يطمح الشاب الإماراتي فيصل صالح الواحدي خريج الهندسة الكيميائية بامتياز مع مرتبة الشرف في كلية أبوظبي للطلاب، إلى أن يرد لوطنه الجميل فهو صاحب الفضل عليه في كل ما أنجزه . عمل الواحدي على مشروع مقترح يهدف إلى استثمار غاز ثاني أكسيد الكربون في ضخ النفط لتحقيق هدفين، الأول تقليل نسبة انبعاث الغاز الملوث للبيئة، والثاني الاستفادة منه في استخراج النفط، عن المشروع وحيثياته كان لنا معه هذا الحوار . ما الهدف من هذا المشروع؟ - يهدف إلى المحافظة على البيئة من التلوث الناجم عن ثاني أكسيد الكربون، واستثماره في إنتاج النفط في الدولة، ولذلك يمكن القول إن أهداف المشروع بشكل عام تتمثل في تقليل نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون من خلال استراتيجية فعالة من حيث التكلفة، حيث تسهم في وصول نسبة الغاز في دولة الإمارات إلى حد يلائم بروتوكول كيوتو، وزيادة إنتاج النفط بكمية تتجاوز البليون برميل سنوياً، والحفاظ على الغازات الهيدروكربونية المستخدمة حالياً في حقن آبار النفط، والتأكد من أن يتم تطوير موارد الطاقة في الدولة بطريقة مستدامة بيئياً، إضافة إلى هدف مهم، وهو بناء قوى عاملة ماهرة لتحسين الاستدامة على المدى الطويل . كيف عملت على مقترح المشروع؟ - في الحقيقة لولا توفيق الله سبحانه وتعالى ثم الجهد الذي بذله الدكتور زين الدين داداش صاحب فكرة المشروع لما كنت استطعت الوصول إلى النتائج الحالية، وبفضله استطعت نشر مقترح المشروع في مجلة عالمية متخصصة بالأبحاث والمشروعات وهي "العالمية لمصادر المياه والإدارة البيئية" . هل تقدمت بالمشروع للكلية؟ - في البداية تقدمت به لمسابقة ضمن الكلية، ووصلت الفكرة لتميزها إلى المراحل الأولى منها، ومن ثم عملنا على نشر المشروع في المجلة . بماذا يتميز مشروعك؟ - إنه المقترح الأول من نوعه في الإمارات، وربما في أماكن أخرى، وذلك بسبب أن أغلب المقترحات وأوراق العمل العلمية تناقش جزءاً معيناً وبطريقة منفصلة، بينما مشروعي ملم بجميع أجزاء استخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون إلى نقطة تخزينه في آبار النفط، إنه مقترح مشروع متكامل بدءاً من استخلاص الغاز وحتى الاستفادة منه . صف لنا طريقة عمله كمشروع يمكن أن يتم تطبيقه؟ - يمكن أولا استخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون من المعامل والمصانع ومحطات توليد الكهرباء بشكل خاص، ومن ثم معالجته وضخه في آبار النفط لاستخراجه ، وتخزينه في الأرض، حيث إن شركات استخراج النفط تستخدم الغاز الطبيعي لاستخراجه، بينما يمكن أن يحدث ذلك باستخدام ثاني أكسيد الكربون وبنفس الوقت الاستفادة من الغاز الطبيعي في مجالات أخرى . وما مزايا استخدام ثاني أكسيد الكربون؟ - إن استخدام وقود الغاز لعملية الاحتراق هو الأنسب لتجنب مشكلات التآكل والتقنية المستقبلية لمصانع تخزين الكربون، كما أن إعادة تدوير وقود الغاز الناتج عن عملية الاحتراق (غاز المداخن) أو استخدام غاز الأكسجين لعملية الاحتراق، قد يعمل على زيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون المنخفض في عمود الاستيعاب، إضافة الى ان استخدام مزيج من سائل ايوني بطريقة معينة لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون، قد يعد مذيباً ذا إمكانية ليحل محل خليط الأمين المتوافر حاليا لعدة أسباب، من أهمها كمية الطاقة المستهلكة لتجديد المزيج وهي أقل من الطاقة المستخدمة لتجديد الأمين المستخدم حالياً، كما أن ضغط ثاني أكسيد الكربون، واستخدامه في التمييع عن طريق مضخات ذات غشاء مطاطي قد يضمن كفاءة كلية أعلى من استخدام الضواغط فقط، ويعد الجيل الجديد من تقنية (غاز ثاني أكسيد الكربون القابل للمزج -الاستخلاص المعزز للنفط) يعمل على ضبط إنتاج النفط وتخزين ثاني أكسيد الكربون بكفاءة أفضل . ما الجهات المستفيدة من هذا المشروع؟ - دولة الإمارات بشكل عام، وشركات النفط والمصانع بشكل خاص . وعلى سبيل المثال لا الحصر، شركة أدكو، معهد مصدر . هل هناك إمكانية لتطبيق المشروع أو تطويره؟ - نعم وهذا ما نحن بحاجة إليه الآن، حيث يمكن تبني المقترح على سبيل تطويره، وتطبيقه ليكون بخدمة الدولة، وهذا هو الهدف الرئيسي بالنسبة إلي، وهو أن أقدم أي شيء يكون مهماً ومفيداً للدولة، كما أود إكمال الدراسات العليا لأستطيع أن أقدم ما يليق بدولتي . هل انضممت مؤخراً الى "إيمال" كأول طالب إماراتي منضم من منحها الدراسية؟ - باشرت بدوام كامل كخريج متدرب في معمل الإمارات للألمنيوم "إيمال"، لأعمل مهندس تحكم بالعمليات في وحدة إنتاج الكربون بمصهر الطويلة، وأفخر جداً بما أعمل عليه الآن وأشكر إيمال على دعمهم المستمر لي، حيث يمكنني معهم تطبيق ما تعلمته وتحقيق نتائج طيبة بعدما حصلت على "جائزة أبوظبي للصناعة" عن أدائي الأكاديمي خلال دراستي الجامعية.