ثمة استهداف خطير تتعرض له مدينة إب القديمة في جوانب عدة وعلى مراحل متطورة وتوسع منقطع النظير من خلال مبانيها ومعالمها التاريخية العريقة التي نالت منها مؤخراً عمليات البناء العشوائي وباتت تتزايد يوماً بعد يوم بهدف القضاء علي معالمها وآثارها التاريخية دون حسيب أو رقيب وصمت عجيب من الجهات الحكومية بالمحافظة غير مدركين خطورة ذلك التجاهل على تاريخ مدينتهم وعراقتها الممتدة من عظمة الأسلاف. إسمنت يقتل التاريخ! حسب أبناء المدينة القديمة هناك مواطنون من بينهم أقدموا خلال الأشهر الماضية باستحداث بناء جديد من مادة البُلك والإسمنت وذلك فوق المباني القديمة الزاخرة والأثرية وتطور الأمر مؤخراً إلى قيام البعض بالبناء العشوائي على جوانب المباني الجميلة وحتى المعالم التاريخية والأثرية المتمثلة بالأبواب والأسوار القديمة حيث لوحظ قيام أشخاص من نفس المدينة بالبناء واستحداث غرف خارجية تلاصق إحدى البوابات التاريخية للمدينة (نوبة باب النصر) كما تظهره إحدى الصور المنشورة، وصورة أخرى تكشف فداحة الجرم المنظم والمخطط له في تدمير التاريخ وطمس معالمه من خلال قيام أحدهم بقطع ممر طريق على شكل عقد جميل يستطيع من خلاله أن يمر جمل محمل, كما خطط له الأسلاف العباقرة فالعقد التاريخي اليوم صار مبتور ب (البلك) بل وانقطعت معه الطريق على مرأى ومسمع الجميع فلا سلطة محلية ألقت له بال ولا أشغال عامة أيضاً ولا أية جهة مسئولة شعرت بفظاعة الجرم الذي يطال تاريخ مدينة عريقة تتعرض كل يوم لخطر جديد. يضيف أهالي إب القديمة ممن التقيناهم: ليس هذا فحسب ما أصاب مدينتنا الجميلة فهناك مبان أثرية صغيرة تسمى “السمسرة” تعرضت من قبل أصحابها الذين اشتروها حديثاً للهدم تماماً وتشييد عمارات خرسانية بعيدة كل البعد عن النمط المعماري القديم الذي من المحتمل أن يغيب وينتهي في كل أرجاء إب القديمة على مستوى أزقتها وحاراتها وضفافها الصغيرة، تحولت لمدينة أشباح جراء الشكل والمظهر الذي صارت عليه، مدينة مشوهة اغتالتها أياد عابثة تجهل أو تتجاهل أية جوانب متصلة بالتاريخ والإرث الثقافي والبصري المميز. أحد عقال الحارات علق بالقول: إن ما تتعرض له المدينة القديمة جريمة إنسانية بحق أنفسنا وبحق تاريخنا وتراثنا اليمني المعماري القديم متسائلاً: ألا يكفي إب القديمة إهمالاً حكومياً لنقوم نحن أبناؤها بتوسيع جرحها النازف، نغتال تاريخها بأيدينا ونقتله بأنفسنا، كما أضاف الرجل أنه سبق وأن أبلغ المجلس المحلي بالمديرية والمحافظة بذلك ولكن مع الأسف الشديد لا حياة لمن تنادي وكأن الأمر لا يعنيهم أبداً. قانون المدن القديمة أما المحامي وليد عمر الكثيري أحد الناشطين الحقوقيين فقد استنكر ما تعرضت له (النوبة الشرقية) لبوابة المدينة القديمة وتحديداً باب النصر في منطقة المجعارة أمام مدرسة أسماء بنت شهاب الدين بمديرية المشنة من انتهاك صارخ للتاريخ القديم والحضارة اليمنية العريقة بقيام أحدهم بنصب بناء خرساني محاذ لتلك (النوبة) القديمة دون أي تدخل من الأشغال العامة أو المجلس المحلي بالمديرية، الأمر الذي شجع الآخرين وسيشجع البقية على النهج المماثل لمن سبقوهم في البناء العشوائي والمخالف على وجوار وفوق المنازل القديمة والمعالم التاريخية واعتبر الكثيري أن مرتكبو تلك الأفعال قد يطالهم القانون ولو بعد حين فهناك لوائح وقوانين إنشائية ومدنية حكومية تعطي الحق للجهات المعنية بإزالة كل بناء مستحدث ومخالف للمصلحة العامة ومجاف للموروث التاريخي والثقافي للمدن اليمنية القديمة. صمت المعنيين من جانبه انتقد الناشط الاجتماعي معمر علي سليم الصمت المريع للمجلس المحلي بالمديرية حيال ما يحدث في إب القديمة من أفعال وأعمال بعد أن كانت في السنوات الماضية نادراً ما تحدث وإذا ما أقدم أحدهم بمخالفة ما تشوه جمال المدينة المهملة أصلاً تقوم الجهات الحكومية بالتحرك وإزالة أي بناء عشوائي مستحدث وهو ما نطالبهم به اليوم من سرعة التحرك الجاد لإزالة كل ما استحدث بالمدينة وشوه جمالها وتاريخها الكبير ونحملهم مسئولية أي تقاعس وتقصير تجاه ما تتعرض له المدينة القديمة, وتتوالى المسئولية على رئيس مجلس الوزراء وحكومة الوفاق والى السلطة المحلية بالمحافظة ولمحلي مديرية المشنة والهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية لإنقاذ مدينة إب القديمة من الزحف العمراني المشوه والقاتل للتراث والحضارة اليمنية القديمة في اقدم واهم مدن اليمن التي تحدث عنها التاريخ والمؤرخون والكتاب والمثقفون ولا مجال لذكرها وسردها فهي إب القديمة وغنية عن التعريف وكل ما تحتاجه الآن هو الاهتمام بعد إنقاذها من شبح البناء العشوائي المقيت ..وإعادة النظر في موضوع إعادة ترميم وبناء الجامع العُمري القديم (الذي يرجع تاريخ بناءه إلى عهد الخلفية الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه) و المعروف حالياً بالجامع الكبير فمنارته القديمة آيلة للسقوط ناهيك عن الإهمال المتعمد في عملية الترميم البطيئة التي ما تزال تحبوا منذ سنوات ويشرف عليها مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة.