فرحة عارمة تجتاح جميع أفراد ألوية العمالقة    الحوثيون يتلقون صفعة قوية من موني جرام: اعتراف دولي جديد بشرعية عدن!    رسائل الرئيس الزبيدي وقرارات البنك المركزي    أبرز النقاط في المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك المركزي عدن    خبير اقتصادي: ردة فعل مركزي صنعاء تجاه بنوك عدن استعراض زائف    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    مع اقتراب عيد الأضحى..حيوانات مفترسة تهاجم قطيع أغنام في محافظة إب وتفترس العشرات    هل تُسقِط السعودية قرار مركزي عدن أم هي الحرب قادمة؟    "الحوثيون يبيعون صحة الشعب اليمني... من يوقف هذه الجريمة؟!"    "من يملك السويفت كود يملك السيطرة": صحفي يمني يُفسر مفتاح الصراع المالي في اليمن    تحت انظار بن سلمان..الهلال يُتوج بطل كأس خادم الحرمين بعد انتصار دراماتيكي على النصر في ركلات الترجيح!    الهلال بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    تعز تشهد مراسم العزاء للشهيد السناوي وشهادات تروي بطولته ورفاقه    مصادر دولية تفجر مفاجأة مدوية: مقتل عشرات الخبراء الإيرانيين في ضربة مباغتة باليمن    المبادرة الوطنية الفلسطينية ترحب باعتراف سلوفينيا بفلسطين مميز    شاب عشريني يغرق في ساحل الخوخة جنوبي الحديدة    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    عاجل: البنك المركزي الحوثي بصنعاء يعلن حظر التعامل مع هذه البنوك ردا على قرارات مركزي عدن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و284 منذ 7 أكتوبر    الحوثي يتسلح بصواريخ لها اعين تبحث عن هدفها لمسافة 2000 كيلومتر تصل البحر المتوسط    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    لكمات وشجار عنيف داخل طيران اليمنية.. وإنزال عدد من الركاب قبيل انطلاق الرحلة    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    حكم بالحبس على لاعب الأهلي المصري حسين الشحات    النائب العليمي يؤكد على دعم إجراءات البنك المركزي لمواجهة الصلف الحوثي وإنقاذ الاقتصاد    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الإخوان في اليمن يسابقون جهود السلام لاستكمال تأسيس دُويلتهم في مأرب    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    جماهير اولمبياكوس تشعل الأجواء في أثينا بعد الفوز بلقب دوري المؤتمر    مليشيا الحوثي تنهب منزل مواطن في صعدة وتُطلق النار عشوائيًا    قيادي في تنظيم داعش يبشر بقيام مكون جنوبي جديد ضد المجلس الانتقالي    بسبب قرارات بنك عدن ويضعان السيناريو القادم    تقرير حقوقي يرصد نحو 6500 انتهاك حوثي في محافظة إب خلال العام 2023    لجنة من وزارة الشباب والرياضة تزور نادي الصمود ب "الحبيلين"    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    رسميا.. فليك مدربا جديدا لبرشلونة خلفا للمقال تشافي    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    حكاية 3 فتيات يختطفهن الموت من أحضان سد في بني مطر    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    وزارة الأوقاف تدشن النظام الرقمي لبيانات الحجاج (يلملم)    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    اعرف تاريخك ايها اليمني!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    رسالة غامضة تكشف ماذا فعل الله مع الشيخ الزنداني بعد وفاته    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليوم الأسود..!
11/11/2011م

استشهد فيه 18بينهم 4نساء وخمسة اطفال وجرح خمسون جريحا وجريحة وتضررت العديد من المنازل والمباني السكنية إثر قصف متفرق على أحياء سكنية بمدينة تعز
تعز ...مدينة اشباح
عاشت تعز حالة مأساوية ما بعد إحراق ساحتها الثورية في 29 /5 /2011م حيث تمركزت الآليات العسكرية في معظم القمم المطلة على المدينة لتبعث لها أزيزا من الرصاص وكوما من القذائف.
تشابهت الأحداث في تعز في العام 2011م فكان القتل والقصف والاعتقال ثالوثا يعصف بهذه المدينة وأبنائها صباح مساء، هكذا استمر الحال لهذه المدينة ثمة من أوهم النظام السابق بأن الثورة تفنى وأن الثوار يموتون وأن تعز لن تحيا بعد ذلك، لكن الأغاني القادمة من قلب ساحة الحرية لا تشي براحة اليأس وأن الإيقاع الثوري يزداد شيئا فشيئا، لم ينفد الرصاص ولا القذائف إلى قلب التعزي الثائر، فكان أن قدم أبناء تعز قرابينهم في يوم له خاصيته وميزته الجمعة الموافق 11/11 /2011م، 18شهيدا بينهم اربع نساء وخمسة أطفال وسقوط خمسين جريحا وجريحة خلافا عن الضرر الذي لحق بالعديد من المنازل والمباني في المدينة كل ذلك هتك عرض المدينة وخدش عذريتها..
- القصف الذي استمر منذ مساء الخميس العاشر من نوفمبر لم يقف بل ازداد أكثر فأكثر حتى جاء فجر اليوم الثاني الذي تميز في تاريخه واحداثه.. له الميزة بتشابه تاريخ يومه وشهره وعامه وباعتباره أول جمعة بعد عيد الأضحى المبارك في العام الماضي، له خاصيته بقتل ابناء تعز وقصف منازلهم واحيائهم، له ميزته باستشهاد خيرة نساء تعز وخيرة أبناء الثورة.
في ذلك اليوم القاتل يقتل من يشاء ويقصف ما يشاء بيده الموت وهو على كل شيء قاتل، ويعبث بالمدينة كيفما يشاء.. يفعل ذلك في ظل افخم صنف من الصمت المحلي و العربي والدولي؛ تحولت تعز في ذلك اليوم إلى مدينة أشباح لا تسمع إلا أصوات القذائف وأزيز الرصاص، لا أحد هنا أو هناك فالجميع حذر ينتظر الموت من فوقه أو من تحته، لا أحد هناك في الشارع سوى مخلفات القمامة المتراكمة تسرح وتمرح..
في هذه المدينة، حولوا المدراس إلى ثكنات عسكرية والمستشفيات إلى معسكرات، والمعالم التاريخية إلى معالم قتل وقصف، هكذا يريدون لتعز، العبث والبغض والحقد الدفين.. لما كل ذلك!؟ لأنها تعز.. تعز الثورة التي سطرت وتسطر أروع النضالات.. تعز التي تباهي بنفسها بين العالم.. كيف لا وهي تعز..
