من وثائق استقلال الجنوباليمني المحتل في 30 نوفمبر 1967م المفاوضات مع بريطانيا, وقضية استقلال الجنوب ودور الأحزاب السياسية التي شاركت في الكفاح المسلح, ووثائق تلك الأحداث ومكانة أول رئيس لجمهورية اليمنالجنوبية الشعبية, كل هذه القضايا مازالت بحاجة لعملية قراءة موضوعية في مسار ما جرى في مرحلة زمنية من تاريخ الجنوب السياسي وجمع أكبر قدر من المعلومات حتى يكون لكل طرف شارك في هذا الفعل رؤيته في معرفة ما حدث.. وفي هذه المادة التاريخية نقدم بعضاً من المعلومات وهي وإن كانت لا تعطي مساحة أوسع من الرؤية السياسية لأحداث الجنوب, ولكنها تقدم نظرة نهدف من خلالها إلى توسيع دائرة الحوار في هذا الاتجاه حتى تشمل كل الأطراف, وبذلك تتوسع فكرة تلاقي الأطراف عند الكتابة عن تاريخ الجنوب السياسي. وهذه المعلومات المقدمة في هذا الموضوع هي محاولة لقراءة تتعامل مع التاريخ كحقائق من حق الكل معرفتها, والتعرف على حقيقة معينة في ظرف زمني محدد ربما يصحح أخطاء عاشت في ذاكرة الناس لفترات على إنهاء آخر المدركات التي وصل إليها العقل وآمن بها وتسامح معها الضمير واستقر عندها.حاكم مستعمرة عدن 1955م وتلك هي المنزلقات التي يسقط بها عقل الأمة عندما يصبح التاريخ يقاد من قبل السلطة التي تحكم, وهناك فرق بين تاريخ تصنعه الأحداث وبين سلطة تسخر التاريخ لتجميل شكلها المتصدع, وكثيرة هي العبر في هذا المجال. مفاوضات بريطانيا مع الجبهة القومية حول قضية استقلال الجنوب حددت جلسة المفاوضات بين الحكومة البريطانية وأعضاء وفد الجبهة القومية في جنيف، الأولى في الساعة الثالثة من مساء يوم الثلاثاء بتاريخ 21 نوفمبر عام 1967م وكان ذلك في شارع كوي ولسن رقم 37. ولهذا الهدف صدر قرار الجبهة القومية والذي وقعه عنها عبدالله الخامري بتسمية وفد الجبهة الذاهب إلى المفاوضات في جنيف وقد تكون من الأعضاء: 1.قحطان محمد الشعبي – عضواً 2.عبد الفتاح اسماعيل – عضواً 3.فيصل عبد اللطيف – عضواً 4.سيف الضالعي – عضواً 5.محمد أحمد البيشي – عضواً 6.العقيد عبدالله صالح عولقي – عضواً كذلك نص القرار على أن يرافق الوفد مستشارون في الشؤون السياسية والأمنية والعسكرية. في تاريخ 11-11 - 1967م وبعد أن سيطرت الجبهة القومية على معظم أراضي الجنوب وبعد استبعاد جبهة التحرير من مفاوضات الاستقلال مع بريطانيا قام سيف الضالعي والذي كان يشغل منصب رئيس المكتب السياسي للجبهة القومية بالإبراق إلى وزير خارجية بريطانيا بواسطة المندوب السامي البريطاني في عدن السير همفري تريفيليان أكد فيها : “ أن الجبهة تعبر عن الإرادة الشعبية وأنها تتولى السلطة فعلاً, وقد قامت بتشكيل وفد عهدت إليه بمهمة التفاوض مع بريطانيا لنقل السلطة السياسية وطلب سيف الضالعي من براون قيام المفاوضات في21-11 - 1967م وقد وافقت بريطانيا وتم اختيار جنيف مكاناً للتفاوض وعين اللورد شاكلتون كرئيس للوفد البريطاني, أما وفد الجبهة القومية فقد تشكل من الشخصيات السابق ذكرهم إضافة إلى 9 من المستشارين. وفي مؤتمر صحفي حدد قحطان الشعبي عضو القيادة العامة ورئيس الوفد المفاوض موقف الجانب اليمني في النقاط التالية : 1.تحقيق الاستقلال الفوري وانتقال السيادة إلى الحكومة الوطنية والتأكيد على وحدة أراضي الجنوب بما في ذلك الجزر. 2.رفض الاتفاقيات العسكرية بما في ذلك الدفاعية على أن تقوم بريطانيا بتسليم ممتلكات الجيش البريطاني في الجنوب إلى حكومة الثورة. 3.رفض الأحلاف السياسية ورفض الانضمام إلى الكومنولث ومقاومة أية قيود سياسية وطلب إنهاء كل معاهدات بريطانيا مع السلاطين في الاتحاد. 4.رفض القيود الاقتصادية والمالية ومع ذلك تقبل الجبهة القومية الإسترليني لفترة محدودة قابلة للتجديد أو الإلغاء, وستقوم بطلب معونات غير مشروطة. كانت بداية أولى جلسات المفاوضات ما بين الجبهة القومية والحكومة البريطانية رسمياً في تاريخ 21 نوفمبر عام 1967م وتحديداً في الساعة الثانية من مساء الثلاثاء وفيها طرحت الجبهة القومية ورقة العمل الخاصة بها والتي احتوت في بدايتها فيما يتعلق بسيادة الدولة, وكان الملف يتضمن ما يلي: أ- تسليم سيادة الدولة على كافة أجزاء المنطقة وجزرها. ب- الاعتراف بالحكومة الوطنية الجديدة. ج- دخول الدولة الجديدة في عضوية الأممالمتحدة. د- تحديد يوم الجلاء. ه- الاتفاقيات السابقة. و- تبادل التمثيل الدبلوماسي. ثانياً : فيما يتصل بالقضايا المالية والاقتصادية, وقد اشتمل ملف هذا الموضوع على: 1.الالتزامات المالية والفنية. 2.بقية الأموال المعتمدة في ميزانية 1967 – 1968م. 3.تغطية العجز المتوقع في ميزانية 1967 – 1968م. 4.معاشات التقاعد والتعويضات المالية المدفوعة لبعض المواطنين المغتربين. 5.المبالغ المعتمدة لخطط التنمية. 6.تقدير المبالغ المخصصة للتعويضات والتقاعد. 7.المساعدات المالية التي وعدت بريطانيا بتقديمها للبلد. 8.المساعدة الفنية. 9.العملة. 10.القروض لمشاريع التنمية. 11.التجارة. 12.الوثائق,التقارير,والدراسات الخ.. المتعلقة بالبلد. أما الجانب البريطاني فقد قدم ورقة العمل الخاصة به, والتي احتوت على عدد من النقاط وكان أهمها تشكيل الحكومة, الوفاء بالالتزامات الدولية, تأسيس سفارة, خلافة لقب أراضي التاج, عضوية الأممالمتحدة.. وقد تحدث اللورد شاكلتون بعد أن بدأت جلسات طويلاً وطرح عدة ملاحظات وكانت متعلقة بجدول الأعمال, وقد أكد في ختام تلك الملاحظات أن لديه اهتماماً شخصياً مخلصاً وجاداً حول مستقبل الجنوب العربي بصرف النظر عن مركزه كعضو في الحكومة البريطانية. أما قحطان الشعبي فقد عبر عن سروره كرئيس لوفد الجبهة القومية لتحرير جنوباليمن المحتل, ومدعو لبحث موضوع استقلال بلاده وقد قال : “ إن وفد بلاده ليست لديه المهارة والخبرة الطويلة في مثل هذه الأمور, وقال كذلك : أنه يأمل بأن يتوفر التفاهم المشترك حتى يتمكن من تحقيق مطالب شعبه وبناء عليه فإنه يعتقد بأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن. وقال أيضاً : وبالرغم من قصر الوقت بالنسبة للطرفين إلا أنه يأمل بأن يتوصل إلى اتفاق يمنح الاستقلال لشعبه، الاستقلال الذي ظل الشعب يناضل من أجله طيلة حكم الاحتلال, وبرغم حقيقة وقوع الشعب, تحت الاحتلال لفترة طويلة ووصول الجنوبيين إلى مرحلة الكفاح المسلح فإنه يأمل بل ويعتقد بأنه من الممكن البدء في مرحلة جديدة من التعاون والصداقة فيما بين شعبي الجنوب العربي وبريطانيا.. وذكر قحطان الشعبي كذلك : أنه يعتبر بريطانيا مسؤولة أدبياً وأخلاقياً بتقديم المساعدة لبلاده حيث أنها ظلت تحتل البلد لفترة طويلة ومع ذلك فإنه من الضروري أن لا