صافرات الإنذار تدوي في ''إيلات'' .. جيش الاحتلال يعلن تعرضه لهجوم من البحر الأحمر    مسلح يقدم على قتل شقيقه .. إعلان لأمن المخا بشأن الجريمة المروعة    خبير آثار: ثور يمني يباع في لندن مطلع الشهر القادم    وفاة ضابط في الجيش الوطني خلال استعداده لأداء صلاة الظهر    محلات الصرافة في صنعاء تفاجئ المواطنين بقرار صادم بشأن الحوالات .. عقب قرارات البنك المركزي في عدن    إعلان قطري عن دعم كبير لليمن    جماعة الحوثي تفرض اشتراط واحد لنقل المقرات الرئيسية للبنوك إلى عدن !    خمسة ابراج لديهم الحظ الاروع خلال الأيام القادمة ماليا واجتماعيا    حلم اللقب يتواصل: أنس جابر تُحجز مكانها في ربع نهائي رولان غاروس    قرارات البنك المركزي لإجبار الحوثي على السماح بتصدير النفط    تعرف على قائمة قادة منتخب المانيا في يورو 2024    7000 ريال فقط مهر العروس في قرية يمنية: خطوة نحو تيسير الزواج أم تحدي للتقاليد؟    أرواح بريئة تُزهق.. القتلة في قبضة الأمن بشبوة وتعز وعدن    فيديو صادم يهز اليمن.. تعذيب 7 شباب يمنيين من قبل الجيش العماني بطريقة وحشية ورميهم في الصحراء    فضيحة: شركات أمريكية وإسرائيلية تعمل بدعم حوثي في مناطق الصراع اليمنية!    انتقالي حضرموت يرفض استقدام قوات أخرى لا تخضع لسيطرة النخبة    صحفي يكشف المستور: كيف حول الحوثيون الاقتصاد اليمني إلى لعبة في أيديهم؟    إنجاز عالمي تاريخي يمني : شاب يفوز ببطولة في السويد    المجلس الانتقالي يبذل جهود مكثفة لرفع المعاناة عن شعب الجنوب    عن ماهي الدولة وإستعادة الدولة الجنوبية    الوضع متوتر وتوقعات بثورة غضب ...مليشيا الحوثي تقتحم قرى في البيضاء وتختطف زعيم قبلي    مسلحو الحوثي يقتحمون مرفقًا حكوميًا في إب ويختطفون موظفًا    الدبابات الغربية تتحول إلى "دمى حديدية" بحديقة النصر الروسية    حرب وشيكة في الجوف..استنفار قبلي ينذر بانفجار الوضع عسكرياً ضد الحوثيين    حرب غزة.. المالديف تحظر دخول الإسرائيليين أراضيها    عن الشباب وأهمية النموذج الحسن    - الصحفي السقلدي يكشف عن قرارات التعيين والغائها لمناصب في عدن حسب المزاج واستغرب ان القرارات تصدر من جهة وتلغى من جهة اخرى    بحضور نائب الوزير افتتاح الدورة التدريبية لتدريب المدربين حول المخاطر والمشاركة المجتمعية ومرض الكوليرا    شرح كيف يتم افشال المخطط    بدء دورة تدريبية في مجال التربية الحيوانية بمنطقة بور    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و439 منذ 7 أكتوبر    "أوبك+" تتفق على تمديد خفض الإنتاج لدعم أسعار النفط    ولي العهد الكويتي الجديد يؤدي اليمين الدستورية    رصد تدين أوامر الإعدام الحوثية وتطالب الأمم المتحدة بالتدخل لإيقاف المحاكمات الجماعية    الملايين بالعملة الصعبة دخل القنصليات يلتهمها أحمد بن مبارك لأربع سنوات ماضية    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    ريال مدريد يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا    بالصور: اهتمام دبلوماسي بمنتخب السيدات السعودي في إسبانيا    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    الوجه الأسود للعولمة    الطوفان يسطر مواقف الشرف    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ياسين عبده سعيد عضو الهيئة الوطنية لمگافحة الفساد ل(الجمهورية):
إطلالة رئيس الجمهورية مثل مصدر ابتهاج لأن في ظهوره خيراً لليمن واستقراره وطمأنينة لكل اليمنيين
نشر في الجمهورية يوم 14 - 07 - 2011

تزداد ألأوضاع سوءاً وتعقيداً يوماً بعد يوم نتيجة للظروف والأوضاع السياسية والاقتصادية المضطربة التي ستغرق السفينة بمن عليها بسبب المكايدة والعناد للقوى السياسية في البلد..“الجمهورية” التقت بالأستاذ ياسين عبده سعيد السياسي الناصري المعروف والمرشح لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2006م ورئيس قطاع الإعلام بالهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد في حوار تم التطرق خلاله إلى مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية التي تمر بها اليمن في هذه الظروف شديدة الدقة والحساسية، بالإضافة إلى دور الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد في الحد من العبث والإهدار للمال العام والسبل الكفيلة للخروج من هذه الدائرة الضيقة التي تعصف بالوطن من أقصاه إلى أقصاه وتهدد أمنه واستقراره ووحدته الوطنية.
