تغير جديد في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية صباح اليوم    بالصور.. الهلال السعودي يعلن تجديد عقد جيسوس    الدوسري يتفوق على رونالدو في سباق الأفضل بالدوري السعودي    الحوثيون يفرضوا ضرائب باهظة على مصانع المياه للحد من منافستها للمصانع التابعة لقياداتها    اعرف تاريخك ايها اليمني!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    رسالة غامضة تكشف ماذا فعل الله مع الشيخ الزنداني بعد وفاته    تهامة: مائة عام من الظلم وحلم الاستقلال المنتظر    "البحر الأحمر يشتعل: صواريخ حوثية تهدد الملاحة الدولية والقوات الأمريكية تتدخل وتكشف ماجرى في بيان لها"    شباب الغضب بوادي وصحراء حضرموت يؤيدون مخرجات اجتماع المجلس الانتقالي    سفير مصري: حزب الله يستعد للحرب الشاملة مع إسرائيل هذه الأيام    وهن "المجلس" هو المعضلة    الإخواني أمجد خالد وعصابته.. 7 عمليات إرهابية تقود إلى الإعدام    جماهير الهلال في عيد... فريقها يُحقق إنجازًا تاريخيًا جديدًا!    قوات الأمن تداهم حي الطويلة في عدن وسط إطلاق نار كثيف    نقابة الصحفيين تستنكر الحكم الجائر بحق الصحفي ماهر وأسرته تعتبره حكماً سياسياً    سانشيز افضل مدرب في الليغا موسم 2023-2024    غوندوغان سيتولى شارة قيادة المانيا بلون العلم الوطني    لامين يامال افضل لاعب شاب في الليغا    دموع أم فتاة عدنية تجف بعد عامين: القبض على قاتل ابنتها!    برعاية السلطة المحلية.. ندوة نقاشية في تعز غدًا لمراجعة تاريخ الوحدة اليمنية واستشراف مستقبلها    منتدى حواري في مأرب يناقش غياب دور المرأة في العملية السياسية    "الوجوه تآكلت والأطفال بلا رؤوس": الصحافة الامريكية تسلط الضوء على صرخات رفح المدوية    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    "طوفان زارة"....جماعة إرهابية جديدة تثير الرعب جنوب اليمن و الأجهزة الأمنية تتدخل    انفجار عنيف يهز محافظة تعز والكشف عن سببه    بالإجماع... الموافقة على إقامة دورة الألعاب الأولمبية لفئة الشباب لدول غرب آسيا في العراق    غوتيريش يدين بشدة هجوم إسرائيل على مخيم للنازحين في رفح    ضربة معلم تكسر عظم جماعة الحوثي وتجعلها تصرخ وتستغيث بالسعودية    خبر صادم: خروج ثلاث محطات كهرباء عن الخدمة في العاصمة عدن    استمرار النشاط الإيصالي التكاملي الثاني ونزول فريق إشرافي لأبين لتفقد سير العمل للفرق الميدانية    مجلس الوزراء السعودي يجدد رفضه القاطع لمواصلة انتهاكات الاحتلال للقرارات الدولية    الهلال السعودي ينهي الموسم دون هزيمة وهبوط أبها والطائي بجانب الحزم    ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم واجتماع أوبك+    تدشين مشروع توزيع "19"ماكينة خياطة على الأرامل في ردفان    الرئيس الزُبيدي : المجلس الانتقالي لن ينتظر إلى مالانهاية تجاه فشل الحكومة واستمرار تدهور الأوضاع المعيشية    الوحدة التنفيذية : 4500 شخص نزحوا من منازلهم خلال الربع الأول من العام الجاري    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    العكفة.. زنوج المنزل    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوصل رجالها الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها
تريم.. كنز المخطوطات وحاضرة العلوم الإنسانية
نشر في الجمهورية يوم 31 - 10 - 2014

ترجع بعض المراجع التاريخية تريم اليمنية الحضرمية إلى مؤسسها الأول وهو تريم بن سبأ وهذا ما يجمع عليه المؤرخون كما هو الحال مع مدينة شبام نسبة إلى شبام بن سبأ وهي مدينة يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد.
وتؤكد روايات كثيرة على دور هذه المدينة الإسلامي مشيرةً لدعوة الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه لها بثلاث دعوات بأن لا تنطفئ نارها وأن لا ينقطع ماؤها وأن تبقى مدينة للصالحين والأولياء إلى يوم الدين .وتتكون المدينة من عدة أحياء قديمة وحديثة منها منطقة الخليف وهي أقدم منطقة في تريم ثم منطقة السوق ، وعيديد، والمحيضرة التي فيها منارة المحضار الشهيرة التي بناها المعلم عوض سليمان عفيف وإخوانه ، ومناطق أخرى مثل منطقة الحاوري والموجود بها مسجد الإمام الحداد ومنطقة النويدرة والدمون وغيرها من المناطق . وقد احتفظت هذه المدينة بطابعها المعماري الإسلامي وهويتها الإسلامية وتراثها العمراني الأصيل.
وتعد تريم كنزاً للمخطوطات القديمة في شتى العلوم الإنسانية كما تتميز بوجود المساجد والتي كان يقال بأن فيها 365 مسجداً وبعدها تم جمع المساجد وتوسعت فأصبحت فيها الآن قرابة 150 مسجداً .
