أكد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، رئيس هيئة كهرباء ومياه دبي "ديوا"، أن الحكومة الاتحادية والسلطات المحلية في الإمارات، تشجع على توفير الطاقة وإنشاء الأبنية الخضراء . وقال سموه إن "تطبيق أنظمة الأبنية الخضراء يعتمد على أصحاب المشاريع والملاك للمباني، وهذا النوع من الأبنية يوفر الكثير من الطاقة والمال" . وأضاف سموه: المبنى المستدام في منطقة القوز، يعد نموذجاً جديداً في توفير استهلاك الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة في إمارة دبي، وهو نموذج نفتخر به في الإمارات بصفة عامة ودبي بصفة خاصة" . أكد سمو الشيخ حمدان بن راشد، أن هيئة كهرباء ومياه دبي جاهزة وقادرة على توفير الطاقة اللازمة للمشاريع الجديدة، التي تقوم الإمارة حالياً بتنفيذها، أو تنوي تنفيذها على المدى القريب، في حين لدينا وفر في الطاقة بنسبة تراوح بين 15-20% حالياً . وفي ما يتعلق بخصخصة "ديوا" قال: "حتى الآن لا توجد خطة لخصخصة "ديوا"، الأمر يعتمد في المستقبل على ما سيحدث من مستجدات، كما أن الخصخصة قد ترفع أسعار الطاقة" . جاء ذلك في تصريحات صحفية عقب افتتاحه، صباح أمس، "المبنى المستدام" التابع للهيئة في منطقة القوز، الذي يعد أول مبنى حكومي مستدام في دولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي، ومطر حميد الطاير، رئيس مجلس إدارة الهيئة وأعضاء مجلس الإدارة، وسعيد محمد الطاير، عضو مجلس الإدارة المنتدب والرئيس التنفيذي للهيئة، والنواب التنفيذيين للرئيس في الهيئة، وعدد من كبار المسؤولين في الوزارات ومديري الدوائر الحكومية وممثلي وسائل الإعلام . وشهد حفل الافتتاح جولة إعلامية للتعريف بمرافق المبنى، الذي يضم مركز خدمات المتعاملين الرابع عشر التابع للهيئة الذي يوفر للمتعاملين باقة واسعة من الخدمات العالية الجودة، كما يضم المبنى مركز اتصال خاص بالمتعاملين وقطاع المياه والهندسة ومركز التحكم والإشراف وجمع المعلومات حول شبكات المياه (سكادا) . وعقب افتتاح المبنى المستدام، قال سعيد محمد الطاير: "نهدي هذا الإنجاز إلى سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، حيث شكلت توجيهات سموه خريطة طريق واضحة وإطار عمل متكامل لتشييد مبنى الهيئة المستدام، الذي يعد أكبر مبنى حكومي في العالم يحصل على التصنيف البلاتيني الخاص بالمباني الخضراء محققاً 98 نقطة، وفق مقياس مجلس المباني الخضراء في الولاياتالمتحدة LEED NC للتقييم الذي يشتمل على 110 نقاط" . وأضاف: "يأتي هذا الإنجاز الصديق للبيئة انسجاماً مع المبادرة الوطنية طويلة المدى التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تحت شعار "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة" بهدف تحقيق التنمية المستدامة في إمارة دبي، وتعزيز مكانة الإمارة كقطب عالمي للمال والأعمال والسياحة، وتماشياً مع رؤية الهيئة لتكون مؤسسة مستدامة على مستوى عالمي" . وقال: "نهدف من خلال هذا المبنى المستدام، الذي بلغت تكلفة إنشائه 76 مليون درهم، إلى ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه والمحافظة على مواردنا الطبيعية الثمينة، وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة وتكثيف جهودنا الرامية إلى حماية البيئة بغية الوصول إلى هدفنا طويل الأمد المتمثل في تحقيق التنمية المستدامة في إمارة دبي وخلق مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة" . وأشار إلى أن المشروع