السلطات السعودية تكشف عن أكبر التحديات التي تواجهها في موسم الحج هذا العام.. وتوجه دعوة مهمة للحجاج    "الأونروا": الدمار الذي شهدته غزة لا يوصف وإعادة الإعمار يحتاج 20 عاما    مليشيا الحوثي تسطو على منزل مواطن وتطرد النساء والأطفال وتنهب محتوياته    النفط يرتفع وسط توقعات بزيادة الطلب على الوقود خلال الصيف    الارياني يحيي الصحفيين اليمنيين الذي يعملون بجهد وشجاعة لإداء رسالتهم المهنية    آخر ظهور للفنان محمد عبده عقب تلقيه علاج السرطان .. شاهد كيف أصبح؟ (فيديو)    رونالدو يحتكر الأرقام القياسية في اليورو    إعلان رسمي من سلطنة عمان بشأن اليمن    سينر يرتقي لصدارة التصنيف العالمي.. وديوكوفيتش يتراجع    ألكاراز يحتفل بلقب رولان جاروس بطريقة مثيرة    عقب الانهيار الجنوني.. أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية تتوقف عند هذا الحد    لأول مرة منذ 2015.. طيران اليمنية يعلن استئناف رحلاته لوجهة جديدة اعتبارا من هذا الموعد    الحوثيون يمنحون مشرفين درجة الماجستير برسالة واحدة مسروقة وتم مناقشتهما(أسماء)    همسة في أذن من يطالبون بفتح طريق عقبة ثره    تفاصيل قضية "الزويكي" الذي حكم عليه الحوثيين بلإعدام لدفاعة عن شرفه بعد اغتصاب شقيقته    محلل سياسي: صراخ الرزامي ومرافقيه باسم عبدالملك الحوثي وسط الحرم المكي سيكون ثمنه الكفن لكل قيادات الجماعة وخاتم سليماني يشهد    دعوة لمقاطعة مبخوت بن ماضي    الرئيس الزبيدي لم يخاف الرصاص فأنى يهاب النقد؟    خبير سعودي: أحمد علي عبدالله صالح مطلب شعبي لإخراج صنعاء من حكم المليشيات الحوثية    العطش وانعدام الماء والكهرباء في عاصمة شبوة يصيب مواطن بجلطة دماغية    حملة تقودها وسائل إعلام الشرعية للنيل من الانتقالي ليست غريبها عليها    فضل الذكر والتكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة: دعوة لإحياء سُنة نبوية    مانشستر يونايتد يسعى لتعزيز هجومه بضم المغربي يوسف النصيري    في تصعيد جديد: مليشيا الحوثي تختطف مدير موريمن بعد مداهمة منزله    وزارة المالية تعلن إطلاق تعزيزات مرتبات شهر مايو للقطاعين المدني والعسكري والمتقاعدين    ارتفاع في تسعيرة مادة الغاز المنزلي بشكل مفاجئ في عدن    رجل يقتل زوجته بالرصاص ويدفنها في المطبخ.. والكشف عن دافع الجريمة    مختار علي يعزز صفوف المنتخب السعودي امام الاردن    وديًّا: فوز متواضع لإيطاليا على البوسنة    إيران تمول والحوثي ينفذ: اختفاء 43 طفلاً من مراكز صيفية في ذمار    جرة قلم: قمة الأخلاق 18    خلال تدشين الخدمة المدنية للمجموعة الثانية من أدلة الخدمات ل 15 وحدة خدمة عامة    فيما وزير الخارجية يهنئ نظيره البرتغالي باليوم الوطني..الخارجية تدين استمرار التصعيد العسكري الصهيوني في ارتكاب مجازر يومية في غزة    تدشين مخيم مجاني للعيون بمديرية العدين في إب    الضرائب تعلن عن امتيازات ضريبية للمنسوجات المحلية    أكدوا ثبات الموقف الداعم والمساند لفلسطين.. تحذير أدوات العدو ان من التمادي في خطواتهم ضد شعبنا واقتصادنا    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    مسير عسكري لوحدات رمزية من القوات الجوية والدفاع الجوي    العاصمة صنعاء تشهد الحفل الختامي وعرضاً كشفياً لطلاب الدورات الصيفية    رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، الدكتور عبدالله العلفي ل"26 سبتمبر": ترتيب الأدوار مع الجهات ذات العلاقة بالقطاع الزراعي يؤسس لمسار أداء تكاملي    غارات دموية تستهدف نازحين عقب يوم من مجزرة النصيرات التي أسفرت عن 998 شهيدا وجريحا    افتتاح معمل وطاولة التشريح التعليمية ثلاثية الأبعاد في الجامعة اليمنية    الرواية الحوثية بشأن حادث انهيار مبنى في جامع قبة المهدي بصنعاء و(أسماء الضحايا)    ''استوصوا بعترتي'' و استوصوا بالمعزى!!    "هوشليه" افتحوا الطرقات!!!    عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي    منظمة الصحة العالمية تدعو للاستعداد لاحتمال تفشي وباء جديد    في الذكرى الثالثة لوفاته.. عن العلامة القاضي العمراني وجهوده والوفاء لمنهجه    السيد القائد : النظام السعودي يتاجر بفريضة الحج    أحب الأيام الى الله    روسيا تعلن بدء مبيعات مضاد حيوي جديد يعالج العديد من الالتهابات    النفحات والسنن في يوم عرفة: دلالات وأفضل الأعمال    نادي ظفار العماني يهبط رسميا للدرجة الأدنى    بعد أشهر قليلة من زواجهما ...جريمة بشعة مقتل شابة على يد زوجها في تعز (صورة)    ما حد يبادل ابنه بجنّي    الحسناء المصرية بشرى تتغزل باليمن و بالشاي العدني    أطباء بلا حدود: 63 ألف حالة إصابة بالكوليرا والاسهالات المائية في اليمن منذ مطلع العام الجاري    خبراء صحة: لا تتناول هذه الأطعمة مع بعض الأدوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجميع مُناط به مسؤولية نجاح الحملة الوطنية للتحصين
الدكتو- نجيب القباطي- مدير إدارة صحة الطفل بوزارة الصحة ل «الجمهورية»:
نشر في الجمهورية يوم 08 - 11 - 2014

ما كان حلماً بعيد المنال في السابق صار اليوم حقيقة يتجسد فيها الخير والفائدة لجميع الأطفال المستهدفين بالتحصين من سن تسعة أشهر فما فوق.
إنه اللقاح الجديد المضاد لمرض الحصبة مع مرض آخر - يُشكل وبالاً على الأمهات الحوامل والأجنة- يطلق عليه الحصبة الألمانية. فليست الحصبة الألمانية بالمرض الجديد، بل أنه ضمن المسببات الرئيسية للكثير من حالات التشوه الذي قد يفقد السمع أو البصر أو يقود إلى التخلف العقلي لمن يولدون لأمهاتٍ أصبن بهذا الداء خلال الحمل، أو قد يفضي الحال- بسبب خطورة هذه الإصابة- إلى الإجهاض وموت الجنين.
في خضم مجريات الحملة الوطنية للتحصين ضد أمراض الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال التي تنفذها وزارة الصحة بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية في الفترة من(9 - 18 نوفمبر2014م) أمامنا الكثير من الأسئلة والتساؤلات لنطرحها على الدكتور نجيب خليل القباطي- مدير إدارة صحة الطفل والمراهق بوزارة الصحة، متجردين عن العمومية وكاشفين الكثير من خفايا مرضي الحصبة والحصبة الألمانية.
ولنبقَ- إذن- مع تفاصل هذا اللقاء ..الحصبة.. بعيداً عن الخلط
مرض الحصبة اسم مألوف لكن معظم الناس يجهلون الكثير عنه.. ما طرحك طبياً حول هذا المرض بما يميزه عن الأمراض المشابهة كالحصبة الألمانية؟
غالباً ما يأتي الأب أو الأم فيشكو أو تشكو من أن الطفل مريض بالحصبة، ولا يكون كذلك، فكلمة الحصبة مصطلح كثير التداول في المجتمع، حتى أصبحت تطلق على كل طفح جلدي، مع أن أمراضاً مختلفةً تسببه أكانت معدية - ومن بينها الحصبة والحصبة الألمانية - أو غير المعدية.
ومن الناحية العلمية، تطلق الحصبة على مرضٍ بعينه شديد الخطورة، ويسببه فيروس مُعدٍ جداً وواسع الانتشار عالمياً؛ مضيفه الوحيد هو الإنسان.