نهج حكيم ومتسامح
^^.. بداية أستاذ ياسين ما تعليقكم لمضمون خطاب فخامة الأخ رئيس الجمهورية في أول ظهور له منذ محاولة الاغتيال الفاشلة في مطلع الشهر الماضي؟
في البدء أود أن أسجل اعتزازي وتقديري لصحيفة الجمهورية وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمر بها اليمن.
وفي الحقيقة كانت إطلالة فخامة الأخ رئيس الجمهورية بالتلفزيون مصدر فرح وابتهاج لكل اليمنيين الذين يرون فيه زعيماً وطنياً مخلصاً وقائداً محنكاً للجمهورية اليمنية. وبرغم بشاعة الجريمة التي ارتكبت في جامع النهدين في الثالث من شهر يونيو الماضي إلا أن الله تعالى أراد لهذا الرئيس أن يعيش كما أرادوا هم له الموت، فالأعمار بيد الله سبحانه وتعالى وهو اللطيف الرحيم الحافظ لعباده فلو كانت نجحت هذه الجريمة البشعة والإرهابية لدخلت اليمن في مرحلة من التفكك والحروب ولحلت الانقسامات بدلاً عن الوحدة الوطنية والأمن والاستقرار، لكن الله سبحانه وتعالى لطف باليمن وبشعب اليمن وبزعيم اليمن وكان الأخ الرئيس عندما أطل بصورته على القنوات الفضائية كان كما كان صابراً شجاعاً مؤمناً بالله ومؤمناً بالقيم الإنسانية و عند ما تحدث بالرغم مما أصابه من الألم ومن القطرات الطاهرة التي سالت من دمائه كانت من اجل اليمن ومن اجل مصلحة اليمن فتحدث بكل ثبات وشموخ كما عرفناه دائماً ومن خلال حديثه اتضح للجميع أنه يتابع باهتمام ما يجري في البلد من تقطعات واعتداءات على الكهرباء أو إعاقة وصول المشتقات النفطية أو الاختلالات الأمنية بكل تركيز وتفاعل، كما تطرق في حديثه إلى أهمية التسامح والحوار وأهمية المشاركة والوفاق الوطني بين مختلف الأطياف السياسية، وهذا هو نهجه المتسامح دائماً كما عرفناه، أيضاً تحدث عن أهمية أن يقف اليمنيون والعقلاء والمخلصون من أبناء هذا البلد بكل جدية وموضوعية مع الحوار؛ لأنه ليس هناك أي طريق لحل الأزمة السياسية إلا عبر الحوار والوفاق بين مختلف الأطياف السياسية، وكان من أروع ما سجله الرئيس في هذه الإطلالة الكريمة شكره وإعجابه لكل الجماهير اليمنية لصمودهم وثباتهم على المواقف الوطنية التي تعزز الأمن والاستقرار والشرعية الدستورية.