يوم نكبة.. يوم أسود
لا أحد يستطيع إنكار تلك المأساة التي تعرضت لها تعز عامة وساحة الحرية خاصة في ذلك اليوم الذي تسبب بوضع وصمة عار على جبين النظام السابق، كان الألم والمأساة.. والمعاناة.. وكانت الشهادة والموت بعض الناشطين يستعرضون آراءهم عن ذلك اليوم فإلى الحصيلة:
- البداية كانت مع الناشطة الحقوقية إشراق المقطري قالت في ذلك اليوم الاليم: 11نوفمبر وقبله 16 و18 و20 اكتوبر وكذلك 2 نوفمبر هي ذكريات قتل وألم, فتعز ومن بعد المحرقة ومن بعد استعادة الساحة تحولت إلى منطقة لاستعراض قوة الآلة العسكرية, فالقصف المستمر والمدمر لتعز استمر وبدون توقف منذ منتصف شهر يونيو 2011 وحتى نهاية ديسمبر 2011م، فلم تعرف الآلة العسكرية بجميع أطرافها ومختلف أنواعها شهر رمضان ولا العيد ولا الجمع ولا أوقات الفطور ولا المغرب بل كانت اصوات المعدلات والرصاص والقذائف تجلل في سماء مدينة الثورة .
- وربما يوم 11 نوفمبر هو الاشد قتلا وضراوة كون القصف بدأ في ساعات مبكرة من اليوم واستمر طيلة النهار والمساء ولكون منزلي في الساحة فقد توقعت انه لن يحضر احد الساحة و لكن عزيمة المناضلين كانت اقوى وصلوا بالساحة رغم القصف من الثكنة العسكرية المتمركزة في مستشفى الثورة وأدى لضرب المكان الذي تصلي فيه النساء وسقطت الشهيدات, تفاحة وياسمين وزينب.
- وتتابع إشراق: ولا ننسى أن قبل هذا التاريخ كان سقوط اول شهيدة في الثورة الشبابية السلمية هي الشهيدة عزيزة عثمان التي استشهدت وهي في مسيرة سلمية وتمارس حقها في التعبير والمطالبة بإسقاط النظام، وعلما ان الشهيدة عزيزه لم تفتها اي مسيرة من خروجها وحتى استشهادها ولتمر مسيرة اي زقاق أو شارع في تعز إلا والشهيدة عزيزة تهتف بحماس إيمانا منها بأن الثورة ستنجح وتحقق أهدافها، وهؤلاء النساء هن جزء من المشاركة السياسية والثورية من قبل المرأة في تعز في ثورة 11 فبراير فالكثيرات أيضا شاركن بفعالية في هذا الثورة إيمانا بها، ورغبة في مستقبل أفضل للنساء تحقق فيه المواطنة المتساوية وتبنى فيه الدولة المدنية, دولة النظام والقانون لا دولة العسكر والقبيلة.
- وتضيف إشراق: لقيت تعز كل ذلك القصف بسبب أن أبناءها هم أصحاب السبق في فكرة الثورة على النظام السابق والمطالبة بإسقاطه ولم يقف أبناء تعز عند هذا الحدث بل كانوا نواة ساحات التغيير في صنعاء والحديدة وذمار والبيضاء وغيرها من المحافظات ولهذا كان نصيب تعز كمحافظة ونصيب أبنائها سواء من الثوار أو من الأمنيين النساء والرجال على السواء هو الأكبر في القتل والتدمير.
- وتختتم اشراق بقولها :الشيء الاخر هو تميز الثوار في ساحة الحرية بتعز بالأساليب السلمية ورفضهم استخدام العنف, لأن لغة السلام هي اللغة الوحيدة التي لا يفهمها النظام السابق ومعاونوه؛ فهم لا يعرفون إلا لغة الاعتقال والتعسف والقتل والإخفاء اما لغة السلام والتعبير السلمي والتجمع والمسيرات فهي امور صعبة ومستفزة لهم..
إفلاس..
من ناحيته يقول الناشط الثوري والقيادي بساحة الحرية صلاح نعمان: كانت قوات النظام بقصفها في ذلك اليوم وما قبله تهدف إلى منع الثوار من التجمع في ساحة الحرية لأداء صلاة الجمعة إلا أن أبناء تعز فاجأوا تلك القوات بجموع كبيرة وغير منقطعة النظير تتوجه إلى ساحة الحرية لأداء الصلاة في تحد واضح في وجه آلة القمع التي استخدمها النظام السابق، الامر الذي جن معه جنون قوات النظام فلم يكن لهم إلا أن يستهدفوا مصلى النساء انتقاما من الثوار وانتقاما من مدينة تعز التي تحطمت على ابوابها كل مخططاتهم، ومع سقوط الشهيدات الاخوات الاحرار والثائرات اشتد غضب أبناء تعز وزادتهم نخوة وثورية وتحديا وصبر وكانت استهداف النساء فارقة كشفت مدى الإفلاس الذي وصلت إليه تلك القوات التي خرجت عن كل الأعراف والقواعد والتقاليد لاستهدافها المرأة والنساء.. ويتابع نعمان قوله: الآن وبعد عام كامل لتلك الحادثة وفي ذكراها المأساوية لا يزال الجرحى الذين أصيبوا رجالا ونساء يشكون الإهمال وغياب الرعاية.. ووجه نعمان رسالة إلى قيادة اللقاء المشترك تعز بضرورة الاضطلاع بمسؤوليتهم تجاه جرحى الثورة بشكل عام والابتعاد عن السلبية التي باتت واضحة للجميع حسب تعبيره..
استبسال..
- بينما الناشط الثوري بساحة الحرية عبد الناصر الكمالي أحد مسعفي النساء اللاتي سقطن اثر القذيفة التي استهدفت مصلى النساء قال: نحن اليوم نعيش ذكرى مجزرة الحقد الأسود التي ارتكبت اثناء صلاة الجمعة، فهذا يوم بالنسبة لي لا ينسى خاصة أني عشت هذه الحادثة لحظة بلحظة حتى قبل ذلك قمنا بعملية الرصد والتوثيق بمستشفى الروضة الذي كان يعج بالجرحى نتيجة القصف المتواصل الذي طال المدينة في الايام السابقة لهذه الحادثة، ثم عدت الى الساحة في الظهيرة واجد امامي الدكتور عبد الله الذيفاني وهو مصاب في يده بطلق ناري، ثم انطلقت إلى المنصة لقراءة حصيلة الشهداء والجرحى والتي كانت نتيجة القصف على الأحياء السكنية، وقمت بإعطاء الأستاذ ضياء الحق الورقة المدون فيها الحصيلة لقراءتها فما إن بدأ بالقراءة إلا وهزت الساحة القذيفة التي سقطت على مصلى النساء ورأينا النساء وهن يسقطن على الأرض، حتى قفزت من على المنصة تجاه مصلى النساء لإسعاف المصابات وهنا كانت الفاجعة لي بأن أرى تفاحة احداهن فكونها تمثل لنا أما في الساحة زاد ذلك من عزيمتي ونيلي الشهادة في ذلك الوقت فقمنا بإسعافهن.. ما إن انتهينا من خطبة وصلاة الجمعة حتى انطلقنا بمسيرة إلى مستشفى الروضة وتشكيل وقفة احتجاجية هناك.. ويصف الكمالي تعامل الشباب مع الأحداث في ذلك اليوم بالتعامل بالحنكة والشجاعة والاستبسال في الذود عن تعز وعن اليمن بأكمله بتضييق الخناق عن النظام السابق..
