استبشرنا خيراً بالتنسيق والاتفاق الذي أكده وزير الشباب معمر الإرياني.. مع وزير التربية والتعليم عبدالرزاق الأشول بشأن إدراج(الرياضة) في الجدول اليومي المدرسي، واعتبار الحصة الرياضية منهجاً إلزامياً، وتوفير الكوادر المتخصصة من المعلمين لتفعيل دور المدرسة في اكتشاف المواهب، وإكسابها المهارات، وتطوير إمكانات الواعدين من الطلاب، في شتى الألعاب التي يختارونها، وتتناسب مع ميولهم وقدراتهم!! رسمنا في لوحة المستقبل صورة مشرقةً لمخرجات هذا التوجه، وبخاصة أن الحماس الذي أبداه الوزيران الإرياني والأشول، كان يحمل تصريحات صحفية برائحة الجدّ، والعزم على التنفيذ.. والرغبة الجامحة في أن تتوج جهود الوزارتين(الشباب والتربية) بضخ الحياة في المدارس الأساسية، كخطوة أولى، وتقييم مدى الإنجاز، وقياس درجة النجاح، ومواطن الإخفاق.. غير أن العام الدراسي انقضى، والاختبارات النهائية حانت مواعديها.. ولاحس ولاخبر.. ولاكرة واحدة تدحرجت.. بل إن مشاريع توسعة المدارس محت الملاعب والأفنية، التي كان الطلاب يمارسون عليها بعض أنشطتهم، وصارت المساحات الخالية في المدارس فصولاً ملحقة، قضت حتى على الأمتار القليلة، التي يصطف فيها الطلاب لأداء التمارين في الطابور الصباحي!! فقط.. كفوا أيديكم عن الملاعب الصغيرة في المدارس وتوقفوا عن الاسترسال في توزيع الوعود، والتصريح للجماهير الرياضية بأحلام، وأوهام، ظاهرها الواقعية، وباطنها الهدرة الفاضية. المدارس كانت موئل الرياضيين، والحاضن الحقيقي للمواهب، والواعدين.. وانحرفت خلال ثلاثة عقود عن أداء مهمتها.. وتحولت إلى خصيم لهم، عندما انعدم فيها معلمو الأنشطة، ومكتشفو الطلاب المبرزين والنابغين، في الفنون والآداب والرياضة.. وزادت الأمور كارثية أن مديري التربية لايأبهون لإندثار تلك الأنشطة من المدارس.. كما لم يتحرك مديرو مكاتب الشباب للعمل على استعادتها. الحواري هي الأخرى كانت إحدى المنابع الزاخرة بالنشاط الرياضي، ومعالم ومصانع لإنتاج نجوم اللعبة الشعبية.. فتوارت ملاعبها.. وأزالتها الثقافة المنحرفة، التي تغذى بها الطلاب في مدارسهم أن الرياضة في المدارس للمهملين والفاشلين، وأنها في الحواري (صعلكة) ولما استمعنا إلى الوزيرين الإرياني والأشول ظننا أنهما على الدرب الصحيح وسيبادران إلى التصحيح لكنهما أنهمكا في معالجة الصغائر وغرقا في بحرها واستغرقا عاماً كاملاً.!