إطلالة خير للوطن
^^.. ما توقعاتكم لمستقبل المشهد اليمني بعد هذا الظهور لرئيس الجمهورية؟
أتوقع بأن يكون ظهور رئيس الجمهورية هو ظهور خير لليمن واستقرار وأمن وطمأنينة لكل اليمنيين الذين يريدون خير وتقدم هذا الوطن، لكن الذين في نفوسهم مرض ويريدون الانقضاض على السلطة بالغوغائية والتطرف، فإن ظهوره قد مثل لهم صدمة كبيرة؛ لأن في أحلامهم توقعات غير ما حدث، وبالتالي أقول إن ظهور رئيس الجمهورية أعاد الاستقرار والطمأنينة لليمنيين حتى وهو على سرير المرض بالمملكة العربية السعودية ونحن بطبيعة الحال يهمنا الجانب الإيجابي في هذا الظهور؛ لأنه عندما تكون المبادىء نزيهة وعادلة وشرعية بالتالي لابد أن تكون أيضاً الوسائل نزيهة وشرعية، لكن للأسف لم نكن نتوقع أن يصل البعض وهي قلة لم نكن نتوقع أن يشمتوا في مرض أو في موت أو في سقوط جرحى وشهداء يجب أن تكون هناك أخلاق ومبادىء إنسانية خاصة أن عقيدتنا وديننا يرفض مثل هذه السلوكيات حتى في العصر الحجري.. الإنسان لا يسلك هذا المسلك المتجرد من المبادىء والأخلاق الإنسانية.
الإعلام إفراز للأزمة السياسية
^^.. من الملاحظ أن هناك من يحمل مختلف وسائل الإعلام سواءً كان الإعلام الرسمي للسلطة أو إعلام المعارضة جزءا كبيرا من تصاعد وتيرة الأزمة السياسية التي تعصف بالبلد..ما رأيك؟
أنا أعتقد أنه لا يوجد في الإعلام الرسمي من يشمت سواءً في فضائية اليمن أو سبأ أو الإيمان أو حتى الصحف الرسمية كلها كما نلاحظ تتحدث بموضوعية، لكن الذي أغاض هؤلاء أن هذه الفضائيات تُعري وتكشف الحقائق للمجتمع وهم بالتالي لا يريدون ذلك، التزييف والتضليل وقلب الحقائق هو من بعض القنوات التي لا تريد الأمن والاستقرار للبلد، وما أقصده هو أن الإعلام هو من إفرازات الأزمة السياسية الحالية وهو يعكس سلوكا وقيما ومفاهيم؛ وبالتالي كل إناء بما فيه ينضح.
المعارضة ترمي أخطاءها على الآخرين
^^.. في اعتقادكم ما هي الأسباب الحقيقية التي أوصلت البلد إلى هذه الحالة من الأزمة السياسية الخانقة التي تعصف بحياة ومعيشة كل اليمنيين؟
يا أخي الأسباب معروفة للجميع وهي قصر النظر.
^^.. لدى من؟
بالتأكيد لدى المعارضة.
^^.. فقط؟
نعم بسبب عدم الواقعية في التعامل مع القضايا؛ لأن الأزمة في حقيقة الأمر هي أزمة مفتعلة، وجدت بعد نجاح انتخابات 2006م والتي كانت انتخابات حرة ونزيهة وشارك فيها مراقبون دوليون من الأمم المتحدة، والجميع شهد بنجاح ونزاهة هذه الانتخابات وعندما وصل حجم المعارضة إلى 21.70% في هذه الانتخابات جن جنونهم؛ لأنهم كانوا يتوهمون بأنهم أكبر من هذا الحجم وأن لهم ثقلا واسعا في الشارع وهذه هي الانتخابات وهذه هي الديمقراطية يجب أن نتقبلها كما هي سواءً كانت في صالحنا أو غير ذلك، وبالتالي الطرف الخاسر عليه أن يُعيد التقييم لتجاوز هذا الخلل وهذا الإخفاق، لا أن نرمي أخطاءنا وإخفاقنا على الآخرين؛ لهذا نلاحظ أن هذه الأزمة بدأت من خلال التشكيك في جداول الناخبين في اللجنة العليا للانتخابات وأتت الأحداث في المنطقة العربية فركبوا هذه الموجة؛ لهذا هي أزمة سياسية مفتعلة، والمفترض أن الحوار أساس الممارسة الديمقراطية فالمطلوب الجلوس على طاولة الحوار لمعالجة الاختلالات والوصول إلى قاسم مشترك، لكن في الحقيقة أنا لم أشاهد في العالم كله أن المعارضة تعمل على إلغاء الآخر بما في ذلك الحزب الحاكم، مع أنه في بعض الدول السلطة هي التي تلغي الأقلية، لكن عندنا المسألة انعكست هم الذين يلغون الآخرين وكل حديثهم مجرد إملاءات “الرئيس يرحل فوراً السلطة تسلم فوراً نائب الرئيس يعمل فوراً على نقل السلطة كلها أوامر وفوراً”.