مستشفى الروضة..13 قذيفة بس !!
لم تقتصر آلة النظام السابق في قصف منازل المواطنين وقتلهم، بل تعدى جرمه إلى قصف مكان إنساني يعمل لأجل الإنسانية، ينقذ الموتى ويبعث الحياة، مستشفى الروضة الذي باشرت الآليات المتمركزة آنذاك بالمعهد الصحي ومستشفى الثورة بقصفه ب13قذيفة بعد استقباله النساء اللاتي سقطن شهيدات وجرحى إثر قصف مصلى النساء في الساحة ما أدى إلى سقوط شهدين وتدمير طوابقه العلياء..
قُصف المستشفى الذي كان يعج بالشهداء وأهليهم، والجرحى ومرافقيهم، والأطباء والممرضين حينها اكتظ الدور الأرضي للمستشفى “ البدروم “ بالجرحى والأطباء والأمراض، فقد كان ملجأ لكل المتواجدين في المستشفى” ولعل الجميع شاهد عبر شاشات التلفاز ذلك الجريح الذي لا يقدر على الحركة كيف تدحرج على سلم الدرج هاربا من الموت..
- تقول هدية الغليس التي كانت حاضرة: كنا متواجدين بالمشفى ونظن أننا في أمن بعد ما تعرضت له المدينة من قصف لكن تفاجأنا بالقصف على المستشفى فنقف على أجسام أعزائنا هرباً إلى البدروم.. وتتابع الغليس: كم هو مؤلم حين أتذكر المرضى في غرفة الإنعاش وهم ينادون مع صوت القذائف انقذونا ويحملون القسطرة والاسلاك معهم في ممرات المشفى ولا أحد يسمعهم من شدة صوت القذائف..
- لم يكن هذا المشفى الوحيد الذي ناله القصف والدمار، بل يعد الثالث بعد تعرض المستشفى الميداني ومستشفى الصفوة في محرقة الساحة بتاريخ 29 /5/ 2011م من دمار واقتحام ومن ذات الآلة القمعية.. فقط أتساءل: هل إلى هذا الحد غابت الإنسانية عن قلوب هؤلاء وارتكابهم كل ذلك وقصفهم للأماكن الإنسانية التي تبعث الحياة للناس وتصارع الموت.. في ظل تحريم لكل الشرائع والقوانين السماوية والأرضية للمساس بهذه الأماكن.
الحصب.. الحرب كانت هناك..
لم يكن القصف في ذلك اليوم بغريب على مدينة تعز فمنذ بداية الثورة وهي تشهد قصفا عنيفا إلا أن في ذلك اليوم ازداد فيها القصف بكثرة على الأحياء السكنية مثل “ حي المسبح والروضة وساحة الحرية والمناخ وحي الحصب “ كل تلك الأحياء قد شهدت قصفا من قبل إلا أن حي الحصب كان من الأحياء التي استجد فيها القصف بهدف الاستحواذ على المدينة والسيطرة على كل الأماكن في المدينة بهدف قمع المتظاهرين.. وما إن وصلت الآليات إلى حي الحصب حتى شن عليها المسلحون التابعون للثورة هجوما شرسا ما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين مخلفين إحراق مدرعة وتعطيب دبابة مما تحولت آليات قوات النظام السابق إلى القصف العشوائي والمفتوح على ذلك الحي ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى وتضرر عدد من المنازل والمنشآت حتى المساجد هناك طالها القصف، وكما قال أحد المسلحين آنذاك إن الآليات كانت قادمة من المطار وبدأت بإطلاق الرصاص من الرشاشات منذ أن كانت في بير باشا ظناً منها أننا سنرتعب، لكن حتى وصولهم الحصب فقد قمنا بشن الهجوم عليهم ومنعهم من الدخول وقاموا بالقصف على المنازل والمباني هناك فلم تراع حتى حرمة الله فقاموا بقصف مسجد الشيباني وإحراق العديد من المخازن التجارية، وقصف العديد من أعمدة الكهرباء التي أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في ذلك الحي والأحياء المجاورة.. مع ذلك القصف في الحصب والحرب تحول ذلك الحي إلى أرض وحوش خالية من كل شيء لا ترى فيها إنسا ولا جنا، حي أشباح بامتياز؛ حتى إن أحد الساكنين يخبرني أنهم امتنعوا عن الخروج لأيام بسبب ذلك اليوم الأسود!!
المحامي والحقوقي توفيق الشعبي ل (الجمهورية):
أحداث 11/11 انتهاكات حقوق إنسان جسيمة!
قال المحامي والناشط الحقوقي توفيق الشعبي إن أحداث 11/11من العام الماضي تعد من الجرائم الجسيمة وإن المسئولية تقع على المسئول الأول بحسب القوانين والمواثيق الدولية.. وأشار رئيس منظمة هود بتعز في حوار مقتضب أجرته معه الجمهورية إلى أن أحداث 11/11من العام الماضي تشكلت لجنة مستقلة للتحقيق فيها من قبل المجتمع الدولي..
لماذا حظيت تعز بكل ذلك القصف والدمار من قبل آلة القمع والقتل التابعة للنظام المخلوع في تلك الفترة؟
- لأن تعز كانت شرارة الانطلاق التي أسست لإسقاط النظام بتأسيس أول ساحة اعتصامات في الجمهورية في 11فبراير ولأن أبناء تعز كانوا هم الرافعة الاساسية للتغيير وهم العنصر المتحرك دوما لأجل تحقيق أحلام اليمنيين في إقامة الدولة المدنية الحديثة؛ لأن أبناء تعز عززوا بتواجدهم النشيط وإيمانهم بالتغيير وضرورة إسقاط النظام في كل ساحات الجمهورية فكرة إنشاء الساحات في كل اليمن؛ لأن تعز لم تستسلم وتيأس من طول مسيرة الثورة ولا تساوم ولم تطالب بمشاريع صغيرة وطائفية ومصالح ذاتية وإنما بمشروع لكل اليمنيين بمختلف مشاربهم وألوانهم؛ لأن النظام السابق كان يعتقد أنه بالقضاء على اعتصامات تعز سيحسم المعركة لصالحه وسيخمد الثورة، ناهيكم عن الحقد الدفين الذي كان يكنه النظام السابق لأبناء تعز ولهذه المدينة التي طالها الحرمان.