أما أهم القصور في مدينة تريم فقصر الرناد وقصر عشة ودارالسلام وحمطوط والقبة وكثير من المنازل المميزة مثل بيت السيد الخذيب وبيت باني منارة المحضار الشيخ عوض سليمان عفيف .
ولأن جحافل الاستعمار الخارجي لم تصل إليها فقد احتفظت تريم بطابعها المعماري الموجود وأنشئت فيها دويلات مثل الدولة اليافعية والزيادية وهي تعد إلى اليوم منبع للعلم والعلماء وفيها كثير من العلماء الذين تخرجوا من رباط تريم العلمي ، وهناك كثير من الطلاب في دار المصطفى للدراسات الإسلامية منهم الشاطري وبن حفيظ وسالم مكيظ والجفري وغيرهم .
ولتريم أشواط وأدوار جلية ومعروفة في نشر رسالة الإسلام السمجاء في كل أصقاع الأرض فقد دخل الإسلام إلى الهند ودول جنوب شرق آسيا وإفر يقيا وحتى أوروبا على أجنحة الطيور اليمانية الحضرمية التريمية .
فقد كان لأهالي مدينة تريم قصب السبق في الهجرة إلى الهند، والتي وصل اليها السادة العلويون سنة 617ه دعاةً للدين الإسلامي.
ويقول المؤرخ محمد الشاطري عن هجرة الحضارمة: «وأول من اشتهر بالهند من أبنائها هم بنو عبد الملك العلويُّون اليمنيون وقد انتشروا هناك واتصلوا بملوك وزعماء المسلمين بالهند، ولهم مكانة عالية بين مسلمي الهند وكانوا يُدعون بآل عظمت خان».
وكتب الأستاذ علي بدري مشهوري عظمت خان كتابًا أسماه (الدعاة والفرسان من آل عظمت خان) أشار فيه إلى دور هذه الأسرة في نشرالإسلام، وعرَّف بأسرة آل عظمت خان قائلاً: «إن عَظْمَتْ خَان – بفتح العين وسكون الظاء وفتح الميم وسكون التاء– لقب هندي معناه عائلة محترمة لُقِّب به عبد الملك بن علوي (عم الفقيه المقدم) بن محمد صاحب مرباط ابن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن أحمد المهاجر وينتهي النسب إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم»، ثم عرف الأستاذ علي بدري مشهوري بالسيد عبد الملك فقال: هاجر إلى الهند فرحبوا به خير الترحيب، وقابلوه بأحسن القبول ولقبوه ب (عظمت خان) فكان هذا اللقب علماً لعائلته ولأولاده؛ وسبب ترك اسم العائلة الأصلية– وهو بنو علوي– لأنهم لا يريدون التميز عن غيرهم, ولئلا يظهر أنهم عرب يعيشون بين الأعاجم؛ إذ من أسلوب الدعوة أن يعيش ويظهر الداعي كأنه من جنس المدعو ثقافة ولغة، أو على الأقل أن يَظهر بمحبة المدعو واحترام بلده وأهله، ولذلك تجدهم صاهروا الأعاجم ، فنجحوا بهذا الأسلوب وكان من نتائج نجاحهم انتشار الإسلام في أرض جاوا وما حولها من أنحاء إندونيسيا.
ولقد استمرت الهجرة من حضرموت إلى الهند في القرون المتأخرة، فمن مشاهير المتأخرين آل عبد الله بن شيخ العيدروس، حيث نجد بصماتهم واضحة وناطقة في أحمد أباد، وسورت، وكجرات، وبيجافور؛ ومن مشاهير مواليد أحمد أباد (الهندية) المؤرخ الكبير عبد القادر بن شيخ العيدروس المتوفى سنة 1048ه وأمه هندية، وكان لوالد المؤرخ مراكب شراعية تجوب سواحل الهند والجزيرة العربية ، وإلى اليوم توجد سلالتهم في سورت، ولهم بها دورعلمي كبير، يؤكد ذلك مكتبتهم الأثرية العامرة.
ومن المهاجرين إلى الهند من الحضارمة من عمل بالتجارة، ومنهم من اهتم بنشر العلم والدعوة إلى الله، وبعض المهاجرين إلى (حيدر أباد) انخرطوا في سلك الجندية حيث بلغ عددهم في بداية القرن الرابع عشر حوالي (14000) جندي.
ولتريم دورٌ بارز في نشر الإسلام وعلومه في الهند – خاصةً الأعلام التريميين الهنود ، فممن ولد بمليبار الهندية سنة 1240ه السيد سهل بن علوي مولى الدويلة وممن توفي بحيدر أباد الهندية سنة 1341ه العلامة أبو بكر بن عبد الرحمن بن شهاب.
وفي حين كانت أول الهجرات العربية في القرن الهجري الأول إلى الشرق الأقصى ، وتحديداً زمن الملك الأموي عبد الملك بن مروان، حيث وصل الفاتحون إلى الصين وسومطرا وما جاورها ، فإن الحضارم وصلوا إلى تلك البقاع في القرن الثامن الهجري، واستمرت هجرتهم إلى شرق آسيا حتى قيام الحرب العالمية الثانية، وكانت وسيلة نقلهم إلى تلك البقاع المراكب الشراعية التي تبحر من شواطئ البحر العربي.