يجب أن يعلموا أن من يتحدثون عنهم ليسوا موظفين في الأصل أن يحتكموا للشعب ولإرادته بدلاً من الانقضاض على السلطة عن طريق الفوضى والغوغائية، ونقول لهم عليهم أن يتعاملوا بواقعية، بعيداً عن الفكر الشمولي؛ لأنهم كيف يتحدثون عن ديمقراطية وعن إرادة شعبية وهم لا يلتزمون بذلك والديمقراطية هي ممارسة وليست كلاماً وخطبا نقولها للناس، فإذا كانوا جادين للاحتكام للإرادة الشعبية عليهم أن يطرحوا رؤيتهم حول تعزيز نزاهة العملية الانتخابية من خلال تحييد المال العام والإعلام الرسمي وتحييد السلطة في مختلف المحافظات وبالتالي يتم وضع كافة الضمانات الكفيلة بنزاهة وشفافية للعملية الانتخابية، لتكون هناك خيارات متاحة أمام مختلف الجماهير اليمنية وأن تكون اللجان الانتخابية متوازنة وفي الأخير يحتكم الجميع لإرادة الناس هذه هي الديمقراطية، والمعارضة لو كانت فعلاً تعمل من أجل اليمن لركزت من أجل هذه القضايا. أيضاً عندما تتحدث عن الديمقراطية قد يكون لك رأي معين ولي رأي مخالف لهذا يجب أن نلتقي ونتحاور للوصول إلى قاسم مشترك.. لا أتمسك أنا برأيي ولا أنت تتمسك برأيك؛ وإنما يجب أن يكون هناك قاسم مشترك لدينا جميعاً من خلال الحوار، لكن التمسك بتسليم السلطة فوراً وأنا أشكل مجلسا انتقاليا وأحكم بدلاً عنك، هذا الكلام غير منطقي ولا يتقبله عاقل، وفي تصوري أن جريمة الاغتيال الفاشلة التي حدثت في جامع النهدين هي محطة فاصلة بين ما كانت عليه اليمن وبين ما ستكون عليه مستقبلاً، لهذا لابد من الحوار السياسي الشامل ليس فقط بين المشترك والحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام وحلفائهم وشركائهم" وإنما حوار يشارك فيه كل الفعاليات السياسية والمنظمات المهنية والاجتماعية سواء النقابات أو الاتحادات أو الشخصيات الاجتماعية وأن يشارك فيه مختلف شرائح المجتمع من خلال عقد الندوات الحوارية في مختلف محافظات الجمهورية وما سيتقرر سينعكس على اليمن بشكل عام وهذا ما أكده حتى مجلس الأمن الدولي الذي أكد الحوار؛ لهذا ينبغي علينا جميعاً سلطة ومعارضة أن نتعامل من خلال الواقع وليس من خلال الشعارات، يجب أن نخوض العمل الديمقراطي من خلال سلوك حضاري وقبول بالآخر وليس من خلال الإقصاء.
تراكم العلل
^^.. ذكرتم أن الأزمة هي سياسية ومفتعلة من قبل المعارضة بينما الكثير أيضاً يرون أنها نتيجة طبيعية لتركم المشكلات والعلل العديدة التي أصابت الجسم اليمني على مدى السنوات الماضية، منها عدم معالجة قضايا الحراك الجنوبي وحرب صعدة والمشكلات الاقتصادية وممارسة الفساد وما إلى ذلك فما ردك؟
يا أخي العزيز هذه المشكلات لها أسبابها الموضوعية، لا ينبغي علينا أن نخلط القضايا، هناك مشاكل نشأت نتيجة لأسباب موضوعية.
^^.. لكنها كانت ترحل من سنة لأخرى دون معالجات جذرية؟
أنا أقول لك.. هناك في الحقيقة بعض المسئولين مارسوا السلطة بشكل خاطئ، وبالتالي لابد من تصحيح هذا المسار، نعم هناك اختلالات سواءً كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، ولهذا ينبغي أن نشخص هذه المشاكل تشخيصاً موضوعياً بشكل جدي وحقيقي ثم نبدأ في المعالجات، ومشكلتنا في اليمن أن التركيبة الاجتماعية القبلية هي تركيبة معقدة وهي أكبر من النظام وأكبر من الأشخاص وبالتالي هذه التركيبة لها إفرازاتها بمعنى أننا خلال مراحل التطور الاجتماعي في اليمن لم نصل إلى مرحلة متوازنة بحيث الجميع يتعامل من خلال منظور مدني وفقاً للمواطنة المتساوية ووفقاً لسيادة القانون، نحن يا أخي نريد نظاماً يعزز ويصون الوحدة الوطنية ويعزز سيادة القانون ويحقق العدالة المجتمعية بين مختلف فئات وشرائح المجتمع، هذا ما نطمح إليه، وهذا لن يتم إلا من خلال الحوار وتشخيص مختلف العلل والمشاكل تشخيصاً موضوعياً علمياً كما هي موجودة في الواقع، وبالتالي نوجد لها الحلول المناسبة من خلال الحوار الذي يعتبر المدخل الطبيعي لإيجاد هذه المعالجات واليوم نتحدث من خلال ما اتضح لنا من مشاكل وقعت في الماضي، مثلاً قضية الحوثيين أنا في تصوري أن الستة الحروب ضدهم كانت حروبا مفتعلة فهناك أياد لعبت فيها لإضعاف الدولة وإنهاك الدولة واستنزافها للانقضاض على السلطة وهذا ما اتضح لنا في هذه القضية؛ لهذا يجب علينا تقييم القضايا تقييما موضوعيا ونستفيد مما حدث في الماضي، نعم هناك مشاكل موجودة يجب أن تعالج وأن تُبحث في إطار الجمهورية اليمنية وليس قفزاً على الجمهورية اليمنية وفي إطار الوحدة الوطنية.
مكافحة الفساد هيئة مستقلة
^^.. هناك من يتحدث بأن الهيئة ساهمت في وصول البلد إلى ما وصل إليه من تأزم واحتقان وذلك من خلال عدم جديتها في مكافحة الفساد كما ينص القانون؟
لا لا هذا الكلام غير صحيح، الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد هي في الواقع هيئة مستقلة، لها إرادة اتخاذ القرار، ولا يوجد من يتدخل في عملها لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الوزراء ولا غيره، لكن في المقابل هناك من تدخل في إعاقة سير عمليات التحقيق من الموجودين في ساحة الجامعة ولا داعي لذكر أسماء.
موقف الأحزاب من الهيئة سياسي
^^.. لكن يجب أن نتحدث بشفافية والظرف الراهن يحتم ذلك؟
ليس هناك داع لذكر أسماء ولا نريد أن تتحدث عن أشخاص وهم بالتأكيد يعرفون أنفسهم ويعرفون أيضاً القضايا التي أعاقوا سير عمليات التحقيق فيها ومنها قضية من أهم القضايا في الهيئة، وعندما نتحدث عن الإرادة السياسية نلاحظ أن الإرادة السياسية متوفرة وذلك من خلال إصدار القانون وتشكيل الهيئة، لكن نحن نفتقد للإرادة السياسية التي تشمل الدولة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بمعنى أن المجتمع بمختلف مكوناته عنده إرادة حقيقية لمكافحة الفساد، لكن نحن نلاحظ أن موقف الأحزاب من الهيئة هو موقف سياسي موقف من النظام القائم ولها موقف من الديمقراطية، وبالتالي تعكس الرؤية السياسية تجاه الهيئة، وبالتالي قضية مكافحة الفساد هي قضية وطنية ينبغي على الجميع سلطة ومعارضة ومنظمات مجتمع مدني التعامل معها كقضية وطنية لا كقضية سياسية تهم الحزب الحاكم أو الحكومة، عندما تتحدث الأحزاب السياسية عن الفساد الموجود ما هي برامجها حول معالجة هذه القضايا للقضاء على الفساد الذي تتحدث عنه، لهذا نلاحظ أن موقفها من قضايا الفساد هي قضية سياسية، بالإضافة أن الهيئة خلال الأربع السنوات من عمرها استطاعت إنجاز العديد من قضايا الفساد المنظورة أمامها والتي أحالتها إلى النيابة العامة، استطاعت أن ترد أموالا كبيرة إلى الدولة وحالياً تحقق في حوالي 124قضية، وكل ذلك تم إنجازه خلال فترة قياسية بسيطة، نحن ليس لدينا عصا موسى للقضاء عل الفساد؛ لأن مكافحة الفساد قضية وطنية تتطلب من الدولة والمجتمع بمختلف أطيافه أن يقوم بدوره، لهذا لا ينبغي أن نبالغ وأن نجعل من قضية مكافحة الفساد القشة التي قصمت ظهر البعير.
