يتوجه منتخبنا الوطني الأول صباح بعد غدٍ الاثنين إلى السعودية للمشاركة في بطولة كأس الخليج العربي في نسختها ال22 التي تستضيفها العاصمة الرياض وتفتتح منافساتها الخميس القادم على درة الملاعب استاد الملك فهد.. تواجد الأحمر الكبير خليجياً للمرة السابعة يأتي في ظروف صعبة تمر بها البلاد، وهو ما أثر بشكل كبير على استعداده للبطولة ويقلل من التفاؤل في تجاوز نكسات المشاركات السابقة.. البحث عن الفوز الأول!! يدخل منتخبنا الوطني مغامرته الخليجية السابعة والتي يقص شريطها بمواجهة الخميس أمام البحرين باحثا عن الفوز الأول الذي طالما انتظرته الجماهير المتعطشة خلال ست مشاركات سابقة وطوال عقد من الزمن. ورغم أن استعداد الأحمر الكبير هذه المرة لا يختلف عن استعداده للبطولات السابقة أو قد يكون أسوأ بسبب الظروف العصيبة التي مرت بها البلاد في الفترة الأخيرة ولا تزال، لكن يظل التفاؤل هو المفر الوحيد للجماهير اليمنية دائما والقشة التي يتعلق بها الكثيرون لعل وعسى حتى يحين موعد الحسم ويظهر ما يرسمه لاعبونا بأقدامهم على أرض المستطيل الأخضر. ولعل ما يرفع منسوب التفاؤل لدى الجماهير في هذه البطولة رغم الاستعداد الذي لا يسر هو النتائج الإيجابية التي حققها المنتخب في المباريات التجريبية، حيث لم يخسر في الأربع المباريات «قبل مباراة الأمس أمام عمان» والتي خاضها تحت القيادة الفنية بقيادة المدرب الجديد التشيكي سكوب لندخل معمعان المنافسة على أمل تحقيق الحلم المنتظر بتذوق طعم الفوز الأول خليجيا. السنيني : المؤشرات إيجابية والحقيقة أن استعداد المنتخب يبدو لنا كمتابعين متواضعا ولا يرتقي إلى الدخول بقوة وتحقيق أفضل النتائج إلا أن نظرتنا للأمور تبقى سطحية ولا يؤخذ بها، لكوننا نتابع من بعيد، حيث إن المهم في هذا الموضوع هو نظرة الجهاز الفني وتقييمه وطموحه في البطولة.. ونظرا لكون المنتخب يعيش في عزلة إعلامية لعدم وجود منسق إعلامي فإننا لم نتمكن من معرفة رأي المدرب سكوب في مرحلة استعداد المنتخب، وهل وصل إلى الجاهزية المطلوبة؟! وماذا سيقدم في مشاركته السابعة؟!.. وكل ما استطعنا الحصول عليه تصريحات صحفية للكابتن أمين السنيني مساعد المدرب والتي أشار فيها إلى أن هناك مؤشرات إيجابية بالنسبة للمشاركة في خليجي22 وذلك على ضوء مرحلة الإعداد الماضية والمباريات التي خاضها المنتخب أمام كل من ماليزيا واندونيسيا والعراق والكويت والتي كشفت عن ارتفاع المستوى واستيعاب أسلوب اللعب. كما أكد السنيني أن المنتخب استفاد الكثير من المباريات التجريبية وفي عدة جوانب فنية وبدنية وتثبيت التشكيلة، كما أسهمت تلك المباريات للوصول إلى حالة من الارتياح والتفاؤل خاصة بعد الأداء الجيد الذي قدمه المنتخب خلال المباريات التجريبية والتي كشفت عن ترابط خطوط المنتخب والأداء الجماعي للاعبين. وقال الكابتن أمين إنهم كانوا يتطلعوا لخوض أكبر عدد من المباريات التجريبية ولكن ظروف البلد والحظر شكل عائقاً كبيراً أمامهم.. إلا أن الجهاز الفني راضٍ على مرحلة الإعداد إلى حدٍّ ما.. متمنياً أن تنعكس مرحلة الإعداد بصورة إيجابية على أداء اللاعبين خلال بطولة خليجي22. ليختتم حديثه بالقول: نتطلع لتحقيق أكثر من نقطة في كأس الخليج ولكن ذلك مرتبط بالأداء داخل الملعب.. وبحسب ما نلمسه من اللاعبين فإنهم يطمحون لتحقيق أفضل من النقطة ويتمثل ذلك الطموح بحصد أول فوز في البطولة الخليجية. القائمة النهائية !! الجهاز الفني بقيادة التشيكي سكوب قرر استبعاد ثلاثة لاعبين بعد مباراة الكويت الودية والتي أقيمت في ختام معسكر الإمارات يوم الثلاثاء الماضي وأعلن عن القائمة النهائية المكونه من (23) لاعبا والتي ستتواجد في الرياض.. الثلاثي