إنها من الأمراض التي تصيب البشر فقط ولا يُعرف لها أي مستودع حيواني، ويمكن أن تؤدي إلى فاشيات وأوبئة تتسبب بوفيات، لاسيما بين صغار الأطفال ممن يعانون سوء التغذية.
وُيعد فيروس الحصبة من فصيلة فيروسات (باراميكسو فيرس) المحتوية على الحمض النووي (آر.ان.اى/RNA ) ولها غلاف خارجي، وقدرته على الانتشار والانتقال من المرضى المصابين إلى غير المصابين تكمن في تمكنه من البقاء حياً مع بقاءه مُعدياً لعدة ساعات في قطيرات إفرازات الجهاز التنفسي للمريض كإفرازات الأنف والفم والحلق.
لذلك تنتشر فيروسات المرض من شخصٍ لآخر بالاتصال المباشر بهذه الإفرازات عبر استنشاق تلك القطيرات المتناهية في الصغر من الهواء بفعل العطس أو السعال عند الاقتراب من المريض أو بشكل غير مباشر لدى استخدام الأدوات الشخصية للمريض كالمناديل، أو إذا أتت الإفرازات على الطعام والشراب فلوثته أو عبر التلامس بالأيدي غير النظيفة.
إذ يظل الفيروس نشطاً ومعدياً في الهواء أو على المساحات الموبوءة طوال فترة قد تصل إلى ساعتين.
في حين أن الشخص المصاب بالفيروس بإمكانه نقل العدوى إلى شخص آخر خلال فترة تتراوح بين اليوم الذي يسبق ظهور الطفح عليه واليوم الرابع الذي يلي ظهور الطفح الجلدي، ثم ينمو الفيروس في الخلايا المخاطية التي تُغطي البلعوم الأنفي والرئتين ومن ثم لانتشارها في الجسم.
كشف وتأكيد الإصابة
بماذا يُمكن درء الشك باليقين إزاء تقرير حالة الإصابة بمرض الحصبة ؟
من الناحية التشخيصية تُعرَّف حالات الحصبة المشتبهة بأنها جميع الحالات المرضية التي تعاني من ارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدي مع أحد الأعراض المصاحبة، كالسعال، السيلان من الأنف أو الاحمرار في ملتحمة العين.
بينما تكون حالة الحصبة مؤكدة إذا تبين بالفحص المخبري لمصل الدم المأخوذ من الحالة المشتبهة بأنها عينة إيجابية تظهر فيها الأجسام المضادة، كذلك توصف الحالة بالمشتبهة عند اختلاطها خلال ثلاثة أسابيع ماضية مع حالة إصابةٍ مؤكدة مخبرياً. ولا تزال الحصبة من الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم، ومع توافر لقاح مأمون وناجع يعمل على تحفيز مناعة الجسم بما يحد من الإصابة إلا إن وفيات الحصبة ما تزال تشكل أكثر من (95 %) في البلدان المنخفضة الدخل ذات البنية التحتية الصحية الهشة، خلافاً للبلدان الغنية التي تتمتع بمستوى صحيٍ أفضل وبخدمات صحية ذات جودة نوعية، لما تتوافر لديها من إمكانيات مادية تتجاوز كل معوقات التحصين الروتيني الذي لم تعد تكتنفه أي مشكلة في شمولية تغطيته للأطفال المستهدفين بكامل جرعات اللقاحات.
تطور أعراض الحصبة
إلى أين تتجه أعراض مرض الحصبة؟ وكيف تتدرج وصولاً إلى المستوى الحاد والخطير؟
الحمى الشديدة- عادةً- هي العرض الأول للمرض، وتبدأ في اليوم العاشر أو الثاني عشر بعد التعرض للفيروس، وتدوم من يوم إلى سبعة أيام.
ويصاب المريض- أيضاً- في هذه المرحلة بزكام(سيلان الأنف) وسعال واحمرار في العينين ودمعان، وتظهر لديه بقع صغيرة بيضاء على خديه من ناحية داخل الفم، وبعدها بيوم أو يومين يُصاب بطفح يظهر-عادةً- خلف الأذنين وأعلى العنق والوجه، وخلال ثلاثة أيام تقريباً ينتشر الطفح ليشمل بقية الجسم (الجذع كله كالصدر والبطن والظهر ليطال اليدين ثم إلى الأسفل من الجسم يظهر في الساقين والقدمين في نهاية المطاف)، ثم يختفي بعد ذلك بنفس كيفية الانتشار خلال ثلاثة أيام أخرى بحيث تدوم فترة الطفح بين(5 - 6) أيام.
