الحصاد المر: شاءت الأقدار أن يتزامن انطلاق منافسات بطولة كأس الخليج العربي الحادية والعشرين المقامة حالياً على ملاعب البحرين مع بروز حالة انكشاف “تصفيرية” غير مسبوقة لرئيس اتحاد كرة القدم أحمد العيسي وذلك فيما يوصف بزلة لسان كما قد يفسرها البعض أو اعتبارها وجهة نظر ربما الشيخ المصرح وكافة الأصدقاء والزملاء المقربين والسائقين والمرافقين معه المسافرين مقتنعون بصوابيتها.. قبل أكثر من عام على موعد الانتخابات لاختيار مجلس إدارة جديد لاتحاد الكرة عام 2014م, تخلى الرئيس الكروي الشيخ أحمد العيسي عن اللباقة والحصافة المفترضة به كمسؤول يمني في أول تصريحاته للإعلام الخليجي على هامش منافسات بطولة خليجي21 في البحرين وبالتحديد قبل ساعات على خسارة منتخبنا الأول نتيجة المواجهة الأولى أمام حامل اللقب المنتخب الكويتي بهدفين نظيفين. وحينما كان وزير الشباب والرياضة معمر الارياني يتهيأ للالتقاء بلاعبي الأحمر الكبير وتحفيزهم ورفع روحهم المعنوية في ظهر يوم المباراة الأولى ضمن منافسات المجموعة الخليجية الثانية بعدما حاول المستشار الإعلامي له الزميل فؤاد قاسم الإيضاح بأن بعثة الوزير (المتقرص للعافية) هي الأصغر حجماً مقارنة بالجحافل التي تضمنتها البعثة المشيخية وقبلها البعثتين الرسمية الكروية والإعلامية. فوجئ المتابعون بتصريح نسبته يومية الاتحاد الإماراتية الى رئيس اتحاد الكرة اليمني وتحت عنوان “العيسي: اليمن مجرد صفر على الشمال” والتفت له الصحفيون بالمراكز الإعلامية للبطولة العريقة رغم انهم لا يعولون كثيراً على ما يتفوه به الشيخ اليمني أحمد العيسي مقارنة مثلاً بالشيخ الكويتي أحمد الفهد, لكنهم يعرفون انها سادس مشاركة لليمن مع سلسلة ثقيلة من الخسائر و3 تعادلات و9 أهداف. ورداً على سؤال: متى يستطيع اليمن المنافسة على المراكز الأولى؟، قال العيسي قبل ان يشارك مع الارياني والشريف الاجتماع بلاعبي منتخبنا قبل مباراة الكويت: «هناك فارق كبير بين المنتخب وبقية منتخبات الخليج، وهذه الفوارق واضحة، ولا يمكن أن نعقد مقارنة بين اليمن وبقية المنتخبات، سواء في التاريخ والإعداد والإمكانيات، لأن منتخب اليمن «صفر على الشمال» مقارنة بالمنتخبات الأخرى. والأكيد أن الصحفي غير اليمني المنفرد بالتصريح الذي عمم الاستياء على جميع اليمنيين ليس ممن مازال يراهم العيسي (سفرية تطلعهم وسفرية تنزلهم) لكنه أضاف نقلا عن شيخ الاتحاد اليمني التأكيد على بذل كل ما يستطيع من جهد، من أجل الارتقاء بالكرة اليمنية، والوصول بها إلى مرتبة أفضل، مما عليه الآن، وننتظر من لاعبينا ردة الفعل في البطولة، خاصة من أول مباراة أمام «الأزرق» الكويتي. ومن غير المستبعد ان ينبري أحدهم من الذين (مسفرين) دوماً للدفاع عن تصريح الشيخ ذاته, مدللاً على صحة ذلك بتواصل خسائر الأحمر الكبير وفشله في تحقيق الفوز الأول له على مدى مشاركاته بدورات كأس الخليج و(مش مشكلة) التغافل عن الوطنية التي يزايدون بها على الواعين بتجاهل بروز الحماس المرتبط باللاعب اليمني التي تظهره أمام الخصوم كمنتخب متطور وغير قابل للتصفير!! فيما رصد زميل إعلامي رياضي لم يضف اسمه ضمن كشوفات المسافرين تصريحاً تلفزيونياً للوزير معمر الارياني حيث شرح ل”ماتش” ما تابع بسخرية لاذعة لكون الوزير الوفاقي اكتفى بالقول: سنتابع المباراة أمام الكويت (وربنا يستر) قبل