الكشف عن مصير الحوالات الخارجية الوادرة عبر البنوك الموقوفة.. وموعد بدء سريان قرار البنك المركزي في عدن    ريال مدريد يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا    جماعة الحوثي تطلب تدخل هذا الطرف الدولي لوقف تصعيد الشرعية وقرارات "مركزي عدن"    بالصور: اهتمام دبلوماسي بمنتخب السيدات السعودي في إسبانيا    بالصور.. باتشوكا يحصد لقب دوري أبطال الكونكاكاف    جدول مباريات وترتيب مجموعة منتخب الإمارات في تصفيات كأس العالم 2026    القبض على أكثر من 300 أجنبي في مديرية واحدة دخلوا اليمن بطريقة غير شرعية    يقتل شقيقه بدم بارد.. جريمة مروعة تهز مارب    من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    الانتقالي الجنوبي ثمرة نضالات طويلة وعنوان قضية شعب    فخامة الرئيس بن مبارك صاحب القدرة العنكبوتية على تحديد الضحية والالتفاف    ازمة الانتقالي الشراكة مع الأعداء التاريخيين للجنوب العربي الأرض والإنسان    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    "إنهم خطرون".. مسؤول أمريكي يكشف نقاط القوة لدى الحوثيين ومصير العمليات بالبحر الأحمر    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    تجدد مواجهة مصيرية بين سكان صنعاء و الحوثيين    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    تنديد حقوقي بأوامر الإعدام الحوثية بحق 44 مدنياً    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التوحد مرض لا شفاء له حتى الآن
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 02 - 2012

قد نلاحظ أن هناك أطفالا منغلقين على أنفسهم ولا يتواصلون ولا يندمجون مع زملائهم ولديهم صعوبة في النطق أو يستخدمون لغة الإشارة بكثرة، فمثل هؤلاء قد يعانون مرض التوحد من دون معرفة الأهل، وفي هذه الحالات يجب استدعاء أولياء أمور هؤلاء الأطفال ومحاولة توجيهم وإشعارهم بأن طفلهم بحاجة إلى كشف طبي .
وحول اضطراب التوحد وأنواعه وأسبابه وتشخيصه وعلاجه وأهمية التدخل المبكر في العلاج، يدور الحوار التالي مع الدكتورة مها درويش، استشارية أطفال، البورد الفرنسي في طب الأطفال .
* ما "التوحد"؟ وما أنواعه؟
- يعرف مرض التوحد عند الأطفال بأنه حالة مرضية تظهر في الطفولة الباكرة يكون الطفل فيها عاجزا عن التواصل مع الآخرين وعاجزاً عن التفاعل مع محيطه .
وما يميز هذا الاضطراب المرضي هو وجود بعض الحركات النمطية المتكررة وبعض السلوكات الشاذة .
كما يتضمن التوحد أيضا مجموعة من الأمراض التي تحتوي على بعض وليس كل سمات التوحد وبدرجات متفاوتة يطلق عليها اسم أطياف التوحد . وقد كان التوحد في الماضي يعرف بأنه مرض الأغنياء أو مرض طبقات المجتمع العليا، ولكن وجد لاحقاً أن هذا المرض يمكن أن يصيب كل الناس بمختلف طبقاتهم وبشكل متساو، بل إنه لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار هذا المرض بشكل واسع، وأن شدته تتفاوت بين طفل وآخر، وقد حاول العلماء تصنيف التوحد حسب شدة أعراضه إلى عدة أنواع، فهناك التوحد وأطيافه، مرض "اسبرجر"، واضطراب "التطور الاستقبالي المنتشر"، وقد يكون من الصعب أحيانا التفريق بين نوع وآخر أو قد تتداخل الأنواع في بعضها بعضاً من خلال الأعراض المشتركة، ولكن هناك اتفاقا على أن الأطفال الذين يعانون التوحد أو أطيافه يتفاوتون بدرجة القدرات العقلية ودرجة تأثر الكلام واللغة، ففي التوحد التقليدي نجد الطفل تنطبق عليه كل أو معظم سمات التوحد التي سنتكلم عنها لاحقا، أما في اضطراب التطور الاستقبالي المنتشر فنجد لدى هؤلاء الأطفال بعض سمات التوحد ولكنها ليست كافية لتصنيفهم ضمن الأطفال المتوحدين، أما مرض "اسبرجر" فهو المتلازمة الأقل حدة بين الاضطرابات المذكورة سابقا حيث يعاني الطفل بعض المشاكل السلوكية والاجتماعية الخفيفة ولا تتأثر لديه اللغة أو القدرات العقلية .
