عبدالرحيم حسين، وكالات (رام الله)- قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض نهائياً بعدما قدمها إليه مساء أمس، على الرغم من تدخل الإدارة الأميركية رسمياً لإبقائه في منصبه. وقال مسؤول فلسطيني «إن فياض التقى عباس لمدة نصف ساعة في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله وسلمه رسمياً كتاب استقالته، وقال إنه لن يبقى رئيساً للحكومة (الفلسطينية) ولو طالبه الكون كله بالبقاء». وأضاف أن عباس قبل استقالته وكلفه بتسيير أعمال الحكومة إلى حين تشكيل حكومة جديدة. وأوضح «لقد قدم فياض، أصلاً، طلباً إلى الرئيس عباس بإعفائه من مهامه في الثالث والعشرين من شهر فبراير الماضي على خلفية التظاهرات والتصريحات المناهضة له ولسياسته». ونفى مسؤول فلسطيني آخر استقالة فياض بسبب الخلاف مع عباس بشأن استقالة وزير المالية الفلسطيني نبيل قسيس يوم 2 مارس الماضي، التي قبلها الأول ورفضها الثاني. وقال «إن قضية فياض بدأت منذ شهر سبتمبر الماضي حين بدأ الحديث عن (فشل) سياسته المالية، ومن ثم تصاعدت الأُمور ووصلت إلى تظاهرات ومطالبة قيادات في حركة فتح، خصوصاً برحيله». وقال مسؤول فلسطيني ثالث «إن الأُمور بالنسبة لفياض لم تعد تطاق، خاصة أن هناك قياديين ومسؤولين دائمي الانتقاد لسياساته ولكل ما يتم تحقيقه من إنجازات». وأعلن مسؤول فلسطيني رفض ذكر اسمه أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجرى الليلة قبل الماضية مكالمة هاتفية مع عباس وطلب منه خلالها تطويق «أزمة استقالة فياض وحل الخلاف»، مؤكداً تمسك الإدارة الأميركية بضرورة استمرار فياض في منصبه، خاصة في ظل جهودها لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال «إن واشنطن دخلت على أزمة فلسطينية داخلية وهذا تدخل علني في الشؤون الداخلية، حيث إن تصريح مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية (أمس الأول) بأن فياض لن يستقيل من منصبه هو رسالة سياسية نفهمها جيداً». وأضاف «اتصال كيري مع الرئيس عباس استكمال لهذا التدخل للمرة الثانية خلال أقل من أربع وعشرين ساعة». ولم تؤكد وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) الرسمية ذلك، بل ذكرت فقط أن عباس وكيري بحثا جهود استئناف المفاوضات. ورفضت الرئاسة الفلسطينية الخوض في الجدل بشأن استقالة فياض من منصبه. وقال مساعد لعباس طلب عدم ذكر اسمه «إن العلاقة بين الرئاسة ورئاسة الحكومة يتم الحوار بشأنها داخلياً وليس عبر وسائل الإعلام». وأضاف أن هناك اتصالات عبر قنوات عديدة لإنهاء الجدل المثار الذي رأى أنه لا يصل حد أزمة. ... المزيد