قد يتعرض الإنسان للحرق بمواد كيماوية، ولا يعرف كيف يمكن إسعاف نفسه، فكيف يمكن علاجها دون إلحاق الضرر بنفسه؟ تقول الدكتورة هبة يوسف أستاذ الطب الشرعى والسموم بطب عين شمس، إن المواد الكيماوية التى تسبب الحروق عبارة عن مواد حمضية مثل ماء النار وحمض الهيدروكلوريك وحمض الكبريت القلويات، مثل البوتاص والصودا الكاوية والنشادر، ويجب معرفة درجة الحروق، فهناك درجات للحروق، فهناك الدرجة الأولى وهى تؤدى إلى تليف ظاهرى بالجلد، فيكون هناك احمرار وألم خفيف، ومن حسن الحظ أن هذه الحرق تلتئم بسرعة ولا تترك أثرا. وحروق الدرجة الثانية تؤدى إلى تلف بالجلد بصورة أخطر، مما يؤدى إلى تحول الجلد إلى اللون الأحمر، وتظهر على سطح الجلد الفقاقيع ويتورم الجلد وهى أشد ألما من حروق الدرجة الأولى وهى من الحرق التى تحتاج إلى عناية بالمستشفى، أما حروق الدرجة الثالثة فهى تؤدى إلى فقد قدر كبير من الأنسجة، وتبدو المنطقة المصابة متفحمة ويدمر الجلد تماما وهذه الحروق أقل إيلاما، لأن نهايات الأعصاب تكون قد احترقت تماما وهى المسئولة عن الإحساس بالألم، وهذه النوعية من الحروق تحتاج إلى العناية المركزة والجراحة العاجلة. وتتم الإسعافات الأولية بنزع أى مجوهرات أو خواتم قبل أن يحدث انتفاخ فى الجزء المحترق، مما قد يؤدى إلى صعوبة نزعها ثم قم بإزالة أى ملابس لامست المادة الكيماوية واغسل المنطقة بكميات من الماء البارد إذا كانت المادة الكيماوية حامضية اغسلها من 5 : 10 دقائق، أما إذا كانت المادة قلوية اغسلها لمدة لا تقل عن ربع ساعة بصورة متصلة بمجرد إزالة المادة الكيميائية عالج الحرق تبعا لدرجة خطورته. وتشير هبة إلى أنه إذا كانت المادة الكيميائية عبارة عن بودرة مثل الجير النشط لا تضف الماء نهائيا، لأن هذا سيؤدى إلى تنشيط المادة ويؤدى إلى حرقا أشد بدلا من ذلك قم بإزالة المادة الجافة باستخدام فرشاة ناعمة، ولكن احذر أن تدخل إلى عينك أو على جلدك، ويفضل أن يرتدى المسعف نظارة وقفازات عند إزالة الجير النشط، ولا تقم بوضع الثلج مباشرة على الجلد إذ إنه يؤدى إلى لسعة بالجلد وتلف الأنسجة، وكما هو الحال فى جميع أنواع الحروق تجنب تلويث الحرق ولا تضع عليه المراهم أو الكريمات أو معجون الأسنان، ضع غيارا نظيفا فوق الجزء المحترق، ويفضل أن يكون شاش فزلين لتغطيته لمنع أى تلوث، انقل المصاب إلى أقرب مركز طبى لتقديم الرعاية الطبية اللازمة.