ويبدأ مرض التوحد في الطفولة الباكرة ويستمر طيلة الحياة ويتأثر الشخص المصاب بدرجات مختلفة، وقد ازداد الوعي في المجتمع بضرورة الكشف المبكر عن هذا المرض خاصة أن التقدم الكبير في الرعاية الصحية والعلاج لهذه الفئة من الناس مكنهم من الاندماج في المجتمع والمشاركة فيه؛ ولا ننسى أهمية تقديم الدعم لأسر هؤلاء الأطفال حيث غالبا ما يكون من الصعب عليهم تقبل حالة طفلهم أو التعايش معها .
هل هناك إحصائية حول مرضى التوحد داخل الدولة؟
- لا توجد إحصاءات دقيقة داخل الدولة حول مرضى التوحد، ولكن نسبتهم في ازدياد مستمر، وتشير أحدث التقارير إلى أن معدلات انتشار مرض التوحد في الدولة 29 حالة بين كل 10 آلاف طفل، وبالرغم من أن هذه المعدلات تعتبر أقل من مثيلاتها في البلدان المتقدمة، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تراجع معدلات انتشار هذه الحالة في العالم العربي .
وفي دراسة نشرت من عدة سنوات تم تقييم عينة عشوائية من 694 طفلاً بعمر ثلاث سنوات في الدولة، وذلك باستخدام استبيان فحص التوحد، وقد لوحظ أن 58 في 10 ألاف طفل يعانون التوحد، وفي المرحلة الثانية باستخدام المقابلة السريرية، وجد أن 29 من كل 10 ألاف طفل يعانون اضطراب النمو المتفشي "PDD"، ومع ذلك لم يتم تشخيص أي من هؤلاء الأطفال قبل الدراسة، وقد كانت النسبة أكبر عند الذكور، وكذلك في حال وجود مشاكل سلوكية وتاريخ عائلي من التوحد .
كيف يتم تشخيص مرض التوحد؟
- هناك العديد من الوسائل التشخيصية، ويجب أن يتم التشخيص على أيدي فريق من المختصين في هذا المجال، ويجب على جميع من يعتني بهؤلاء الأطفال من آباء أو مدرسين أن يكونوا على دراية بأعراض التوحد من أجل الكشف الباكر، لا يتوجب التشخيص إجراء أي فحوص شعاعية أو مخبرية أو جينية إلا في حالات معينة مثل حالات التخلف العقلي الشديدة، أو حالات التشوهات الخلقية، غالبا ما يؤكد التشخيص بما يسمى اللقاء التشخيصي، وهو عبارة عن لقاءات مطولة مع الأبوين والطفل يستعرض خلالها تاريخ المرض وسلوكات الطفل (من عمر سنتين فما فوق)، يستمر اللقاء الواحد ما بين الساعة والساعتين، بالإضافة إلى مجموعة قوائم يطلب من الأهل الإجابة عنها في مجالات اللغة والتواصل الاجتماعي وغيرها، أما الفحص السريري المرافق لهذه اللقاءات فيجب أن يكون دقيقا تراقب فيه حركات الطفل، ونموه الجسمي، وتحديد وجود إعاقة عقلية أم لا .
ما سمات أطفال التوحد؟
- تتضمن أبرز سمات اطفال التوحد ما يلي:
1- تراجع التطور واللغة: هذه سمة مهمة وشائعة، حيث نجد الطفل ينسى كلمات كان يستعملها سابقا فيفقد القدرة على الكلام تدريجيا ويكون هذا ما بين عمر 15 الى 30 شهرا حسب بداية ظهور الأعراض، وأحيانا نجد الطفل يبدأ بتكرار كلمة سمعها لتوه أو سابقا فيكررها مرات عديدة، ويتحدث عن نفسه بلغة "أنت" كناية عن نفسه، ويبدأ بالتراجع عن فعل أشياء كان يقوم بها بنفسه، وكثيرا ما يربط الآباء هذا التراجع بإصابة فيروسية سبقت هذا، ولكن يجب التأكيد عليهم ان ذلك محض صدفة ولا علاقة له بالتوحد .