يقول المؤرخ محمد الشاطري: «دارت أبحاث وكتابات وندوات، بل وألفت مؤلفات لمستشرقين هولنديين وعرب وإندونيسيين حول تاريخ دخول الإسلام إلى إندونيسيا, وكلها تجمع على أن للعرب الحضارمة قسطًا كبيرا في نشر الإسلام فيها وتمذهب أهلها بمذهب الشافعي».
إن الحضارمة الذين أدخلوا الإسلام إلى إندونيسيا جاؤوا من الهند، وهم من أصل الأسرة التي تقدم الكلام عليها – آل عظمت خان – يقول المؤرخ صالح علي الحامد: «فالمعروف أن أولئك العرب الطامحين الذين أدخلوا الإسلام إلى جاوا وما جاورها هم السادة آل عظمت خان العلويون حضرميو الأصل، خرج جدهم عبد الملك بن علوي عم الفقيه المقدم في أواخر القرن السادس الهجري من قَسَم عند ثورة الخوارج وهجومهم على تريم بحضرموت في تلك الآونة، وقصد الهند هو وجماعة من السادة العلويين؛ وانتشرت ذريته هناك ببروج وأحمد أباد وما بينهما» .
ولعله من المناسب هنا أن نذكر ما عُرف في تاريخ الدعوة الإسلامية في إندونيسيا بالأولياء التسعة وهم رجال الحل والعقد والشورى، حيث كان لهم الدور الأكبر في نشر الإسلام؛ لأنهم بايعوا السلطان الفتاح ليكون خليفة للمسلمين، فتبعهم السواد الأعظم من سكان إندونيسيا لثقتهم العالية فيهم، ويسمون في جاوا (والي سونغو) WALI SONGO والأولياء التسعة هم: الداعية الكبير العلامة مولانا مالك إبراهيم المعروف بمولانا المغربي. والعلامة الداعية الكبير رادين رحمة المعروف بسونان أمبيل SUNAN AMPEL. ومولانا إبراهيم المعروف بسونان بوناتج SUNAN BONANG وهو ابن سونان أمبيل. والعلامة رادين قاسم شريف الدين المعروف بسونان درجة SUNAN DERAJAT ابن العلامة سونان أمبيل ، وكان شديد الاعتناء بالأمور الاجتماعية وتنظيم المجتمع الإسلامي، فكان أباً لليتامى، وكافلاً للفقراء والمساكين والأرامل. ومولانا عين اليقين رادين باكو المعروف بسونان غيريSUNAN GIRI , وهو ابن الشيخ محمد إسحاق أخو الداعية مولانا مالك إبراهيم. كانت أمه من سلالة البيوتات الهندوكية, أسلمت سرًا فتزوجها الشيخ محمد إسحاق. وكان مركز نشاطه بلدة غيري، وكان جل اهتمامه الاعتناء بتربية الطلبة وإرشاد الدعاة، وله معهد ببلدة غيري معروف إلى اليوم وقبره هناك معروف.
والداعية رادين شاهد المعروف بسونان كالي جاكا SUNAN KALI JAGA ابن آديباتيADIPATI , من رجال إمبراطورية مجاباهيت الكبار، وكان أخاً لزوجة الشيخ سونان أمبيل، وكان قيادياً له خبرة تامة في إدارة الحكومة وتنظيم السياسة المدنية، كما تمتع بأسلوب دعوي مناسب مع عصره.
ومولانا جعفر الصادق المعروف بسونان قدوس SUNAN KUDUS, وكانت مهمته الأولى مساعدة أمير المؤمنين السلطان الفتاح في تدبير مملكة دماك الإسلامية، فهو بمثابة وزير يصاحبه في رحلاته وفتوحاته وجولاته، وكان ذا مال وفير أنفقه في سبيل الدعوة والجهاد والنصح للمسلمين.
ورادين سعيد المعروف بسونان مُوْريا SUNAN MURIA, وهو أخو زوجة الإمام سونان قدوس. وكان من أشهر المربين الإسلاميين، أنشأ زاوية في قرية مورياMURIA من أعمال جفارا.
والإمام العلامة هداية الله المعروف بسونان كونونج جاتي SUNAN GUNUNG JATI ابن الشيخ محمد إسحاق أخو مولانا مالك إبراهيم ، لقب (فتح الله) لكثرة فتوحه وانتصاراته على الهندوكيين والمستعمرين ، أرسله السلطان ترنكانا أمير المؤمنين سنة 1526م إلى جاوا الغربية لفتح مملكة باجاجاران PAJAJARAN الهندوكية التي تعاهدت مع البرتغاليين، وقد استولوا على ماليزيا للقضاء على مملكة دِيماك الإسلامية، فسار إليها الإمام سونان كونونج جاتي في جيش عظيم فكان نصرًا للإسلام والمسلمين على الهندوكيين المتآمرين وعلى البرتغاليين المستعمرين.
وبعد الفتوحات عاش في زاويته بمنطقة (كونونج جاتي) وبنى بجانب زاويته معهداً أسماه ساباروردي SABA RURDI يعلم فيه الناس حتى وفاته سنة 1575م.
