أقبل رمضان.. وأقبل عباد الرحمن على بيوت الله.. يحيون فيها ليالي هذا الشهر الكريم بأداء صلاة القيام.. صلاة التراويح.. فما إن يُرفع أذان العشاء.. يبدأ المصلون بالتوافد على المساجد.. رجالاً ونساءً.. شيوخاً وصبياناً.. وتزدحم السيارات أمام المساجد.. وتعلو أصوات الأئمة يتلون آيات الذكر الحكيم.. وتذرف الدموع لسماع دعاء القنوت.. والأيدي مرفوعة.. الكل يرجو الله ويسأله بأن يَتقبل منا ومن جميع المسلمين الصيام والقيام والركوع والسجود والدعاء.. اللهم آمين.. صورة جميلة نراها في ليالي هذا الشهر الفضيل.. يملؤها الخشوع والإقبال على عبادة الله.. والتضرع والتذلل له سبحانه وتعالى.. يقابلها صورة أخرى مزعجة.. ومؤذية.. ألا وهي صورة الأطفال الذين يأتون إلى المساجد.. يلعبون ويتراكضون.. ويقومون بالتشويش على المصلين ويقطعون خشوعهم.. ويمنعونهم من سماع صوت الإمام بوضوح.. وبذلك فهم ينتهكون حرمات المساجد.. فإلى متى نرى هذه الصورة تتكرر في مساجدنا!!.. فليتق الله الآباء في مساجد الله... ولا يحضرون أبناءهم إلى المساجد معهم ..أو يرسلونهم إليها إلا بعد أن يقوموا بتربيتهم التربية الصحيحة.. وإفهامهم قيمة المسجد ومكانته.. وتعليمهم أن لهذا المسجد حرمة لا يجوز لأحد أن ينتهكها.. فهذا الطفل الذي اعتاد اللعب والتخريب في المسجد، أي صورة سترتسم في ذهنه عندما يكبر عن المسجد.. وأي احترام وتقدير سيكنهما لبيوت الله إن لم يعي قيمة المسجد ويقدّره في صغره، فقد كان للصحابة رضوان الله عليهم مساجد في بيوتهم.. يجتمعون فيها بأولادهم.. يصلون ويذكرون الله تعالى ..ويرتلون القرآن معاً.. وبذلك يدرك الأبناء هدف المساجد ودورها..فلا بد أن يراعي الآباء مشاعر المصلين.. ويزجرون أبناءهم ويردعونهم.. اللهم علّم أبناءنا وأبناء المسلمين ما جهلوا.. وذكّرهم ما نسوا وافْتح عليهم من بركات السماء والأرض إنك سميع مجيب الدعاء.. كل عام وأنتم بخير كل رمضان وأنتم إلى الله أقرب