أكد أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أن الاعتداء الوحشي على التراث الحضاري العراقي يهدف إلى بث ثقافة الإرهاب والعنف والكراهية بين الجماعات والمكونات الثقافية والحضارية المتنوعة لأبناء المنطقة. وقال العربي في بيان صادر عن الجامعة العربية امس الجمعة، إن “المشاهد المروعة التي بثها ما يسمى بتنظيم (داعش) لعناصره وهي تحطم مقتنيات متحف نينوى الأثرية جريمة وحشية تفوق الوصف بهمجيتهم وبربريتها”.. وأوضح أن هذا الاعتداء الوحشي على التراث الحضاري لشعب العراق يمثل واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت في هذا العصر بحق تراث الإنسانية جمعاء، والتي تهدف إلى بث ثقافة الإرهاب والعنف والكراهية بين الجماعات والمكونات الثقافية والحضارية المتنوعة لأبناء المنطقة. واستنكر العربي في بيانه عمليات الخطف والتنكيل التي ارتكبها تنظيم (داعش) ضد أبناء الطائفة الآشورية والفظاعة البشعة التي ترتكب بحق البشر والحجر ورموز الحضارة الآشورية التي يعود تاريخها لآلاف السنين. وأيد أمين عام جامعة الدول العربية الدعوة التي وجهتها المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إيرينا بوكوفا من أجل عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لاتخاذ إجراءات رادعة لوقف هذه المأساة الإنسانية. إلى ذلك دعت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، إثر نشر تنظيم داعش أمس الأول الخميس، شريط فيديو يظهر تدمير آثار في مدينة الموصل شمالي العراق على يد أفراده. وقالت مديرة المنظمة إيرينا بوكوفا في بيان لها يوم أمس إن “هذا الاعتداء أكثر بكثير من مأساة ثقافية، هذا أيضا شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق. لهذا تواصلت مع رئيس مجلس الأمن الدولي لأطلب منه عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول حماية الإرث الثقافي العراقي، كمكون أساسي من أمن البلاد”. وأعربت بوكوفا عن “صدمتها العميقة” تجاه الشريط المصور... مؤكدة “إدانتها لهذا الاعتداء المتعمد على تاريخ العراق وتراثه الذي يعود إلى آلاف السنين”. وأشارت في بيانها إلى أن بعض التماثيل التي دمرت، بحسب الشريط، تعود إلى مدينة حضر التاريخية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، الواقعة على مسافة 100 كلم جنوب غرب الموصل. واعتبرت المسؤولة الأممية عملية التدمير مخالفة لقرار مجلس الأمن الرقم 2199 الصادر قبل نحو أسبوعين، الذي يهدف إلى تجفيف الموارد المالية للتنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في سورياوالعراق، ومنها تهريب الآثار. ونشر التنظيم المتشدد شريط فيديو يظهر قيام أفراده بتحطيم تماثيل وآثار يعود تاريخها إلى آلاف السنين في متحف الموصل، مستخدمين مطرقات وآلات ثقب كهربائية.. وقام أفراد داعش برمي التماثيل أرضا وتحطيمها، كما استخدموا آلة ثقب كهربائية لتشويه تمثال آشوري ضخم لثور مجنح، يقع عند بوابة نركال في المدينة التي يسيطر عليها التنظيم منذ هجوم شنه في العراق في يونيو من العام الماضي. وبحسب خبراء فإن الآثار المدمرة تشمل قطعا أصلية، وأخرى أعيد بناؤها من قطع مبعثرة، اضافة إلى نسخ عن قطع أصلية موجودة في متاحف أخرى، والقطع المدمرة آثار من الحقبتين الآشورية والبارثية، وتعود بعضها إلى فترة ما قبل ميلاد المسيح، بحسب خبراء وأكاديميين.