^^.. لكن نلاحظ جميعاً أن الذين خرجوا إلى الساحات في فبراير الماضي هم من الشباب وليس من الأحزاب، شباب يطالبون بمكافحة الفساد وما إلا ذلك من سلبيات، أيضاً ذكرتم بأن هناك العديد ممن يوجدون اليوم في الساحة هم فاسدون ولهم قضايا في الهيئة، بمعنى أن عدم مكافحة الفساد بجدية ساهم في تصاعد هذه الأزمة؟
هذا صحيح هناك العديد من الفاسدين عند بوابة جامعة صنعاء والملفات موجودة في النيابة وهم من الناس الذين أزعجوا الجميع صراخاً تنديداً بالفساد وهم فاسدون.
^^.. لماذا لم يبت في هذه القضايا؟
هذه القضايا تسأل عنها النيابة المحكمة لماذا لم تحاسب وتحاكم هؤلاء الأشخاص وليس الهيئة، نحن مهمتنا نتحرى ونحقق ونرسل الملف مكتملاً إلى النيابة العامة والباقي مسئوليتهم.
محاكمة الفاسدين أهم
^^.. لماذا لم تفصحوا لنا عمن هم هؤلاء الفاسدون؟
المشكلة ليست في من هم؛ لأن هذا لن يفيد في أي شيء، القضية الأساسية هو أن يكون هناك إجراءات واضحة و حاسمة وقاطعة تتخذ ضد الفاسد أينما كان ومهما كان لمحاسبته ومحاكمته من خلال الأجهزة القضائية، وبالتالي نحن ملتزمون بقانون مكافحة الفساد والذي يلزم الهيئة ألا تنشر تفاصيل أي قضية إلا بعد حكم قضائي بات، وحتى الآن لا يوجد حكم قضائي بات.
يعتبرون أنفسهم فوق القانون
^^.. لماذا العديد من أعضاء مجلس النواب لم يسلموا الذمة المالية للهيئة كما ينص القانون ما السبب في ذلك؟
ولن يسلموا والسبب أنهم يعتبرون أنفسهم فوق القانون ونستغرب لماذا شرعوا القانون ولم يلتزموا هم بتنفيذه.
^^.. لكن أنتم في الهيئة لماذا ساكتون عنهم؟
نحن في الهيئة بصراحة لا تستطيع أن تدخل في صراع مع السلطة التشريعية هذا بصراحة ووضوح.
^^.. أيضاً بصراحة هل ترون أن الهيئة تقوم بواجبها على أكمل وجه؟
نعم تقوم بواجبها على أكمل وجه خلال الأربع السنوات من عمرها رغم أنها فترة وجيزة، حيث استطاعت إعادة ما يقارب حوالي (85) مليون دولار وأيضاً حوالي (195)مليار ريال خلال العام الماضي، وجنبت الدولة الكثير من المبالغ التي كانت ممكن أن تدفعها وأرسلت حوالي أربعين قضية فساد إلى النيابة العامة وحالياً تحقق في حوالي (120) قضية فساد.
عقاب جماعي للمجتمع
^^.. أستاذ ياسين نلاحظ جميعاً أن المواطن اليمني اليوم يعاني كثيراً في معيشته جراء انعدام المشتقات النفطية وانقطاع المياه والكهرباء، بل وصل العقاب إلى درجة تكديس القمامة في مختلف الأحياء والحارات خاصة في العاصمة صنعاء أليس ذلك أيضاً فسادا؟
القضية الأساسية هو أن النضوج السياسي في المعارضة أنها تعارض السلطة وتخلق وعيا معرفيا لدى المجتمع ليقف معها حتى تستلم الحكم وتحقق ما تريده، لكننا للأسف خلطنا جميع الأوراق.. ضرب أبراج الكهرباء معاقبة جماعية للمجتمع، أيضاً إعاقة وصول المشتقات النفطية عقاب جماعي للمجتمع، رفع أسعار السلع خاصة أسعار السلع الغذائية والأساسية من بعض التجار الجشعين والاحتكار للسلع أيضاً عقاب جماعي للمجتمع، كل هذه العوامل هي بالتأكيد عوامل غير سوية وغير إنسانية أنت تعارض لخدمة المجتمع، وليس لتركيع المجتمع، وهم يريدون من هذا تركيع المجتمع، ولم يحققوا نتيجة في أن يجعلوا المجتمع يثور على الدولة، لكن الذي وجدوه أن المجتمع متمسك بالأمن والاستقرار وبالشرعية الدستورية ومستعد أن يتحمل مختلف الصعاب في سبيل ذلك، هذه القوى السياسية عجزت عن إقناع الشارع في الوقوف معها وحول مشروعها الذي اتضح أنه التخريب والفوضى وإقلاق السكينة العامة، وبالتالي لا تملك رؤى برامجية للمستقبل، وأنا هنا أتساءل ماهي الرؤية السياسية التي قدمتها المعارضة وبوابة جامعة صنعاء وساحة محطة صافر بتعز؟ ما هي رؤيتهم لليمن ولمستقبل اليمن؟ رؤيتهم اعتقال الشباب وحجزهم أو تصفية المعارضين لهم في الساحات والشماتة بالشهداء وبالجرحى أو ضرب القوات المسلحة والأمن أو التواطؤ مع القاعدة نريد أن نعرف ما هي برامجهم السياسية، يجب أن يدركوا أن العبرة هي في الممارسة وليس في الشعارات.
مسئولية الدولة
^^.. لكن الدولة هي ملزمة قانوناً بتوفير كل هذه الخدمات وحمايتها من العبث؟
هذا صحيح وليس عليه أي خلاف وكل ذلك مسئولية الدولة بدرجة أساسية، لكن ما هو حاصل اليوم هو وجود أشياء خلقت نوعا من الشلل في حياة الدولة، وقد ذكرت سابقاً للفضائية اليمنية أني ناشدت الرئيس والحكومة ألا تظل الجمهورية اليمنية رهينة الجماعة الموجودة أمام بوابة جامعة صنعاء، على الدولة أن تمارس مهامها في توفير وتحسين الخدمات وفي القضاء على التمرد المسلح والقضاء على المليشيات هذه كلها لاشك مسئولية الدولة، على الحكومة أن تمارس دورها كحكومة في إطار الدستور والقانون، اليوم ما هو قائم نلاحظ أنه قائم على بعض الأعمال المسلحة والتخريبية، مثلاً في تعز هناك إطلاق النار على رجال الأمن وإقلاق السكينة العامة، يا أخي حتى براميل القمامة سرقت من الشوارع، أي ثورة هذه أي تغيير يبحثون عنه بهذا السلوك، عندما يبثون في تعز مثلاً إشاعات مناطقية عفنة ضد أفراد الحرس أو ضد مدير الأمن من المستفيد من هذا، من المستفيد من إثارة المناطقية التي تمثل أسوأ السلوك الإنساني، نحن نتحدث عن وحدة وطنية بين كل أفراد المجتمع اليمني الواحد، نتحدث عن اليمن لهذا يجب أن نرتقي إلى مستوى اليمن، عبدالله قيران هو من اليمن من الجمهورية اليمنية، تعز بلده مثل صنعاء وإب والحديدة وعدن وحضرموت والمهرة، إذاً المصلحة من إثارة هذه المناطقية الضيقية، عندما فشلوا في تحقيق ما يهدفون إليه من خلال الأعمال المسلحة في تعز بسبب إجراءات الأمن قاموا ببث إشاعات سوداء مناطقية عفنة والأغرب في تعز أن كثيراً من الشخصيات الاجتماعية والوجاهات لم نسمع لها صوتا ولم تحرك ساكنا ولم تتدخل بموقف وهذا غريب على تعز، والرجال دائماً يظهرون في المواقف الصعبة، غريب أن يأتي شخص يعتدي على الممتلكات العامة ويحتلوا المنشآت وينصب نفسه شيخ مشايخ تعز، وإذا كان هناك مشايخ في تعز أين هم اليوم من ذلك!؟