تدخل هذه المساعدات في موضوع الاستقلال والسيادة». بعد أن انتهى قحطان الشعبي من كلامه, عقب اللورد شاكلتون على ذلك بقوله : “ بأنه بالرغم من أن السيد قحطان الشعبي, ادعى بأن أعضاء وفده ليسوا مفاوضين مهرة إلا أن ملاحظاته المرتبة والمنظمة تثبت عكس ذلك, وقال إن لدى البريطانيين سبباً قوياً في التأكد من كفاءة الجبهة القومية.. وقال أيضاً : إنه متردد في الدفاع عن سجل الاحتلال البريطاني لكونه مواطناً ايرلندياً, وإن بريطانيا قد أخذت القليل من الجنوب العربي ومع ذلك أنا متأكد من أن السيد قحطان الشعبي لا يود البحث عن الماضي كنقطة وذلك أسوة بما يأملوه من فتح صفحة جديدة مبنية على التفاهم والصداقة.. ومع ذلك فإن الحكومة البريطانية ستساعد الحكومة الجديدة في تطوير البلد وفي الحصول على الاعتراف الدولي. وأضاف قائلاً : إن لديه نقطتان يود توضيحهما فيما يتعلق بملاحظات السيد قحطان الشعبي إذ أقر بأنه بالرغم من أن الجنوب العربي دولة صغيرة وفقيرة إلا أنها أصبحت ذات سيادة؛ وبناء عليه فقد قيل بأن موضوع المساعدة التي ستقدم من بريطانيا والدول الأخرى والمنظمات الدولية ستكون ذات أهمية كبرى للجنوب العربي ومع ذلك فإنه يشعر بأن المعونة التي استلمت من قبل الجنوب العربي كانت أكثر من المعونة التي استلمتها أية دولة أخرى من بريطانيا».. وكان تعقيب قحطان الشعبي على النقطتين اللتين أثارهما اللورد شاكلتون حيث قال : “ بأنه بالرغم من أن المعونة التي أعطيت للجنوب العربي قد تكون كبيرة مقارنة مع ما أعطي للدول الأخرى إلا أن الشعب لم يستفد من ذلك استفادة كاملة بسبب التخلف الرهيب للمنطقة, حيث أن أية معونة أعطيت لم تكن إلا عبارة عن نقطة واحدة في محيط. أما النقطة التي تقول : بأن بريطانيا قد أخذت القليل من الجنوب العربي.. لا يخفى على اللورد شاكلتون وكذا أعضاء الوفد البريطاني من أن الجنوب العربي ظل تحت الاحتلال لمدة 129 عاماً وفي هذه الفترة جنت بريطانيا فوائد جمة من الناحيتين الاقتصادية والاستراتيجية وبالإضافة إلى الميناء الدولي فقد كانت قاعدة عدن ذات فائدة كبرى لبريطانيا في أهم مراحل التاريخ العالمي كما أن الجنوب العربي ظل سوقاً مفتوحاً للمنتجات البريطانية لفترة طويلة». وقد اقترح اللورد شاكلتون قبل ذلك بأن يتم تشكيل هيئة إدارية لبحث جدول الأعمال تعتمد على مباشرة مهامها بعد استراحة الشاي, على أن تكون من رؤساء الوفدين, بالإضافة إلى واحد أو اثنين من المستشارين كذلك تم الاقتراح بأن يتفق الطرفان على صيغة البلاغ الصحفي الذي سوف يصدر بعد الانتهاء من الاجتماع التمهيدي, أما قحطان الشعبي رئيس وفد الجبهة القومية فقد وافق على مقترح اللورد شاكلتون, وقد أضاف أنه يرى بأن يكون البلاغ مختصراً ويجب أن يشير إلى تاريخ وموعد الاجتماع وبأنه كان مشجعاً ووافق اللورد شاكلتون على هذا الرأي. كذلك اقترح قحطان الشعبي بأن تعد مسودة البلاغ الصحفي من قبل ممثل معين من قبل الجانب البريطاني وآخر من جانب الجبهة القومية على أن يقدم إلى رئيس الوفدين قبل إعلانه, وبصدد اجتماع الهيئة الإدارية فقد تم تعين من قبل اللورد شاكلتون كل من المستر مكارثي والمستر مايلز اللذين كانا قد سبق لهما العمل في إدارة المندوب السامي البريطاني بعدن, ومن جانب وفد الجبهة القومية فقد عين قحطان الشعبي كلاً من فيصل عبد اللطيف الشعبي, وسيف الضالعي, كذلك اقترح الشعبي أن يتولى الترجمة بين المتفاوضين السيد عبدالله عقبة. البيان الختامي للمفاوضات استمرت جلسات مفاوضات الجبهة القومية مع حكومة لندن ثمانية أيام متواصلة بدأت من 21 وحتى 28 نوفمبر وفي 29 نوفمبر توصل الطرفان إلى اتفاق ترتب عليه إعلان قيام جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية المستقلة بتاريخ 30 نوفمبر 1967م, وقد حوى البلاغ الختامي المشترك الصادر عن الجانبين ما يلي: 1.اجتمع في جنيف كل من وفدي المملكة المتحدة برئاسة اللورد شاكلتون او بي أي الوزير بلا وزارة والجبهة القومية لتحرير جنوباليمن المحتل برئاسة السيد قحطان محمد الشعبي في الفترة من 21 - 29 نوفمبر 1967م. 2.ناقش الوفدان انتقال السلطة وانتهاء حماية حكومة صاحبة الجلالة المملكة على المنطقة التي ستعرف بجمهورية اليمنالجنوبية الشعبية واتفقا على أن كافة السلطات والحقوق التي كان يتمتع بها التاج قبل الاستقلال ستقلد للدولة الجديدة اعتباراً من 30 نوفمبر 1967م تاريخ استقلالها. 3.اتفق الوفدان على إقامة علاقات دبلوماسية بين بلديهما, وتبادل السفراء. 4.أحيط الوفد البريطاني علماً بالتصريحات العامة الصادرة على الجبهة القومية من أن جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية, ستضمن سلامة أفراد الجاليات الأجنبية التي تعيش في المنطقة. 5.بحث الوفدان المواضيع الهامة للجانبين بما فيه موضوع المساعدات وقد أكد وفد الجبهة القومية على ضرورة استمرار المساعدة المالية البريطانية لمواجهة متطلبات المؤسسات المدنية والعسكرية وتطوير البلد وتسليح قوات الدفاع. استقراء لنتائج مفاوضات الاستقلال حول هذا الجانب يقول الأستاذ منصور صالح : “ وفي استقراء لنتائج مفاوضات الاستقلال يرى بعض الكتاب العرب ومن خلال ما دار في جلسات المفاوضات أن بريطانيا لم تحاول الخوض في الموضوعات العسكرية نظراً لاختلاف النظام الوطني عن النظام الذي كانت تصوره بريطانيا بالإضافة إلى أن الجبهة القومية أوضحت بشكل قاطع أنها لن ترتبط باتفاقيات عسكرية ودفاعية أو غيرها وأنها ستتولى أمر الدفاع عن نفسها أما عن حماية الأجانب وممتلكاتهم فقد تعهدت حكومة الجبهة القومية بذلك ورتبت بريطانيا وجود سفينة حربية قرب الشاطئ كإجراء وقائي لإجلاء سفارتها الجديدة والأجانب في المنطقة في حال تدهور الموقف. وقد تمت مغادرة المندوب السامي البريطاني وقائد القوات البريطانية أرض الجنوب جواً من عدن يوم 28-11 - 1967م وتم في 29 نوفمبر جلاء آخر قوة بريطانية, وقد اتخذت بريطانيا عدة إجراءات سريعة تتصل بالأمن قبل انسحابها ومنها إلغاء قانون الطوارئ لعام 1963م وإطلاق سراح المعتقلين وترحيل رجال مخابراتها خشية الانتقام منهم». لماذا تراجعت بريطانيا عن تعهدها بمساعدة حكومة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية؟ لم تظهر وثائق جديدة حتى الآن توضح بشكل أوسع لماذا تراجعت بريطانيا في هذا الموضوع, لقد رفضت بريطانيا الوفاء بما وعدت به حكومة الاتحاد من معونة مالية وكان قدرها 60 مليون جنيه إسترليني على مدار ثلاث سنوات. غير أن طرفي المفاوضات لم يتوصلا إلا إلى اتفاق تقدم بصدده بريطانيا 12 مليون جنيه إسترليني فقط كمساعدة مالية في الستة الأشهر الأولى من الاستقلال على أن تتواصل المفاوضات حول القضية المالية بعد ذلك, وعن هذه المسألة علق المندوب السامي البريطاني: إن الجبهة القومية كانت حريصة على الوصول إلى اتفاق بشأن هذه المسألة نظراً لحاجتها إلى الأموال في بداية حكمها. أما الرئيس الراحل قحطان الشعبي فقد شجب موقف بريطانيا التي استعمرت الجنوب 129 سنة وتركته في أسوأ درجات التخلف, كذلك حمل على موقف الصحافة البريطانية التي حرضت حكومتها على الامتناع عن تقديم المعونات والتعويضات للدولة الجديدة, وكان قد أكد بأن الوفد لم يطلب صدقة من بريطانيا, ولكنه طالب بدفع التعويض العادل عن سنوات استغلال خيرات الجنوب وأسواقه وميناء عدن وأراضي الجنوب التي كانت قاعدة عسكرية, وكما أكد أن بريطانيا لن تفلت ولن تستطيع الهروب من مسؤولياتها أمام الرأي العام العالمي وأمام التاريخ. ردود الأفعال حول ما جرى حاولت جبهة التحرير من خلال اتصالاتها المتواصلة بالدول العربية طرح وجهة نظرها حول مفاوضات استقلال الجنوب, غير أن الدول العربية بادرة بالاعتراف بحكومة الجنوب بقيادة الجبهة القومية وخاصة أذا كان أي تحرك مغاير قد يؤدي إلى إضعاف الدولة الجديدة, وبالذات بعد نكسة 1967م التي مرت على العالم العربي, وكانت النقاط التي طرحت من قبل جبهة التحرير حول المفاوضات هي : 1.كان يجب أن تتفاوض الجبهتان معاً مع بريطانيا لأن ذلك يعطيها قدرة أكبر لفرض ما يريدانه في مواجهة المفاوض البريطاني. 2.أن انفراد الجبهة القومية أدى إلى تهرب بريطانيا من الوفاء بالتزاماتها تجاه البلاد ومكنها من الانسحاب بقواتها بهدوء, وكان يمكن استغلال وجود قواتها والتهديد الذي تتعرض له بمثابة ورقة للضغط على بريطانيا للوفاء بالتزاماتها وأن الشعب نتيجة هذا الموقف قد خسر عدة أشياء. 3. كان من المفروض ألا يترتب على المفاوضات إعلان قيام الدولة الجديدة التي تعد تكريساً للانفصال بل يكتفي بقيام جهاز تنفيذي أو حكومة وطنية انتقالية تتولى التفاوض مع اليمن الشمالي من أجل تحقيق الوحدة اليمنية أو على الأقل لتنفيذ تكامل اقتصادي وتوحيد النظم الإدارية وإيجاد تشريع جنسية يمنية واحدة وتحديد فترة انتقالية لتجسيد الوحدة اليمنية. أما حزب رابطة أبناء الجنوب فقد حذر من أن البلاد سوف تواجه مستقبلاً مظلماً بانفراد الجبهة القومية. إعلان الاستقلال بتاريخ 30نوفمبر 1967م قرأ عبد الفتاح إسماعيل بيان الجبهة القومية حول الاستقلال, كما قرأ القرارين الأوليين للجبهة القومية وكان ذلك في مدينة الاتحاد وهما: قرار رقم 1 قررت القيادة العامة للجبهة القومية الممثلة الوحيدة للشعب وهي السلطة الفعلية ما يلي : 1.إن المنطقة التي كانت تعرف في السابق باسم عدن ومحمياتها الشرقية والغربية وكل الجزر التابعة لها تعد منطقة واحدة وتسمى بجمهورية اليمنالجنوبية الشعبية. 2.القيادة العامة للجبهة القومية هي السلطة التشريعية لجمهورية اليمنالجنوبية الشعبية وستمارس القيادة العامة هذه السلطة حتى يتم إعداد دستور مؤقت للجمهورية. 3.الجبهة القومية هي التنظيم السياسي الوحيد في الجمهورية. 4.علم الجمهورية يتكون من الألوان الأفقية التالية وترتيبها أعلى الأحمر فالأبيض فالأسود وله من ناحية السارية مثلث لونه أزرق فاتح تتوسط نجمة حمراء مخمسة. 5.نظام الحكم نظام رئاسي. قرار رقم 2 قرار بتعيين رئيس للجمهورية الآن وقد تم جلاء الاستعمار عن جميع أجزاء الوطن وبما أن الجبهة القومية هي الممثلة الوحيدة للشعب والسلطة الفعلية, فقد قررت القيادة العامة للجبهة بوصفها السلطة التشريعية بتاريخ 30 نوفمبر 1967م تعيين السيد قحطان محمد الشعبي رئيساً لجمهورية اليمنالجنوبية الشعبية لمدة سنتين من تعيينه. وقد كلفته بإعلان الاستقلال رسمياً يوم 30 نوفمبر 1967م وبعد الإعلان عن تشكيل الحكومة وحتى تشكل الحكومة تمنحه كافة الصلاحيات بتنفيذ القوانين واللوائح السارية المفعول في كل أجزاء الجمهورية وإصدار أية مراسيم يراها ضرورية لمنفعة الجمهورية وأمنها. أعلن أن قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية أنه بناء على القرارات الصادرة عن القيادة العامة للجبهة الشعبية القومية فإنه ابتداء من اللحظة الأولى ليوم 28 شعبان عام 1387ه الموافق 30 نوفمبر عام 1967م أعلن مولد وقيام جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية كدولة مستقلة ذات سيادة. الجبهة القومية.. الممثل الوحيد بعد معارك طاحنة وسقوط المناطق وحضرموت، وتوقف طاحونة الحرب الأهلية، وعطل نافورة الدم النازف من جراح أصلب المناضلين، وأجلِّ الشهداء، تأكدت سيطرة الجبهة القومية على كافة مناطق الجنوب، بما فيها عدن. في10/11/1967م صدر أول عدد من الجريدة الرسمية باسم الجبهة القومية، ضمنته عدة قرارات من قيادتها العامة تؤكد من خلالها تولي السلطة فعلياً، قبل أن تتسلمها رسمياً من بريطانيا، وهو الأمر الذي مهد تقدمها إلى مائدة المفاوضات مع بريطانيا وهي راسخة الأقدام. أعلنت الجبهة مسئوليتها الكاملة عن أمن وسلامة المناطق المحررة وبقية المناطق التي تحررت بعد جلاء الاستعمار، وتعهدها بحماية أرواح وممتلكات المواطنين والممتلكات العامة والتحذير من الإضرار بها، وضمانها لسلامة أمن الأشخاص والممتلكات الأجنبية من المساس بها. كما أمرت بإيقاف حملات تفتيش المنازل، والشوارع في عدن إلاّ في حالة الضرورة، وأن يقوم المواطنون الذين يحملون السلاح مرخصاً وغير مرخص بتسليمه إلى قيادة الجبهة القومية في الشيخ عثمان. في 11/11/67م قام سيف الضالعي، عضو القيادة العامة للجبهة القومية بإبلاغ وزير الخارجية - عن طريق المندوب السامي - أن الجبهة القومية باعتبارها الممثل الوحيد للشعب تتولى السلطة الفعلية في الجنوب، وأنها قامت بتشكيل وفد عهدت إليه بمهمة التفاوض مع بريطانيا ونقل السلطة السياسية إليها، وتم الاتفاق على أن تجري المفاوضات في جنيف بتاريخ 12/11/1967م بين الوفد اليمنيالجنوبي برئاسة قحطان الشعبي والبريطاني برئاسة لورد شاكلتون. مفاوضات ومطالب في الجانب الجنوبي، كان رئيس الوفد «قحطان الشعبي» يحدد في مؤتمر صحفي عدة مطالب، أبرزها: تحقيق الاستقلال الفوري، وانتقال السياسة إلى الحكومة الوطنية والتأكيد على وحدة أراضي الجنوب بما في ذلك الجزر. إضافة إلى ذلك، رفض الاتفاقيات العسكرية بما في ذلك الدفاعية، وأن تقوم بريطانيا بتسليم ممتلكات الجيش البريطاني في الجنوب إلى الحكومة الجديدة، وكذا رفض الأحلاف السياسية، والانضمام إلى «الكومنولث البريطاني» وإنهاء كل المعاهدات والاتفاقات السابقة، وأيضاً رفض القيود الاقتصادية والمالية، مع القبول بالارتباط بمنطقة الاسترليني لفترة محددة قابلة للتجديد، والمطالبة بالمعونات المالية «غير المشروطة». وفدا المفاوضات بجنيف الوفد اليمني ويتألف من: - قحطان محمد الشعبي - رئيساً - سيف أحمد الضالعي – عضواً - فيصل عبداللطيف - عضواً - خالد محمد عبدالعزيز - عضواً. - عبدالله صالح عولقي - عضواً. - محمد أحمد البيشي - عضواً. - عبدالفتاح إسماعيل – عضواً والمستشارون هم: - محمد أحمد السياري - مستشاراً - حسين مسلم المنهالي - مستشاراً. - د. محمد عمر المحبشي - مستشاراً. - محمد أحمد عقبة - مستشاراً. - أبوبكر سالم القطي - مستشاراً. - محمود سعيد مدحي - مستشاراً. - عادل محفوظ خليفة - مستشاراً. - أحمد علي مسعد - مستشاراً. - عبدالله علي عقبة - مترجماً. - ملكة عبدالإله أحمد - طباعة. الوفد البريطاني - لورد شاكلتون - رئيساً. - آر. دبليو جي هوبر - عضواً. - دي .