أثارت استقالة عبد الرحمن الراشد مدير قناة العربية مخاوف من تراجع الاتجاه الليبرالي في الاعلام السعودي ، لاسيما مع وجود تقارير ترجح تولي شخصية أكثر قربا من المحافظين في المملكة لهذا المنصب. وواجه الراشد انتقادات حادة من علماء الدين في المملكة ، بسبب سياسة القناة التي يعتبرها البعض معادية للتيار الديني المتشدد. كما أنه استقال بعد أيام من خبر توقفه عن كتابة مقاله اليومي في الشرق الأوسط. وأحدثت الاستقالة غضبا في أوساط الاعلاميين الليبراليين السعوديين ، إذ هدد الاعلامي تركي الدخيل الذي يقدم برنامج "إضاءات" علي العربية في صفحته الخاصة في موقع تويتر بترك القناة مع عدد من زملائه إذا تم قبول استقالة الراشد . وقال : كنت أتحدث مع بتال القوس علي الهاتف، وهناك أجواء استقالات جماعية للسعوديين في القناة ستتبع استقالة الراشد اذا تم قبولها بداية من بتال القوس وتركي الدخيل، كما ذكرت وسائل اعلام سعودية. وحول الاستجابة لضغوط الادارة العليا التي تحاول من خلالها ثني الراشد عن الاستقالة قال تركي الدخيل إنه لا يبدو أنه سيستجيب لمحاولات ثنيه والخسارة حقيقية ،و توقع أن ينتقل الراشد للكتابة في صحيفة الحياة بدلا من الشرق الاوسط . ما يثير مخاوف الليبراليين أن الاستقالة تم ربطها ببث القناة لبرنامج عن "الاسلام والغرب" قال أحد ضيوفه إن الغرب وصم الاسلام بالارهاب والتطرف والعنف بسبب الوهابيين وأضاف أن السعودية هي السبب في نشر ذلك الفكر. من جانبه ، قال الإعلامي الدكتور عبد العزيز قاسم في مجموعته البريدية اتصلت بزملاء في عمق قناة العربية، وأكدوا لي خبر استقالة عبد الرحمن الراشد من القناة، مضيفاً: لقد سألت عبدالرحمن الراشد في المكاشفات الأولي قبل سنوات عن توقيت تركه القناة، فأكد لي نيته، غير أن الوليد بن إبراهيم تشبث جداً به، وفي زيارتي الأخيرة التقيته لنصف ساعة، وأعدت سؤالي، وقال تعلم رغبتي في إسعادكم بذلك أيها الأصوليون- هكذا يتهكم معي ويهازر- وسبق أن قلت لك ذلك في المكاشفات، بيد أن الأمر لم يعد بيدي وحدي، فدعها، وستسمع عنها. وقال قاسم: أرسلت للراشد رسالة، وقد كتب لي في رسالة جوال سابقة عقب إيقافه عن الكتابة بالشرق الأوسط إنه أراد أن يكون العيد عيدين لبعض أصدقائي الوهابية، قائلاً: خبر استقالتك عن العربية، جعل العيد عيداً أكبر. في المقابل ، فإن الأسماء المطروحة كبديل للراشد تعزز المخاوف من احتمال سيطرة المحافظين علي سياسة القناة، ويتصدر هذه الأسماء الإعلامي المعروف داود الشريان ، غير أن اختلافه عن الراشد في جانب المحافظة يقلل من فرصه نسبيا، علماً بأن الشريان يتمتع بقبول أكبر لدي الإسلاميين. وتوقع مراقبون ان تتغير سياسة القناة في الفترة القادمة، وفي ظل الادارة الجديدة لتكون اكثر انفتاحا وقربا للتيار الاسلامي السعودي، خاصة وان المحطة اتخذت سياسة ليبرالية في الاونة الاخيرة مما اغضب الاوساط الاسلامية المحافظة والمتشددة في السعودية منذ انطلاقها، وهو ما اعتبره المراقبون تراجعا للفكر الاصلاحي في المملكة. ويعد الراشد من ابرز الاعلاميين الليبراليين العرب. و كان الراشد اعلن خلال اجتماع هيئة التحرير الثلاثاء انه تقدم باستقالته الي الشيخ وليد الابراهيم، رئيس مجموعة تلفزيون الشرق الاوسط ام بي سي السعودية التي تتبعها قناة العربية ومقرها دبي، لكن حتي الان لم يصدر من المجموعة او من رئيسها وليد الابراهيم رئيس المجموعة الذي تعود لهم قبول او رفض الاستقالة اي بيان او تصريحات تشير الي قبولهم الاستقالة التي لم يعلن اسبابها صراحة. ووليد الابراهيم هو شقيق الابراهيم الابراهيم مالك فندق جراند حياة الذي اثار جدلا بعد قراره منع شرب الخمور في الفندق الذي يحمل تصنيف 7 نجوم وهي اعلي مستوي خدمة في الفنادق العربية. واكد عبد الرحمن الراشد خبر اعلان استقالته في اتصال تليفوني رافضا التعليق او الاعلان عن الاسباب الحقيقية لاستقالته طالبا سؤال مالك المجموعة وليد الابراهيم، مضيفا أنه سيزور جدة خلال الأيام المقبلة. كما رفض مدير العلاقات العامة بمجموعة أم بي سي، مازن حايك، الادلاء باي تعليقات علي استقالة الراشد لأنه لا يعلم اي تفاصيل وليس مخولا بالحديث عن الموضوع كما لا يمكنه تأكيد أو نفي خبر الاستقالة، تاركاً للراشد شخصياً مسألة التعليق. وتم منع عبد الرحمن الراشد من كتابة مقاله في جريدة الشرق الأوسط التي كان قد ترأس تحريرها من لندن قبل عمله في قناة العربية، ولوحظ أنه لم يُنشر أي مقال للراشد في الأيام الأخيرة رغم انه كان منتظما ككاتب يومي في الشرق الأوسط التي تصدر من لندن بعد توليه رئاسة تحريرها واستمر في الكتابة لها حتي بعد استقالته منها وانتقاله لدبي إثر تعيينه مديراً لقناة العربية الفضائية.. وكان أحد ضيوف برنامج الغرب والاسلام قال ان الغرب وصم الاسلام بالارهاب والتطرف والعنف بسبب الوهابيين وأضاف أن السعودية هي السبب في نشر ذلك الفكر. وذكرت مصادر قريبة من الراشد انه بصدد تأسيس صحيفة إلكترونية علي غرار تجربة الإعلامي السعودي عثمان العمير مع صحيفة إيلاف الإلكترونية، بحيث يكون من كتابها الرئيسيين. وجاء الراشد إلي الصحافة من خلال دراسته للانتاج السينمائي في أمريكا في الثمانينات، تولي بعد ذلك مكتب جريدة الجزيرة السعودية في واشنطن، بعد سنوات أصبح نائباً لرئيس تحرير المجلة السعودية الأسبوعية الصادرة من لندن، وبعدها أصبح رئيسا لتحريرها، حتي عُيّن رئيساً لتحرير جريدة الشرق الأوسط اللندنية العام 1998. واستقال منها في عام 2003 ليصبح مديراً لقناة العربية الاخبارية. ومع استقالة الراشد تبقي بورصة الاسماء التي ستخلفه مفتوحة، الا ان مراقبين للشأن الاعلامي السعودي يتوقعون ان يتم تكليف الاعلامي السعودي داود الشريان بادارة شئون المحطة الي ان يتم تعيين مدير جديد لها.