كيف نستطيع توصيف أحداث 11/11من العام الماضي قانونيا؟
- استقر الرأي في القانون الجنائي الدولي وفي احكام المحاكم الجنائية الدولية (في يوغسلافيا ورواندا وبعد الحرب العالمية الثانية..) في اكثر من قضية على أن القائد أياً كان عسكريا أو مدنيا يعتبر المسئول الأول جنائيا عن الجرائم والأفعال التي يرتكبها مرؤوسوه، بل ويعتبر القائد مثله مثل المنفذ في تحمل المسئولية الجنائية، وذهبت بعض الأحكام الجنائية إلى لزوم فرض ومضاعفة العقوبة في مثل هذه الجرائم على القائد بمعنى تشديد العقوبة بحقهم أكثر من المرؤوس المنفذ للفعل اعتمادا على أن المرؤوس لم يكن لينفذ مثل هكذا أفعال لو أن القائد قام بما يتوجب عليه بحكم قيادته من إجراءات لمنع حدوث وارتكاب هذه الجرائم ولا يشترط لقيام المسئولية الجنائية بحق والقادة أن يكونوا متواجدين في مسرح الجريمة أو أمروا بتنفيذ الفعل أو خططوا لذلك.. وإنما يكفي لقيام المسئولية الجنائية بحقهم أن يكونوا علموا بقيام مرؤوسيهم بارتكاب هذه الافعال ولم يقوموا باتخاذ إجراءات عملية ووقائية لمنع حدوث هذه الافعال ومعاقبة مرتكبيها وهذا ما اقرته المحكمة الجنائية الدولية بنظامها الاساسي ووفقا لذلك فإن جميع القادة والمسئولين أياً كانوا مدنيين أو عسكريين يعتبرون مسئولين عن هذه الجرائم وتطبيق هذه المبادئ على الجرائم والاعتداءات التي وقعت يوم 11/11/ 2011 أو محرقة ساحة الحرية بتعز نجد أن ما ارتكب يعتبر في إطار انتهاكات حقوق الانسان الجسيمة ومخالفة لنصوص اتفاقيات جنيف الأربع التي صادقت عليها اليمن وكذا بالمخالفة لما توجبه مواثيق حقوق الانسان التي اعتبرت جرائم القتل المباشر والاعتداء على المدنيين واستخدام المنشآت المدنية من ضمن الخروقات الجسيمة التي توجب المساءلة القانونية الجنائية للمسئولين عن ارتكاب هذه الانتهاكات ويكون القادة ايا كانوا عسكريين أو أمنيين أو مدنيين هم المسؤولين جنائيا إزاء هذه الانتهاكات التي تقوم بها القوات التابعة لهم وفقا لمبدأ المسئولية والقائد عن أفعال مرؤوسيه المعمول به جنائيا ضمن آليات المساءلة الجنائية الدولية والمبادئ المعتمدة في نظام روما وأغلب المحاكمات الدولية التي أقيمت لمنتهكي حقوق الانسان ابتداء من محاكمة لمبورغ عقب الحرب العالمية ومرورا بمحكمة يوغسلافيا وصربيا وكوسوفو ...الخ، ومن هذا المنطلق وارتكازاً على هذه المبادئ سيكون جميع القيادات مدنيين وعسكريين خاضعين للمساءلة الجنائية باعتبارهم فاعلين رئيسيين ومساهمين في ارتكاب هذه الجريمة..
كيف يتعامل إذًا القانون مع مثل هذه الأحداث؟ وأين دور المجتمع الدولي في ذلك؟
- بالنسبة للجرائم والانتهاكات التي تعرض له الثوار في ساحات الاعتصامات أو أثناء المظاهرات في اليمن خلال 2011 فهي وبالنظر للمعايير التي أقرتها الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية وما جرى من محاكمات فهي انتهاكات خطيرة وجسيمة لحقوق الإنسان وقد أضفى قرار مجلس حقوق الإنسان عليها هذا الطابع والتوصيف فيما أوصى به من ضرورة تشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في هذه الانتهاكات وغالبا ما تلجأ المنظمة الدولية لمثل هذا الإجراء عندما تقدر من خلال لجان التقصي أنه لا إمكانية ولا قدرة لأجهزة العدالة الوطنية القيام بمثل هذه التحقيقات؛ ولأن ضعف أجهزة العدالة وعدم إلمامها بقواعد القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان وكيفية تطبيق ذلك محليا خلال التحقيق بمثل هذه الجرائم بالإضافة إلى عدم كفاءة هذه الأجهزة تعد كذلك من المبررات والمسوغات التي توجب إيكال مهمة التحقيق للجنة مستقلة تعتمد المعايير الدولية في التحقيقات وهذا بالفعل ما اتخذه المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات التي حصلت في اليمن واعتداءات 11/11/ 2011 التي تعرض لها المدنيون بتعز تندرج ضمن هذه الجرائم.
تفاحة وياسمين وزينب
الورد اللي فتح في جناين تعز!
الكثير يتحدث عن تلك المرأة التي نالت شرف الشهادة في مثل هذا اليوم .. أتذكرون اسما لطالما استعذبنا نطقه جمالا وكفاحا ونضالا؟ إنها أم الثوار ..إنها الشجاعة والمعطاءة.. إنها الروح في الثورة والبهجة في ساحة الحرية بتعز.. فالجميع في الساحة مجمع على عمل تلك المرأة .. ابتهجت السماء وتوردت الأرض بنيلها الشهادة، كانت تكافح وتنافح لأجل يمن سعيد ينعم به الجميع.. كانت عزيمة سطرت بنضالها معنى النجاح والكفاح.. كانت وما زالت الأم الرؤوم والأخت الحنون.. والمرأة اللطيفة.. بالتأكيد.. عرفتها الآن؟ نعم ..إنها تفاحة..
تفاحة.. المذاق الثوري
- هي تفاحة صالح بن صالح العنتري استشهدت وهي تبلغ من العمر 43 سنة متزوجة من محمود الطيب ولها ولدان إسراء وعبد الوهاب .. أطلق عليها الثوار في ساحة الحرية لقب “أم الثوار “ بما يوحي ذلك بأن هذه المرأة ملكت مكانة كبيرة في قلوب الثائرين، مكانة تجسدت من قيمها النبيلة واخلاقها الفاضلة..
- في ذلك اليوم استشهدت تفاحة العنتري.. والتي لطالما خرجت من منزل طيب ومبارك مشبعة بالروح الثورية، وعبق الحرية تفاحة الأستاذة والمربية الفاضلة في مدرسة مجمع طيبة في الحوبان تقطع المسافات الطويلة من منزلها قاصدة ساحتها وساحة كل الأحرار والحرائر في الحالمة لمشاركتهم نضالهم الثوري وأداء صلاة الجمعة في تلك الساحة المسافة كبيرة بين ماض محزن في ظل نظام مستبد، ومستقبل تحلم به تفاحة ورفيقاتها متمثلات بيمن جديد.. مثلت الشهيدة تفاحة العنتري في ساحة الحرية بتعز القلب الكبير الذي ملأ ساحة الحرية نشاطاً وحماساً فقد كانت إنسانة نادرة في العطاء والخير ولها عدد من الأنشطة في لجنة النظام ولجنة الخدمات واللجنة التنفيذية وكذا في لجنة الحشد ولجنة الدعم، وخلال شهر رمضان المبارك العام الماضي كانت لتفاحة اليد الطولي في مشروع إفطار الصائم، شبهها البعض في نشاطها المتعدد في الساحة بخلية نحل لا تتوقف عن خدمة الآخرين و لن تتوقف لحظة واحدة عن خدمة الثورة إلا بعد أن استراح جسدها الطاهر ملاقياً ربه في رحلة خلود أبدية بعد استشهادها.. إنها تفاحة العنتري الزوجة المخلصة والأم الفاضلة والمربية الناجحة والقائدة المثالية في مجتمعها.
