ترتفع وتيرة الاحتياجات الإنسانية في اليمن مع مطلع كل عام جديد حيث أعلنت الأممالمتحدة الأحد الماضي أن اليمن يحتاج إلى مبلغ يقدر ب(747,5) مليون دولار لإغاثة (8،2) مليون شخص بالغذاء والدواء من أصل (15,9) مليون شخص يحتاجون للمساعدات في إطار خطة الاستجابة الإنسانية المنقحة للعام الحالي وبزيادة تقدر(1,2) مليون شخص قياساً بالعام الماضي والذي صنفت على أساسه اليمن في حينه بأنها (من أكبر حالات الطوارئ الإنسانية عالمياً) وبحسب بعض العاملين في المجال الإنساني فإن اليمن تسجل أسرع معدل زيادة في أعداد المحتاجين للمساعدات الانسانية مقارنة بالدول التي تحتاج للمساعدات الإنسانية ، مضيفين أنه إذا استمر تدهور الوضع الإنساني في اليمن بنفس الوتيرة فإن ذلك يعد مؤشراً خطيراً قد يتحول على أساسه كامل سكان اليمن إلى شعب يحتاج للإغاثة الإنسانية خصوصاً أن البلاد تمر حالياً بأزمة سياسية خانقة قد تعجل من حدة الأزمة خلال زمن قصير.. ورغم أن خطة الاستجابة الإنسانية للعام الماضي كانت تستهدف (7,6) مليون شخص من أصل (14،7) مليون شخص يحتاجون للمساعدات في اليمن إلا أن تلك الخطة لم تتمكن من تقديم المساعدات سوى لما يقارب 4 ملايين شخص عبر دعم احتياجاتهم الغذائية والمعيشية ، فضلا عن دعم 1.3 مليون شخص بخدمات المياه والصرف الصحي، إضافة إلى مساعدة 3.8 مليون شخص بالدعم الصحي، إلى جانب قيام الشركاء بتوفير خدمات الحماية متضمنة المراقبة والإبلاغ عن انتهاكات حقوق الأطفال في حالات النزاع لعدد 1.4 مليون شخص. بحسب منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان دير كلاو يوم الأحد الماضي .. وكانت خطط الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال الأعوام الأربعة الماضية قد سجلت زيادات مطّردة من عام بعدد المحتاجين للمساعدات حيث حددت خطة العام (2013)أن ثلث اليمنيين يحتاجون للمساعدة وفي العام (2014) أصبح اكثر نصف اليمنيين يحتاجون للمساعدة بحسب خطة الإنسانية ، حتى وصل خلال العام الحالى إلى إعتبار (61 %) من سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية ولم يتبق سوى (39 %) من اليمنيين خارج دائرة الاحتياج للمساعدات ، لكن تلك الزيادات في الاحتياج ترافقت مع تدني مستوى تجاوب المجتمع الدولي لتمويل خطط الاستجابة الإنسانية ، حيث سجلت خطة العام (2013) عجز بنسبة (51 %) من إجمالي التمويل المطلوب ، مما دفع الأممالمتحدة إلى تخفيض المبلغ المطلوب لتمويل خطة العام (2014) قياساً بالعام قبل الماضي رغم ارتفاع اعداد المحتاجين.. وبين الأزمات السياسية وما يصحبها من نزاعات تنتج نازحين ومشردين ، يبدو أن المشكلة الإنسانية في اليمن تسير نحو الأسوأ بشكل لا يدعو للتفائل خصوصاً أن الشق الإنساني من المشهد لم يحظ باهتمام حقيقي يحدث تغييراً يشعر على أساسه الشعب بأنه تم إحراز إيجابيات ملموسة على صعيد متطلبات المعيشة اليومية .