بعد ليلة نوم مملوءة بكوابيس أبطالها ديناصورات لاحمة وكائنات مرعبة تطاردك، تستيقظ مفزوعاً، وتتساءل عما الذي جلب إليك هذه الأحلام المرعبة. فهل يمكن أن يكون للأمر علاقة بالوجبة التي تناولتها في عشائك؟ في الواقع، لا يوجد دليل علمي قاطع يفيد بأن تناول وجبة عشاء غنية بالتوابل الحارة قُبيل الخلود للنوم يقود إلى تحويل الأحلام إلى كوابيس. صحيح أن من يؤخر عشاءه إلى لحظات قليلة قبل النوم يُضاعف فرص قضائه ليلة غاصة بالأحلام بسبب ارتفاع حرارة الجسم وزيادة نشاطه الأيضي جراء النوم مباشرة بعد الأكل، لكن ذلك لا يقودنا إلى الجزم بأن نوع الأكل يلعب دوراً في تشكيل أحلامنا أو كوابيسنا، وذلك بحسب الاختصاصي في اضطرابات النوم بعيادات كليفلاند الدكتور تشارلز باي. ويقول تشارلز، إن ارتفاع درجة حرارة البدن والنشاط الأيضي يمكن أن يقود إلى نشاط دماغي أكبر، ما يحفز نشاط حركة العين السريعة المرتبطة بفترة الأحلام خلال النوم. حركة العين خلال كل 90 دقيقة، يمر النائم بدورة حركة العين السريعة، وذلك بمعدل أربع إلى خمس مرات كل ليلة للراشد، أي ما بين خُمس ورُبع مدة النوم الإجمالية كل ليلة، مع اتسامها بالقصر في بداية النوم وميلها إلى الطول قُبيل الصبح. وخلال فترات حركة العين السريعة، يتباطأ تقلص عضلات الجسم، ويُصبح الدماغ نشيطاً، ويغدو حاله مماثلاً لما يكون عليه خلال فترة الاستيقاظ والصحو، وتخفق العينان خلف الجفون بوتيرة سريعة ومتواترة. وتحدث الكوابيس فقط في فترة حركة العين السريعة. وباعتبار الكوابيس مجرد أحلام ذات حمولة عاطفية سلبية، فإنها تختلف عن الأحلام العادية فقط من حيث كونها تؤدي إلى استيقاظ النائم فجأة هلعاً وفزعاً. ولذلك يعد تذكر الكوابيس أيسر وأسهل من تذكر الأحلام. وبالرغم من أن الكوابيس لا تزال عالماً غامضاً لا يُعرف عنه إلا القليل، فإن باحثين وخبراء يعلمون أن الأشخاص الذين تراودهم الكوابيس على نحو متكرر يعانون في الغالب خللاً وظيفياً على مستوى الناصية، وذلك بسبب فشل هذا الفص الجبهي من الدماغ في التحكم في اللوزة العصبية الواقعة داخل الفص الصدغي من المخ أمام الحصين، والتي تعد مسؤولة عن تنظيم الذكريات والعواطف ومعالجتها. وقد يؤدي أي تشويش على هذه الأجزاء من الدماغ إلى قضاء النائم فترات حركة العين السريعة في أحلام عدة، دون أن يقود ذلك بالضرورة إلى كوابيس. ... المزيد