- كانت الشهيدة تفاحة العنتري قيادية بالفطرة ومشهودا لها بقوة شخصيتها، وعزيمتها وإصرارها ولن تتخلى في أصعب المواقف عن من حولها سوى من أقاربها وأهلها وأصدقائها ومن يحتاج إلى مساعدتها كرست جل وقتها وجهودها لخدمة ثورة شعبها، فكانت أول المرابطين في ساحة الحرية وأكثرهم نشاطاً، بصمودها الذي فاق صمود الرجال، كانت تعود إلى المنزل والقول لأهلها - وكل أبناء اليمن أهلها - وقد بدت ملامح الإرهاق والتعب على وجهها لتعد الكعك وأشياء أخرى لأبنائها في الساحة دعماً منها لهم ومشاركتهم لقمة العيش، همها الوحيد خدمة الثورة وشبابها وفي سبيل ذلك ضحت بنفسها وروحها الطاهرة رخيصة في سبيل ثورة شعب رفض البقاء خانعاً تحت ظلم الجبابرة لم تكن نشاطاتها محصورة في إعداد الكعك وبعض الغذاء للثوار في الساحة، والتنظيم من خلال لجنة النظام في الساحة، وتعاونها مع لجان الخدمات والدعم وغيرها من اللجان، بل تجاوزت ذلك وتقدمت الصفوف في تلك المسيرات التي شهدتها تعز طيلة أيام الثورة رغم قمع آلة التابعة للنظام السابق تلك المسيرات، فما من مسيرة قمعت إلا وكانت تفاحة من أوائل المشاركين فيها بكل قوة وصمود ولا تهاب رصاصات الخوف والخنوع التي يسقطها موالو النظام السابق على المحافظة ونالها من ذلك القمع ما نالها، تمنت الشهادة منذ أول يوم خرجت فيه إلى الساحة وكان لها ما تمنت بأن حقق الله أمنيتها في أفضل أيام الله في السنة وهي عشر ذي الحجة، وأفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة..
- يقول عنها زوجها محمود الطيب: لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدون حمامة البيت.. تفاحة ..
ذهبت تفاحة لتصلي الجمعة في محرابها المقدس كعادتها منذ انطلاقة الثورة ب11فبراير فافترشت سجادتها واستقبلت القبلة لتبدأ شعائر الصلاة لتأتي بعد ذلك الفاجعة والحقد من هناك.. من الآليات المتركزة بالمعهد العالي للعلوم الصحية.. أرسلت إليها القذيفة البغيضة.. ونالت تفاحة الشهادة كما كانت تتمنى، ورب الكعبة.. ونال القاتل وابل اللعنات.
تفاحة كانت تكافح في كل المحن التي تعرض لها الثوار في ثورتهم من قبل أتباع النظام السابق فكانت في يوم المحرقة التي شهدتها الساحة من النساء اللاتي صمدن حتى ساعات فجر اليوم الثاني وكانت تهتف عاليا: اللهم نسألك النصر والعزة ونسألك الشهادة ياالله”...
تفاحة نفتقدك كثيرا... كثيرا وأنت بالتأكيد لم تفتقدينا فأنت هناك في عليين مع الابرار والشهداء..
لم تكن تفاحة وحدها تستقبل الشهادة وإنما كانت بجوارها زينب وياسمين اللتان نالتا الشهادة في تلك الحادثة البشعة وفي ذلك اليوم الأليم، وبهذا الفعل يسجل التاريخ أبشع جرائم ارتكبت في هذا الكون لقتل نساء بتلك الطريقة البشعة...
ياسمين تمنت أن يكون عرسها في الساحة وتزف منها
ياسمين سعيد سيف علي الأصبحي من مواليد عام 1987م قرية الأصابح، شعبة جعف، الحجرية، طالبة في السنة الثانية في كلية التربية جامعة تعز قسم تربية خاصة وحاصلة على تسع شهادات في دورات تدريبية متنوعة، أما ياسمين الثائرة فهي منذ بداية انطلاق الثورة توقفت عن دراستها لتشارك أبناء وطنها ثورتهم وكانت أحد أبناء مدينة الثورة تعز الذين أشعلوا شرارة الثورة منها لتنتقل شرارتهم المباركة إلى جميع ربوع الوطن، ليكتمل بذلك فصول ثورة شعب ينشد الحرية ويصعب إخمادها ممن يحاولون ذلك، فأنى لهم فهي إرادة الشعب التي لا تقهر مستمدة من إرادة الله وهي السيل الجارف الذي تجرف أمامها كل من يعترض طريقها اليمن، الثورة التي أسهبنا في الحديث عنها كانت يوماً ما شرارة بسيطة أطلقها فتية عشقوا الوطن وكانت ياسمين واحدة من أولئك الفتية، الذين آمنوا بعدالة قضيتهم وفي المقابل قمع النظام السابق لأولئك الشباب جعل من البسيط عظيماً فكبرت معه الثورة واستجاب اليمنيون لنداء الشباب وقويت الثورة لترتقي إلى أن تصبح ثورة شعب بأكمله، تميزت بصفات وتفردت بخصائص على باقي نظيراتها في الربيع العربي.
-والفضل هنا يعود لأولئك الشباب طليعة الثورة وشرارتها الأولى في مدينة الحلم والعلم والثقافة والنضال في تعز الثورة.. وياسمين احدهم سيذكر لها التاريخ ورفاقها هذا الجميل كيف لا وهم من واجهوا قمع النظام بصبر وثبات!؟
- ياسمين الثائرة شاركت في المسيرات التي تنطلق من ساحة الحرية وكان لها نشاط كبير ولافت للنظر في الساحة، وبعد محرقة ساحة الحرية في 29 /5/ 2011م، سعت ياسمين جاهدة لإعادة وهج الساحة ونشاطها من خلال المشاركة في المسيرات اليومية الصباحية والمسائية، كانت ياسمين مخطوبة، وفي هذا الشأن نتقدم إلى خطيبها بتعازينا بالإضافة إلى جميع أهلها، وكانت تتمنى أن تقيم عرسها في الساحة فباعت دبلتها وجمعت التبرعات لإعادة المنصة (منصة ساحة الحرية) أفضل مما كانت فكان لها ما أرادت.