جي . مكارثي - عضواً. - إن سي تي جي جريبون - عضواً. - آي جي ديلتون - عضواً - ايه كامبل - عضواً. - ايه آر رنشفورد - عضواً. - بي بي هول - عضواً. - آر آو ما يلز - عضواً. - آر جرايمز - عضواً. - جي سي لورانس - عضواً. - جي دي كولينز - طباعة. - بي إل كروي - سكرتيراً. - تي سي إف تود - مترجماً. - اتش.. إف .. إف .. فورستر - مترجماً. - هارولد بيللي .. سفير بريطانيابالقاهرة «انضم للوفد لاحقاً». المفاوضات كان الوفد اليمنيالجنوبي على حداثة سنه يعي جسامة المسئولية الملقاة على عاتقه خاصة أنه مفوض تفويضاً كاملاً من القيادة العامة للجبهة القومية باعتباره يتكون من أبرز قياداتها التاريخية كما كان يدرك أنه يواجه في المفاوضات أساطين السياسة البريطانية من ذوي الخبرة والمراس والتجربة ولكنه على طراوة عوده كان ممتلئاً بالاعتزاز بالنفس والثقة بالتنظيم الذي يمثله خاصة أنه خارج لتوه منتصراً في ثورة شعبية دامت أربع سنوات وجعلت الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس تغيب عنها الشمس إضافة إلى إيمانه العميق بعدالة القضية التي يمثلها. لذلك لم يكن الوفد اليمني متخوفاً أو متهيباً من المفاوضات فخاضها بكل ما لديه من إمكانية باذلاً أقصى ما يستطيع من جهد فاستطاع أن ينتزع اعتراف رئيس الوفد البريطاني بجدراته وحنكته وصبره على المفاوضات المضنية «والفضل ما شهدت به الأعداء». وكانت المفاوضات التي استمرت للفترة من 21 -29/ 1967 طويلة وصعبة وشاقة اضطر معها رئيس الوفد البريطاني للرجوع إلى لندن للتشاور أكثر من مرة وكانت المفاوضات تبدأ من التاسعة صباحاً إلى الثانية بعد الظهر ومن السادسة مساء حتى مطلع الفجر.. وقد تقدم الوفد البريطاني بالورقة التالية كجدول أعمال للمفاوضات. تشكيل الحكومة. سلسلة القوانين. أيلولة الالتزامات الدولية. إنشاء سفارة. أيلولة الحقوق والالتزامات والمسئوليات القانونية للحكومة السابقة. أيلولة اللقب لأراضي التاج. الجنسية. المساعدات. الزعيم العربي المصري جمال عبدالناصر والرئيس الجنوبي قحطان الشعبي الزعيم العربي المصري جمال عبدالناصر والرئيس الجنوبي قحطان الشعبي وحيث إن تلك الورقة لا تغطي كافة المواضيع التي يريد الوفد الجنوبي مناقشتها فقد تقدم بدوره بالورقة التالية الأكثر شمولاً وتحديداً: - السيادة. - النقل الكامل للسيادة على كافة أجزاء المنطقة والجزر التابعة لها. - الاعتراف بالحكومة الوطنية الجديدة. - انضمام الدولة الجديدة إلى الأممالمتحدة. - تحديد تاريخ الجلاء ومنح الاستقلال. - المعاهدات والاتفاقيات السابقة. - تبادل العلاقات الدبلوماسية. الشئون المالية والاقتصادية الالتزامات المالية والفنية: - بقية المبالغ المعتمدة في ميزانية 67 /68 - تغطية العجز المالي المتوقع في ميزانية 67 /68 - المبالغ المعتمدة لخطط التنمية. - التقاعدات والتعويضات المالية المدفوعة للضباط أو المسئولين الأجانب. - اعتماد مبالغ للتعويضات والتقاعدات. التعويضات المالية التي وعدت بريطانيا بتقديمها للبلد: - المساعدات الفنية. - العملة. - القروض للمشاريع التنموية. - التجارة. - الوثائق والتقارير والدراسات الخاصة بالبلد. وقد استطاع الوفد اليمني اقناع نظيره البريطاني باعتماد الورقة التي تقدم بها كجدول أعمال للمفاوضات ثم توزع الوفدان في لجان متخصصة أهمها: اللجنة القيادة الوفد الجنوبي: - قحطان الشعبي - رئيساً. - سيف الضالعي - عضواً. - فيصل عبداللطيف - عضواً. - عبدالفتاح إسماعيل - عضواً - عبدالله عقبة مترجماً - عضواً الوفد البريطاني - لورد شاكلتون - رئيساً. هارولد بيلي - عضواً. - دي جي مكارثي - عضواً. - إي جي ديلتون - عضواً. - بي إل كروي - عضواً. - ايه أو مايلز - عضواً. آر أو مايلز - مترجماً. لجنة السيادة الوفد الجنوبي: - سيف الضالعي - رئيساً. - خالد عبدالعزيز - عضواً. - عادل خليفة - عضواً. الوفد البريطاني - ايه آر رتشفورد - رئيساً. - إي جي ديلتون - عضواً.، - بي بي هول - عضواً. النقاط المتفق عليها بشأن استقلال الجنوب - أن ينال الجنوب العربي الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 «يسمى فيما بعد بيوم الاستقلال» - تقام في يوم الاستقلال دولة مستقلة ذات سيادة تعرف باسم جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية وذلك بقانون رسمي من قبل الجبهة القومية بصفتها ممثلة الشعب في إقليم الجمهورية ويتم تشكيل حكومة للجمهورية. - تتخذ حكومة صاحب الجلالة الخطوات لإنهاء سيادتها أو حمايتها أو سلطتها أو اختصاصها في إقليم جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية من يوم الاستقلال. - تعترف حكومة صاحبة الجلالة بجمهورية اليمنالجنوبية الشعبية من يوم الاستقلال وتقام علاقات دبلوماسية كاملة بين المملكة المتحدة وجمهورية اليمنالجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال على مستوى سفراء على أن تنشأ بعثات دبلوماسية إلى أن يتم تعيين السفراء وتنظيم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وفقاً للممارسة العملية والعرف الدولي إلى أن تنضم جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية إلى معاهدة فيينا لعام 1961على أن تراعي على أساس المعاملة بالمثل أية تحفظات من قبل أي من الطرفين. - على حكومة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية أن تنظر في مسألة التقدم بطلب العضوية في الأممالمتحدة وستكون حكومة صاحبة الجلالة مستعدة لتبني أي طلب للعضوية يقدم إلى الأممالمتحدة إذا رغبت جمهورية اليمن الشعبية في ذلك. - لن يكون للمملكة المتحدة في يوم ما بعد الاستقلال أية مسئولية دولية عن جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية وعن أراضيها وعن الحقوق والالتزامات المتعلقة بالجمهورية وأراضيها. - تصدر حكومة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية تصريحاً يتعلق بجميع المعاهدات والاتفاقيات الأخرى التي تنطوي على التزامات دولية وستوجه أيضاً رسالة إلى السكرتير العام للأمم المتحدة تعرب فيها عن آرائها في مسألة انتقال الالتزامات الدولية. - تنتهي في يوم الاستقلال أية معاهدات واتفاقيات وامتيازات وترتيبات أخرى قائمة حتى يوم الاستقلال بين التاج أو ممثليه وغيرهما من الحكومات أو الحكام أو أية جبهات أخرى في مختلف أجزاء إقليم جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية. - ابتداءً من يوم الاستقلال تؤول إلى جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية جميع الحقوق المخولة للتاج أو ممثليه والمطالبات المقدمة من التاج أو ممثليه أو من حكام أو حكومات أو أية جهات أخرى في مختلف مناطق الجمهورية قبل الاستقلال أو فيما يتعلق بجميع أجزاء إقليم الجمهورية. - تظل سارية في يوم الاستقلال وبعد يوم الاستقلال الأحكام القانونية المعمول بها في جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية أو في أي جزء منها قبل يوم الاستقلال مباشرة ما دامت لا تتعارض مع إقامة الجمهورية أو مع أي شيء تم في يوم أو بعد الاستقلال في الجمهورية أو فيما يتعلق بالجمهورية من قبل أية جهة مختصة في الجمهورية. - تعمل حكومة صاحبة الجلالة قبل يوم الاستقلال وبأمر من صاحبة الجلالة في المجلس على إلغاء أوامر المجلس القائمة ذات الصفة الدستورية والمعمول بها في إقليم الجمهورية أو في أي جزء منه مع نصوص احتياطية مناسبة لضمان عدم المساس بالمحتوى الأساسي من القانون العام. - جميع الحقوق والمسئوليات والالتزامات القائمة في الجمهورية قبل يوم الاستقلال مباشرة تؤول إلى الجمهورية دون مساس بالحق غير المتنازع فيه لحكومة الجمهورية في القيام بأية مراجعة لاحقة واتخاذ أي إجراء تراه مناسباً. - تؤول إلى جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال جميع الممتلكات والموجودات الأخرى في إقليم الجمهورية التي كان يحوزها قبل الاستقلال مباشرة التاج أو جهة أخرى بالنيابة عنه لأغراض الحكم أو ممارسة اختصاص صاحبة الجلالة في المناطق التي ستشكل جزءاً من الجمهورية. كما تؤول إلى الجمهورية ابتداء من يوم الاستقلال أية مصالح خاصة بالأرض في المناطق التي كان يحوزها قبل الاستقلال مباشرة التاج أو جهة أخرى بالنيابة عنه لأغراض القوات المسلحة التابعة للمملكة المتحدة مع جميع الحقوق والالتزامات والمسئوليات دون المساس بأية مراجعة لاحقة وإجراءات من قبل حكومة الجمهورية فيما يتعلق بأية ترتيبات أجريت قبل يوم الاستقلال بشأن حيازة الأراضي لأغراض دبلوماسية أو قنصلية أو غيرها. - تتشاور حكومة صاحبة الجلالة وحكومة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية حول مسائل الجنسية الناتجة عن الاستقلال وذلك قبل أن تتخذ حكومة صاحبة الجلالة خطوات لحرمان مواطني المملكة المتحدة والمستعمرات المكتسبين ذلك الوضع بحكم صلتهم بإقليم الجمهورية من وضعهم كمواطنين للمملكة المتحدة والمستعمرات. تسلم حكومة صاحبة الجلالة لحكومة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية أية وثائق وتقارير ودراسات وخرائط تتعلق بإقليم الجمهورية والتي بإمكان حكومة صاحبة الجلالة توفيرها وتتشاور الحكومتان بشأن الوسيلة المناسبة لتحقيق هذا الغرض وستزود حكومة صاحبة الجلالة حكومة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية بأية مواد في حيازتها تتعلق بتحديد الحقائق الخاصة بحدود الجمهورية إن لم تكن قد حازت الجمهورية على هذه المواد. - نظراً لضيق الوقت ستجري المباحثات بشأن الخدمة العامة والمعاشات في تاريخ مبكر بعد الاستقلال. - نظراَ لضيق الوقت فإن المباحثات بشأن مسئوليات قروض حكومة صاحبة الجلالة وماعلى مناطق الجمهورية من دين عام لا يزال دون تسديد في يوم الاستقلال سترجئ النظر فيها في تاريخ مبكر بعد الاستقلال عندما يجرى المزيد من المفاوضات. عودة الوفد: بعد انتهاء مفاوضات الاستقلال التي تمخضت عن استقلال فوري كامل ناجز قلما تحقق مثيله - إن لم يتحقق أصلا - في أية مباحثات استقلال بين بريطانيا وأي من مستعمراتها السابقة، تحرك الوفد عائداً إلى عدن. وفي طريق العودة توقف الوفد في القاهرة حيث قابل الرئيس جمال عبدالناصر لفترة دامت أكثر من ثلاث ساعات وطلب فيها أن تكون الجمهورية العربية المتحدة أول دولة تعترف بجمهورية اليمنالجنوبية الشعبية لكي تتولى عمادة السلك الدبلوماسي في عدن وما إن وصل الوفد إلى مطار القاهرة في طريق عودته إلى عدن حتى أبلغه أحد المسئولين في المطار أن إذاعة القاهرة تعلن في تلك اللحظة اعتراف الجمهورية العربية المتحدة بجمهورية اليمنالجنوبية الشعبية وهكذا كان السفير المصري أول عميد للسلك الدبلوماسي في عدن. وقع قحطان محمد الشعبي عن الجبهة القومية لتحرير جنوباليمن المحتل أتفاقية أستقلال الجنوب مع الوزير البريطاني لورد أو. بي. شاكلتون الوزير بلا وزارة و هارولد بيلي عضوالوفد. ويسر موقع «عدن المنارة» من أعادة نشر هذة الوثيقة لأطلاع متصفحي ومرتادي وقراء الموقع على وثائق وتاريخ ثورة الجنوب هذا نصها: اتفاقية جنيف الموقعة في ظهيرة 29نوفمبر1967 تضمنت الموضوعات التي اتفق عليها وفد المملكة المتحدة ووفد الجبهة القومية لتحرير جنوباليمن المحتل, وفيما يلي نصوصها: 1 ) يحصل الجنوب العربي على الاستقلال في 30نوفمبر1967 ويُشار إلى هذا اليوم فيما يلي بيوم الاستقلال. 2 ) تنشأ في يوم الاستقلال دولة مستقلة ذات سيادة تعرف بجمهورية اليمنالجنوبية وذلك بإرادة رسمية من قبل الجبهة القومية لتحرير جنوباليمن بصفتها ممثلة لشعب منطقة الجمهورية وتقام حكومة للجمهورية. 3 ) تقوم حكومة صاحبة الجلالة بالخطوات اللازمة لإنهاء سيادة أو حماية أو سلطات حكومة صاحبة الجلالة وحقها في الحكم والتشريع أياً كان الحال في مناطق جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية. 4 ) سوف تعترف حكومة صاحبة الجلالة بجمهورية اليمنالجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال، وسيقوم بين حكومة صاحبة الجلالة وجمهورية اليمنالجنوبية الشعبية تبادل دبلوماسي كامل ابتداءً من يوم الاستقلال وتقوم الحكومتان بتعيين سفراء بأسرع ما يمكن بينما تعيِّن بعثات دبلوماسية ابتداءٍ من يوم الاستقلال حتى يتم تعيين السفراء وحتى تنضم جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية إلى ميثاق جنيف عام 1961، وتخضع العَلاقات الدبلوماسية بين البلدين للقانون الدولي التقليدي وتطبيقاته العملية وبعد ذلك تخضع العلاقات الدبلوماسية للميثاق رهناً بأية احتياجات أو تحفظات يتفق عليها الطرفان. 