في تظاهرة ثقافية وفنية جمعت كوكبة من الفنانين والفنانات من محافظتي عدنوتعز، احتضن بيت الفن بمحافظة تعز الملتقى التشكيلي الأول لفناني بيت الفن بعدنوتعز عكست صورة بانورامية رائعة خلال الفترة من 4 وحتى 7 ديسمبر الجاري وفي إطار هذه التظاهرة التي تفسح المجال للفن البصري والإبداع التشكيلي أن يقدم رسالته الحضارية الراقية أمام الجمهور، ويسهم في تقديم رؤية واضحة لفهم الماضي والحاضر والمستقبل خرج الملتقى بالعديد من الأفكار .. . الملتقى الذي شارك فيه 20 تشكيلياً بأكثر من 40 لوحة تجسد التراث الشعبي والاتجاهات الفنية السائدة في المحافظتين ، كما تعبر بأساليبها وتقنياتها الفنية المتعددة عن الملامح المشتركة في البيئة ، وما تنفرد به طبيعة المحافظتين من تناغم وخصوصيات وجماليات تراثية متنوعة.. وتزامن مع إقامة الملتقى تنظيم معرض تشكيلي (أحلام عدن) ل14 تشكيلياً من فناني عدن حوى 30 لوحة تشكيلية عبرت عن رؤية أبناء عدن للفن وارتباطهم بالواقع اليمني وإعادة دور عدن كمنبع للثقافة.. للتعرف على العوالم الفنية الشفافة لهذه التظاهرة الفنية المتميزة وما حملته الخطوط والألوان من معانٍ عميقة ودلالات تعبيرية خصبة أجرت صفحة فنون هذا الاستطلاع مع عدد من الفنانين المشاركين في الملتقى. البداية كانت مع مدير بيت الفن بتعز التشكيلي محمد العسلي الذي أكد أن الفنانين التشكيليين يعملون في إطار عمل مشترك للارتقاء بالفن التشكيلي لتوحيد الرؤية الفنية وتجسيد الولاء الوطني باحتفالاته التاريخية ، مشيراً إلى أن التشكيليين يعملون لتحقيق الأهداف العامة والخاصة للفنون التشكيلية . جداريات وأوضح العسلي أن من أهداف الملتقى التشكيلي الأول إقامة روابط مشتركة لإنجاز جداريات فنية في المحافظتين عدنوتعز إيماناً منهم بالحب الأزلي للوطن الحبيب في وضع الرسالة الفنية في مقدمة البناء والإنماء للحاضر والمستقبل ..بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين الفنانين والاستفادة من بعضهم البعض وكذلك العمل على فتح مراسم مشتركة ومراسم حرة في تعزوعدن من خلال الرحلات والرسم المباشر على الطبيعة . إبداعات بصرية ولونية من جانبه أشار مدير بيت الفن بمحافظة عدن شوقي عبده محمد إلى أن أهمية الملتقى تكمن في التعاون والتعرف وإبراز إبداعات الشباب البصرية واللونية للتعريف بالموروث الشعبي والمناظر الطبيعية التي تمتاز بها عدن مضيفاً انه تم استخدام الخامات الزيتية والمائية على اللوحات البصرية بالإضافة إلى مستوى تطور الفن التشكيلي في المحافظتين . وتقدم مدير بيت الفن بالشكر إلى مؤسسة السعيد لتكرمها باستضافة الفنانين وتقديمها الدعم لهم وكرم الضيافة. فضاء إبداعي مدير عام مؤسسة السعيد فيصل سعيد فارع عبر عن إعجابه بإبداعات التشكيليين الشباب والتي تعبر عن الآمال والتطلعات التي جسدتها عدن منذ أزمنة غابرة .. منوهاً بخصوصية الفضاء الإبداعي لعدن كمتنفس فني وقبلة يقصدها المبدعون حيث تحتضنهم دون تمييز مشيراً إلى أن الأعمال الفنية عكست مستوى التجربة الإبداعية للتشكيليين الشباب في محافظة عدن . وقال اشتملت رؤية المعرض على نقل أشجان أبنائها المتمثلة في روح الألوان والإيقاعات البصرية المختلفة والتي تعبر عن التجارب الفنية لمحافظة عدن منذ بداية الخمسينيات، والمتمثلة بعدة مدارس فنية مختلفة،والتي استمدتها من خلال احتكاك فنانيها الرواد مع الفنانين الأجانب في تلك الفترة ومن خلال هذه التجارب الأولية تمكنت