إن الحصبة - في غالب الأحيان- مرضاً مزعجاً يتسم بأعراضٍ خفيفة أو معتدلة الوخامة. أما الحصبة الوخيمة فتصيب - على الأرجح- صغار الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، وبخاصة من لا يتلقون كمية كافية من الفيتامين “أ” أو الذين ضعف نظامهم المناعي بسبب وراثي أو مكتسب أو من جراء أمراضٍ أخرى.
الحصبتان.. تشابه واختلاف
الحصبة المعروفة والحصبة الألمانية، قد يبدوان متشابهين.. فما أوجه التقارب وكذلك الاختلاف بين المرضين؟
الحصبة والحصبة الألمانية كلاهما ينتمي إلى عائلة فيروسية واحدة، وهما خطيران وشديدا العدوى، ينتقلان عبر الرذاذ المتطاير من فم المصاب أثناء العطس أو السعال، وكذلك أثناء الالتماس المباشر مع إفرازات الأنف والبلعوم، فكلاهما يتصف بهذه العلامات وبالحمى والطفح الجلدي.
غير أن الحصبة أشد ضراوة وعنفواناً وأكثر تسبباً للوفاة، ومعظم هذه الوفيات تحدث للأطفال أقل من خمس سنوات أو البالغين، إذ تكمن المشكلة الأساسية في مضاعفات هذا المرض وضعف المناعة المترتبة على الإصابة وخاصةً خلال الأشهر الثلاثة التالية للإصابة. وهذه المضاعفات- بطبيعة الحال- تتراوح بين الوفاة والإعاقة القريبة والبعيدة الأجل، لكن أكثر مضاعفات الحصبة حدوثاً: العمى الوخيم والالتهاب الدماغي الشوكي (التهاب أنسجة الدماغ كالمخ وأنسجة الحبل الشوكي أو النخاعي)، والتهاب عضلة القلب والتهاب الكبد، وكذلك أنواع العدوى التنفسية الشديدة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الأذن الوسطى والإسهال الحاد والجفاف الناجم عنه.
كما أن هناك بعض المضاعفات التي قد تظهر بعد مرور(7 - 10) سنوات من الإصابة الشديدة بالمرض مثل التهاب الدماغ الشامل التصلبي تحت الحاد الذي يُعد انحلالياً يصيب الجهاز العصبي المركزي ويتميز بتغير السلوك والتخلف العقلي والصرع.
أما الحصبة الألمانية فتصنف ضمن مسببات العمى والصمم لمن يولدون لأمهات أصبن بهذا المرض خلال فترة الحمل.
وتتجلى خطورتها بشدة في حال أن أصيبت الأم بالحصبة الألمانية خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل، ذلك لأن فيروس الحصبة الألمانية يمكنه الانتقال إلى الجنين من خلال الحبل السري، مما قد يؤدي إلى الإجهاض وموت الجنين، أو أنه قد يقود بالطفل المولود لأمٍ أصُيبت أثناء حمله إلى المعاناة من عيوب خلقية مختلفة (متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية) في القلب مثلاً أو الإصابة بالإعاقة الجسدية أو الذهنية أو العقلية أو النفسية والتي قد تلازمه طوال حياته، عدا عن إمكانية إصابته باعتلالات أخرى مثل مرض التوحد، أو داء السكري أو اعتلالات الغدة الدرقية، وهي أمراض وإعاقات يلزم العديد منها علاج مكلف وعمليات جراحية ورعاية كثيرة الكلفة والأعباء.
مؤشرات الخطورة للمرضين
هذا يعني أن مضاعفات الحصبة خطيرة للغاية، كذلك الخطورة على الجنين والمولود تصل إلى أقصى مداها بسبب إصابة الأم بالحصبة الألمانية أثناء الحمل.. والسؤال هنا، كيف تترجمون مؤشرات الإصابة بهذين المرضين على أرض الواقع؟
في حقيقة الأمر، تعتبر نسبة حدوث مرضي الحصبة والحصبة الألمانية في اليمن من النسب المرتفعة، فمن واقع الترصد الوبائي للمرضين على المستوى الوطني بلغت نسبة حدوث الإصابة بالحصبة (26,8) حالة إصابة لكل مليون من السكان، مما يعني أن عدد حالات الإصابة بالحصبة بلغت هذا العام (679) حالة إصابة، حيث سجلت أكبر نسبة حدوث لهذه الإصابات في محافظات (صعدة، عمران، صنعاء، الجوف، حجة).