5 ) تترك لحكومة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية حرية طلب الانضمام لعضوية الأممالمتحدة, وسوف يسر حكومة صاحبة الجلالة أن تتبنى أي طلب للعضوية يُقدَّم إلى الأممالمتحدة إذا رغبت جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية في ذلك. 6 ) لن تتحمل المملكة ابتداءً من يوم الاستقلال وفيما بعده أية مسؤولية عن جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية ومنطقتها, وسوف تكون الجمهورية مسؤولة دولياً مسؤولية كاملة عن منطقتها وعن الحقوق والالتزامات الدولية المتعلقة بالجمهورية ومنطقتها. 7 ) كل المعاهدات والوثائق التي تتضمن التزامات دولية سوف تشتمل في إعلان تصدره حكومة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية، كما سيلزمها توجيه خطاب إلى السكرتير العام للأمم المتحدة يوضح آراءها حيال تسلمها الالتزامات الدولية. 8 ) سوف ينتهي مفعول أية معاهدات واتفاقيات وامتيازات ممنوحة (كامتيازات ملاحة أو تنقيب... الخ) وأية ترتيبات أخرى قائمة حتى يوم الاستقلال بين التاج أو ممثليه من جهة وبين حكومات أخرى أو حكام أو سلطات أخرى في مختلف أجزاء منطقة جمهورية اليمنلجنوبية الشعبية من جهة أخرى وذلك بدءا من يوم الاستقلال. 9 ) تحصل جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال على كافة الحقوق الإقليمية المسندة إلى التاج أو ممثليه أو التي يدّعيها التاج أو ممثليه أو يدّعيها حكام أو حكومات أو أية سلطات أخرى في مختلف أنحاء منطقة الجمهورية قبل يوم الاستقلال وحيال كافة أجزاء منطقة الجمهورية. 10 ) كل النصوص القانونية السارية المفعول في منطقة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية أو في أي جزء من تلك المنطقة قبل يوم الاستقلال مباشرة تظل سارية المفعول ما لم تتناقض مع قيام الجمهورية أو أي تصرف تقوم به سلطة مؤهلة من سلطات الجمهورية في يوم الاستقلال أو فيما بعد ذلك اليوم حيال منطقة الجمهورية. 11 ) ستقوم حكومة صاحبة الجلالة باتخاذ اللازم قبل يوم الاستقلال بإلغاء الأوامر الصادرة عن المجلس الملكي التي تكون لها صبغة دستورية والتي تكون سارية المفعول في منطقة الجمهورية أو أي جزءٍ منها وذلك بفعل أمر صادر عن المجلس الملكي مع الاحتياطات اللازمة لضمان صيانة القانون العام. 12 ) كل حقوق ومطلوبات والتزامات التاج أو ممثليه أو أية حكومة أخرى في المنطقة ظلت قائمة في منطقة الجمهورية حتى يوم الاستقلال تصبح في يوم الاستقلال حقوقاً ومطلوبات والتزامات تخص الجمهورية وذلك دون المساس بحق حكومة الجمهورية الذي لا سبيل إلى إنكاره في إعادة النظر في المستقبل في تلك الأمور واتخاذ ما تراه مناسباً إزاءها. 13 ) كل المصالح المتعلقة بالأراضي والممتلكات والموجودات الأخرى في منطقة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية تكون في حوزة التاج أو من ينوب عنه قبل يوم الاستقلال مباشرة لأغراض حكومة المناطق التي ستكون جزءاً من الجمهورية، أو كما يكون الحال لأغراض مباشرة سلطة صاحبة الجلالة في المناطق المذكورة، وأي مصالح تتعلق بالأراضي في تلك المناطق تكون في حوزة التاج قبل يوم الاستقلال مباشرة، أو في حوزة من ينوب عنه لأغراض خاصة بالقوات المسلحة للمملكة المتحدة. كل تلك المصالح آنفة الذكر يجب ابتداءً من يوم الاستقلال أن تؤول إلى الجمهورية كما تؤول إليها كل الحقوق والالتزامات والمطلوبات المتعلقة بتلك المصالح، وذلك دون المساس بإعادة النظر فيها وما يترتب على ذلك من تصرفات تقوم بها حكومة الجمهورية حيال أية ترتيبات سبقت يوم الاستقلال, مع احترام مدة حيازة الأراضي المستخدمة لأغراض دبلوماسية أو قنصلية أو أغراض أخرى. 14 ) ستتشاور كل من حكومة صاحبة الجلالة وحكومة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية معاً بصدد مسائل الجنسية الناشئة عن استقلال الجمهورية قبل أن تتخذ حكومة صاحبة الجلالة خطوة لتجريد المواطنين في المملكة المتحدة أو المستعمرات من مواطنة المملكة المتحدة أو المستعمرات بحكم صلتهم بمنطقة الجمهورية. 15 ) ستسلم حكومة صاحبة الجلالة إلى حكومة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية أية وثائق وتقارير ودراسات وخرائط تتصل بمنطقة الجمهورية تستطيع حكومة صاحبة الجلالة تسليمها, وسوف تجرى المشاورات التي من شأنها أن تؤدي إلى أنسب الوسائل لإنجاز هذه المهمة بين الحكومتين، وسوف تزود حكومة صاحبة الجلالة حكومة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية بكل ما يتوافر لديها ولم يسبق حوزته لدى حكومة الجمهورية مما يتعلق بالبت في الحقائق المتصلة بحدود الجمهورية. 16 ) نظراً لضيق الوقت تجري المباحثات الخاصة بالخدمة العامة والمعاشات في تاريخ مبكر بعد الاستقلال. 17 ) نظراً لضيق الوقت تؤجل المباحثات الخاصة بالديون المستحقة لحكومة صاحبة الجلالة والديون العامة المستحقة على مناطق الجمهورية والباقية حتى يوم الاستقلال، وتنظر في مفاوضات مستقلة في تاريخ مبكر بعد الاستقلال. وقع عن الجبهة القومية لتحرير جنوباليمن المحتل: قحطان محمد الشعبي وقع عن المملكة المتحدة: لورد أو. بي. شاكلتون الوزير بلا وزارة. هارولد بيلي عضوالوفد[/size] وبمناسبة العيد الخامس والأربعين لعيد الاستقلال المجيد يسر “عدن المنارة” أن يعيد نشر بيان اعلان الاستقلال الوطني الذي أعلن في صبيحة يوم الثلاثين من نوفمبر عام 1967 في العاصمة عدن من قبل أول رئيس جنوبي المناضل قحطان محمد الشعبي رحمة الله وكذا المراسيم الصادرة يوم الاستقلال ومنها تشكيل أول حكومة وطنية. وإذ ننشر هذه الوثائق وهذا الحدث التاريخي فإننا نحرص على أن نذكي الذاكرة التاريخية لجيل اليوم ليفخروا بما صنعه مناضلو الجنوب لصنع يوم الاستقلال بدمائهم وأرواحهم لعل ذلك يبقي حمم النضال متقدة في جيل اليوم ويواصلوا النضال بنفس الهمة والثبات ليناضلوا بدحر نظام صنعاء وتحقيق الاستقلال الثاني , ويكفي جيل اليوم فخرا النضال جنبا الى جنب وتحت قيادة مناضلين من جيل الثورة الأول, ممن تبقوا من المناضلين ذي العيار الثقيل مثل الرئيس المناضل علي سالم البيض والذي يظهر في تشكيل أول حكومة وطنية كوزير لدفاع جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية. المراسيم الجمهورية الصادرة يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967م. - بيان