط عمل مدروسة لا ينقصها إلا الدعم وأنا في صدد العمل في هذا الموضوع إن شاء الله . غياب الدعم - لديك أعمال فنية بحاجة إلى تصويرها بطريقة الفيديو كليب ماهي المشكلة ؟ طبعاً لعدة أسباب وأهمها عدم وجود جهات معينة لدعم مثل هذه المشاريع الفنية الإخراجية فتصوير أغنية بطريقة الفيديو كليب بشكل احترافي إبداعي يحتاج إلى الجهد والوقت والمال بدرجة أساسية وحقيقة هناك الباب الذي يطرق في أغلب الكليبات وهو البحث عن رعاة داعمين لتصوير الكليبات وأنا لدي الكثير من الأعمال الفنية تحتاج إلى تصوير كليب مثل بعض الفنانين الذين يبحثون عن رعاة لدعمهم وتصوير أعمالهم وهذا من الأسباب التي جعلت كليباتي الفنية قليلة. - كلمة أخيرة هل بقي شيء تريد طرحه ؟ من خلال هذا المنبر الصحفي الكبير والجمهورية ، أحيي كل قلم حر يفكر ويبحث ويتعب من أجل هذا الوطن الحبيب وأيضاً هو بالغ شكري لك أخي محمد ولصحيفة الجمهورية التي هي متنفس كل الشعب يحكي فيها أفراحه وأتراحه .. فهي تناقش قضاياهم وهمومهم وبالأخص فنون الجمهورية التي تتناول معوقات الفن وأهله بالشكل الجميل ومزيداً من التميز والإبداع.