بالرغم من القفزة الهائلة التي شهدها قطاع الاتصالات بمحافظة إب بخدماته التي أضحت اليوم تغطي كثيرا من القرى الريفية والنائية بالمحافظة، إلا أن تعرض اتصالات إب إلى سرقة منظمة لكابلات الاتصالات المنتشرة على أرجاء المحافظة تعد ظاهرة سلبية، ويجب الوقوف أمامها بحزم، فقد تعدت خسائر المؤسسة بحسب مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات بمحافظة إب المهندس عبدالقادر عبدالجليل الشميري مئات الملايين من الريالات، إضافة إلى توقف الآلاف من الأرقام عن العمل في المناطق التي سرقت فيها الكابلات والمتركزة بشكل أساسي في السدة والنادرة ويريم والرضمة وإريان وبعدان وسمارة وحبيش. ولتسليط الضوء على ما تحقق في قطاع الاتصالات وأبرز المشاكل التي يعانيها (الجمهورية) التقت المهندس عبدالقادر الشميري مدير عام مؤسسة الاتصالات السلكية واللاسلكية بمحافظة إب.. وإليكم محصلة اللقاء. ممكن تعطينا مؤشرات واقعية لمستوى الخدمات التي يقدمها فرع المؤسسة العامة للاتصالات بمحافظة إب للمواطنين؟ الاتصالات في محافظة إب شأنها شأن جميع المحافظات في الجمهورية شهدت نقلات نوعية كماً ونوعاً برغم المعوقات المتعددة والأزمات التي مر ويمر بها الوطن العزيز والحمد لله خدمات المؤسسة استمرت في أصعب الظروف والاتصالات في محافظة إب الجميلة تقدم خدماتها من خلال الخطوط الهاتفية الثابتة وخدمات الإنترنت العادي والسريع وكذا خدمات نقل البيانات أو ما يسمى بخدمات النطاق العريض كما أننا نقدم خدمات الهاتف النقال المتعددة (يمن موبايل) وجميع الخدمات المشار إليها تقدم بمستويات متعددة في عاصمة المحافظة والمديريات. أقصد بالخدمات المتعددة إننا في الهاتف الثابت نقدم ثلاث خدمات وهي الاشتراك بنظام الفوترة الاشتراك بنظام الدفع المسبق - الاشتراك بنظام الهاتف اللاسلكي الثابت (IP/WLL) وكذلك الحال بالنسبة لخدمات الإنترنت فهناك مستويات متعددة وهي معلنة ومتوفرة لدى نقاط البيع التابعة للمؤسسة. ماذا عن مشاريع التوسعة الهاتفية بمحافظة إب خلال هذا العام؟ نحن نعمل ضمن الخطة الاستثمارية للمؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية وشركة يمن موبايل وفي هذه الخطة رصد للمحافظة ما يقارب ثلاثة مليارات ريال لمشاريع توسعة خدمات الهاتف الثابت وخدمات الإنترنت والمناطق الريفية وكذا ترميم بعض المباني واستحداث مباني جديدة في بعض المديريات كما أن هناك توسعة لشبكة يمن موبايل بإضافة مواقع جديدة في عاصمة المحافظة وبعض المديريات لمواجهة الضغط الحاصل على خدمات يمن موبايل. وهنا أورد لكم بعض الأرقام، فقد تم افتتاح وتدشين ووضع حجر الأساس للعديد من المشاريع خلال العام الحالي أهمها افتتاح مشاريع بمبلغ (93.292.000) ريال يمني تمثلت في تركيب إنترنت (ADSL) في عدد من مديريات المحافظة، إضافة إلى دمج الشبكة الرئيسية للكبائن النحاسية من سنترال المثلث إلى سنترال كاحب بمدينة إب لعدد (8) كبائن (4800) خط رئيسي، إضافة إلى محطة الشماحي IP/WLL ومحطة قرعد IP/WLL، ومحطة يمن موبايل بمنطقة العرير (القاعدة)، ومحطة يمن موبايل فندق الأنوار شارع تعز بمدينة إب، وبتمويل ذاتي. كما تم وضع حجر الأساس لعدد من المشاريع بتكلفة تقديرية وصلت إلى مليار وأربعمائة واثنين وستين مليوني وسبعمائة وسبعة وسبعين ألفي ومائة ريال، تتمثل في إنشاء وتوسعة الشبكة الرئيسية والفرعية للكبائن النحاسية لعدد (1) كبينة، ووضع حجر الأساس لإنشاء وتوسعة محطات الاتصالات الريفية لعدد (6) كبائن ألياف، إضافة إلى إنشاء مباني جديدة وترميمات وتوسعة السعات المجهزة للسنترالات لعدد (2) سنترال، وتركيب إنترنت (ADSL)، وسنترالات وكبائن ألياف في مديريات المحافظة ب (36) موقعاً. ما هو تقييمك لمستوى الأداء من قبل موظفي المؤسسة في محافظة إب؟ الحقيقة أنا استلمت العمل في هذه المحافظة في مطلع شهر مايو المنصرم هذا العام وخلال هذه الفترة القصيرة استطيع التأكيد أن انطباعي المبدئي عن أداء جميع العاملين بفرع المؤسسة ممتاز فقد لمسنا منهم حبهم وتفانيهم وإخلاصهم للمؤسسة وكذا حرصهم على العمل من أجل رفع موارد المؤسسة وتحسين أعمال الصيانة للشبكة وبما ينعكس إيجاباً على الخدمات المقدمة للمواطنين في عاصمة المحافظة والمديريات والقرى في المحافظة. هل لدى المؤسسة خطة لتحديثات مستمرة لشبكة الاتصالات في محافظة إب لمواكبة كل جديد؟ شبكة الاتصالات العاملة في إب هي جزء من شبكة الاتصالات العاملة في الجمهورية وتحديث الشبكة من وقت لآخر جار، وعند الاقتضاء أمر حتمي لا تتأخر عن منظومة الاتصالات العاملة في العالم ولا بد لنا من التحديث من وقت لآخر مواكبة للمتغيرات التقنية وهناك ترتيبات هامة جار العمل على تنفيذها في جميع محافظات الجمهورية والتي ستحدث نقلة نوعية في خدمات الاتصالات التي تقدمها المؤسسة وذلك من خلال نقل الشبكة إلى جيل جديد يسمى (NGN) وفي هذا الجيل ستدخل خدمات جديدة ومتطورة وغير موجودة حالياً. ماذا عن مديونية المؤسسة لدى الجهات والأفراد (كم تبلغ) وما هي الإجراءات المتخذة من قبلكم ضد الأشخاص أو الجهات المتلاعبة عن تسديد ما عليها من مستحقات للمؤسسة؟ وما الأسباب التي أدت إلى تراكم هذه المديونية؟ الحديث عن المديونية حديث ذو شجون وهناك آلية تعمل بها المؤسسة العامة في الديوان العام وتبلغ الإدارة العامة في نهاية كل دورة بالأرقام التي دخلت المديونية وفقاً لآلية تتبعها المؤسسة وأتمنى على الزملاء في الإدارة العامة أن ينفذوا هذه الآلية لمعرفة الحيثيات التي نقر بها من اجل تحسين بنية العمل وبما يكفل تصحيح ما يترتب على تلك السلبيات من معوقات أو مشاكل تحد من التقدم في تحصيل المديونية ولا استطيع أن أحدد هنا رقم معين سوى لأرقام الهواتف التي عليها مديونية أو حتى مبلغ المديونية لأنها نسب ثابتة فهي تتغير بالسالب والموجب من شهر لآخر ولكن أقول أن المديونية التي تخصنا هنا في فرع المؤسسة بمحافظة إب هي اكثر من (100,000,000) مائة مليون ريال ونلمس مؤشرات إيجابية من خلال ما نتسلمه من تقارير من لجنة المديونية الجديدة لذا فإن ديوان عام المؤسسة كرم فرع محافظة إب كأفضل فرع في تحصيل المديونية حيث حاز فرعنا على المركز الأول من فروع المؤسسة. يشكو المواطنون من سوء خدمات الإنترنت في مدينة إب، كيف تقيمون خدمات الإنترنت في المحافظة وبالجمهورية بشكل عام؟ بالفعل نحن نتلقى شكاوى من هذا القبيل، وللجميع نقول إن خدمات الإنترنت متوفرة لدى المؤسسة سواء في إب أو غيرها حزم وسرعات مختلفة والمشتركون الذين يستخدمون الإنترنت من خلال ما يسمى بالدايل أب (Dail Up) لا شك أن السرعة ستكون لديهم بسيطة، أما بالنسبة لمشتركي ال ADSL فهناك سرعات مختلفة تبدأ من 22 كيلوبايت في الثانية إلى 8 ميجابايت بالثانية. وكل سرعة لها قيمتها أو سعرها والمشترك الذي يريد يدفع ألف ريال مثلاً في الشهر بالتأكيد ستكون السرعة المتوفرة له قليلة. وخدمات الإنترنت سواء في إب أو في الجمهورية تقدم ضمن شبكة متكاملة وموحدة وتستثمر لها مبالغ كبيرة في تحديثها وتطويرها وتقييمي الشخصي لخدمات الإنترنت إنها جيدة، ولكن يجب أن يبادر القائمون عليها في المؤسسة لتقديم ما هو أفضل من الموجود فالطموح حق مشروع لكل مشترك أو مواطن ولا بد من مواكبة رغبات الإخوة المواطنين وتطلعاتهم. كم عدد المشتركين في خدمة الإنترنت؟ ولماذا تراجع عدد المشتركين خلال العام الماضي وهذا العام؟ وهل سيتم تغطية كافة محافظة إب بخدمة الإنترنت السريع؟ عدد المشتركين في خدمة الإنترنت السريع في محافظة إب (9000) مشترك وتراجع عدد المشتركين خلال العام الماضي نتج عن عدم قدرة المؤسسة في تنفيذ مشاريع جديدة نتيجة للظروف التي مرت بها البلاد خلال الفترة الماضية. وأما تغطية المحافظة بالإنترنت السريع فالمحافظة حالياً شبه مغطاة، وهناك مشروع قيد التنفيذ لاستكمال تغطية المديريات الغير مغطاة بهذه الخدمة. هناك بالفعل شحة في توقير خدمات الإنترنت السريع من عاصمة المحافظة وبعض عواصم المديريات فهنا ناتج عن عرقلة مشاريع التوسعة نتيجة لظروف البلاد التي مرت خلال الفترة الماضية والمؤسسة لابد وبإشراف مباشر من قبل معالي الأخ الوزير وتنفيذ توجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في الطريق تنفيذ مشروع سيوفر (400) ألف نقطة سيتم توزيعها على كافة محافظات الجمهورية وقد طرحنا احتياجات المحافظة بدقة ونبشر الجميع أن الخدمة ستوفر قريباً في عاصمة المحافظة وفي جميع المديريات والعزل والقرى إن شاء الله. نسمع بين أوساط المواطنين هنا في إب وفي العديد من المحافظات عن ظاهرة سرقة كابلات شبكة الاتصالات خاصة في الريف وكذا التخريب المتعمد لشبكة الكابلات الضوئية فهل هناك إجراءات تم اتخاذها من قبل المؤسسة تجاه من يقومون بهذا العمل، وما هو حجم العبث بالكابلات في محافظة إب، وأي المناطق أكثر معاناة من هذه الظاهرة؟ المؤسسة بالفعل استثمرت مبالغ طائلة لا أبالغ إن قلت إنها عشرات المليارات من الريالات في بناء شبكة الكابلات المنتشرة في طول وعرض بلادنا الحبيب، ولكن في الآونة الأخيرة برزت ظاهرة سلبية للغاية تمثلت في سرقة الكابلات لغرض الارتزاق منها، هذا الكابلات التي كلفت الدولة مبالغ كبيرة تسرق لغرض الارتزاق بأسعار زهيدة لا تساوي 10 % من قيمة العازل الذي عليها ويبدو أن هذه الظاهرة منظمة وتدار من قبل عصابات خارجة عن القانون عديمة الضمير وتفتقد لروح الانتماء لهذا الوطن فهناك محلات منتشرة بالجمهورية تستغل ما يجمعه اللصوص من مكونات شبكة الاتصالات مقابل مبالغ زهيدة؛ لأن السارق لا يعرف قيمة ما قام بسرقته ولكن من يشترونها منهم هم من يجنون أرباحا من كد وعرق كل مواطن يمني للأسف هذه الظاهرة منتشرة في جميع المحافظات تقريباً وتتفاوت من محافظة لأخرى ونحن هنا في محافظة إب نعاني من هذه الظاهرة المنتشرة بصورة خاصة في بعض المديريات والقرى أخص منها بالذكر السدة، النادرة، يريم، الرضمة، إريان، بعدان، سمارة، حبيش. وفيما يتعلق بكابلات الألياف الضوئية يبدو أن السرق قد عرفوا أن لا فائدة منها وبالتالي لا يوجد عبث لغرض السرقة، وإنما هناك عبث من نوع آخر وهو عبث لغرض التخريب المتعمد فمن وقت لآخر يقومون بقطع كابل من هذه الكابلات وفي مسار من مسارات الشبكة وبالطبع هذا القطع يؤدي إلى توقف العديد من خدمات الاتصالات ولكن هذه الشبكة بها من أنظمة الأمن الكثير وبالتالي فإن التأثير الذي يحدث لخدمات الاتصالات يتم فقط في المسارات الخطية ( P.T.P )، وهي ظاهرة سلبية خطيرة جداً نأمل أن تتحمل كل أجهزة الدولة مسؤوليته كل فيما يخصه لمنع تفاقمها وإيقافها.