وتتابعت هجرات الحضارمة إلى شرق آسيا نظرًا لصعوبة المعيشة في حضرموت ورغد العيش بإندونيسيا، ولكثرة هجرتهم قال محسن بن علوي السقاف:
مَنْ تَرَعْرَع و شَبْ قالوا له اعزِم لِجَاوَهْ
هَاتْ دُنيا نعرِّس لك ونَلْقِي حَرَاوَه
ونظراً لنشاط الحضارم في العمل، وصبرهم على الكد وتحمل المتاعب،فقد امتلكوا سُفناً بأكملها، ومن مشاهير الأسر التي ملكت سفنا إندونيسية: آل الكاف، وآل السقاف، وآل شهاب الدين، وآل بارقبة، وآل مديحج، وآل الفاخر، وآل مساوى، وآل جمل الليل، وآل الشيخ أبي بكر وغيرهم.
أما عن دور الحضارمة في سياسة الأوطان التي استقروا بها، فلقد شاركوا في الجانب السياسي، بل وصلوا إلى الحكم، فمن أشهر سلاطين الحضارمة في إندونيسيا:
سلطنة آتشيه: حكمها السيد بدر العالم الشريف إبراهيم بن هاشم جمل الليل.
سلطنة سياك: حكمها أولاد السيد عثمان بن عبدالرحمن بن شهاب.
سلطنة جامبي: حكمها السيد محمد بن علوي الجفري.
سلطنة بونتياناك: حكمها السيد عبدالرحمن بن حسين القدري.
سلطنة كوبو: حكمها السيد عيدروس بن عبدالرحمن العيدروس.
سلطنة بالالوان: حكمها السيد عبدالرحمن بن عثمان بن شهاب.
نشر الإسلام و علومه في مدغشقر و جزائر القمر (أفريقيا)
إن الفاتحين لجزيرة مدغشقر وجزائر القمر هم أولئك السلاطين من السادة العلويين الحسينيين الحضرميين المعروفة أنسابهم وأسماؤهم وأخبارهم وأنباؤهم والمتضمنة شجرات أنساب السادة العلويين لأسمائهم فردًا فردًا كما جاء في حاضر العالم الإسلامي لشكيب أرسلان.
قال الدكتور أحمد عبدالرحمن السقاف: «إن هجرة سكان سواحل اليمن التهامية بصورة رئيسية إلى الحبشة والصومال، بينما شملت هجرة الحضارمة كل أنحاء الشرق الأفريقي؛ بدءًا من أقصى شمال أرتيريا ومرورًا بالحبشة والصومال وكينيا وتنزانيا وأوغندة وجزر القمر ومدغشقر وحتى الموزمبيق في أقصى الجنوب. وليس هذا بمستغرب فقد عرف الحضارمة منذ القدم بأنهم جوابُّون لبحار المحيط الهندي خواضون لعبابه لغرض التجارة ونشر الإسلام.... ومن أبرز الأسر الحضرمية التي استوطنت الشرق الأفريقي واحتلت مكانة اقتصادية واجتماعية ودينية مرموقة: آل الشاطري، وآل السقاف، وآل جمل الليل، وآل علي وأحمد والحامد والحسين أبناء الشيخ أبي بكر بن سالم، وآل عبدا لله باعلوي، وآل بافقيه، وآل باسكوتة، وآل القدري، وآل النضير، وآل باعبود, وآل الخرد، وآل الشلي، وآل مولى الدويلة، وآل بن سميط وغيرهم.
وتذكر المصادر التاريخية أن أربعين داعية منهم وصلوا إلى ميناء بربرة بالصومال عام 835ه ثم تفرقوا في أقاليم الصومال والحبشة لنشر الدعوة وكان منهم الشيخ علي أبو زرباي المتوفى بهرر وقبره إلى اليوم معروف. وكان للحضارمة الذين استقروا بالصومال والحبشة دور بارز في الجهاد والدفاع عن الإسلام من هجمات الأحباش النصارى ومن ناصرهم من البرتغاليين».
ومن فضل الله استمرت علاقة حضرموت بأفريقيا حتى العصر الراهن، وممن هاجر إليها من المعاصرين:
السيد أحمد مشهور بن طه الحداد: المتوفى سنة 1416ه، ودوره في كينيا وأوغندا وتنزانيا ظاهر عياناً لكل باحث، حيث أسلم على يديه نحو مائة ألف من الأفارقة الوثنيين والمسيحيين، كما تصدى بالحجة البالغة لنحلة القاديانية المنتشرين بين شباب مسلمي أوغندة.
والسيد عبد القادر بن عبد الرحمن الجنيد: في دار السلام بتنزانيا, ولد بتريم سنة 1345ه، ولقد تلقى تعليمه بمعلامة باغريب ثم مدرسة الكاف فزاوية مسجد بايعقوب، ثم التحق برباط تريم، وبعد أن حصل من العلم مبتغاه رحل إلى أوغندا سنة 1378ه ليدرِّس في مدارس التقوى بأوغندا، ثم انتقل إلى دار السلام حيث فتح السيد علوي بن عبدالرحمن بن الشيخ أبي بكر مدرسة لتعليم اللغة العربية وأوكل التعليم فيها للسيد عبدالقادر الجنيد، ولقد تنقل في أفريقيا فزار نيجيريا، وغينا، وغانا، وساحل العاج، وسيراليون، وأثيوبيا، وكينيا، وجزر القمر، فعاش عمره لنفع المسلمين حتى توفي رحمه الله بتنزانيا سنة 1427ه، وقد اتصل بعض هؤلاء العلماء بحكام البلدان التي هاجروا إليها, ونالوا منهم كل الحفاوة والتقدير بما هم أهل له.