- ساهمت في عدة فعاليات ومشاركات في الساحة وكان لها مشاركة ومساهمة فاعلة في شراء العديد من البطانيات للساحة، وكذلك جوائز الدورات التدريبية وكان عيدها هذا العام ممثلاً في صناعة الكعك، وبعد صلاة العيد في الساحة كانت في طلعتها البهية وبساطة تعاملها تقوم بزيارة الجرحى والمصابين هي وزميلاتها بمجهود ذاتي وفردي لمعايدتهم وتقديم ظروف فيها مبالغ مالية رمزية مع كعك العيد.
- ياسمين في آخر أيامها رفعت شعار (الموت ولا المذلة) وكأنها ترى مصيرها أمام عينيها.. اخترقت شظية رأسها، بينما هي كانت تستمع لخطبة الجمعة مستعدة للصلاة، ولكن كان لها لقاء آخر مع ربها شهيدة مطلقة بسمة الخلود في عرسها الأول والأخير إلى الجنة.
- ياسمين تمنت أن يكون عرسها في الساحة وتزف منها وسط حشد كبير وفعلاً زفت من الساحة شهيدة في يوم الجمعة الذي له في حياة المسلمين فضل ومكانة وله عند اليمنيين ميزة خاصة، ففيها دخلوا في دين الله أفواجاً حباً وطواعية، هي الجمعة إذاً عيد ويوم إجازة ويوم الثورة والقيامة.
زينب الشيخة الجليلة والثائرة البطلة..
لم يرتو النظام السابق من الجرائم فكانت الشهيدة الحافظة لكتاب الله زينب حمود قائد العديني هي الأخرى في ذلك اليوم من شهيدات الثورة السلمية اللواتي قدمن أنفسهن رخيصة في سبيل هذا الوطن الذي عشنه وآثرن بأنفسهن من أجله وسطرن في تاريخ هذا الوطن أروع البطولات التي ستدرسها الأجيال القادمة وتقف إجلالاً وإكباراً لصانعات هذا التاريخ..
- تقول إحداهن في وصفها بأنه كلما اقتربت من محياها كاد يشع من وجهها نور لا يمكن الإفصاح عنه بأبعد مدى من أجمل الكلمات وأرق العبارات وأشهق مقاماً من كل مقال، وقصة حياتها قصة كفاح ونضال، وتميز وإبداع وأخلاقيات وسلوكيات يعجز التعبير عن وصفها، وبفراقها أبكت العيون وأحزنت القلوب..
- تخرجت الشهيدة زينب من حلقة مسجد أم القرى التابعة لجمعية معاذ العلمية لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية التي عكفت فيها خمسة أعوام لتنهل من علمها في مجال العلوم الشرعية على يد كوكبة من المشائخ الأجلاء بعد أن قضت عامين في حفظ كتاب الله في مركز الزهراء التابع لجمعية معاذ العلمية، حفظت كتاب الله إجازة وسنداً وراجعته وختمته مرتين، الأخيرة كانت على يد الشيخ علي المسوري وكانت تتأهب لختمه مرة ثالثة وحصلت على إجازة مفتية من مشائخ عدة لتصبح شيخة علم ومعلمة وحافظة لكتاب الله، بالإضافة إلى شهادات عديدة يصعب حصرها، زينب صاحبة الأخلاق العالية بصمتها تدخل قلوب الآخرين دونما استئذان، كانت مصطحبة كتابها على الدوام ولم يبرح لسانها ذكر الله، كانت القدوة الحسنة والكل يحب الاقتداء بها من أهلها وأصدقائها ومحبيها، وكانت المداومة والمحافظة على صلاتها في أوقاتها وهي الصائمة كل اثنين وخميس والقائمة في الليل، رافعة كفيها تتضرع لبارئها وتدعوه بالنصر والظفر لثورتها التي أهدتها روحها الغالية على نفوس الكثيرين ممن عرفها. عرفها الناس وهي تسعى لمنفعتهم ومن أجل إسعادهم، كما عرفتها تعز وكل مساجدها صالحة ومصلحة وخادمة لكتاب الله وسمحة كريمة، ومثالية متفانية في خدمة وطنها ومجتمعها، ومن أجمل صفاتها صمتها وسماحتها وخفة طبعها ووفاؤها لوطنها ومجتمعها.
- زينب لم تعش حياتها وحدها، بل عاشتها للمجتمع بأكمله وكانت نموذجاً في الفكر والدين والأخلاق وساعية إلى الخير لتمسح دمعة اليتيم وتفرج هم المهموم وتساعد الفقير، مختتمة مسيرة حياتها الحافلة بالبذل والعطاء بأن قدمت روحها هدية لوطنها الكبير، عملت مدرسة في جامع الإيمان التابع لمشروع الشفيع مؤسسة التواصل للتنمية في حي كلابة وكانت من أحب الناس إلى الناس ومن أنفع الناس إلى الناس وكانت تتعامل مع طالباتها كأم لهن وليس كمعلمة، فقد كانت المشجعة لمواهبهن، والمحبة لإبداعهن وكانت الحريصة دائماً أن تعمل على خدمة كتاب الله وعلى ما ينفع طالباتها وينمي مواهبهن.
-الشهيدة زينب عشقت ساحة الحرية وخيامها ووضعت بصماتها في كل عبارة ثورية خطتها أناملها، فقد كانت صاحبة الخط الجميل والذوق الرفيع والصوت الشجي وهي تتلو آيات من القرآن الكريم، حرصت على المشاركة في المسيرات التي تخرج في تعز الثورة منذ انطلاقة ثورة الشباب السلمية وكانت أشد شغفاً وحباً لساحة الحرية، فكانت إحدى العاملات في لجنة التفتيش والنظام، وبعد محرقة ساحة تعز واستعادة الساحة عملت في تكتل “مناضلات ثورة اليمن” وكانت أكثرهن نشاطاً وحيوية في تقديم الأطباق الخيرية ومساعدة الجرحى وأسر الشهداء وكتابة اللوحات في المسيرات وفي الفعاليات التي ينظمها تكتل مناضلات ثورة اليمن وشباب 11 فبراير.
- وفي جمعة “لا حصانة للقتلة” سقطت إحدى قذائف الغدر في المكان الذي تتواجد فيه لتتشظى وتستقر إحدى الشظايا في قلبٍ عامر بالإيمان وفيه أودع القرآن وأحب خالقه المنان، منهية حياة حافلة بالخير والعطاء والصبر والكفاح، لتسقط بعدها زينب ورفيقاتها الشهيدات وتبدأ معهن رحلة الخلود إلى النعيم الأبدي وتلقى ربها وهي راضية عما قدمته وهو راض عنها..
الشهيد هاني.. دمه يكتب « ارحل »!
وفاء الشيباني من خطت بدم أخيها الشهيد “هاني الشيباني “ عبارة “ارحل “ على جدار منزلها متبعة ذلك بزغاريد فرح تنبعث من فمها مبتهجة بأن أخاها سيلقى ربه شهيدا.. تقول وفاء: في ذلك اليوم المأساوي لن انسى تلك الايام 3 ايام كانت الأشد على عاصمة الثورة تعز الحبيبة ذلك اليوم تشابهت فيه الأرقام والآلام معنا.. إنه يوم ليس كمثله...