المستبعد هم الحارس سعود السوادي الذي كان الحارس الأساسي في آخر بطولة في البحرين والمحترف في الدوري البحريني سالم موسى ونجم وسط الأهلي الشاب صدام الشريف، فيما ستكون قائمة الأحمر الكبير في خليجي 22 على النحو التالي: سالم عبدالله عوض – محمد ابراهيم عياش – سامر فضل – مدير عبدربه – حمادة الزبيري – محمد بقشان – نزار رزق – أكرم الورافي – علاء الصاصي – فؤاد العميسي – محمد الغمري – عبدالواسع المطري – ياسر الجبر – محمد فؤاد – عبدالمعين المجرشي – وليد الحبيشي – وحيد الخياط – محمد العبيدي – أيمن الهاجري – أحمد علوس – أحمد الحيفي – معتز أحمد – ناطق حزام. منتخب جديد !! المتأمل في القائمة النهائية التي أعلنها الجهاز الفني والتي ستتوجه إلى الرياض للمشاركة في البطولة سيجد أن أكثر من نصف القائمة المكونة من 23 لاعبا يشاركون لأول في بطولات الخليج، بل ويرتدون شعار المنتخب الأول أيضا، وهو الأمر الذي قد يسبب لنا بعض المشاكل في التعامل مع المباريات وضغوطها، فالبطولات الجماهيرية والتي تحظى بمتابعة إعلامية واسعة مثل بطولات الخليج تحتاج إلى عنصر الخبرة الذي لا يتأثر بالحضور الجماهيري الكبير والمتوقع في بطولة خليجي 22 وقدرته في التعامل مع الصخب الإعلامي المصاحب للبطولة، وهو ما لجأ اليه بعض مدربي المنتخبات الأخرى كالسعودية والتي استعانت بالمخضرم حسين عبدالغني لقيادة الأخضر في البطولة وهو الذي يقترب عمره من الأربعين. حجر الزاوية !! عند إجراء قرعة البطولة ووقوعنا في المجموعة الأولى إلى جانب المستضيف السعودية ومنتخبي البحرينوقطر تحدث الكثير عن أن القرعة رحمتنا هذه المرة ومنحتنا أفضل الخيارات الموجودة.. كما أن القرعة استمرت في وقوفها معنا عندما أبعدتنا عن مواجهة المستضيف السعودية في مباراة الافتتاح واختارت لنا مواجهة البحرين. والمعروف أن منتخبنا دائما ما يرمي كل ثقله ويقدم كل ما يملك في أول مباراة له ثم يبدأ العد التنازلي الذي دائما ما تكون نتائجه وخيمة وهو ما يؤكده التاريخ، فالتعادلات الثلاثة التي حققناها في أول ثلاث مشاركات كانت في أول مبارياتنا في البطولة. ومن هذا المنطلق تكتسب مواجهة البحرين الخميس القادم في الافتتاح أهمية كبرى بالنسبة لنا وحجر الزاوية في تسجيل حضور مشرف من عدمه.. إما أن نحقق نتيجة إيجابية ترفع لدينا الجوانب المعنوي في الاستمرار في الثبات أمام قطر والسعودية أو نستقبل أول خسارة وهي التي ستنهي الأمل مبكرا وستكون مستهلا لخسارتين قادمتين ومتوقعتين ولكن مع زيادة في عدد الأهداف كالمعتاد. التاريخ لصالح الخصوم !! إذا نظرنا إلى الأرقام وتاريخنا في مواجهة منتخبات مجموعتنا في بطولات الخليج السابقه سنجد أنه يصب في مصلحتهم وأننا الحلقة الأضعف في المجموعة، فقد التقينا بالمنتخب البحريني ثلاث مرات خسرنا الأولى في خليجي 16 بالكويت (2 0) وخطفنا منه نقطة في خليجي 17 بقطر عندما تعادلنا معه بهدف لمثله، وفاز علينا في البطولة الأخيرة التي استضافها بهدف نظيف.. أما العنابي القطري فقد كانت الغلبة له في الثلاث المواجهات التي جمعتنا معه، ففاز علينا في خليجي 16 بالكويت (3 0) وكذلك في خليجي 19 بمسقط (2 1) وواصل تفوقه علينا في آخر المواجهات والتي جمعتنا به في البطولة التي استضفناها (2 1).. ويبقى المنتخب السعودي هو أكثر المنتخبات التي قابلناها في بطولة الخليج، حيث لم تفرقنا القرعة إلا مرة واحدة في خليجي 18 بالإمارات في حين ذهبت كل المواجهات الخمس لصالح الأخضر بداية من خليجي 16 بنتيجة (2 0) وبذات النتيجة في البطولة التي تلتها بقطر، قبل أن نتعرض لأكبر خسارة على يديه في خليجي 19 بمسقط وبسداسية نظيفة، لتتواصل الانتصارات السعودية فتغلب علينا في