قال باحثون إن الرجال في منتصف العمر ممن ينتمون إلى قطاعات محرومة هم أكثر عرضة للانتحار عشر مرات عن غيرهم لأنهم فقدوا الإحساس بهويتهم وكبريائهم الرجولي . وبحث خبراء الصحة في تقرير لمصلحة جمعية ساماريتانز الخيرية البريطانية الأسباب التي تجعل الرجال في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات من العمر معرضين بدرجة كبيرة إلى الإقدام على الانتحار . قال الباحثون إن النتائج خلصت إلى أن الانتحار ليس مجرد مشكلة صحة عقلية بل أيضاً مشكلة مكانة الرجال في المجتمع وعدم قدرة المجتمع على التكيف مع احتياجاتهم حين يتعلق الأمر بالإحباط والقلق ومشكلات أخرى . وقال ستيفن بلات أستاذ أبحاث السياسة الصحية في ادنبره وأمين جمعية ساماريتانز الذي عرض التقرير في إفادة في لندن "رغم أن الانتحار هو قضية صحة عقلية . . فإنه أيضاً قضية عدم مساواة اجتماعية وصحية . هذا غير عادل وغير منطقي" . وتابع "الفوارق التي يبرزها هذا التقرير . . ليست من النوع الذي يشعر معه أي مجتمع متحضر بالارتياح" . وجاء في التقرير أن رجال منتصف العمر ينتمون إلى جيل "في المنتصف" لا يعرفون تحديداً ما إذا كانوا يريدون التشبه بالآباء الأكثر محافظة والأكثر صمتاً وصرامة أم بالأبناء الأكثر ميلاً للتقدم والفردية والاستقلالية . وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من مليون شخص ينتحرون كل عام، وهو معدل يصل إلى 16 لكل مئة ألف شخص أي واحد في كل 40 ثانية . وتقول إنه أمام كل حالة انتحار هناك 20 محاولة للانتحار . والرجال هم أكثر نزوعاً إلى الانتحار من النساء في كل دول العالم . وتقول منظمة الصحة إن عوامل الخطر الرئيسية هي المرض العقلي، خاصة الاكتئاب والإفراط في شرب الخمر، إضافة إلى العنف وفقدان الغالي والانتهاك والضغوط الناجمة عن الخلفيات الثقافية والاجتماعية . وخلصت الدراسة إلى أنه في بريطانيا ينتحر في المتوسط نحو 3000 رجل في منتصف العمر من خلفيات محرومة كل عام . يشار إلى أن دراسة بريطانية وجدت أن أداء الدماغ يبدأ بالتراجع عند سن ال ،45 بعد أن كانت دراسات سابقة أشارت إلى أن هذا التراجع يبدأ في الستين من العمر . وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن الدراسة التي أجراها علماء بريطانيون ونشرت في "المجلة الطبية البريطانية"، توصّلت إلى أن القدرة على ربط الأشياء ببعضها تتراجع بنسبة 6 .3% عند الرجال والنساء بين سن 45 و49 . وقام الباحثون بفحص قدرة الذاكرة والاستيعاب واستخدام المفردات المختلفة عند 7 آلاف رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 70 سنة على مدى عشر سنوات . وقالت "جمعية الزهايمر" إن هناك حاجة لإجراء بحوث حول كيفية استخدام التغييرات التي تجري في الدماغ من أجل تشخيص الخرف عند المسنين . وكانت أبحاث سابقة أشارت إلى أن تراجع الأداء المعرفي للإنسان لا يبدأ قبل سن الستين، لكن نتائج الدراسة الأخيرة تفيد أن ذلك قد يبدأ في منتصف العمر . وقال الباحثون إن النتائج الأخيرة مهمة لأن العلاجات المستخدمة ضد الخرف تكون فعالة أكثر في حال البدء بها بمجرد أن بروز أعراض تراجع الأداء المعرفي لدى الأشخاص . وتبين في الدراسة الجديدة أن جميع فئات القدرة المعرفية تراجعت باستثناء مخزون الشخص من الكلمات . وتوصل البحث إلى أن القدرة على ربط الأمور ببعضها