ان يشير الى انه خلال الاجتماع التحفيزي (حاول) رفع الروح المعنوية للاعبين, وهو ربما لم يستبشر بتصريحات المدرب توم عن المعجزات القادمة والعطلات الرسمية. وسبق ذلك تفضيل الوزير معمر الارياني بشكل مريب إيقاف جهوده لتفعيل دور الكيان المنظم للصحافة الرياضية, في الوقت الذي انهمك اتحاد العيسي في القيام بمهام (التسفير) ما يعني التكفل بنفقات ذلك من مخصصاته المالية المرصودة من صندوق النشء والشباب والرياضة وربما مما يرصد له من دعم مالي سنوي بالعملة الصعبة من الاتحادين الآسيوي والدولي غير المعلن رسمياً حقيقة حجمه. وربما يكون ذلك نذراً لمرحلة الدفاع عن (تصفير) العيسي كونها الفريضة القادمة لكثير من الأقلام الرياضية المخضرمة (المتسلبطة) حتى وإن تحدث المحللون من الخبراء والنجوم السابقين والإعلاميين المتخصصين في الاستوديوهات التحليلية للقنوات الرياضية الفضائية الناقلة لمنافسات بطولة خليجي 21 عن لاعبي اليمن بشيء من الاحترام للموهبة الفطرية لديهم والتي ابتليت باهتمام من اتحاد ارتجالي. وعلى هذا فمرحلة الترويج ل(التصفير) قد دشنت بحسب الرجل المسؤول عن الكرة اليمنية وهو المتسبب مع الأمين العام الدكتور حميد شيباني والعضو الإعلامي معاذ الخميسي في مهازل (التسفير) غير أنه من غير المعقول محاولة إقناع الجميع في بلد شعبه ثائر ومتطلع الى التغيير للأفضل بان الفشل الكروي قد لا يقابله الشيخ العيسي بتقديم الاستقالة بل سيجعل من ذلك تمهيدياً للولاية الثالثة!! كما ان هناك من يرى بان العيسي لم يعد الحاكم بأمر كرة القدم فقط بل أصبح المتحكم بمقاليد الرياضة اليمنية عطفاً على أدواره الخفية في الانتخابات الرياضية الأخيرة وعندما يصرح ان منتخبنا مجرد صفر على الشمال كاستنتاج من رئيس اتحاد منتخب، فالمتمصلحون فقط من يقتنعون بما صدر عن من كان يفترض استهلال مهامه بتطوير المنتخبات الوطنية منذ مشاركتنا الثانية في بطولة خليجي 17 بقطر. وبعيداً عن تصورات اللجنة الفنية في الاتحاد العام لكرة القدم (المغيبة) كما يعلم القاصي والداني, فالمثير للانتباه والأسف ان القناعة العيسية التصفيرية ربما يكون وراءها التأثر بالمدرب الأجنبي الجديد (العرطة) لكونه أكثر في الحديث عن انه يدرب اليمن ولا يدرب ريال مدريد ولا برشلونة ولا يملك في صفوف لاعبيه ميسي أو رونالد, مذكراً بالهزالة من خلال خططه والنتائج الثقيلة بمشاركات قديمة. ورغم ذلك فالعيسي وتوم لا يستطيعان الضحك على الإعلام بالحديث عن الأسفار والأصفار وحتى وان كان مزاج الأخير يصبح سيئاً من أسئلة الصحفيين الذين يراهم الأول لاهثين وراء (السفريات) وربما الارياني المهادن كوزير لمدة سنتين يعلم ان منتخبنا حقق أول تعادل له مع العراق بعد عمانوالكويت وكذا التعادل والفوز على البحرين خلال السنوات الأخيرة.. فهل يعقل ان يهيأ للانتخابات بالترويج للحالة الصفرية وكأنها الحصاد المر في محطة للمشتقات النفطية!! كذلك ستظل الحقيقة متجلية في ان الدكتور شيباني والعضو الخميسي لا يمتلكان شجاعة الاعتراف بان الحديث عن (التصفير) من الشيخ العيسي لا يبدو منطقياً بالنظر الى ان الجهاز الكرواتي السابق بقيادة ستريشكو قد تقدم خطوة الى الأمام باللعب المتوازن دفاعاً وهجوماً فنجح في بطولة غرب آسيا ولم يوفق ببطولة خليجي 20 ولم يندمج كالبلجيكي توم في التناقض بالتصريحات الشاطحة أو المزدرية.