2- الإشارة بالسبابة: علامة مهمة، فإذا لم يستعمل الطفل إصبعه للإشارة لشيء ما كالضوء أو أحد والديه فهذا عامل خطير وينبئ بإمكانية أن يصاب الطفل بالتوحد أو أحد أطيافه، وبشكل عام يستطيع الطفل أن يشير بإصبعه لشيء ما في سن 12 الى14 شهر . يجب على الطبيب ان يسأل الأم عن هذا كما أنه يمكن أن يحاول بنفسه الإيحاء للطفل كي يشير بإصبعه، وغالبا لا يفعل إذا كان ممن سيتطور عندهم التوحد في ما بعد .
3- التفاعل مع المحيط: يميل أطفال التوحد إلى الاهتمام بالأشكال الهندسية ويفضلونها على الألعاب . كما أنهم ينفعلون بشكل غير عادي لمواجهة ظروف عادية، فمثلا إذا سمع الطفل صوت المكنسة الكهربائية فإنه يبدأ بالصراخ، لذلك غالبا ما تحاول الأم تنظيف المنزل عند غيابه . إن الطفل المتوحد يغضب بشدة إذا حاول أحدهم لمسه بيده . أما على مستوى الأسرة فهو لا يتفاعل مع أفرادها ولا يكون صداقات مع أقرانه وأحيانا يختار صديقا واحدا يتبعه دائما حتى لو لم يهتم له هذا الصديق . وتزداد عزلة الطفل مع الوقت كلما كبر، فيكون وحيدا في سن المراهقة وقد يمر عام كامل بدون أن يتصل بأحد أصدقائه على الهاتف .
4- ارتفاع عتبة الألم: (أو اللامبالاة تجاه الألم): لا يتألم الطفل المتوحد بشكل عادي عند إصابته بشيء مؤلم، فنجده لا يبكي ولا يجري نحو والديه لو أصابه أي مكروه . وقد تكتشف الأم صدفة إصابته بجرح أو رض بدون أن يبكي أو أن يكترث لإصابته . أما في حال ارتفاع درجة الحرارة فنجد الطفل يصبح هادئا فجأة فتقل لديه نوبات الغضب والحركات العدوانية وغالبا ما تقول الأم عندما يتحول طفلي إلى ملاك أعرف أنه مصاب بالحمى .
5- إيذاء النفس: يقوم الطفل بإيذاء نفسه ، فيقرص جلده حتى يحمر كما أنه يقوم بعض أصابعه وأطرافه، وقد يضرب رأسه بالأرض أو أي جسم صلب وقد يؤذي عينيه بأداة حادة قد تؤدي الى العمى، وبعضهم يقتلع أظافره وشعره وغير ذلك .
6- اللعب: لا يمكن لطفل التوحد أن يقوم باللعب التخيلي، كأن يمثل دور أم ترضع وليدها أو يقلد صوت قطة وغيرها . وتعتبر هذه علامة مهمة لو لاحظها الأهل يجب عليهم تنبيه الطبيب . كذلك قد يأخذ اللعب منحى غريب الشكل، فبدلا من أن يلعب بالسيارة بأن يمررها على الأرض نجده يهتم بتفاصيلها فيركز على العجلات مثلا وما إلى ذلك . كثيراً ما يستمتع هؤلاء الأطفال برمي الأشياء من ارتفاعات معينة كالدرج مثلا ويراقبون سقوطها مرات ومرات . كما أنهم قد يمضون ساعات طويلة باللعب بشيء ما لا علاقة له بالألعاب كسلسلة حديدية مثلا، وقد يقفون على النافذة يراقبون إشارة المرور لأوقات طويلة .
