منذ الوهلة الأولى لاندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية برز نجمه كقيادي بارز في ساحة الحرية بتعز، تحديداً في (جمعة البداية) أول جمعة ثورية علي مستوى اليمن، فقد كان خطيبها المفوه الذي ألهب حماس الجماهير، ليتم انتخابه بعد ذاك رئيساً للمجلس الثوري - تكتل شباب الثورة- كما كانت له إسهامات فاعلة في كل المناشط الثورية.. إنه الثائر/ ضياء الحق إدريس السامعي.. التقيناه على عجالة، فكان الحوار التالي: موقع زعامة بعد مرور عامين على انطلاق الثورة الشعبية التي كنت أحد أبرز قادتها كيف تقيمون الوضع هل الثورة تسير في مسارها الصحيح؟ الوضع نراه طبيعياً كما صاحب الثورة من تداخلات وتدخلات كالمبادرة وقانون الحصانة أحدث من العقبات والعوائق، ما جعل سير الثورة بطيئاً ولكن ومع ذلك كله الأهداف تتحقق ولئن طال الوقت فسنصل شرط الاستمرار بالسير وباتجاه تحقيق الأهداف. هل صحيح أن الثورة سُرقت؟ لا تُسرق الثورات، وإنما قد تعرقل مسيرتها، وبالنسبة لثورتنا فمازلنا في خضم أحداثها وشعبيتها واتساع مكوناتها ضمان أكيد على أنها لن تسرق ولن تنحرف إن شاء الله، ومن يرددون ما قلت فإنما هم ممن يريد الثورة وسيلة لشهرتهم أو تحقيق موقع زعامة أو يريد تمزيق الصف الثوري. تمثيل الساحات ساحة الحرية بتعز كانت أول ساحة ثورية في الجمهورية، وكنت أنت أول خطيب ثوري فيها، باعتقادك لماذا تم تهميش هذه الساحة وتهميشك أنت بالذات وعدم إدراج اسمك ضمن قوائم أعضاء مؤتمر الحوار؟ في مؤتمر الحوار تم تهميش المكون الشبابي عموما ليس في ساحة الحرية فقط؛ وكنا نأمل من رئيس الجمهورية إعادة النظر في تمثيل الساحات، أما بالنسبة لي فأنا ضمن مكون ثوري هو حزب الإصلاح وقد اختار ممثلين عنه يمثلوننا جميعاً فأنا مُمثل بآخرين نثق بقدراتهم وهم محل تقدير وثقة. رؤى ثورية بنظرك هل التهيئة لمؤتمر الحوار كانت كافية، كيف تقيمون سير المؤتمر حتى الآن؟ نظرياً كانت مناسبة لكن التنفيذ ليس بالشكل المطلوب، فمثلاً لم تنفذ النقاط العشرون التي وضعتها اللجنة الفنية للحوار، وكذلك لم يتم الشروع العملي لحل قضايا المظالم في الجنوب، وتأخر قانون العدالة الانتقالية بصورته الصحيحة، وأما سير المؤتمر فقد بدأ ونرى البداية جيدة، آملين النجاح لمؤتمر الحوار الوطني لإخراج اليمن إلى بر الأمان. أنتم كثوار في الساحات وبالذات في ساحة الحرية بتعز، هل لديكم رؤية واضحة لحل مشاكل البلد مستقلة عن رؤية أحزابكم؟ لدى الشباب رؤى ثورية وهي متكاملة مع رؤى الأحزاب، وسينبثق عن مؤتمر الحوار المحلي في تعز رؤية إن شاء الله تلبي طموحات الشباب وتعبر عن رؤيتهم.. هناك من يقول إن القوى السياسية تريد تمييع الحوار وتحويله إلى حوار ديكوري؛ أنتم كثوار في الساحات ما هي بدائلكم في حالة كان هذا الكلام صحيحا؟ بدائلنا في حالة انحراف الحوار هي إعادة الفعل الثوري من جديد وإعادة زخمه عبر الساحات والمؤسسات وفي الشارع عموماً، الثورة تراقب مؤتمر الحوار ويحدوها أمل نجاحه مع الحذر ولن تسمح الثورة بغير النتائج الإيجابية.. كيان جامع نعود إلى وضع ساحة الحرية بتعز، أين ذهب المجلس الثوري الذى كنت رئيسه لماذا تم تهميشه بعد خروجك منه؟ هناك من يتهمكم أنكم قمتم بتأسيس “حملة عائدون للتغيير” من أجل إقصاء المجلس الثوري؟ المجلس الثوري ضحية حب سيطرة البعض حيث إن لوائح ونظام المجلس تقضي إعادة انتخاب هيئاته بعد مرور سنة من تشكيله، لكن البعض أعاق ذلك فلم نحبذ البقاء فيه دون شرعية وفقاً للنظام واللوائح، فنحن ثرنا على التمديد ولا نقبل ممارسته أو المشاركة على أساسه، وحملة عائدون للتغيير حملة ثورية جاءت لتسد فراغا وليست لإقصاء أحد، ولا بديلا عن أحد، والمجلس الثوري كيان جامع سيستعيد عافيته بالتحرر عبر إعادة انتخاب هيئاته. طيب ما هي حملة عائدون للتغيير، ما هي أهدافها، هل صحيح أن ضياء الحق هو المنسق العام لها؟ حملة عائدون للتغيير حملة ثورية جاءت في مرحلة خفت فيها الفعل الثوري، والوضع العام لم يتغير؛ الفاسدون والقتلة مازالوا في مواقعهم، فكانت الحملة ضرورة ملحة بأهدافها الواضحة المتمثلة بالآتي: استكمال أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية وتغيير وإقالة الفاسدين وبقايا العائلة، والدفع بعجلة التغيير والتنمية إلى الأمام، وأنا ضمن منسقي حملة عائدون للتغيير مع نخبة من الشباب الثائر. الحوار المحلي كيف هي علاقتكم بالمحافظ؟ علاقتنا بأي مسئول تحددها المصلحة العامة من خلال عمله وتعاطيه مع التغيير، وكون المحافظ أصبح حجر عثرة أمام التغيير في المحافظة فنحن نعارض سياسته وإدارته الحالية ونقف ضد كل من يعيق التغيير، ويعرقل تحقيق أهداف الثورة، وشوقي هو من يتحرك نحو إسقاط نفسه، أما نحن فنسعى لتحقيق الأهداف لا استهداف الشخصيات. ماذا عن الحوار المحلي في محافظة تعز، هل أنتم مشاركون فيه؟ أمر جدُ مهم وكان الأصل أن يسبق انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل ليكون له أثر أبلغ، إلا أنه أن يأتي ولو متأخرا خير من أن لا يكون، ونأمل النجاح له ونحن مشاركون فيه سواء بأشخاصنا أو بمن يمثل رؤيتنا، فنحن مع الحوار المحلي في تعز بالذات ليقدم رؤية ناضجة إن شاء الله يسترشد بها مؤتمر الحوار الوطني العام، وتصبح أساساً يبنى عليه فهذا هو الأمر اللائق بتعز.