إعلان الاستقلال الوطني لجنوباليمن: في 30 نوفمبر1967م في المهرجان الجماهيري الضخم الذي أقيم بعدن في مساء يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967 ووسط هتافات شقَّت عنان السماء وقف الرئيس قحطان الشعبي ليلقي على عشرات الآلاف من أبناء الشعب ومئات من العاملين بالصحافة الأجنبية قدموا إلى عدن لتغطية حدث الاستقلال الوطني لجنوباليمن، بيان إعلان الاستقلال رسمياً، وفيما يلي نصه: بسم الله.. باسم الثورة، وباسم الشعب الذي آمن أن الحرية تنتزع ولا تُعطى فسار على درب الثورة العظيمة التي فجرتها الجبهة القومية منذ الرابع عشر من أكتوبر1963 مقدماً الشهداء عن سخاءٍ راضياً بالتضحيات الجسيمة التي تحملها بكل طوائفه دونما تذمر أو سخط حتى تحررت أجزاء الوطن العظيم من الحكم الاستعماري البريطاني والإقطاع والسلاطين. أعلنُ أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمنيةالجنوبية الشعبية أنه بناءً على القرارات الصادرة عن القيادة العامة للجبهة القومية فإنه ابتداءً من اللحظة الأولى ليوم 28 شعبان سنة 1378 الموافق 30 نوفمبر 1967 أعلنُ مولد وقيام جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة على كل أجزاء الوطن براً وجواً وبحراً التي كانت تحت السيادة والحماية البريطانية والتي كانت تُعرف في السابق باسم عدن ومحمياتها الشرقية والغربية وكل الجزر التابعة لها.. وأنه من اللحظة الأولى لهذا الاستقلال ومولد الجمهورية تنتهي بذلك التجزئة البغيضة التي فرضت من قبل الاحتلال البريطاني والحكم السلاطيني الرجعي الإقطاعي لتحل محلها دولة موحدة واحدة وحكومة مركزية واحدة تدير وتسيِّر كل شؤون هذه الدولة الجديدة. وأن مولد الجمهورية لا يعني مطلقاً أننا قد وضعنا السلاح بل إن على الشعب وقواته المسلحة أن يظل يقظاً وساهراً للحفاظ على مكاسب الثورة والجمهورية وأن على الشعب تقعُ مسؤولية حماية الثورة وخطها التحرري التقدمي. ولقد حقق شعبنا هذه الانتصارات الكبيرة بفضل تنظيمه الطليعي ممثلاً بالجبهة القومية لذا فإن الجمهورية ستعمل جاهدة على رعاية العمل الشعبي المنظم وإفساح المجال له إيماناً منها بأن الشعب هو صاحب الثورة وصانعها وأن العمل المنظم هو السبيل لتعبئة الجماهير في خط الثورة وعلى هدى مفاهيمها ومنطلقاتها وإنه السبيل لحماية الجمهورية ومواجهة أعدائه, إن جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية ستعامل جميع المواطنين على قدم المساواة في الحقوق والواجبات العامة وفي حدود القانون. كما أنها ستوفر للمرأة كافة حقوقها,كما أنها ستعمل على إذابة النزاعات القبلية والثغرات الإقليمية والفوارق التي خلفها الاستعمار والحكم السلاطيني الرجعي الإقطاعي السابق, وأنها تلتزم باتجاه تقدمي ثوري لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية لتوفر العيش الكريم لكل مواطن في الجمهورية الفتية, وستقضي على جميع أسباب التخلف وستولي المناطق الريفية التي طالما أهملها العهد البائد رعايتها الكاملة وستعمل جاهدة على تحسين المستوى المعيشي للمواطن ورفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. كما أنها تلتزم ضمان مستقبل كل المناضلين الذين ساهموا في كفاح المستعمر والحكم السلاطيني الإقطاعي العميل بعد دراسة ظروفهم وأحوالهم, كما ستعلن في القريب العاجل دستورها المؤقت الذي ستلتزم الحكومة به حتى إعداد دستور دائم. وتلتزم الجمهورية بمبدأ استمرار القانون والمحافظة على الأمن في هذا الإطار العام.. كما أنها تأخذ على نفسها رعايته والسهر على رعاياها الذين في المهجر. كما تلتزم بحماية الجاليات الأجنبية في مجتمع الجمهورية وصيانة ممتلكاتهم وحقوقهم في حدود القانون. وأنها تؤكد إيمانها الصادق بوحدة اليمن الطبيعية شمالاً وجنوباً وستعمل من جانبها جاهدة بالتشاور والمشاركة مع حكومة الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة في بحث السبل العملية للوصول إلى تحقيق هذا الهدف السامي. وتعلن أنها قرّرَت الانضمام الفوري لجامعة الدول العربية والالتزام بميثاقها. وتؤكد أنها ستعمل سواء في نطاق جامعة الدول العربية أو بالعلاقات الثنائية على محاولة إيجاد صيغ عملية لتوطيد الروابط بينها وبين الدول العربية الشقيقة. كما أنها تلتزم مع الدول العربية الشقيقة بالعمل من أجل تحرير فلسطين وسائر أجزاء الوطن العربي التي ما زالت تحت الحكم الأجنبي. وتؤكد من جانبها ضرورة توطيد العلاقات بين الأقطار العربية المتجاورة وانتهاج الجميع سياسة حسن الجوار لتوطيد الروابط الأخوية وتأكيدها. وأن جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية قررت الانضمام الفوري إلى الأممالمتحدة والالتزام بميثاقها والتعامل مع جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة واحترام حقوق الإنسان والالتزام الدولي في كافة المجالات وأنها ستفي من جانبها بالتزاماتها الدولية بما لا يتعارض مع سياستها ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي والتزاماتها القومية.. وأن الجمهورية تقدِّر دور الأممالمتحدة الفعّال لمساندة نضال شعبنا في الجنوباليمني ودعمها له في قراراتها التي أكدت فيها حقه في الحرية وإدانة الاستعمار البريطاني وتطلب من كافة الدول الأعضاء الأخذ بعين الاعتبار أنها ستكون دولة شعبية تقدمية. كما تعلن التزامها بسياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز في علاقاتها الدولية. وكجزء من بلدان العالم الثالث المتحرر من ربقة الاستعمار والمتطلع إلى غدٍ مشرقٍ وبناء اقتصاد وطني تقدمي, تتحمل مسؤولياتها بالتضامن مع الشعوب والدول الأفريقية والآسيوية وبقية شعوب ودول العالم الثالث في تنسيق وتطوير العلاقات الاقتصادية وفي تحمل تبعاتها تجاه كل الأجزاء التي ما زالت ترزح تحت وطأة الاستعمار بشتى أشكاله وصوره. كما تؤكد مخلصةً وجادة بأن الصداقة بين شعوب العالم واحترام سيادة كل دولة على أرضها والتعاون الاقتصادي المستمر هو السبيل إلى بناء صرح سلام عالمي عادل، لذلك فإنها تنتهج مبدأ التعايش والتعاون مع سائر شعوب العالم،وتقاوم بشدة الاستعمار بشكليه القديم والجديد وتلتزم جادة العمل للقضاء عليه. ولا يسع الشعب العربي في جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية من اليوم الأول لاستقلاله إلا أن يشكر الشقيقة الكبرى الجمهورية العربية المتحدة ورئيسها جمال عبدالناصر على دعمها لنضالنا ومبادرتها بالاعتراف رسمياً بجمهورية اليمنالجنوبية الشعبية, كما تشكر كل الدول العربية الشقيقة والصديقة التي