وبالمقابل، تسجل الحصبة الألمانية نسب إصابة مرتفعة، حتى أنها هذا العام شكلت نسبة (50,5) حالة لكل مليون نسمة، وهو ما يعادل (1277)حالة إصابة بهذا المرض إجمالاً، وهناك عدد كبير من الحالات التي لا يمكن معرفتها أو تسجيلها للحصبة الألمانية كون المرض في أغلب الحالات لا يظهر بالشكل الحاد ولا يستمر غير ثلاثة أيام دون التنبه له، فقد لا يعيره المريض الأهمية ولكن ورغم هذا الظهور البسيط يمكن أن يُحدث ضرراً كبيراً بالصحة، وهنا تكمن المشكلة.
إن معظم وفيات الحصبة وارد حدوثها بسبب المضاعفات المرتبطة بهذا المرض، وتتراوح معدلات وفيات الأطفال من جراءها في البلدان النامية ما بين(3 - 5 %)، ويمكن أن ترتفع هذه النسبة إلى(10 %) عند الفئات السكانية التي ترتفع فيها معدلات سوء التغذية، وقد تصل إلى(25 %) بين النازحين الذين يعانون سوء التغذية، ولا يستفيدون إلا بالقليل من خدمات الرعاية الصحية.
وهذا يعني أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية معرضين كثيراً للإصابة بالحصبة الشديدة جداً والالتهابات بفيروس(الحلا البسيط/ فيروس هيربيس سمبليكس)، وبالتالي أجسادهم لا يمكنها الاستفادة من السوائل أو الغذاء الذي يتناولونه- بسبب الإسهال الشديد- مما يجعلهم عرضة للوفاة السريعة.
مما لا شك فيه، أن فاشيات الحصبة يمكن أن تكون حادة وفتاكة وبشكلٍ خاص في البلدان التي تمر بفترة من الكوارث الطبيعية أو النزاعات الدامية، ذلك لأن الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية الصحية وبالمرافق الصحية تؤثر سلباً على عملية التطعيم الروتيني- كما حدث في بعض محافظات ومناطق اليمن طوال السنوات الماضية- ما أدى إلى انتشار داء الحصبة بصورة ملحوظة بعد أن كانت الإصابات بالمرض نادرة.
المناعة المكتسبة.. وأهمية التحصين
لماذا الرضع قبل الشهر السادس لا يصابون بمرض الحصبة؟ وهل بالإمكان تكرر الإصابة بالحصبة أو الحصبة الألمانية لدى الشخص الواحد لأكثر من مرة؟
في الواقع، أن الطفل يولد ولديه حماية مؤقتة من الأم ضد مرضي الحصبة والحصبة الألمانية، لكنها تقل تدريجياً من الشهر السادس، لتضعف كثيراً عند الشهر التاسع من العمر.
ولذلك، لابد من أخذ الطفل الجرعة الأولى من لقاح الحصبة والحصبة الألمانية عند بلوغه الشهر التاسع، على أن تؤخذ الجرعة الثانية عند بلوغه عام ونصف من العمر، إلى جانب حصوله على جرعات اللقاح التنشيطية التي تُعطى في الحملات الوطنية.
فالتحصين على نطاق واسع ضد الحصبة الألمانية، قد أدى- بالفعل- خلال العقد الماضي إلى انخفاض كبير في نسبة الإصابة بالحصبة الألمانية إلى حد القضاء الجزئي عليها وعلى متلازمتها الخلقية في العديد من البلدان المتقدمة وبعض البلدان النامية، وهذا ما نأمل تحقيقه في بلادنا.
وبخلاف مرض الحصبة الذي لا يصيب الإنسان سوى مرة واحدة في حياته، فقد تتكرر الإصابة بالحصبة الألمانية لمرات متعددة كل خمس إلى ست سنوات، وهذا ليس جيداً بالنسبة للأمهات الحوامل، لأن عدوى المرض لدى البالغين-هي أكثر شيوعاً بين النساء، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالتهاب المفاصل ولآلام مبرحة تدوم - عادةً- مدة تتراوح بين(3 - 10 أيام).