دور مدينة تريم في الحركة العلمية داخل اليمن
كان لمدينة تريم الدور الريادي في الحركة العلمية داخل اليمن وخارجها، وذلك من خلال معاهدها وأربطتها العلمية التي تخرج فيها العلماء من أنحاء العالم المتباعدة، وقد تقدم معنا دورهم في نشر الإسلام وتعليمه للأمم البعيدة، كذلك كان عدد المتخرجين من المدن اليمنية في مدينة تريم كبيراً, وكان لهم دور واضح في الحركة العلمية في مدنهم اليمنية، ومن هؤلاء: الشيخ محمد بن سالم البيحاني في عدن: ولد في بيحان القصاب (حصن هادي) سنة 1326ه، وفقد بصره في الخامسة من عمره، فأبدله الله ببصيرة ثاقبة، تلقى في بداية حياته على والده الفقيه الفلكي سالم بن حسين الكدادي البيحاني، ثم هاجر إلى مدينة تريم لينهل من علومها، فانتظم في رباط تريم العلمي، وكان من أجلِّ شيوخه السيد العلامة عبد الله بن عمر الشاطري.
ثم أكمل الشيخ البيحاني دراسته في عدن (الشيخ عثمان) ثم سافر إلى مصر، وللشيخ البيحاني حوالي (23) مؤلفاً معظمها مطبوع. توفي رحمه الله بعدن سنة 1391ه.
والسيد محمد بن عبد الله الهدار في البيضاء: ولد بالبيضاء سنة 1340ه، ثم سافر إلى تريم وتلقى العلم في رباطها، ومن أشهر شيوخه العلامة عبد الله بن عمر الشاطري، توفي رحمه الله بالبيضاء سنة 1418ه.
والشيخ أحمد بن عمر العزب في المحفد (أبين): ولد بمدينة المحفد من بلاد العوالق السفلى ونشأ نشأة البادية، والقبائل المتناحرة، حتى سافر إلى حضرموت، وكانت أول محطة له دوعن ومنها إلى الغرفة وسيئون وتريم حيث درس في الرباط وتخرج فيه.
والسيد إبراهيم بن عمر بن عَقِيْل في تعز: ولد بالمسيلة – من ضواحي مدينة تريم – سنة 1327ه وتلقى العلوم على شيوخ مدينة تريم، ثم سافر إلى شمال اليمن سنة 1354ه، وقد استقر بمدينة تعز وتصدر للتعليم فيها حتى صار مفتيا لها، توفي, بتعز سنة 1415ه.
والسيد عبد الله بن صالح المحضار في حبان (شبوة): ولد بمدينة حبان سنة 1321ه ونشأ بها, ثم رحل إلى المكلا قاصدًا عمه السيد حسين بن حامد المحضار وزير الدولة القعيطية، ثم سافر من المكلا إلى تريم والتحق برباطها حتى تخرج فيه ،وتوفي سنة 1406ه.
دُور العلم
الزوايا و الكتاتيب (المعلامات): وهي التي أخذت على عاتقها تعليم القرآن والقراءة والكتابة ومبادئ العلوم لصغار التلاميذ, ومن أشهر الزوايا بمدينة تريم:
زاوية الإمام عبد الله بن أبي بكر العيدروس ، زاوية الشيخ حسين بن عبد الله العيدروس بمسجد با شعبان ، زاوية الشيخ حسين بن عبد الله بلحاج، وتسمى اليوم بمسجد شكرة، زاوية الشيخ سالم بافضل، وهي أقدم زوايا ومدارس تريم ، زاوية المعلم سعد بن محمد بن أبي عبيد (ت 742ه) ، زاوية باحرمي، زاوية دار القراءة بالسحيل ، زاوية علي بن أبي بكر السكران ، زاوية قبة آل عبد الله بن شيخ ، زاوية مسجد الأوّابين ، زاوية مسجد السقاف ، زاوية مسجد سرجيس ، زاوية مسجد نُفيع ، زاوية قبة أبي مريم لتحفيظ القرآن الكريم.
أما الكتاتيب, فمن أشهرها: معلامة العلامة محمد بن عمر (أبو مُرَيِّم) (ت 822 ه), التي ذكرناها آنفا وقد حفظ على يديه ما يزيد عن (300) ثلاثمائة صبيٍ القرآن الكريم، وكان يأمر كل صبي بعد ختمه لحفظ القرآن كاملاً أن يحفظ ربع العبادات من كتاب (التنبيه) للشيرازي. ولا تزال هذه المعلامة تواصل رحلة العطاء العلمي والمعرفي إلى أيامنا هذه.
معلامة أبي رشيد: نسبة إلى مؤسسها العلامة أحمد بن محمد بن أبي رشيد, المتوفى أوائل القرن التاسع الهجري, وهي ملاصقة لمسجده, ولا تزال هذه المعلامة قائمة إلى هذا اليوم؛ ولتولي المشايخ آل باحرمي التدريس بها عرفت فيما بعد بمعلامة آل باحرمي.
معلامة باغريب: وقد تولى التدريس فيها المشايخ من آل باغريب، ومن أشهرهم في القرن الثاني عشر الهجري الشيخ عمر بن عبد الله باغريب (ت 1205ه), وقد عَمَّر هذا الشيخ إلى نحو مائة سنة, وعلم القرآن بمدينة تريم سنوات طويلة, وقد أخذ عنه ثلاث طبقات من السادة العلويين وعددهم نحو 532 شخصاً تقريباً.
