حملت شركة الطيران الألمانية (لوفتهانزا) الشركة المالكة لمواطنتها (جيرمان وينغز) أمس مساعد الطيار مسؤولية سقوط طائرة الشركة التي تحطمت جنوبي فرنسا امس الأول ما ادى إلى مقتل جميع ركابها وطاقمها ال150 شخصاً. وقال عضو المجلس الاداري في (لوفتهانزا) كارستن شبور في مؤتمر صحفي بمدينة (كولونيا): “بعد فحص تسجيلات الطائرة المنكوبة يمكن الحديث للأسف الشديد عن تحول كارثي في مجرى التحقيقات وهو أن الطائرة تم إسقاطها على ما يبدو عمداً”. وأضاف شبور أن “التحقيقات تشير الى ان مساعد الطيار هو الذي اسقط الطائرة عمداً.. نتيجة تحقيقات السلطات الفرنسية صعقتنا ويمكن القول: إننا لم نكن نتصور ذلك ولا حتى في الكوابيس فنحن نختار طيارينا بعناية تامة”. وأوضح: “التحقيقات تشير الى ان الطيار غادر غرفة قمرة وبقي مساعد الطائرة بمفرده ولكن عندما حاول الطيار العودة الى القمرة فوجئ بالباب مغلقاً ورغم الطرق على الباب لم يفتح مساعد الطيران، وبعد ذلك لم يكن مسموعاً على تسجيلات الصندوق الاسود سوى مساعد الطيار وهو يتنفس بانتظام ما يعني انه كان على قيد الحياة”. وأضاف شبور: “مساعد الطيار تم اختباره لفترة طويلة وكان قادراً على القيام بمهامه بنسبة 100 %”. وعن دوافع مساعد الطيار قال شبور: “بعد ساعات فقط من الكشف عن التحقيقات من الصعب قول شيء عن دوافع مساعد الطيار”. ونفى المسؤول وجود اي إشارات بشأن خلفيات “ارهابية” قائلاً: “اضم رأيي في هذا الخصوص الى تصريحات وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير الذي استبعد وجود خلفيات ارهابية للحادث”.. وكان ممثل الادعاء في مدينة مرسيليا الفرنسية برايس روبين قد كشف أمس الخميس، أن مساعد الطيار في رحلة جيرمان وينغز المنكوبة التي تحطمت في جبال الألب الفرنسية أسقط الطائرة “عمداً”..وقال المدعي العام برايس روبين في بيان له: استناداً إلى معلومات عثر عليها من جهاز التسجيل في الصندوق الأسود الخاص بالطائرة، إن مساعد الطيار كان وحيدا في مقصورة القيادة حين هوت الطائرة، وإنه جعلها تهوي عمداً بينما كان قائد الطائرة محجوزا خارج المقصورة.. وأوضح روبين أن التسجيلات الصوتية التي عثر عليها أفادت أن المقصورة من الداخل كانت صامتة تماما أثناء الهبوط، بينما سمع طرق الطيار على الباب.. وقال: “سمعنا صوت الطيار يطلب من مساعده استلام القيادة، ثم سمع صوت المقعد ينزلق إلى الخلف، والباب يغلق. وحين كان مساعد الطيار وحيداً في المقصورة، قام بضغط الأزرار الكفيلة بجعل الطائرة تهبط، وهذه عملية لا يمكن أن تحدث إلا بشكل متعمد”. وأضاف المدعي العام “الاحتمال الأرجح لتفسير ما حصل هو أن مساعد الطيار حال دون عودة قائد الطائرة إلى مقصورة القيادة عمداً، وأنه تسبب متعمداً في هبوط الطيارة المفاجئ، ولا نعرف دوافعه وراء ذلك”.. وأفادت مصادر التحقيق أن الطيار قام بمحاولات مستميتة للعودة إلى مقصورة القيادة، دون جدوى. وقد أعلن اسم مساعد الطيار، ويدعى أندرياس لوبيتز (28) عاماً وأنه كان على قيد الحياة حتى لحظة الارتطام، حسب الادعاء العام الفرنسي. من جانبه، أكد وزير النقل الألماني، نقلاً عن خبراء أن الطيار كان محجوزا خارج قمرة القيادة وتم منعه من دخولها.. مضيفاً أن سيناريو تعمد إسقاط الطائرة من قبل مساعد الطيار أصبح الأقرب لحقيقة ما جرى. وكانت الطائرة المتجهة من مدينة برشلونة في إسبانيا إلى مدينة ديسلدورف في ألمانيا قد اصطدمت بجبل الثلاثاء بعد هبوط فجائي على مدى 8 دقائق. وقال مدير شركة جيرمان وينغز، توماس وينكيلمان: إن 72 من الضحايا هم مواطنون ألمان، بينهم 16 طالباً كانوا عائدين من رحلة مدرسية، بينما قالت الحكومة الإسبانية: إن 51 من الضحايا هم مواطنون إسبان. وكان بين الضحايا أيضا مواطنون من أستراليا والأرجنتين وبريطانيا والمكسيك وإيران وفنزويلا والولايات المتحدة وهولندا وكولومبيا واليابان والدنمارك وإسرائيل.