ما أسباب التوحد؟
- لا تعرف أسباب التوحد ولكن هناك بعض الفرضيات سنذكر بعضا منها:
1- نظرية الإصابة العصبية: حيث أظهرت الدراسات الشعاعية أن بعض الإصابات بالفص الدماغي الجبهي والمخيخ ومناطق أخرى في القشرة الدماغية كانت موجودة عند بعض المصابين بالتوحد، والأهم من ذلك أن اختلاف الإصابة في مناطق المخ المختلفة كانت ترتبط بشدة التوحد وأعراضه كتأثر اللغة والتفاعل مع المحيط . وأظهرت دراسات أخرى أن هنالك علاقة ما بين التوحد وإصابة المادة البيضاء داخل المخ (الرنين المغنطيسي) .
2- اختلال مناعة الجسم: تتجلى بنقص خلايا الدفاع داخل الجسم والتي تظهر أحياناً بعد الإصابة بالفيروسات
3- النظام الغذائي: هذه النقطة مازالت تثير الجدل بين الباحثين، حيث وجدت بعض الدراسات أن " الغلوتين" و"الكازئين" الموجودين داخل الطعام متهمين بأحداث التوحد، وأن أكل الألبان والشوكولاته ومشتقاتهما تزيد من حدة المرض وأعراضه، ولكن لا توجد أي دراسات تدعم هذه الفرضية .
4- فتور الوالدين العاطفي: سادت في أربعينيات القرن الماضي هذه النظرية وقد نقضت حديثاً . ولا يجب أن يلام الأبوان على أن طفلهما قد أصيب بالتوحد بسبب قلة العطف والحنان .
5- مضاعفات الحمل والولادة: مثل التعرض للفيروسات خلال الحمل خاصة فيروس الحصبة الألمانية، أو التعرض للسموم مثل المبيدات الحشرية . كذلك الأمر في حالة الولادة الباكرة ونقص أكسجين (أو اختناق) الوليد .
6- الوراثة والأسباب العائلية: يمكن أحياناً أن يكون للوراثة دور في الإصابة بالتوحد، فقد وجدت الأبحاث أنه إذا كان لدى العائلة طفل مصاب بالتوحد، تزيد نسبة إصابة أحد الإخوة بنسبة 8 .2 أي ثلاث مرات تقريبا عن المعدل العام . كما أنه إذا أصيب أحد التوائم بالتوحد تزيد نسبة إصابة التوأم الآخر بثلاث مرات تقريبا .
7- عمر الأب: وجدت دراسات حديثة أنه إذا كان عمر الوالد عند ولادة طفله 55 عاماً تزيد نسبة إصابة هذا الطفل بالتوحد بمعدل مرتين ونصف .
8- التطعيم: لقد اتهمت بعض التطعيمات في الماضي بأنها مسببة للتوحد خاصة تطعيم السنة، وقد نقضت الدراسات الحديثة هذه النظرية، وإن الدراسة الشهيرة التي نشرت في بريطانيا في التسعينيات قد سحبت من السجلات الطبية، وقدمت المجلة الناشرة اعتذارا عن نشر تلك المقالة حيث إنها كانت مملوءة بالتناقضات والأخطاء والكثير من الكذب، لذلك يجب على الأطباء ومسؤولي الرعاية الصحية تشجيع الآباء على تطعيم أطفالهم
هل هناك اختلاف بين اضطراب التوحد واضطراب فرط الحركة وعدم التركيز؟
- فرط الحركة وعدم التركيز هي سمة بارزة ومهمة من سمات التوحد، ويعتبرها البعض من أوائل العلامات الدالة على التوحد وتظهر بسن مبكرة، مثل أن نجد الطفل يمد أصابعه أمام عينيه ويحدق بها مطولا، أو نراه ينظر من فتحات الستائر المعدنية فيتحرك صعودا وهبوطا لينظر من خلال هذه الفتحات لساعات طويلة وغير ذلك .