الأربطة و المعاهد و المدارس
دار الزهراء للدراسات الإسلامية: أسست كفرعٍ لدار المصطفى للدراسات الإسلامية ، دار الكتاب والسنة: أسسها عبد الرحمن بن عبد الله المشهور في سنة 2007م ، دار المصطفى للدراسات الإسلامية: أسسها الداعية عمر بن محمد بن حفيظ سنة 1414ه ، رباط الشيخ إبراهيم بن يحيى بن أبي الفضل (ت 684ه) ، رباط تريم العلمي، ويعرف بأزهر حضرموت أُسِّس عام 1304ه ، كلية الشريعة جامعة الأحقاف. أُسِّست سنة 1415ه / 1995م ، مدارس جمعية نشر الفضائل (1337ه/1918م) ، المدرسة الابتدائية للبنات (افتتحت في عام 1386ه/ 1966م) ، مدرسة البنات (جمعية الأخوة) افتتحت في عام (1357ه/ 1938م) ، مدرسة الحق (1334ه/1915م) ، مدرسة العيدروس لتعليم القراءات: أسست سنة 1425ه/ 2005م ، المدرسة الوسطى (افتتحت في 1381ه/1961 ، مدرسة جمعية الأخوة والمعاونة (أسست عام 1352ه/ 1932م) ، مدرسة دار الفقيه للبنات: بُنيت هذه المدرسة في العقد الرابع من القرن الهجري ، المعهد الفقهي: (أسس في عام 1377ه/1957م).
المنابر الثقافية
الجمعيات :جمعية الأخوة والمعاونة (أسست عام 1350ه/1931م).
جمعية الحق (أسست عام 1333ه/1915م) ، جمعية العمال (تكونت في بداية الستينيات من القرن العشرين) ، جمعية نشر الفضائل (أسست عام 1338ه/1919م).
الصحف و المجلات
الإخاء: أصدرتها جمعية الأخوة والمعاونة عام (1357ه/1938م) ، التلميذ: أصدرها نادي مكتب الطلبة بتريم عام (1365ه/ 1946م).
الحَلَبَة: أسسها موسى الكاظم بن يحيى وعلي عقيل في المسيلة عام (1357ه/ 1938م) ، السَّيْل: أصدرها محمد بن عقيل بن يحيى عام (1329ه/1911م)، عُكاظ: أصدرها عبد الله بن أحمد بن يحيى عام (1358ه/ 1939م) ،الكفاح: أصدرها محمد بن أحمد بلفقيه وعبدالقادر بن عبدالله الكاف عام (1367ه/ 1948م).
المكتبات الخاصة و العامة
من المعلوم أن للعلماء الحضارمة خلال مراحل التاريخ الولع الكبير باقتناء الكتب التي تسهم في توسيع المخزون المعرفي والعلمي؛ إلا أن طبيعة وادي حضرموت الجغرافية التي أقصته عن حواضر العلم الكبيرة في العالم قديماً ؛ جعلت نسبة الكتب الواصلة إليه قليلة ونادرة ومحدودة ، كما أن طبيعة قسوة عيش الحضرمي وميوله إلى تحصيل ما يقتات به ويأوي إليه ويستر به عورته، أسهمت في إشغال جزء كبير من أفراده بأمور المعاش وما يترتب عليها ولم يشتغل بالكتابة والقراءة إلى حملة العلم والمشتغلين به وأرباب اليسار من العلماء والصلحاء.
ومع وجود هذه الصعوبات وتفاقم هذه الظروف ، إلا أن للعالم الحضرمي مشاركات وإسهامات لا يستهان بها في مجال جمع الكتب وتحصيلها على مر التاريخ البعيد والقريب, ومع رحلات العلماء من بدايات القرن الرابع إلى القرن السابع الهجريين من وإلى حضرموت كرحلة الإمام المهاجر أحمد بن عيسى (ت 345ه) من العراق إلى اليمن ، ورحلة ابنه عبيد الله بن أحمد (ت 383ه) للأخذ عن أبي طالب المكي (ت 386ه) بالحجاز وقراءته عليه لكتاب (قوت القلوب), وهجرة العلامة سالم بن بصري (ت 604ه) إلى عدّة حواضر علمية والإمام أبو عبيد الحضرمي (ت 613ه) إلى الحجاز ، والإمام صاحب مرباط (ت 556ه) إلى عمان وحواضر علمية أخرى، وشيخ الإسلام سالم بافضل (ت 581ه) إلى العراق، والعلامة محمد بن أبي الحب (ت 611ه) ، والمحدّث أبو جديد (ت 620ه) إلى عدة حواضر علمية .كل هذه الرحلات لا بد أن يكون مصاحباً لها كَمٌّ هائل من التراث المعرفي وكتب أئمة العلماء في تلك الأقطار، وإذا علمنا أن أصحاب هذه الرحلات كان مقصدهم الأول والأخير تحصيل العلوم, فلابد إذاً بضرورة العقل أن يستصحبوا معهم العديد من الكتب في شتى فنون العلم والمعرفة, ولا بد من أنهم تأثروا بمخزونها العلمي والثقافي وانعكس على حياتهم العلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية, وإذا علمنا أن شيخ الإسلام سالم بافضل قد عاد من رحلته إلى العراق بأربعين جملاً محملة بأصناف الكتب, ترسخ اليقين في نفوسنا أن حضرموت كانت في هذه الفترات تزدهي وتتمتع بحضارة علمية معرفية تلحقها بغيرها من حواضر العلم, إلا أن الحروب الطاحنة التي توالت على حضرموت في مراحل معروفة من تاريخها أبادت الكثير من آثار هذه الحضارة العظيمة واستأصلت واجتاحت العديد من المكتبات, وإذا أضيف إليها إهمال الأفراد وعوامل الزمن الأخرى؛ ظهر لنا سر تفسير غياب هذا التراث الضخم.