كما أن المرأة الحامل عندما تصاب بفيروس الحصبة الألمانية في مرحلة مبكرة من الحمل يتزايد مع إصابتها احتمال انتقال العدوى إلى جنينها بنسبة عالية تصل إلى (90 %)، ممّا قد يسبب إجهاض الجنين أو ولادته ميتاً أو إصابته بتشوهات خلقية متعددة تُعرف باسم متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية بالكيفية التي سبق ذكرها.
علماً بأنه قد يستغرق تخلص الرضيع المُصاب بالمتلازمة المذكورة من الفيروس عاماً واحداً أو يزيد.
في حين، أن الحصبة الألمانية شديدة العدوى، وتتزايد حالات الإصابة بهذا المرض -عادةً- في فصلي الربيع والشتاء.
وهنا أحب أن أنوه بأن الإصابة بالحصبة أثناء الحمل لا يؤدي إلى تشوهات خلقية في الجنين - كما يحدث في حالة الحصبة الألمانية- ولكن يمكن أن تؤدي إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة،
إنما يظل الأطفال غير المطعمين أكثر الفئات عرضة لخطر الإصابة بالحصبة ومضاعفاتها بما في ذلك الوفاة.
حتى البالغين قد لا يسلمون من خطر الإصابة بالحصبة - على الرغم من ندرتها- وقد تكون عليهم أشد ضراوة مقارنة بالأطفال. إلى ذلك، يظل المحروم من التحصين ضد مرضي الحصبة والحصبة الألمانية عرضة لخطر العدوى صغيراً أو كبيراً، ولو حصل على جرعة واحدة من اللقاح فإنها لا تكفي لاكتساب المناعة اللازمة، إنما الحد المعقول هو جرعتين من اللقاح، كون المناعة لا تتطور لدى(15 %) من الأطفال المُطعمين بالجرعة الأولى، ولكن عند إعطائهم الجرعة الثانية تتكون لديهم المناعة الكافية.
رسالة عامة للجميع
ألديك رسالة أو نصيحة ما تحب توجيهها إلى المجتمع بخصوص الحملة الوطنية للتحصين ضد أمراض الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال الحالية؟
حري بالآباء والأمهات أن يكونوا عند حُسن الظن فيؤمنوا لأطفالهم وقاية تمنع عنهم الإصابة بأمراض لطالما هددت البشرية وخلفت الكثير من المآسي والآلام.
ها هي ذي الحملة الوطنية للتحصين ضد أمراض الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال تطل على ربوع اليمن وأرجاءه المختلفة خلال الفترة(9 - 18نوفمبر2014م)، مستهدفةً باللقاح العضلي الثنائي الجديد ضد مرضي الحصبة والحصبة الألمانية جميع الأطفال والمراهقين من عمر(9 - أشهر-15عاماً)حتى من حصنوا بلقاح الحصبة سابقاً، وسائر من أصيبوا بالمرض. وهنا يجب أن أنوه بأن النساء الحوامل والأطفال الذين تقل أعمارهم عن تسعة أشهر، هم فقط من يمنع عنهم هذا اللقاح. كذلك تستهدف الحملة تحصين كافة الأطفال دون سن الخامسة باللقاح الفموي المضاد لفيروس شلل الأطفال، مهما تعددت أو كثرت جرعات هذا اللقاح التي حصلوا عليها في السابق. وفي الختام.. الكل راعٍ ومسؤول عن من يعول وعن أطفاله وأطفال جيرانه وحيه وقريته ومدينته وبلده، ولا عذر لمن يمنع طفله أو أحد أفراد أسرته عن تلقي اللقاحين أو أحدهما، حتى وإن كان مصاباً بمرض غير شديد أو حمى عادية أو نزلة برد أو زكام. علماً بأن فرق التطعيم متواجدة في المرافق الصحية والمدارس والمواقع المؤقتة المختلفة طوال فترة تنفيذ هذه الحملة الوطنية ولن تتوانى عن أداء واجبها كاملاً بجدٍ ومثابرة، حرصاً على صحة وسلامة الأجيال.
• المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.