هل يصاحب مرضى التوحد إعاقة عقلية؟
- تصعب الإجابة عن هذا السؤال، فقد نجد أن بعض هؤلاء الأطفال لديهم قدرات عقلية منخفضة تراوح بين 30% إلى 50%، ولكن يجب أن نعلم أنه من الصعب تقدير درجة الذكاء لديهم بسبب صعوبة التواصل والاستجابة لاختبارات الذكاء، وقد وجد أن نحو 75% من أطفال التوحد يعانون درجة مختلفة من الإعاقة العقلية، وبشكل آخر يمكن القول إنه كلما زادت الإعاقة العقلية زادت احتمالات التوحد، وقد يصنف بعض من أطفال التوحد ضمن المعاقين عقليا بسبب عدم تطور اللغة لديهم وصعوبة تقدير معدل الذكاء .
هل التوحد في ازدياد؟ أم أن طرق الكشف عنه قد أصبحت أكثر دقة؟
- وجدت جميع الدراسات أن هناك ازديادا حقيقيا في معدلات الإصابة بالتوحد لدى الأطفال، فبينما كان المعدل في الثمانينيات إصابة واحدة لكل عشرة آلاف طفل أصبحت الآن طفل واحد لكل 80 طفلاً ذكراً وطفلة واحدة لكل 315 طفلة أنثى (أنثى واحدة مقابل خمسة أطفال ذكور)، وقد اعتبرت اللجنة العالمية لمرض التوحد هذه الزيادة "حالة طوارئ طبية" .
هل هناك خطة لعلاج التوحد؟
- لا توجد خطة علاج واحدة لجميع هؤلاء الأطفال، بل توجد خطة خاصة بكل طفل حسب شدة الأعراض وحسب درجة العجز اللغوي والتواصل مع المحيط، كما يجب مناقشة الخطة العلاجية مع الأهل، وهناك جدل بشأن البرامج الثقافية و التدريسية لهؤلاء الأطفال حيث توجد طرق مختلفة، ولكن تتفق جميعها بضرورة التدخل الباكر قدر الإمكان، إذ يجب أن يكون العلاج مكثفا، بحيث يكون معالج واحد لطفل واحد ويعتبر هذا الإجراء الأمثل .
ما أنواع العلاجات المستخدمة لأطفال التوحد؟
- هناك العلاج السلوكي المبكر والذي يعطي نتائج ممتازة، لذلك يجب أن يكون متاحا للجميع خاصة بعمر 3-5 سنوات، يكون لهذا العلاج طرق مختلفة تعتمد على الصور والمجسمات والتواصل السمعي إما المباشر أو عن طريق سماعات، يمكن للتمارين الرياضية والعلاج الطبيعي بأيدي مختصين أن تحسن من حالة الطفل المتوحد . وهناك أيضا التدريب على المهارات الاجتماعية وعلاج القلق وفرط النشاط .
وعن طريق الغذاء حيث يجب التركيز على إعطاء الطفل ثلاث وجبات رئيسة كاملة، وقد وجدت بعض الأبحاث أن حذف " الغلوتين" و"الكازئين" من غذاء الطفل سمح ببعض التحسن، كذلك إعطاء أو حذف بعض الفيتامينات والمعادن . أما الأدوية، فعلى الرغم من أن نحو 70% من أطفال التوحد يأخذون بعض الأدوية فإنه لا يوجد أي دليل على فائدتها، ولكن يمكن إعطاء الأدوية لعلاج حالات فرط النشاط والحركة وقلة التركيز إذا كانت مترافقة مع التوحد .
هل يتعرض طفل التوحد للإيذاء؟ وكيف يتم حمايته؟
- بسبب الحالة النفسية الخاصة لهؤلاء الأطفال، يتوجب على المجتمع حمايتهم وتقديم الدعم المادي والنفسي لهم و لذويهم، من خلال حمايتهم من أذى الآخرين وكذلك أذيتهم لأنفسهم، حيث إنهم كثيرا ما يهربون من المنزل أو المدرسة، إن هؤلاء الأطفال لا يستجيبون للأوامر لذلك كثيرا ما يكونون عرضة للإيذاء الجسدي من قبل من يرعاهم، وبما أنهم لا يكترثون للألم يتوجب على الأطباء فحصهم بدقة وتشجيعهم على شرح ما يجرى لهم في حال ملاحظة أي أثر لأي أذية على أجسادهم، وعلى عكس المعاقين عقليا فإن هؤلاء الأطفال غالبا ما يكونون جميلي المنظر، لذلك فهم أكثر عرضة للتحرش الجنسي، لذلك يجب لفت نظر الأهل لهذه النقطة المهمة .
