اكدت دراسة اقتصادية حديثة أن الأسواق المحلية والمركزية في بعض محافظات الجمهورية تتكبد خسائر اقتصادية كبيرة تقدر بملايين الريالات نتيجة إرتفاع نسبة فاقد ما بعد الحصاد للمحاصيل الزراعية خاصة الفواكه والخضار . وأوضحت الدراسة التي أعدتها وزارة الزراعة والري ممثلة بالإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية والخاصة بقياس نسبة فاقد ما بعد الحصاد لمحاصيل البطاط والطماطم والبصل والموز والمانجو والتمر والعنب العاصمي والأسود في محافظات( صنعاء ،عدن، تعز، الحديدة) أن نسبة الفقد في محصول التمر الذي يزرع في تهامة هي الأعلى بنسب متفاوتة بلغت 6ر26 % ، 12ر28 % ، 3ر29 % في أسواق كل من صنعاءوتعزوالحديدة. وذكرت الدراسة التي حصلت وكالة الانباء اليمنية (سبا) على نسخة منها ان نسبة الفاقد في ثمار الموز بلغت ( 8ر10 % ، 4ر14 % ، 5ر11% ، 3ر18 % في كل من صنعاءوعدنوتعزوالحديدة . وأرجعت الدراسة أسباب فاقد ما بعد الحصاد في الحاصلات البستانية إلى عدة عوامل منها الآفات والأضرار الميكانيكية من جروح ورضوض وكذا فقدان الرطوبة من المحاصيل ما يؤدي إلى ذبول الثمار وتيبس قشرتها وتلفها، الى جانب جني الثمار قبل نضوجها وعدم توافر العبوات المناسبة لشحن وخزن وتداول الحاصلات، فضلاع عن التدني في عمليات الفرز والتغليف والتعبئة وغيرها . واكدت الدراسة التي قام بتنفيذها مجموعة من كوادر فنية في مجال التسويق الزراعي برئاسة مدير عام التسويق والتجارة الزراعية المهندس فاروق محمد قاسم، على أهمية الالتزام بالمعاملات الزراعية الحديثة كجني الثمار في موعدها المحدد والعناية بالثمار أثناء الحصاد والنقل والتعبئة في عبوات ملائمة لما من شأنه تقليل نسبة الفاقد ما بعد الحصاد للمحاصيل البستانية . وشددت على ضرورة الاهتمام بمعاملات ما قبل الحصاد والتي تؤثر على نوعية الثمار مثل اختيار البذور للأصناف التي تتمتع بقدرة تخزينية مرتفعة الري، التسميد، نوعية التربة والكيماويات المستخدمة.. إلى جانب تحديد أفضل الطرق لتداول المنتجات والمعدات اللازمة وطرق استخدام هذه المعدات بما يتناسب مع الظروف المحلية في جميع مراحل التسويق كالنقل والتخزين والتعبئة للحد من الفاقد. وخلصت الدراسة إلى أن تطوير الكفاءة التسويقية للمنتجات الزراعية أبرز العوامل المساهمة في التقليل من فاقد ما بعد الحصاد ويحسن نوعية السلع وانتظام عرضها وتوزيعها وتشمل تلك المجالات تطوير البنية الأساسية التسويقية والعمليات والمراحل التسويقية ونظم المعلومات. ووفقاً للإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية بوزارة الزراعة ، فإن نسبة فاقد ما بعد الحصاد للفواكه والخضروات في اليمن تصل الى نحو 50 % فيما لاتتعدى نسبة الفقد في تلك المحاصيل في الدول المتقدمة سوى 20 % فقط . كما أن نسبة الفاقد تتفاوت بحسب الأصناف والمحاصيل الزراعية بنسب معينة وفقا لمدى مقاومة المحصول أو الفاكهه للعوامل الخارجية والممارسات الأخرى من تعبئة وتغليف وتسويق ونقل وغيرها حيث تختلف نسبة الفاقد في البصل مقارنة بنسبته في الطماطم أو الموز . ويؤكد مدير عام التسويق والتجارة الزراعية المهندس فاروق محمد قاسم أن الوزارة إستكملت إعداد دراسة ميدانية لقياس وتحديد فاقد ما بعد الحصاد لعدد من المحاصيل الزراعية ومنها الحمضيات كالليمون في عدد من محافظات الجمهورية للموسم الزراعي الحالي، فيما سيتم تنفيذ دراسات أخرى في مواسم زراعية أخرى. واشار الى أهمية الدراسة في تحديد ومعرفة نسبة الفاقد في تلك المحاصيل كونها توفر معلومات دقيقة حول كمية ونسبة الفاقد من محصول الى آخر والتي سيتم على ضوءها وضع الخطط والبرامج الهادفة لتقليل نسبة الفقد في تلك المحاصيل وبما يساعد في تحقيق عائدات اقتصادية وربحية كبيرة للمزارعين . واعتبر المهندس قاسم أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم توفر معلومات دقيقة عن فاقد ما بعد الحصاد للمحاصيل الزراعية المختلفة وان وجدت فإنها تكون مقتصرة على عدد قليل من تلك المحاصيل . يذكر أن إنتاجية اليمن من الخضروات بلغت العام قبل الماضي مليون و90 ألف طناً من مساحة مزروعة قدرها 88 ألف و990 هكتار تقريباً، فيما بلغ إنتاجها من الفواكه 988 ألف و679 طنا من مساحة مزروعة قدرها 92 ألف و888 هكتار .