تنازعت اللغات السامية ألفاظ الأنبياء والرسل المذكورة في القرآن كتنازع العامل في أبواب النحو, وقد وضع النحاة باب الممنوع من الصرف دليلاً عليه, إذ معظمها عندهم أعجمية, أي ليست من كلام العرب ولا من وضعهم المتعارف عليه, ودرج الأولون والآخرون على ذلك, وللباحث الأريب نقدهم وإضافة ما هو جديد كما ظهر له, هل حكاية الأعجمي هذه صحيحة وهل تقوم على قدم وساق. يقول الدكتور حازم كمال الدين صاحب المشترك اللفظي في اللغات السامية “ ندرك أهمية البحث أنه يساعد في معالجة قضية الأعجمي معالجة دقيقة فكلمة مثل آدم يعدها القدماء أعجمية وبالنظر في اللغات السامية يتضح لنا أنها من كلمات المشترك السامي وهناك فرق بين وصفها بالأعجمية, وبين أن توصف بأنها من المشترك السامي “. وعند النظر إلى اللغة اليمنية يظهر جلياً العلاقة الحميمة في الأصوات والصيغ, إذ هي كثيراً ما تسمى بصيغ الأفعال ومشتقاتها كما أنها تشتهر فيها ذو الحميرية لا الطائية كما توهم البعض ومنها ذو الكلاع الحميري وذو يفوع. وعليه نقول: جاء في المعجم السابق ذكره آدم (أبو البشر) وهي في الحبشية وفي العبرية وفي السريانية, والأديم وجه الأرض يقابله أدمة في العبرية بمعنى الأرض وفي السريانية أدامتا بمعنى تراب. زكا “صلح” في العبرية, وفي الآرامية دكا, وفي السريانية أيضاً, وكلها بمعنى “نقي”, قلت خذها مركبة من الفعل زكا ورياء من الرياء فهي تعني النقي من الرياء وهي مهموزة في قراءة البعض. وخذ يوسف من الوصف تقول.. وصف يوصف وصفا فهو واصف وآصف للإبدال كلمة ذات شرف ومكانة تطلق على من أحاط بالكتاب علما ومنه آصف بن براخيا الذي جاء وصفه في الذكر الحكيم ونبي الله سليمان عليه السلام , فالأول ماض والثاني مضارع. أما الأمر فخذ لوطاً من لاط أي لاذ , وهوداً من هاد أي عاد ومنه “إنا هدنا إليك”, ومن ناح نوحاً, وكلها أسماء وردت صيغها على الحكاية إنباء بالتاريخ الدلالي للغة, وهي أي التسمية بصيغ الأفعال خاصية لغة اليمن ومنها شمر يهرعش الأول ماض والثاني مضارع, والشواهد في هذا المجال مستفيضة وهي ملموسة في واقعنا المعاصر. وإليك اسم صالح من اسم الفاعل ومن صيغ المبالغة يعقوب, “يفعول “ كثير العقب, كيحموم وينبوع, وعقب ( خلف أثر )في العبرية عقب وفي الآرامية عقباً وفي السريانية عقب بمعنى عقب نهاية, وهارون فاعول كتابوت مذكورة في المطولات في النحو وعزير فعيل صيغة تصغير. روح هي في الحبشية روه وفي العبرية رواه وفي الآرامية روها كما جاء فيه: وحي في العبرية والسريانية كلها بمعنى, وحيي(عاش) في الحبشية والعبرية والآرامية والسريانية وكلها بمعنى حيي – عاش. ودأدأ جرى بسرعة وهي في العبرية دادا وفي الآرامية داددي تحرك ببطء. وفي إسرائيل سري (رئيس القوم ) في العبرية بمعنى رئيس وفي الآشورية بمعنى ملك, وأسر في الحبشية وهي في العبرية آسر وفي الآرامية اسر وفي السريانية إسر وفي الآشورية أسرو, وكلها بمعنى ربط وقيد. وإبراهيم ابن هي في العبرية بين وفي الآرامية بر, بفتح الباء, وفي السريانية برآ, وفي الآشورية بن بكسر الباء وكلها بمعنى ابن, فهي إما مركبة من أب رحيم, وكسر أول الأسماء خاصية يمانية ومنه: إب, وأبين لغة في أبين مدينتان يمنيتان , وإما من الولد الهائم أعني بحب الله وصدق هذا المعنى قوله تعالى “ إن إبراهيم لأواه حليم , وقد ورد الهيام بصيغة الماضي إبراهام والأمر إبراهيم . ومن المركب إسماعيل ومعناه اسم الله عند من فسر” إيل “ “الله” ولي وجهة نظر في هذا المراد فقد وردت إيل وإل وآل مفردة “إل وتر” وسابقة تركيب “ سلام على إل ياسين “ وودت آل ياسين ونحو فالتقطه “آل فرعون” ومن معانيها كما أرى الأول والملك أو الشخص الأرفع رتبة مثل ملك الملوك ولا أظن أحدا يقول آل فرعون أهله.