الجديد يسهم في ترشيد ما يزيد على 66% من الطاقة بفضل تزويد سقفه وجدرانه بعوازل إضافية، وزجاج يتميز بمقاومة عالية للحرارة يسهم في خفض استهلاك الطاقة الناتجة عن التكييف، مما يساعد على التقليل من الانبعاثات الكربونية والمحافظة على البيئة، بينما تعمل مبردات المياه عالية الكفاءة على تخفيض استهلاك الطاقة، كما يستخدم المبنى نظم الإنارة العاملة وفق تقنية الديودات (الصمامات) الباعثة للضوء (LED) التي تستهلك مستويات طاقة منخفضة، فضلاً عن نظام تحكم أتوماتيكي للإضاءة مزود بأجهزة استشعار ترصد وجود الأشخاص في الغرف لإضاءة الأنوار وإطفائها تلقائياً، كما يعتمد المبنى على استخدام الطاقة المتجددة، من خلال محطة للطاقة الشمسية بقدرة 660 كيلوواط . وذكر الطاير أن المبنى المستدام يوظّف خطّة متكاملة لإدارة مياه الأمطار بما يضمن إعادة تدوير المياه لاستخدامها في أغراض الري، كما يضمن المبنى ترشيد 48% من كمية المياه المستهلكة بفضل تزويده بعدد من أجهزة التنظيم الخاصة، والصنابير التي تعمل بالاستشعار، والتركيبات والمصارف منخفضة التدفق، كذلك يحتوي المبنى على وحدة لمعالجة المياه تعمل على إعادة تدوير 100% من المياه العادمة . وأضاف أنه تم تخصيص ما يزيد على 20% من المساحة مساحات مفتوحة ومزروعة بالنباتات، بينما يمكن الحد من النفايات من خلال منطقة مخصصة لتجميع وتخزين المواد القابلة لإعادة التدوير يمكن الوصول إليها بسهولة تامة، ويتجاوز المبنى مؤشر مقياس ريادة التصميم في مجال الطاقة والبيئة بنحو 20% من خلال استخلاص 28% من المواد وتصنيعها ضمن منطقة لا تتجاوز 800 كلم من المشروع . وقال عبدالله عبيدالله، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع المياه والهندسة المدنية في الهيئة: "يأتي المبنى الحكومي الجديد الذي يشغل مساحة طابقية تبلغ نحو 340 ألف قدم مربعة في إطار مبادرة المباني الخضراء التي أطلقتها الهيئة وبلدية دبي، والتي تهدف إلى تحقيق أعلى مستويات الكفاءة في استهلاك الكهرباء والمياه، وقد تم استكمال بناء المبنى الجديد مع مراعاة الالتزام بمعايير الهيئة حول المباني الخضراء، حيث إن 36% من مواد بناء المبنى مصنوعة من مواد معاد تدويرها، ويتطابق المبنى مع جميع المواصفات التي تنسجم مع المعايير البيئية المطبقة ضمن المباني الخضراء . ميزات المبنى المستدام قال سعيد الطاير العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، إن المبنى الجديد الذي تبلغ مساحته 133 ألفاً و436 قدماً مربعة، بمساحة طوابق تبلغ 339 ألفاً و630 قدماً مربعة، يحتل موقعاً استراتيجياً يربطه بعدد من المناطق الرئيسة في مدينة دبي، وهو على مقربة من "محطة بنك نور الإسلامي" على الخط الأحمر لمترو دبي، مما يسهم في الحد من معدلات التلوث، كما يوفر المبنى مواقف آمنة للدراجات الهوائيّة لنحو 5% من مستخدمي المبنى، فضلاً عن مجموعة من المواقف المخصصة لركن السيارات منخفضة الانبعاثات وعالية الكفاءة في استهلاك الوقود، أيضاً تم تخصيص أكثر من 20% من مساحة أرض المشروع للمساحات الخضراء، لتعزيز التنوع الإحيائي . وأضاف: تم استخدام 5 أنواع من النباتات المحلية لتخفيض متطلبات الري وأعمال الصيانة، وتم استخدام المواد والمنتجات الخشبية المعتمدة من قبل مجلس الإشراف على الغابات، وتم تركيب المكونات الخشبية حسب الشروط والمعايير الخاصة بذلك، إلى جانب تعزيز كفاءة استخدام المياه في المبنى، لتقليل الاستهلاك بنسبة 48% من معدل الاستهلاك العادي .