فقد بصره منذ أكثر من خمس سنوات وبفضل الله عاد إليه بعد إجراء عملية جراحية ناجحة في المخيم الطبي لجراحة العيون بمديرية عبس فأشرق وجهه وظهرت ابتسامة الرضى على محياه فرفع يديه إلى الله بأن يمن بالخير على فاعل الخير الذي كان له الفضل في دعم المخيم لإجراء العمليات الجراحية وكذا على كل من كان سبباً في وصول هذا الخير إليهم. وكما هو الحال أيضاً مسنة أجهشت بالبكاء من الفرح عندما رأت النور بعد إزالة الغطاء عن عينها ورفعت اكف الضراعة إلى الله المنان ان يجزي القائمين على المخيم الطبي لجراحة العيون خير الجزاء. هاتان الحالتان هي من آلاف الحالات التي توافدت على المخيم الطبي لجراحة وأمراض العيون بمديرية عبس محافظة حجة والذي رسم البسمة على شفاههم وأعاد الأمل في نفوسهم بعد أن فقدوا أبصارهم منذ سنين ليعود أليهم من جديد. إنها فرحة لا تعادلها فرحة لأولئك المسنين من النساء والرجال وهم ينظرون إلى الحياة بعد أن افتقدوها من عشرات السنين بسبب فقد أبصارهم ، تلك الفرحة رسمت في شكل ابتسامات بريئة فيما آخرون عبروا عنها بالبكاء والدعاء لمن كانوا سبباً في إعادة الابتسامة إليهم من جديد. تلك الفرحة تم التعبير عنها من أفواه الكثير من المسنين والمسنات والذين زاروا المخيم ، حيث اكدوا أن فرحتهم لا يمكن الإفصاح عنها أو التعبير عنها كونهم عاجزون عن التعبير ، مشيرين بأن عودة أبصارهم التي كانت قد فقدت يعد معجزة. حيث يشير أحد المسنين بأنه لم يكن يحلم يوماً أن بصره سيعود إليه كونه أصبح فاقدا للبصر ، منوهاً بأنها من أفضل النعم على الإنسان ، لا يعرف قيمتها إلا من فقدها حقيقة ، رافعاً يده إلى السماء مبتهلاً إلى الله تعالى بإرجاع بصره إليه. ويؤكد مسن آخر أنه عاش5 سنوات فاقداً للبصر وان عودة النظر إليه أفضل فرحة له ، شاكراً للقائمين على هذا المخيم الذي وصفه “بالإنساني” وداعياً إلى دعم مثل هذه المخيمات التي تخفف العبء على المواطنين وخاصة الضعفاء الذين لا يملكون قوت يومهم. “ هذه الخطوة تعد لمسة إنسانية بامتياز ، نفذتها مؤسسة يماني للتنمية البشرية بمديرية عبس مخيم طبي لجراحة وأمراض العيون بدعم من جمعية النبراس الصحية وفاعل خير لإجراء 410 عمليات تكلفة العملية الواحدة منها 110دولار بما يعادل 25الف ريال”. ذلك ما أوضحه رئيس مؤسسة يماني - أحمد الأكوع ، مضيفاً بأن عدد الحالات التي تم استقبالها في اليوم الأول والثاني أكثر من 3000 حالة تمت معاينتها كلها ، منهم 610 لديهم مياه بيضاء فيما العمليات التي سيجريها الأطباء في المخيم 220حالة. وأوضح الأكوع أن المخيم أجرى 220 عملية جراحية وتقديم الأدوية والوسائل الطبية بهذا المجال ، منوها بأن تكلفة العملية الواحدة 110دولار بواقع 25الف ريال يمني .. وأشار الأكوع أن العدد كبير فيما المستهدفين هم 220حالة فقط ، مشيراً بأن فاعل الخير الذي دعم المخيم ونظراً لكثافة الأعداد التي استقبلها المخيم فقد ضاعف العدد ليصبح 420 عملية جراحية والحالات التي لم يحالفها الحظ في المخيم الحالي سوف يتم استهدافها في مخيمات قادمة حيث وقد تم أخذ معلومات وأرقام تلفونات جميع الحالات. رئيس الفريق الطبي بالمخيم - فريد الدهمشي أوضح أن الحالات المصابة التي تم استقبالها في اليوم الأول والثاني كبيرة جداً ،واصفاً المخيم بالأكبر من حيث عدد الحالات من بين165 مخيماً أقامتها جمعية نبراس والفريق الطبي , مناشداً القائمين على المخيم مضاعفة دعم عدد الحالات المستهدفة. ويؤكد البروفيسور عبد المغني البراق - رئيس جمعية النبراس ان المخيم استهدف 220 عملية جراحية في البداية إلا أن العدد تضاعف فيما بعد بسبب كثافة الزوار لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات ومنح العلاج مجاناً لمن أجرى عملية تخفيفاً عن معاناة المرضى ، منوهاً بان المخيم شهد أقبالاً كبيراً لم يكن متوقعاً. كما يشير الدكتور عبد الحق الأشول إلى ان محافظة حجة من المناطق التي تنتشر فيها المياه البيضاء ولذا تم استهدافها من باب التخفيف على مرضى العيون وإجراء العمليات الجراحية لهم كونهم لا يستطيعون إجراء العمليات الجراحية وكذا صعوبة المواصلات وحالة العوز التي يعانونها، منوها بأن جمعية نبراس ستواصل المخيمات الطبية مستقبلاً للحد من انتشار المياه البيضاء. ويشير الأطباء أن الإصابة بالمياه البيضاء في تهامة منتشرة بشكل كبير وسببها «موجة الحر الشديدة والعرق الزائد » الذي يتصبب من الإنسان ، وكذا كبر السن يليها الإصابة بمرض السكر ثم المياه الزرقاء ثم الالتهابات المزمنة بالعين أو الخبطات العنيفة بالعين أو بالرأس وأخيراً المياه البيضاء الخلقية. كما تعد الإصابة بالمياه البيضاء من أسباب العمى في العالم كله , وتشكل الإصابة بها نسبة 75 % من أسباب الإصابة بالعمى , بينما الأمراض الأخرى ( المياه الزرقاء – سحابة القرنية – انفصال الشبكة – نزيف العين) تشكل 25 % من أسباب الإصابة.. وتعالج المياه البيضاء جراحياً فقط .. فلا مجال للعلاج الطبي إطلاقاً بل إن الجراحة هي الحل الوحيد لإزالة المياه البيضاء من العين ووضع عدسة صناعية شفافة مكان المعتمة التي كان المريض مصابا بها .. والجراحة بسيطة وسريعة ولا تأخذ أكثر من 10 دقائق في حجرة العمليات , ويخرج المريض بعدها بغيار على العين يتم نزعه بعد يوم أو يومين , ويقوم المريض بعد ذلك بممارسة أنشطته بطريقة عادية من رؤية وعمل وتفاعل مع الحياة .. وتبلغ نسبة نجاح جراحة المياه البيضاء 98 % مما يجعلها أنجح وأفضل جراحات العين. تنبع أهمية الشراكة المجتمعية في هذه المخيمات التي تعزز الشراكة التعاونية بين منظمات المجتمع المدني وبقية المؤسسات الرسمية ذات العلاقة الخاصة لما يفيد في أحد فروع الرعاية الصحية ، والتي دون شك ستساهم كثيراً في التقليل من حالات العمى في اليمن.