مافيا تتاجر بقضايا الشعب
^^.. لماذا لم تحقق الهيئة في مسألة انعدام المشتقات النفطية والتلاعب بأسعارها؟
خلال الأيام الماضية استطاعت الهيئة اكتشاف الأساليب التي تمارس في التلاعب بأسعار المشتقات النفطية وتم اكتشاف بأن هناك تواطؤا من بعض الإدارات من داخل شركة النفط في عملية تهريب النفط قبل وصوله إلى المحطات، وأيضاً يتم بيعه قبل الوصول إلى المحطة وبيعه خارج الأسواق، وأيضاً هناك علاقة فيما بين بعض الموظفين الفاسدين في شركة النفط مع التجار الجشعين والمستغلين لحاجة الناس من هذه المواد الحيوية من قبل أصحاب المحطات، وتم اكتشاف كيفية التلاعب وكيفية خروج القاطرة محملة بالبنزين وتلف في الطريق وتغير اتجاهها، وكيف هناك نفط يباع في البحر، بعض المحافظات مثلاً تحتاج عشرين ألف طن فقط، لكن يرسل لها حوالي خمسون ألف طن والكمية الزائدة هي للمهربين، هناك مافيا تتاجر بقضايا الشعب.
هل الهبة السعودية من ضمن ما يتم تهريبه في البحر؟
الهبة السعودية من النفط والمقدرة بحوالي ثلاثة ملايين برميل ترسل إلى ميناء عدن ليتم تكريرها في مصافي عدن، وهي ترسل على مراحل والكمية الثالثة منها وصلت قبل أيام قليلة إلى عدن وبالمناسبة نسجل الشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين ولحكومة المملكة على وقوفها الدائم بجانب الشعب اليمني.
بصدد استكمال الملف
^^.. بما أنكم تحدثتم عن كيفية تهريب النفط، هل لديكم حالياً ملفات بذلك لإحالتها إلى النيابة العامة؟
نعم لدينا ملف جامد وثقيل في هذا الجانب، وسيتم إحالته إلى النيابة العامة بعد استكمال كافة جوانب التحقيق.
الحل الوحيد
^^.. ذكرتم بأن الحوار هو الحل الأسلم لخروج اليمن من هذه الأزمة، هل تعتقدون بأنه سيكون فعلاً هناك حوار بين مختلف الأطراف السياسية؟
في الحقيقة ليس هناك إلا طريق واحد للخروج من هذه الأزمة وهو عبر الحوار، الانقضاض على السلطة لن يتم والرئيس علي عبدالله صالح من سرير المرض يدعو للحوار والأشقاء والأصدقاء والأمم المتحدة جميعهم يدعون إلى الحوار؛ لأن الحوار هو لغة العقل والله سبحانه وتعالى تحاور مع إبليس فلماذا يرفضون الحوار إذاً.
لاتعتقد المعارضة أنها تستطيع الانقضاض على السلطة وإقصاء الآخرين الشعب هو من سيواجههم وهو من سيخرج إلى الشارع إذا لم يقبل المشترك بالحوار.
نحو الانفراج
^^.. أخيراً أستاذ ياسين هل تتجه اليمن من وجهة نظركم إلى الانفراج أو التأزم وزيادة وتيرة الاحتقان الذي سيغرق السفينة بمن عليها؟
اليمن بإذن الله سبحانه وتعالى ستتجه نحو الانفراج والأمن والاستقرار والنهضة والازدهار والتقدم والنمو والتطور.
^^.. هل هذه أمنيات أم هناك مؤشرات تدل على ذلك؟
هي أمنيات وأيضاً هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد ذلك وهي أن هذا الشعب هو شعب عظيم شعب الإيمان والحكمة بدليل أنه في حرب السبعين وصل الحصار إلى مشارف العاصمة صنعاء، ثم انفرج الوضع والملايين التي تحتشد كل أسبوع في الساحات العامة هي من سوف تصنع الانفراج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.