- وفاء تروي لنا قصة القصف على منزلهم واستشهاد أخيها فتقول: خرج هاني من غرفته يريد الإفطار حينها اشتد القصف “ كان ذلك شيئا عاديا بالنسبة لنا لقصفهم المستمر من قبل، عندها قلت لأختي التي زارتنا لماذا أتيت إلى هنا سيكون اليوم موت جماعي، فضحكت وبادلتها الضحكة فجأة نسمع امي وهي تصرخ صرخة لن أنساها مدى حياتي وخفت وهرعت إليها لأرى ما جرى بها فوجدتها ما زالت مستمرة بالصراخ.. حاولت تهدئتها ماذا جرى!؟ ماذا هناك!؟ واقول لها هذا القصف بجانبنا.. قمت لإقناعها فذهبت إلى السطح واخبرتها أن لا شيء هناك وكان بالفعل لا شيء.. لأعود وأخبرها بأن هذا الصوت ليس لدينا وإن شاء الله ما يكون الجرح عند احد، فدخلت غرفتي امازح أختي وبنات أخي حتى ازداد القصف بكثرة فقال الشهيد لا تخافوا “ هذين يقرحن بالجو” والقصف يزداد ويزداد ..
- حينها كان بيننا وبين الشهيد الباب - لم أره ذلك اليوم، رأيت نصف وجهه فجأة انفجرت قذيفة في المنزل هزت أركانه وتهشم الزجاج فيه فإذا بالشهيد يقول هذه غرفة أمي فأسرع وأغلق باب الغرفة التي كان فيها ويحدث أمه قائلا “ انزلوا من هنا” ..رفضت أمي النزول بالبداية حتى إرادة الله ساقتها إلى النزول وهي تصرخ: انزلوا ..انزلوا ..وظلت مستمرة بالنزول وبعدها أخي الصغير، الذي بدأ بالنزول لتخترق القذيفة زجاج نافذة الغرفة وبابها وبعد ذلك رأس أخي الشهيد هاني، في تلك اللحظة أمي تصرخ تقول رأت ضوءا واخي الصغير الذي يتبعها بالنزول - اصيب بجرح طفيف برأسه.. يصرخ هاني ..هاني ..
- كنت في غرفتي وسمعت الصراخ وادخلت كل البنات الصغار تحت السرير وهرعت خائفة ظنا مني أن هاني ابن اخي انجرح لذلك لم يتبادر الى ذهني أنه هاني الكبير “ أخي “ عندها رأيت أمامي جثة ورأسا مفتوحا كالكتاب – كنت أريد أن أنكر تلك الحقيقة.. اقتربت منه اكثر فأكثر ..اتحسس قلبه حتى صرخت أختي الكبرى “ من ابي “ لم تعرفه ابدا رغم أن الشهيد كان يرتدي بنطال وأبي لا يرتدي ذلك وخرجت عن وعيها تماما..
- استرجعت قواي وحينها شعرت بأني كبرت كثيرا “ تطمئن قلبي عند تذكري بأنه عريس في الجنة.. واتحدث: في بيتنا شهيد، هاني شهيد.. قمت بلم كل ما تناثر من رأسه وتمنيت لحظتها أن أرى وجهه وأبحث عن معجزة بأن هذه ليست حقيقة “هذا واقع أليم لم يكن هناك هاني “..
اتصلت لكل من كان يعمل بالثورة من الاعلاميين وزميلاتي.. كان هناك شعور يصيبني لا أستطيع وصفه خائفة مفزوعة وكل هموم الدنيا ملقاة على رأسي “ماذا اقول لأبي و أمي”.. كان حينها صراخ في كل أرجاء الحارة ولا يعرفون ماذا افعل.. نزلت إلى الأسفل وأخبرت ابي بأن “هاني راح ..هاني شهيد”.. ليرد من هاني؟! وكأنه نسي أن لديه ولدا اسمه هاني “ ليبقى بعد ذلك الهم الأكبر أمي فهي حتى تلك اللحظة لم تعرف، احتضنتها وهي تصرخ بشعور قلب الأم “هاني عيني “ وهي تصرخ واستمرت بالصراخ حتى جاء أبناء الحارة والإعلاميون.. كان الكل يبكي ويصرخ ويسقط على الأرض من هول المنظر وكنت أموت ألف مرة عند كل صراخ.. ثم جاءت سيارة الإسعاف لتأخذ الشهيد، لكني رفضت وقتها ولا أدري لماذا؟ إلى أني وجدت نفسي وأنا أقوم بكتابة ما رأيتموه على الجدار بدم هاني ..
- وتصف وفاء الذكرى الأولى لاستشهاد أخيها بأنها الذكرى لمجزرة 11 - 11 هي استكمال ما بدأ به الشهداء، وتستغرب وفاء من مرور عام على ذلك وما زال القتلة.
حين تبدأ الشمس بفرك عينيها على استحياء من جرائم النظام السابق وهي تتمنى ألا يطالها مكروه.. إنها تعز التي عاث النظام السابق فيها فساداً..
اغتيال طفولة!!
الشهيد الطفل أسامة الشرعبي
- كان الطفل أسامة نائف الشرعبي نقي السريرة وصاحب الابتسامة الطفولية البريئة لم يجرح قلب بشر عرفه، كان متميزاً بين إخوانه - طفلاً طموحاً - وكثير الحركة، كانت أعماله تدل على أنه ليس طفلاً بل شاب قوي وعزيمته لن تلين وإصراره لا ينكسر، كان أسامة من ينفع أمه داخل المنزل ومن يقف يساعد أباه في بقالته الكائنة بجوار ساحة الحرية بتعز أسامة وضع بصمات كثيرة في قلب كل من عرفه وابتساماته يوزعها في كل أرجاء حارته، إخوانه محمد ووفاء وعبدالله افتقدوه كثيراً وأمه مازالت لم تشف من صدمة الخبر الفاجع..
- تقول أمه المكلومة: صحا عبدالله باكراً يريد الخروج وأنا منعته وعندما توقف الضرب، فخرج معه شقيقه الأكبر للبقالة وفي الطريق كان يسأل عبدالله وقال له لو قتلت أنت يا عبدالله أنا بموت بعدك وأنا إذا قتلت أنت ماذا ستفعل ومنذ بداية الثورة كان يردد كلمة كفنوني في ثيابي إن أنا مت شهيداً كان طالباً في الصف الثالث في مدرسة الأضواء الأهلية استشهد أمام بقالتهم بطلقة رشاش دخلت من الظهر ومزقت الكبد والحجاب الحاجز والحمد لله على كل حال.
