أعصيك وأعلم انك لا تغضب.. تنظر إلى عذاباتي ووجومي.. وتطيل ليالي ندمي.. تحب انهزامي وانكساري كلما دنوت بجبيني من الأرض وبحت إليك بما ينوء به قلبي. أنا لا أعصيك تكبراً وجبروتاً.. أنا أعصيك ضعفاً وانهزاماً. يا حبيبي وأنت تسمع صوتي بالرجاء يتصدّع.. وأنت ترمقني بعينك التي لا تنام ،أتلوّى من الألم والندم وقلة الحيلة.. وأنت تعرف مالا أعرف.. وترميني في بحار من الخوف والحيرة.. تهبني للخطايا.. تلتهمني وتمتص روحي.. وتتركني أنا ونفسي الأمّارة بالسوء وجهاً لوجه.. أعصيك يا حبيبي وقلبي يفيض بك.. أتراك تعلمني بالمعصية كيف أطيعك.. وبالغفلة كيف أذكرك.. وباللهو كيف أدنو منك.. أتراك تربّي نفسي المتكبرة بالفضيلة.. وتكسر أنفي المغرور بالاستقامة.. تقربني منك من حيث أظنني أبعد عنك.. تنصت لي وقد حسبتك نأيتني وأخرجتني من دائرة رحمتك.. أعصيك وأنت ترحمني يا إلهي. يا حبيبي وصوتي المكسور يصلك.. وأنت بجلالك وعظمتك تصلني وأنا عبدك المغمور بالخطيئة.. تتجاوز عني وترفعني وأنا بأوزاري اخفضني.. يا حبيبي وقلبي الموبوء بالخذلان يجيئك خاضعاً.. وأنت ترنو إليه بعين رحمتك وتغفر. ليتني ألوذ بك وأحتمي بحماك.. ليتني استظل بظلّك وأنام تحت سماء رضاك.. ليتك تحميني من حوت غضبك.. وتلقي بي تحت شجرة رحمتك.. ليتك تأمرني فأركض بقدمي في مغتسل بارد وأشفى من أوهامي.. ليتك تخرجني من بئر حسرتي وترفعني على عرش هواك. يا حبيبي وأنت تسمع أزيز قلبي وهو يغلي كمرجل.. فتفتح لي أبوابك لأدخل.. أيها العظيم تقبّلني بأقدامي المتسخة وصحفي المثخنة بالخطايا.. تفتح أبوابك فأدخل.. يا كريم تفتح أبوابك فأدخل.. يا لطيف تفتح أبوابك فأدخل.. يا رحيم تفتح أبوابك فأدخل.. يا غفور تفتح أبوابك فأدخل.. يا حبيبي.. تفتح أبوابك ف.. أدخل.