ما مستقبل هؤلاء الأطفال؟
- يعتمد مستقبل هؤلاء الأطفال على شدة التوحد وعلى درجة الذكاء، كما يعتمد أيضا بشكل خاص على مدى تأثر اللغة وبالتالي التواصل مع المحيط، فإذا كان معدل الذكاء منخفضا فإن الطفل سوف يبقى معتمدا على الآخرين طيلة حياته وبشكل متفاوت، أما الأطفال ذو الذكاء العادي أو العالي فيمكنهم العيش بشكل مستقل يعملون في وظائف، يتزوجون، وينجبون الأطفال، كما أنهم يتعايشون مع مرضهم، أما أن يشفى التوحدي بشكل كامل فهو أمر نادر الحدوث، وقد وصفت بعض من حالات الشفاء في عدد من التقارير النادرة .
إمكانية التغلب على مرض
التوحّد عند الأطفال مع التقدم بالعمر
خلصت دراسة أمريكية جديدة إلى إمكانية أن ينجح بعض الأطفال في التغلب على مرض التوحد وذلك مع التقدم بالعمر .
وبيّنت الدراسة التي نشرت في دورية "تشايلد سايكولوجي أند سايكاياتري" العلمية، أن بعض الأطفال لم يعودوا يعانون أعراض التوحد المتمثلة بمشكلات في النمو، والتي كانت تصعّب عليهم التواصل والاختلاط بغيرهم، رغم أنهم شخّصوا في وقت مبكر من حياتهم بالإصابة بمرض التوحّد .
وقام الباحثون من جامعة "كونيتيكيت" بالإطلاع على نتائج 34 طفلاً وشاباً تتراوح أعمارهم بين سنّ 8 و21 عاماً، أطلق عليهم تسمية "أفضل نتيجة"، وقارنوهم مع 44 طفلاً أو شاباً تم تشخيص إصابتهم بدرجة عالية من التوحد .
ولاحظوا أن المجموعة الأولى لا تعانين مشكلات في اللغة، أو التعرّف إلى الوجوه، أو التواصل، أو التفاعل الاجتماعي، رغم تشخيص إصابتها السابق بالمرض .
ولا يزال الباحثون يحلّلون حتى الساعة معطيات حول التغيرات الطارئة على وظائف الدماغ لدى المجموعة الأولى .
كما يحللون أنماط العلاج التي أخضعت لها هذه المجموعة، والدرجة التي ساهمت في علاجها، والدور الذي يؤديه معدّل الذكاء الفردي في عملية التحسّن . من جهتها، قالت الباحثة الأساسية في الدراسة الطبيبة ديبورا فين، إن "كل الأطفال الذين يعانون التوحّد يمكنهم التحسّن مع العلاج المكثّف"، غير أنها أضافت أنه "نظراً إلى معلوماتنا الحالية، يعجز معظمهم عن تحقيق هذه النتيجة الفضلى التي ندرسها في الوقت الحالي" .
وأعربت عن أملها بأن "تساعد أبحاث جديدة على فهمنا لآليات التغيير التي تمكّن كل طفل من أن يحظى بأفضل حياة ممكنة" .
كما علّق مدير المعهد الأمريكي القومي للصحة العقلية الذي شارك في هذه الدراسة، الطبيب توماس إنسال، قائلاً إنه "رغم أن تشخيص مرض التوحّد لا يتغيّر مع الوقت، فإن هذه النتائج تفترض أن مصير المصابين به يختلف" .
وأضاف أنه "بالنسبة إلى كل طفل، يمكن معرفة نتيجة هذا المرض مع الوقت وبعد سنوات من العلاج فحسب"، مشيراً إلى أن "تقارير تلي هذه الدراسة من المتوقع أن تطلعنا على طبيعة التوحّد، ودور العلاج فيه، وغيرهما من العوامل التي تؤثّر في النتيجة الطويلة الأمد لمرض هؤلاء الأطفال" .
يشار إلى أن هذه الدراسة لم تذكر نسبة الأطفال الذين من الممكن أن يتعافوا من هذا المرض مع الوقت .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.