افتتاح خليجي 20 بعدن برباعية نظيفة، وبثنائية نظيفة في آخر بطولة بالبحرين. بالتأكيد أن هذا ما هو إلا سرد تاريخي لا قيمة له في المباريات القادمة، لأن كرة القدم لعبة الحاضر والأداء والجهد داخل المستطيل الأخضر ولا تعترف مطلقا بالتاريخ والذي قال عنه السيد جوزيف بلاتر رئيس امبراطورية الفيفا إن مكانه المتحف. •21 خسارة يعود تواجدنا في بطولات الخليج الى النسخة ال16 بالكويت قبل عقد من الآن، حيث لعبنا في الست النسخ التي شاركنا فيها (21) مباراة خسرنا منها (18) مباراة وتعادلنا في ثلاث فقط ولم نسجل أية حالة فوز.. منتخبنا ظل الحلقة الأضعف في البطولات السابقة واهتزت شباكه (54) مرة فيما اكتفى بتسجيل تسعة أهداف فقط حملت توقيع اللاعبين: علي النونو (هدفين) وهدف لكل من: شادي جمال، عادل السالمي، ناصر غازي، علي العمقي، علاء الصاصي، محمد صالح يوسف، أكرم الورافي. •الخواجة مسيطر ظل المدرب الوطني بعيدا عن قيادة المنتخب الأول في بطولات الخليج، حيث اعتمدت الاتحادات المتعاقبة على الكوتش الأجنبي مع تغيير المدارس التدريبية فقط.. البداية كانت مع اليوغسلافي ميلان في خليجي 16 بالكويت ثم تسلم المهمة في البطولة التي تلتها “خليجي 17 بقطر” الخبير الجزائري رابح سعدان، ليأتي المدرب المصري ويسجل اسمه كأول مدرب يقود المنتخب في بطولتين عندما أسندت إليه المهمة في خليجي 18 بالإمارات واستمر في منصبه في خليجي 19 بمسقط.. واستعان اتحاد الكرة خلال البطولة التي استضفناها بعدن بالكرواتي ستريشكو فيما قاد المنتخب في آخر بطولة “خليجي 21 بالبحرين” البلجيكي توم، وفي النسخة الحالية 22 بالرياض ستكون المدرسة التشيكية حاضرة بتواجد المدرب سكوب على رأس الجهاز الفني للأحمر الكبير. الاستثناء الوحيد في هذه الدائرة كان المدرب الوطني سامي نعاش الذي سجل اسمه كأول مدرب يمني يقود المنتخب في مباراة بدورات الخليج عندما أسندت إليه المهمة كمدرب طوارئ في آخر مباراة لنا في خليجي 19 بمسقط أمام المنتخب القطري بعد إقالة المصري محسن صالح عقب السداسية السعودية. •سالم استثناء !! الحارس الدولي سالم عبدالله عوض سجل رقما قياسيا في المشاركة خليجيا وكان اللاعب اليمني الوحيد الذي تواجد في كل المشاركات السابقة.. هذا التواجد المستمر للاخطبوط سالم في النسخ الست الماضية ما هو إلا دليل على ثبات مستواه واستحقاقه للقب أفضل حارس مرمى في البلاد خلال العقد الأخير وبدون منازع.. كما أن الحارس الخلوق في طريقه لتسجيل اسمه في النسخة السابعة التي تنطلق بعد أيام من خلال تواجده بالقائمة النهائية التي تتوجه بعد غدٍ الاثنين إلى الرياض للمشاركة في خليجي 22. •الجمهور الأروع إذا كان منتخبنا الوطني قد فشل في ترك بصمة إيجابية يتذكرها الناس كلما جاء الحديث عن بطولات الخليج فإن الجمهور اليمني في المدرجات استطاع في خليجي 20 أن يحقق ما عجزت عنه أقدام اللاعبين في المستطيل الأخضر.. الجماهير اليمنية الرائعة أبهرت كل الخليجيين وسجلت هدفا ملعوبا من الصعب أن يتكرر في المدى القريب عندما خطفت النسخة ال20 التي استضفناها بعدن لقب البطولة الأكثر جماهيرية وبدون منافس. •قايد .. علامة مضيئة يبقى الحكم الدولي المتقاعد أحمد قايد سيف من العلامات اليمنية المضيئة والنادرة في سجل مشاركاتنا بدورات الخليج كأحد أفضل الحكام الذين أسندت إليهم أصعب المواجهات وصعدوا إلى منصات التتويج والتكريم مع الأبطال والمتميزين.. حكمنا الرائع خلال تواجده في أربع بطولات شارك في قيادة أكثر من مباراة افتتاحية ونهائية إلى جانب طاقم التحكيم الأجنبي الذي يتم استقدامه لأقوى المواجهات في دلالة على مستواه المتميز، فكان بحق خير سفير للتحكيم اليمني في المحفل الخليجي.