دعمت نضال شعبنا, وتؤكد اتجاه الحكومة الوطنية لشعبنا لإقامة علاقات طيبة مع كل دول العالم. حقق الله آمال شعبنا الباسل في ظل سيادته على أرض جمهوريته الفتية. والسلام عليكم المراسيم الجمهورية الصادرة يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967م: المرسوم الجمهوري «الأول»: كان أول مرسوم جمهوري أصدره رئيس الجمهورية قحطان محمد الشعبي بعد تعيينه بموجب القرار الثاني للقيادة العامة للجبهة القومية كرئيس لجمهورية اليمنالجنوبية الشعبية في يوم الاستقلال 30نوفمبر تشرين الثاني 1967م وأيضاً بموجب التكليف له في نفس القرار هو مرسوم تشكيل الحكومة وفيما يلي نصه: أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية أصدر بموجب الصلاحيات المخولة لي من قبل القيادة العامة للجبهة القومية بوصفها السلطة التشريعية في الجمهورية ما يلي: (1) أعين التالية أسماؤهم وزراء في حكومة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية السيد : سيف أحمد الضالعي وزيراً للخارجية السيد : علي سالم البيض وزيراً للدفاع السيد : محمد علي هيثم وزيراً للداخلية والصحة بالوكالة السيد :فيصل عبداللطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيط السيد : عادل محفوظ خليفة وزيراً للعدل والأوقاف السيد : فيصل بن شملان وزيراً للاشغال والمواصلات السيد :محمد عبدالقادر بافقيه وزيراً للتربية والتعليم السيد : عبدالملك إسماعيل وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية السيد : سعيد عمر عكبري وزيراً للإدارة المحلية ووزيراً للزراعة والإصلاح الزراعي بالوكالة السيد :عبدالفتاح إسماعيل وزيراً للثقافة والإرشاد وشؤون الوحدة اليمنية السيد : محمود عبدالله عشيش وزيراً للمالية (2) يعمل بهذا المرسوم من حين صدوره (3) ينشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية صادر في 28شعبان 1387ه الموافق 30 نوفمبر1967م توقيع قحطان الشعبي المرسوم الجمهوري( الثاني): أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية أعلن ما يلي: (1) سيكون دار الحكومة السابق والكائن في التواهي مقراً لرئيس الجمهورية ويسمى بدار الرئاسة ابتداءً من اليوم الثامن والعشرين من شعبان 1387ه الموافق30 نوفمبر 1967م توقيع قحطان محمد الشعبي الرسائل الخاصة بطلب انضمام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية الى الجامعة: «أولاً»: طلب الانضمام السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية- القاهرة تود جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية أن تأخذ مكانها إلى جنب شقيقاتها الدول العربية كعضو في الجامعة العربية تثبيتاً للعلاقات الوثيقة بين الدول العربية وحرصاً على دعم هذه العلاقات وتوجيهاً لجهودها بما فيه خير الأمة العربية فإني أرجو عملاً بالمادة الأولى من ميثاق الجامعة العربية عرض طلب جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية للانضمام الى جامعة الدول العربية على مجلس الجامعة في أقرب فرصة ممكنة. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.. رئيس الجمهورية قحطان محمد الشعبي 30 من نوفمبر 1967 م «ثانياً» مذكرة الأمانة العامة إلى الدول الأعضاء: تهدي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أطيب تحياتها إلى وزارة خارجية... وتتشرف بالإفادة بأنها تلقت البرقية المرفقة صورتها لهذا من السيد رئيس جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية بطلب الانضمام إلى جامعة الدول العربية وتنص المادة الأولى من ميثاق جامعة الدول العربية على ما يلي: «تتألف جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة الموقعة على هذا الميثاق- ولكل دولة عربية مستقلة الحق في أن تنضم الى الجامعة- فإذا رغبت في الانضمام قدمت طلباً بذلك يودع لدى الأمانة العامة الدائمة ويعرض على المجلس في أول اجتماع يعقد بعد تقديم الطلب». وترجو الأمانة العامة موافاتها بالرأي في موعد انعقاد مجلس الجامعة للنظر في هذا الطلب. وتنتهز الأمانة العامة هذه الفرصة كي تعرب عن فائق الاحترام... القاهرة في2 / 12 / 1967م أهم أحداث شهر نوفمبر 1967م: 2 نوفمبر 1967م: الجبهة القومية وجبهة التحرير توافقان على الانضمام إلى المفاوضات مع بريطانيا.. 3 نوفمبر: بريطانيا تعلن عن خطتها للرحيل بنهاية الشهر لأن المصريين سيرحلون عن اليمن، واقترحت عدم الذهاب رأساً في خطة الدفاع، الجبهة القومية تسيطر على كل الإقليم، وجبهة التحرير لاتزال قوية في عدن. 5 نوفمبر: الجيش الاتحادي يستخدم النار لأول مرة في إحدى الصدامات. 6 نوفمبر: متظاهرون لوقف القتال، والفرق البريطانية ما زالت في حالة استعداد. 7 نوفمبر: القتال يتواصل لليوم الرابع, مائة قتيل، و300جريح 8 نوفمبر: إعلان الجيش دعم الجبهة القومية 9 نوفمبر: الجبهة القومية تطلب من بريطانيا التفاهم معها ويعتبر سيف الضالعي رئيساً للدائرة السياسية 10 نوفمبر: الطائرات البريطانية في عمليات ضد المتسللين من جبهة التحرير من اليمن. نوفمبر: 12 بريطانيا تستعد للتفاوض مع الجبهة القومية والفرق البريطانية تتناوش مع الجبهة القومية في عدن. 13 نوفمبر: قيادات جبهة التحرير تنسحب ومعظمهم يقتل. 15 نوفمبر: المفاوضات ستعقد في جنيف والاستقلال سيكون في 30نوفمبر . 17 نوفمبرالناطق باسم الجبهة القومية عبدالله الخامري يصرح سيقبل كل الدعم غير مشروط والجبهة القومية تعلن قحطان الشعبي رئيساً وفيصل الشعبي رئيساً للوزراء والخامري نائباً لرئيس الوزراء 20 نوفمبر: وفد الجبهة القومية يغادر إلى جنيف. نوفمبر: 21 الوفد يتوقع مساعدات أكثر من بريطانيا. 26 نوفمبر: ستسمى الدولة جمهورية اليمنالجنوبية الشعبية.. والبدء بإدارة مكاتب الحكومة ومدينة الاتحاد تحول إلى مدينة الشعب والجبهة القومية تبدأ بإدارة الهجرة، العمل، والإرشاد القومي، وبريطانيا تدخل مرحلة الانتقال النهائي. 27 نوفمبر: المفاوضات تتوقف عند رغبة بريطانيا إبقاء بعض الفرق والإداريين والمهندسين في عدن والجبهة القومية تتقدم بطلب لدعم اقتصادي إضافي. 28 نوفمبر: الجبهة القومية تستعد لعضوية الأممالمتحدة. 29 نوفمبر: بريطانيا توضح: المفاوضون يتفقون حول قضايا اقتصادية ومستقبل مصافي الزيت البريطانية 30 نوفمبر: توقيع الاتفاقية قضايا الدعم التي لم تناقش والأممالمتحدة ترحب باليمنالجنوبي 1 ديسمبر: الشعبي يعين 13 شخصاً من أعضاء القيادة العامة للجبهة القومية في الهيئة التشريعية ويعلن عن نظام الحزب الواحد والدولة الموحدة بحقوق المرأة. رابط المقال على فيس بوك