وبعد القرن السابع إلى القرن الثالث عشر الهجريين اتسع اتصال وهجرة الحضارمة إلى الأصقاع المختلفة؛ مما أسهم في زيادة الرصيد المكتبي لدى العديد من العلماء الذي تشهد به مؤلفاتهم التي نقلت الكثير والكثيرمن مراجع لعلماء أقطار تبعد عن حضرموت مما يدل بوضوح على التواصل الحضاري مع جميع حواضرالعلم في العالم الإسلامي سواء من حيث الإسناد أو من حيث الكتب المعرفية الأخرى في شتى مجالات العلوم.
إلا أن هذا التراث الضخم أيضاً لم يسلم من عوادي الزمن الحربية والطبيعية كما لم يسلم من العصبية الفردية ، فلم يتبق منه إلا النزر اليسير في بعض المكتبات الخاصة والعامة في مدينة تريم.
وتتألف هذه المكتبات من أربع مجموعات: مجموعة من المكتبات الخاصة التي يُشرف عليها الأهالي وأبناء العلماء, وجمعت بين كتب ومؤلفات الحضارمة ومؤلفات غيرهم من علماء العالم منها: مكتبة مقام الإمام عبد الله باعلوي ، مكتبة محمد بن سالم السري، وجزئت إلى ثلاثة أجزاء بين أبنائه ، ومكتبة عبد الرحمن بن محمد المشهور، مكتبة العلامة عبد الله بن عمر الشاطري ، مكتبة العلامة محمد بن سالم بن حفيظ ، مكتبة رباط تريم.اضافة إلى مكتبة سالم بن سعيد بكيّر باغيثان ، مكتبة علي بن محمد باعبود ، مكتبة هود بن أحمد بن سميط ، مكتبة عبد الرحمن بن محمد عرفان بارجاء ، مكتبة عبد القادر بن أبي بكر بلفقيه ، مكتبة علي بن حسن بن زين بلفقيه ، مكتبة الأحقاف للمخطوطات .
ومن أهم المكتبات الثرية بالمخطوطات العامة التي يرتادها الباحث في مدينة تريم :
مكتبة الأحقاف للمخطوطات .
ومن المكتبات الخاصة بالكتب المطبوعة بمدينة تريم :
مكتبة الأحقاف للمطبوعات: وهي مكتبة تحفل بالعديد من المؤلفات المطبوعة القديمة التي يزيد عمرها عن المائة عام وأصبحت ذات قيمة تاريخية وعلمية هامة، وكذا المجلات والصحف التي صدرت في القرن الماضي، وقد أسست هذه المكتبة في بداية الأمر عام 1972م من مجموعة المكتبات الأهلية التي أسست منها مكتبة الأحقاف للمخطوطات، إلا أنها انفصلت عام 1977م, لتبرز كمكتبة خاصة بالمطبوعات فقط.
مكتبة مسجد خرد: أسسها عبد القادر بن سالم خرد سنة 1418ه , واعتنى بتوفير قائمة كبيرة من الكتب العلمية الشرعية والفكرية والثقافية ، وكذا بعض المصورات لبعض المؤلفات القديمة، كما يوجد فيها مجموعة من المجلات والحوليات العلمية، كما توفر خدمة بحث إليكترونية من المكتب الملحق بها.
مكتبة مسجد الحدَّاد (الفتح): أسست هذه المكتبة سنة 1419ه بعد إعادة بناء المسجد على يد عيسى بن عبد القادر الحداد، وكانت النّواة الأولى لها محتويات مكتبة المرحوم علي بن عيسى الحداد التي جُلبت من سنقافورة حيث أهدى ورثته مكتبة والدهم المرحوم لتأسيس هذه المكتبة.
ومكتبة دار المصطفى للدراسات الإسلامية: وقد سبق التعريف بهذا الصرح العلمي وبالصروح التي بعده ، مكتبة مركز النور للدراسات والأبحاث ، مكتبة كلية الشريعة.
مكتبات بيع الكتب, وأشهرها:
مكتبة تريم الحديثة ، مكتبة تريم حضرموت ، مكتبة دار الفقيه ، مكتبة دار العلم والدعوة.
وقد أسهمت هذه المكتبات في تزويد العالِم والباحث وطالب العلم بشتّى أنواع المعارف في مختلف المجالات.
