كان عسكري الإمام عندما يأتي بأمر استخراج الزكاة، من أبناء قرية (مقيلان) الواقعة بين مديريتي ماوية والحشاء، وتتبع الأخيرة، ثم يماطلون في الدفع، يهددهم مازحاً بإطلاق النار على صخرة متهاوية فوق القرية، وتلك الصخرة هي تلك التي تبدو في الصورة، وزادتها عوامل التعرية قرباً من الانهيار.. تبدو الصخرة متماسكة من الاتجاه الذي التقطت منه، وهو اتجاه التصوير الخطأ للأسف، لكنها من الجهة الأخرى تبدو واضحة أنها معرضة لسقوط مؤجل حتى حين، لتدك عدداً من البيوت الشعبية المتواضعة التي تتجمع أغلبها تحت الصخرة، التي يفوق حجمها عدداً من المنازل الريفية البسيطة. القرية اسمها (مقيلان)، وهي تابعة لمديرية الحشاء محافظة الضالع (تعز سابقاً)، وهي من أبعد القرى عن الضالع وأكثرها قرباً من تعز، لكن صاحب مسطرة التقسيم الاداري أرادها هكذا. أظن الأمين العام للمجلس المحلي لمحافظة الضالع محمد غالب العتابي يعرف هذه القرية جيداً، حيث كان من زوارها أيام الانتخابات. قبل عام تقريباً سقطت صخرة على منزل الشيخ جمال محمد راوح الكربي، وهدمت نصف بيته وأعدمت سيارته، ولولا عناية الله، لكان عدد من الأشخاص قد أعدموا في المنزل، وقت المقيل، لكن الصخرة مرت من أمام أعينهم. بعض القادرين بدأوا يبنون في مكان بعيد عن مسار السقوط المحتمل، لكن كثيرين ليسوا قادرين على أن يحذوا حذوهم.. والأسهل وتفادياً لمثل هكذا كوارث محتملة أن يكون هناك تحرك عاجل، خصوصاً أن أحتمالاتها واردة، وتلافيها أمر ممكن، وغير مكلف، لا ان نعود للعويل والشحت طلباً للتعويض كما حدث مع كارثة قرية الظفير في منطقة بني مطر. هذا الأمر يحتاج لمسؤولين فطنين، يقدرون قيمة الإنسان، ويجيدون التحرك لأجله.. نأمل ذلك..