بدأت اليمن تنفيذ حملة دبلوماسية على أعلى المستويات لمواجهة الترويج الإعلامي الذي تتعرض اليمن عقب واقعة باريس الإرهابية. حيث أخذت وسائل الإعلام تتناول اليمن بمعلومات مغلوطة تحمل مضامين وإشارات تحريضية عن أن اليمن بات مصدراً للإرهابيين، وهي حملة وصفها رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي خلال لقائه الأربعاء الماضي مع السفيرة البريطانية في صنعاء بأنها (حملة ظالمة ربما لأهداف ومقاصد لها ما بعدها). كما وضع رئيس الجمهورية جملة من التساؤلات المنطقية حول إرسال إرهابيين إلى اليمن من مختلف الأصقاع، وهم مشبوهون لدى دولهم وأجهزة الأمن في بلدانهم، وأن الشخص الذي قيل: إنه جاء إلى اليمن ليتعلم الرمي بالمسدس خلال ثلاثة أيام كان مسجوناً ورهن التحقيق لمدة عامين في فرنسا.. كما تساءل الأخ الرئيس: لماذا تأتي العناصر المشبوهة إلى اليمن ثم تعود دون أي مساءلة عن مهمتها؟. وخلال اجتماعه بهيئة المستشارين الخميس الماضي تطرق الأخ الرئيس إلى الحملة الإعلامية الظالمة والمسيسة ضد اليمن بعد العملية الإرهابية المدانة التي وقعت في باريس، وكأن اليمن على موعد مع أعمال عدائية ضده على أنه مصدرللإرهاب. ويرى المحامي والناشط الحقوقي مصطفى سلام أن هناك خلطاً للأوراق تمارسه وسائل إعلام دولية بشكل يدفع للارتياب ويحمل في طياته الكثير من التناقضات حول استغلال حادثة باريس الإرهابية ضد اليمن، بينما يقول الباحث الاجتماعي هاشم المجيدي من جهته أنه كان يفترض بوسائل الإعلام الدولية التي تشن الحملة المغرضة ضد اليمن أن تركز على الأوضاع المأساوية التي تعيشها اليمن، وأن تسلط الضوء على خلق شراكة أكثر فاعلية مع اليمن لمكافحة الفقر الذي أثبتت الدراسات أنه يعد السبب الرئيسي لصناعة الإرهاب، بدلاً عن تحميل اليمن تبعات عملية إرهابية تنفذ من قبل أفراد لم تتمكن فرنسا بكل إمكانياتها من مواجهتهم بسبب ما بات يوصف بالذئاب الفردية. . وكان رئيس الجمهورية قد أشار في أبريل العام الماضي عقب معركة شنتها القوات المسلحة على عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين أن 70 % من مقاتلي القاعدة في اليمن أجانب. وخلال الفترة الماضية أثبت اليمن أنه محل ثقة بالتعاون مع المجتمع الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، حيث أقرت مجموعة العمل المالي الدولية “ فاتف” خلال اجتماعها ال19 في باريس نهاية يونيو الماضي إخراج اليمن من قائمة البيان العام المتعلق بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وذلك بناءً على الإنجازات التي أحرزتها اليمن في خطة العمل الموضوعة من قبل المجموعة. ومنذ العام 1990 عقب حادثة اغتيال السياح في أبين أطلق اليمن تحذيرات للمجتمع الدولي من تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف، لكن فجأةً ودون سابق إنذار كان على البلد الذي تجرع كثيراً من ويلات الإرهاب أن يترك كل همومه السياسية والاقتصادية والأمنية جانباً، ويتفرغ للتصدي لحملة إعلامية غير مبررة تهدف إلى مضاعفة هموم اليمن الذي لايكاد يمر يوم دون أن يتجرع ويلات الإرهاب.