من أعلام تريم
إن المطلع على تاريخ مدينة تريم يدرك أن هذه المدينة المباركة لم تدخل التاريخ الإسلامي إلا من خلال رجالها الذين تميزوا بالعلم المصحوب بالعمل، ثم الدعوة إلى الله على بصيرةٍ وبإخلاص نية وصدق طوية؛ حتى كتب لهم القبول في الأرض، فقلما يخرج منهم رجل إلا ويفتح الله قلوب سامعيه، فينتفعون به. ولا مجال لحصر رجال العلم في هذه البلدة المباركة، وإنما سأكتفي بذكر نماذج من علمائها وأدبائها منهم : إبراهيم بن يحيى بن أبي الفضل (ت 684ه) ، أبو بكر عبد الرحمن بن شهاب (ت 1341ه) ، أحمد بن الحسين بن سالم الخطيب (ت 1189ه) ،أحمد بن زين بن حسن بلفقيه (ت 1413ه) ، أحمد بن محمد بن أبي رشيد (المتوفى أوائل القرن التاسع الهجري) ، أحمد بن محمد بن أبي عيسى (ت 628ه) ، توفيق فرج أمان (ت 1359ه) ، حسن بن علوي بن شهاب (ت 1333ه) ، حسين بن عبد الله العيدروس (ت 917ه) ، زين العابدين بن أحمد الجنيد (ت 1364ه) ، سالم بن سعيد بكير باغيثان (ت 1386ه) ، سالم بن حفيظ بن الشيخ أبي بكر بن سالم (ت 1378ه) ، سعد بن علي مدحج (المعروف بالسويني) ، سالم بن فضل بن محمد بافضل (ت 581ه) ، سعد بن محمد بن أبي عبيد (ت 742ه) ، عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عبيد (ت 613ه)،عبد الله بن عمر الشاطري (ت 1361 ه) ،عبد الرحمن بن محمد المشهور (ت 1320ه)،عبد القادر بن عمر مبارك شيبان المعروف (بابن الشعيرة)، عبد الله بن أبي بكر بن محمد الخطيب (ت 1098ه)،عبدِ الله بن حسن بلفقيه (1314ه – 1400ه)، عبد الله بن علوي الحداد (1044ه – 1132ه)،علوي بن عبد الله بن شهاب الدين (ت 1386ه)،علي بن أبي بكر السكران (ت 895ه)،علي بن شيخ بلفقيه ، عمر بن أحمد بن عبد الرحمن الخطيب (ت 929ه)،عمر بن عبد الله باغريب (ت 1205ه)،عمر بن علوي الكاف (ت 1412ه) ،فضل بن عبد الرحمن بافضل (ت 1421ه) ، مبارك عمير باحريش (1367ه) ،محفوظ بن عثمان (ت1396ه) ، محمد بن أحمد الشاطري (ت 1422ه) ، محمد بن أحمد بن أبي الحب (ت 611ه) ، محمد بن سالم السري (ت 1346ه) ، محمد بن علي بن أبي زغيفان ، محمد بن عمر (أبو مُرَيِّم) (ت 822ه) ، محمد بن هاشم بن طاهر (ت 1380ه).
الأدب والثقافة بعد الاستقلال إلى الوقت الحاضر
ازدهرت في تريم حالة الأدب والثقافة عبر الجمعيات والأندية الثقافية التي من أهمها نادي الشبيبة المتحدة الذي أسس عام 1350ه/ 1931م, وأقام احتفالات ومحاضرات وأنشطة اجتماعية ورياضية، ونادي الإخاء الأدبي (1351ه/ 1932م)، وبذل آل الكاف أموالاً لدعم الأدب, وكان دعم الوجيهين عبدالرحمن بن شيخ الكاف(ت 1367ه) ، وأبي بكر بن شيخ الكاف (ت 1385ه) عاملاً من عوامل التطور, إذ ساهما في إقامة مباريات الشعر والإنشاء البلاغي في عام (1352ه/ 1933م)، وكذا تشجيع الشباب على حفظ القرآن الكريم، وحصل تواصل أدبي وثقافي عبر المراسلات الأدبية والكتابة في المجلات المصرية وزيارات الأدباء كالقاضي أحمد بن محمد الحضراني الذي زار تريم عام (1352ه/ 1933م)، وانتشر الوعي بسبب الأندية وسانده نشاط المدارس والصحافة.
واهتمت الدولة بعد الاستقلال بالفكر والثقافة والتعليم، كمسئولية وواجب وطني، وتولى مسؤولية ذلك كل من وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم، اللتين لعبتا الدور الفكري المنظم في البلاد، وفق سياسة الدولة العامة، من نشر الكتب، والاهتمام بالمبدعين في المجالات الثقافية والفكرية المختلفة، ومدينة تريم كمركز إداري تابع لمديرية سيئون (سابقاً) كانت تشملها خطط الدولة في هذا المجال، من خلال طباعة العديد من الكتب، والدواوين، وإصدار المجلات والصحف، التي تتناسب مع توجهات الدولة في تلك المرحلة، إلا أن نصيب مدينة تريم من هذا الاهتمام الفكري كان قليلاً جداً قياساً بأهميتها التاريخية والعلمية، أما في مجال التعليم، فقد أنشأت الدولة بعد الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م العديد من المدارس الحكومية، إذ بلغ عدد المدارس في تريم قبل إعلان قيام الوحدة المباركة عام 1990م (11) مدرسة ابتدائية, وثانوية واحدة، وروضة أطفال، بالإضافة إلى بعض المدارس القائمة منذ ما قبل الاستقلال وتم تغيير أسمائها أو تجديدها وما زالت إلى اليوم هذه المدينة حاضرة للعلم والعلماء ويتخرج من أربطتها العلمية مئات العلماء والدارسين من اليمن ومن مختلف دول العالم ليوصلوا علومها الإسلامية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.