تتراجع بنسبة 6 .9% عند الرجال بين سن 65 و،70 بينما تبلغ نسبة التراجع 4 .7% عند النساء من الفئة العمرية نفسها . أما في حال الرجال والنساء بين سن 45 و49 فتبلغ نسبة التراجع 6 .3% . وقالت البروفيسور أركانا سينغ مانو من مركز بحوث الأوبئة وحياة السكان في فرنسا التي ترأست فريق البحث إن الدراسة بينت أن الخرف يبدأ بتراجع الأداء المعرفي على مدى عقدين أو ثلاثة . وأضافت أن هناك حاجة لمعرفة العوامل التي تؤثر في تراجع الأداء المعرفي بمستوى يفوق المتوسط، وكيفية إيقاف هذا التراجع . وقالت الدكتورة آن كوربيت مديرة البحث، إن هناك حاجة لبحوث إضافية من أجل معرفة كيفية استخدام التغيرات التي تطرأ على عمل الدماغ لتشخيص الخرف بشكل أفضل . من جانب آخر حذّر باحثون أستراليون من أن الأشخاص في منتصف العمر الذين يجلسون لمدّة 11 ساعة أو أكثر في اليوم، هم أكثر عرضة بنسبة 40% للموت في السنوات الثلاث المقبلة، مهما كان النشاط الجسدي الذي يمارسونه في الساعات التي لا يجلسون فيها . وذكر موقع (هيلث ديلي) أن باحثين أستراليين أجروا دراسة جمعوا خلالها بيانات عن 222 ألف شخص تتجاوز أعمارهم ال45 عاماً، ووجدوا أن خطر الوفاة يرتفع بشكل كبير بعد 11 ساعة من الجلوس يومياً . وقال الباحث هايد فان دير بلوغ من جامعة سيدني إن الدراسات السابقة حذرت من مخاطر الجلوس لساعات طويلة، ولكن الدراسة الحالية هي من الأول التي تحدد وقتاً خطراً للجلوس . وقال فان دير بلوغ إن معظم الراشدين يقضون 90% من أوقات فراغهم وهم يجلسون، وقليل منهم يمارسون نشاطاً بدنياً لمدة 150 دقيقة أسبوعياً بموجب إرشادات منظمة الصحة العالمية . وقال 62% من المشاركين في الدراسة إنهم يعانون من وزن زائد، فيما قال 87% منهم إنهم في صحة جيدة، وقال ربعهم إنهم يقضون 8 سنوات في الجلوس يومياً . وأشار فان دير بلوغ إلى أن المشاركين غير النشيطين الذين جلسوا لفترة أطول كانوا عرضة أكثر بضعفين لخطر الموت في خلال 3 سنوات مقارنةً بالأشخاص الأكثر نشاطاً الذين يجلسون لمدة أقل من الوقت . ولدى الأشخاص غير النشطين، ظهر أن خطر وفاة الأكثر جلوساً أكبر بنسبة الثلث مقارنة بالذين جلسوا لفترة أقل . وقال الباحثون إنه يتعيّن على الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً في الجلوس بالعمل، قضاء وقت أكبر في الوقوف والحركة في أوقات الفراغ . إلى ذلك ذكرت دراسة بريطانية أن الصداقات تحسّن الصحة العقلية للرجال والنساء في منتصف العمر . ونقلت دورية "جورنال إف إيبيديميولوجي إند كوميونيتي هلث" البريطانية عن معد الدراسة الباحث بجامعة لندن، الطبيب نوريكو كابل، قوله "إن يكون لدينا أصدقاء نجتمع معهم هو أمر أساسي لصحتنا العقلية" . وأضاف "ألا يكون لدينا أصدقاء هو أمر مسيء لصحتنا العقلية"، لافتاً إلى أن "على المرء أن يقدّر أصدقاءه" . وقام الباحثون في دراستهم بالاطلاع على دراسة سابقة أجرتها مؤسسة "ناشونال تشايلد ديفلومبانت" البريطانية، كانت جمعت معلومات عن أصدقاء النساء والرجال المشاركين فيها، وعن أسرهم، وسلامتهم العقلية . وتم استجواب المشاركين في سن ،42 ولاحقاً في سن ال50 . واستنتج الباحثون أن المشاركين والمشاركات الذين كان لديهم 10 أصدقاء أو أكثر في سن 45 كانت صحتهم العقلية في ال50 أفضل من صحة المشاركين الذين كان لديهم أصدقاء أقل في السن عينها.