توقعت مؤسسة «غارتنر» للأبحاث انخفاض مبيعات الحواسب الشخصية بنوعيها: الحواسب المحمولة وأجهزة سطح المكتب بنسبة تصل إلى 7.6٪ خلال العام الجاري، مشيرة إلى أن شحنات الحواسب المحمولة وأجهزة سطح المكتب ستتراجع إلى 315 مليوناً، بينما سترتفع شحنات الحواسب اللوحية إلى 197 مليوناً. كما توقعت أن تتجاوز شحنات الحواسب اللوحية بمسافة كبيرة شحنات الحواسب المحمولة وأجهزة سطح المكتب بحلول عام 2017. وتفصيلاً، نشرت مؤسسة «غارتنر» للأبحاث تقريراً تتناول فيه أرقام مبيعات الحواسب الشخصية، والحواسب اللوحية حول العالم. وبحسب التقرير تتوقع غارتنر انخفاض مبيعات الحواسب الشخصية بنوعيها: الحواسب المحمولة وأجهزة سطح المكتب بنسبة تصل إلى 7.6٪ خلال العام الجاري مقارنةً بالعام الماضي، موضحة أن شحنات الحواسب المحمولة وأجهزة سطح المكتب في عام 2012 إلى 341 مليون وحدة وفقًا للدراسة، في حين بلغت مبيعات الحواسب اللوحية 116 مليون وحدة. وأفادت المؤسسة بأنه من المتوقع أن تنخفض شحنات الحواسب المحمولة وأجهزة سطح المكتب إلى 315 مليوناً، بينما سترتفع شحنات الحواسب اللوحية إلى 197 مليوناً. وذكرت «غارتنر» أنه بحلول عام 2017 ستتجاوز شحنات الحواسب اللوحية بمسافة كبيرة شحنات الحواسب المحمولة وأجهزة سطح المكتب، حيث من المتوقع أن تنخفض شحنات هذه الأجهزة إلى 271 مليون وحدة فقط. وبحسب نائب رئيس المؤسسة كارولينا ميلانيسي، فإن هذه النقلة هي نتيجة لإمكانات الحواسب اللوحية، موضحة أنه بينما يوجد كثير من الأشخاص ممن يستخدمون جهاز كمبيوتر شخصياً، وحاسبًا لوحيًا، خصوصاً أولئك الذين يفضلون استخدام الجهازين للفصل بين أغراض العمل والتسلية، إلا أن معظم المستخدمين توفر لهم الحواسب اللوحية تجربة استخدام كافية كجهاز الحوسبة الرئيس بالنسبة إليهم. وأضافت ميلانيسي، في التقرير، أنه مع قيام المستخدمين بتركيز ساعات استخدامهم على الحاسب اللوحي والهاتف الذكي بعيدًا عن أجهزة الحاسب الشخصي، سيتوقفون عن النظر إلى جهاز الحاسب الشخصي على أنه جهاز يجب تبديله كل فترة بشكل دوري. وأرجع التقرير أن هذه النقلة من أجهزة الحاسب الشخصي إلى الأجهزة المحمولة ليست بالمُفاجئة، حيث ازداد طلب المستخدمين بشكل كبير على «قابلية الحمل والنقل»، ما أسهم في زيادة إنتاج الأجهزة النقالة الأصغر حجمًا، والأخف وزنًا. كما أسهمت الهندسة المتطورة، بحسب التقرير، في إنتاج جيل جديد من معالجات الأجهزة النقالة التي تتضمن أجزاء أكثر تطورًا تساعد على تقديم الرسوم عالية الجودة وخيارات متعددة للاتصال، وساعدت على تقديم أداء عالٍ ضمن أجهزة خفيفة كالحواسب اللوحية والهواتف الذكية، ما جعل كثيراً من المستخدمين يفضلون استخدامها على استخدام أجهزة الحاسب الشخصي التي اقتصر استخدامها بالنسبة للكثيرين على مجالات العمل والمجالات التي تتطلب استخدام بعض برمجيات تحرير الصور المتقدمة أو تطبيقات تحرير النصوص على سبيل المثال. عدا عن ذلك فقد باتت الحواسب اللوحية قادرة على تأدية معظم المهام الأخرى بحسب الدراسة، خصوصاً المهام والاستخدامات التي تعتمد على استهلاك المحتوى مثل تصفح الويب والدردشة ومشاهدة الفيديو والاستماع للموسيقى. وأشار التقرير إلى توفر الحواسب اللوحية منخفضة الأسعار، وهذا يعود إلى التقدم التقني الذي سمح بإيجاد المزيد من المنافسة والمزيد من عمليات الإنتاج الفعالة من حيث التكاليف مع وجود تطور دائم في المواصفات والوظائف. كما أسهم تطور تقنيات الإنترنت والانتشار الواسع لخدمات مثل الحوسبة السحابية وخدمات بث الفيديو عبر الإنترنت في تقليص الاعتماد على الأقراص الصلبة كبيرة الحجم. من جهة أخرى، قال المحلل والكاتب في موقع «إنفو وورلد» وودي ليونهارد: «لا يتوجب النظر إلى توقعات غارتنر دون شيء من الشك، حيث لا تصح دائمًا توقعات وتحليلات الشركة»، مشيراً إلى أن غارتنر توقعت في عام 2011 بأن نظام «ويندوز فون» سيتجاوز «آي أو إس» بحلول عام 2015. لكن بعد أكثر من عامين على هذا التوقع تُظهر الأرقام الفعلية حاليًا عكس ذلك. وأضاف أنه «لا شك في أن مبيعات الحواسب الشخصية تشهد انخفاضًا على حساب ارتفاع مبيعات الحواسب اللوحية، لكن هذا قد لا يعني اضمحلال الحاسب الشخصي بهذه النسبة الكبيرة خلال السنوات المقبلة». إلى ذلك، قال المحلل في موقع «كمبيوتر وورلد» بريستون غرالا، «لو صحت توقعات غارتنر، فإن الخاسر الأكبر في هذه الحالة ستكون شركة مايكروسوفت، حيث لن تنخفض أرباح مايكروسوفت من مبيعات نظام ويندوز فحسب، بل إن أرباحها من مبيعات أوفيس مهددة أيضًا. حيث تسيطر حزمة تطبيقات أوفيس على أجهزة الحاسب الشخصي التقليدية، لكنها ليست متوافرة بعد ل(أندرويد) أو (آي أو إس)».