تواصلت فعاليات «مهرجان ربيع الثقافة» في البحرين، حيث تتلون التظاهرة الفكرية والفنية بسمات عالمية تستمدها من المعارض، والأمسيات الموسيقية والغنائية، واللقاءات الشعرية والندوات الثقافية، بالإضافة إلى عروض فنية ومسرحية. وتتضمن التظاهرة أكثر من 30 فعالية ثقافية وفنية، ليكرس عاماً كانت فيه المنامة عاصمة للسياحة العربية. وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وزيرة الثقافة البحرينية: «نملك في الربيع فكرة الفرح والتلاقي، نصنع الربيع من خلال الانسجام وصياغة المنجز الجميل. إن الربيع الحقيقي تصنعه ثقافات الشعوب ولغاتها، وهذا الخطاب الإنساني هو ما يخلق هذا التقارب وما يزيح عن المشاهد أية ضبابية. نملك في مفرداتنا لغات عديدة لا تخضع لحروفية ما، بل لإنسانية مجردة وحقيقية يمكن تحسّسها في اللقاءات المفتوحة التي تتحول فيها الجماعات إلى ذوات مكثفة ومتقاربة، تستخدم كل واحدة منها أداتها الثقافية سواء كانت موسيقى أم فنًا أم أدبًا أم خيالاً». واضافت: «يزهر الربيع هذا العام بقلب منجزنا الوطني الذي يتمثّل في كون المنامة عاصمة للسياحة العربية، لذا يمكننا أن نراقب هذا الحدث وهو ينزاح إلى رغبته في أن يكون عامًا وملامسًا لأبعد ما يمكن أن يصل عليه. ونطمح في ذلك فعلاً، خصوصًا وأن ثمة شراكة جميلة تنسجها الثقافة هنا ما بين الجهات الرسمية والأهلية». يشهد عشاق الأمسيات الموسيقية والغنائية عبر البرنامج الحافل لمهرجان ربيع الثقافة هذا العام مشاركة عدد من أبرز القامات الفنية على مستوى العالم والمنطقة، حيث أحيا الفرنسي صاحب الأكثر من 800 أغنية «شارل أزنافور» أمسية فنية في قلعة عراد، بحنجرته التي تنطق بسحر اللغات الفرنسية، والروسية، والانجليزية، والأرمينية، والإيطالية والإسبانية، بعد أن استعار غنائياته أشهر الفنانين من أمثال أندريا بوتشيللي، بوب ديلان، إلفيس كوستيلو وستينغ. وعلى ذات المسرح، تُطلق اللغة العربية قصائدها في صوت الفنان العراقي كاظم الساهر. ومن اليونان، تتحرك أصابع البيانو بحركة أصابع الفنان العالمي «ياني» الذي تتحول الموسيقى بين يديه إلى أسطورة معاشة. ومن بريطانيا فرقة «إل ديفو» عبر اغانيها على مسرح البحرين الوطني، وكذلك «أوركسترا ماهلر الدولية» التي حافظت على روحها وتميّزها منذ انطلاقها في عام 1997. أما محبو موسيقى الجاز، فكان لهم موعد ميلودي جاردو، المغنية وكاتبة الأغاني صاحبة ألبوم «القلب القلق» . وفي الفن التشكيلي، جاء عمل الفنان الرماراتي مطر بن لاحج «طرب الثقافة»، ليجسد مجسماً لآلة موسيقية تشبه آلة «البزق»، تتكون من طبقات متداخلة تحتضن بداخلها نواة.