هذه المدينة الرائدة في فن التشكيل اليمني أن تؤسس أول معهد في تدريس الفنون عامة والفنون البصرية خاصة على مستوى اليمن والجزيرة العربية. الفن يجمع ويوحد الفنانة أسرار عبده عمر قالت: إن هذه التظاهرة الفنية جاءت لتعزز العلاقة بين أبناء المحافظتين، والمعروف عن الفن الذي يجمع ويوحد ويعتبر أفضل الأساليب وأكثرها تأثيراً للتواصل بين الثقافات والحضارات المختلفة. فما بالك إذا كنا أصحاب حضارة وتاريخ وهوية واحدة فإن الفن سيلعب دوراً كبيراً في التواصل بين أجيال هذه الأمة وربطها بماضيها واستشراف مستقبلها. وعبرت أسرار عن سعادتها بزيارتها لتعز وللملتقى ،منوهة أن تعز حاضنة المبدعين والمواهب وهي مدرسة للفن مشيرة إلى أن الأعمال المشاركة مبهرة وقوية في مضمونها ..وتمنت الفنانة لو أنها زارت تعز خلال فترة التشكيلي الراحل هاشم علي لتنهل من إبداعاته وأعماله. حرارة الموروث وأضافت أسرار التي شاركت بلوحتين تشكيليتين أن الفنان خلال أدائه للوحة يمر ويعيش مراحل وظروفاً معينة وبينت طبيعة العمل الفني الذي شاركت به وهو عبارة لوحة رقصة البرع، وأن هذه اللوحة فيها حرارة الموروث التي تتميز بها بالإضافة إلى اختيار زاوية جديدة وغير تقليدية. جماليات بيئة تعز الفنانة منية اليامي قالت: لا أستطيع أن أصف مشاعري بزيارة محافظة تعز ولقاؤنا الفني والإبداعي سيفسح المجال لنا لاستلهام جماليات البيئة في تعز والمخزون الثقافي الكبير الذي تتميز به معظم مناطقها، وعن أهمية الملتقى بينت: أن هناك أشياء كثيرة شدتني في تعز وخصوصاً الزخم التراثي والجمالي لمدينة تعز القديمة. التراث التهامي مشيرة إلى أنها تحاكي في لوحتيها البيئة التهامية بما تحمله من عادات وتقاليد وقيم حياة تعبر عن التكاتف والتعاون وتوحي بالشموخ والانطلاق، وهذا ما لمسته في المرأة التهامية وزيها التقليدي العريق الذي يفوق أجمل المباني الحديثة في العالم .. مشيرة إلى أن فكرة اللوحات التي شاركت بها هي مزج عناصر من التراث والزي التهامي واختارت من الزخم التراثي حيث تشارك المرأة في أعمال الزراعة والحصاد بالإضافة إلى أعمالها المنزلية فهي جوار زوجها تساعده في الأعمال. تجربة فريدة الفنان عادل سالم احمد نائب مدير بيت الفن بعدن وأحد المشاركين في الملتقى قال: شيء جميل لفناني عدن أن يلتقوا مع فناني تعز في تجربة فريدة ولأول مرة مبيناً عن وجود أعمال إبداعية في الملتقى.. ولوحات تحاكي الواقع من مختلف المدارس التشكيلية.. وأوضح سالم أن الأعمال فيها تذوق لأفكار الفنانين . أحلام عدن وتحدث الأخ فؤاد مقبل احد الفنانين التشكيليين من محافظه عدن أن معرض أحلام عدن يحتوي 30 لوحة تشكيلية ل14 فناناً وفنانة تشكيلية وهذا يعبر عن رؤية أبناء عدن للفن وارتباطهم بالواقع اليمني ،وإعادة دور عدن كمنبع للثقافة ،وقال : فعدن يجتمع فيها جميع ثقافات المحافظات (صنعاءوتعز وغيرها ) وهي تجسيد لروح الفنان من خلال ارتباطه بالبيئة التي يعيش بها ومروراً بالحداثة .. مضيفاً أن الحركة التشكيلية التي بدأت منذ الأربعينيات واستفادوا من فن المستعمر البريطاني وبدا الفنانان بالالتحاق بعدة مدارس منها الكلاسيكية وغيرها وتطورت الحركة بعدة تخصصات كالجرافيت والنحت وأشار إلى أن المعرض استخدم فيه الألوان الزيتية والباستيل وهي خاصة بالمناطق البحرية بعدن وغيرها من المحافظات ، ونحن قد قمنا بتنفيذ العديد من المعارض بمؤسسة السعيد ونشكر المؤسسة على استيعابها لهذا الفن الرائع.