- الأم المسكينة لم تعرف لحظة إصابة ولدها، فظلت تنتظرهم على الغداء وأضافت أم الشهيد: كنت منتظرهم على الغداء بعد صلاة الجمعة، فاتصل بي أبو أسامة فقال لي أسامة أصيب في يده وفجأة نظرت لوجه عبدالله فلقيت دماً على صدره، فسألته قال لي مصاب فشفته بالتلفزيون بسهيل يبعد ملابسه كان قوياً فكنت مطمئنة فجلست بالبيت ومن شدة النزيف تم نقله للمستشفى الدولي، فدخل العملية الساعة12ونصف ظهرا وخرج الساعة8 مساء العملية ما نجحت كان الدكاترة كلما يحاولون إكمال العملية النزيف يزيد فكانت ثلاث عمليات فعملوا له 5 آلاف سيسي دم، فخرج من العمليات الساعة8 مساء للعناية المركزة فرجع أبو أسامة للبيت لأنه كان تعبانا.
وفي الصباح اتصلت بأخي وسألته عن أسامة فقال لي بخير ولم يكلمني أنه قد توفي وبالفعل أنه قد كان توفي الساعة الحادية عشرة مساء وقال لي كلمي نائف يحضر المستشفى ضروري، فذهب نائف وكلمته بأنه قد توفي وفي لحظة فاجعة جاء الجميع من القرية لكي يعزوا أم الشهيد وأم أسامة كانت لم تعرف بأن ولدها قد استشهد وخال أم الشهيد سلم عليها قائلاً لها عظم الله أجرك، فتفاجأت وقالت كنت أحس أن روحي تطلع والحمدلله على كل حال وحسبي الله ونعم الوكيل وبإذن الله حسابهم عند ربي وأنا سأصبر وأحتسبه عندالله شهيدا.
الطفل الشهيد محمد رزاز
صباح ذات الجمعة، كان الطفل محمد في البيت يلعب مع إخوته الصغار أثناء انتظار وجبة الإفطار التي تعدها أمه ليذهب إلى الساحة لأداء صلاة الجمعة وفجأة تخترق رصاصتان نافذة المنزل لتصيب رأس محمد الذي فارق الحياة على الفور.
- تقول أم الشهيد بحزن عميق: كان محمد ذكيا وخدوما وبسبب ظروفنا المادية الصعبة أصر محمد أن يشارك ويعمل إلى جانب والده، وفي يوم الجمعة كنا داخل البيت جميعاً وأنا كنت أجهز لهم وجبة الإفطار”. تبكي أم محمد وتقول: “كنا بجانبه وإذا برصاص تدخل من النافذة، فاستقرت رصاصتان برأس محمد.. أنا سلمت أمري إلى الله وحسبي الله ونعم الوكيل”..
- أما والد الشهيد محمد رزاز فيتحدث: ماذا أقول كانت اللحظة فاجعة وفلذة كبدي أمامي تستقر في جمجمته رصاصتان غادرتان وتختطفه من أمامي.. وهو يلعب مع إخوانه فتركته قتيلا..
- وأضاف: جرائم يشيب لها الولدان وهى لن تمر مرور الكرام وهذه الجرائم مدونة وموثقة بملفات المحامين والمنظمات الحقوقية المتواجدة في الساحات، وسيتم تقديمها في وقتها للقضاء المحلي والدولي.
- يقول سامي محمد فايد أحد أقرباء الشهيد: كان محمد طيبا ومهذبا ومطيعا ويساعد والده وصاحب أخلاق عالية، وكان قصف تعز في يوم 11/ 11/ 2011 عنيفا ومخيفا للغاية فكانت القذائف تتساقط على الحي بشكل هستيري، وأنا اتخبيت في المطبخ أنا وعائلتي من شدة القصف”!!
كان نصيب الجرحى في ذلك اليوم 50 جريحا وجريحة وأي جرح يصيب هذا السقيم ؟!، فهناك جرحى طالهم القصف وهم في بيوتهم آمنون لربهم حامدون فإذا بالقصف يحل عليهم ضيفا يخطف ما يشاء ويصيب من يشاء بيده الموت..
جراح لم تندمل بعد..!
- زينب ابنة 20عاما وهي الفتاة التي تدحرجت عند وقوع القذيفة بمصلى النساء وهي مصابة بالرأس وبشظية في ركبة القدم اليمنى.. ومازالت حتى الآن كذلك.. لم تلق الاهتمام المناسب والوعود المنهالة لها لم ينفذ منها شيء مشيرة إلى أن علاجها تم على حسابها الشخصي دون أي رعاية من أحد.. فقط وعود لا غير .. تقول زينب إن القذيفة التي” سقطت في مصلى النساء “ هي التي دفعتها إلى الخارج ولا تستطيع أن تصف ذلك المشهد بقولها: مستحيل أن أصف ذلك المشهد فأنا أحيا وكل من حولي يموتون ...لكن لا بأس ..لأجل اليمن كل شيء يهون.. وتطالب زينب الحكومة بأن تقوم بتشكيل لجنة لرعاية الجرحى والاهتمام بهم كما طالبت بأن يكرموا الجرحى ويكرموا الشهداء
- مريم نجيب ابنة 16 ربيعا كانت إحدى اللاتي أصبن في مصلى النساء والتي كانت ترقد في غرفة العمليات أثناء القصف على مستشفى الروضة.. مريم أصيبت يدها اليمنى بإعاقة دائمة لا تستطيع تحريك بعض اصابعها وما زالت هناك شظيتان في الرئة لم يتم إخراجهما بسبب أن ذلك يسبب خطورة على حياتها كما قال لها الأطباء.. هي تقول لي إن ذلك اليوم يمثل لها مأساة كبيرة، مطالبة بمحاكمة القتلة والمجرمين..
- حسام نبيل البالغ من العمر 22 سنة لقي شظية في قدمه اليمنى وتم معالجتها على حسابه الشخصي دون التنبه له بأنه أحد جرحى الثورة.. ويصف حسام بأن ذلك اليوم يوم عزة له بأنه قدم شيئا للثورة ويوم نكبة على مدينة تعز وابنائها.. وانه سعيد بأنه نال الشرف في أنه خرج لأجل يمن ينعم بالعزة والكرامة..
- فيما تقول ابتسام عبد الله المصابة بشظايا بالرقبة والصدر والركبة اليمنى نتيجة القصف العشوائي الذي طال المنازل.. تعيش ابتسام في حي المناخ حيث اصابت منزلهم قذيفة في عصر ذلك اليوم ما ادى إلى جرحها واستشهاد طفلتها “آمال “ البالغة من العمر أربع سنوات وأصيبت ابنتها الأخرى بشظايا بالرقبة وتبعثرت اصابع يديها اليمنى.. تقول ابتسام إن الشظايا مازالت في ركبتها وإن الألم مازال يرافقها وتصف لي شعورها في هذه الذكرى بالقول: “ قدر الله وما شاء فعل “ وإن الذكرى قد مرت عليها بالتاريخ الهجري سادس أيام عيد الأضحى مرددة “قدر الله وما شاء فعل “!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.