نهاية الانقلاب الحوثي تقترب.. حدثان مفصليان من مارب وعدن وترتيبات حاسمة لقلب الطاولة على المليشيات    الأحزاب والمكونات السياسية بتعز تطالب بتسريع عملية التحرير واستعادة مؤسسات الدولة    لحظة إصابة سفينة "سيكلاديز" اليونانية في البحر الأحمر بطائرة مسيرة حوثية (فيديو)    شركة شحن حاويات تتحدى الحوثيين: توقع انتهاء أزمة البحر الأحمر رغم هجماتهم"    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    يوم تاريخي.. مصور يمني يفوز بالمركز الأول عالميا بجوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية في برشلونة (شاهد اللقطة)    تشافي لا يريد جواو فيليكس    مركز الملك سلمان يمكن اقتصاديا 50 أسرة نازحة فقدت معيلها في الجوف    تفجير ات في مأرب لا تقتل ولا تجرح كما يحصل في الجنوب العربي يوميا    للزنداني 8 أبناء لم يستشهد أو يجرح أحد منهم في جبهات الجهاد التي أشعلها    عودة الكهرباء تدريجياً إلى مارب عقب ساعات من التوقف بسبب عمل تخريبي    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    هجوم جديد على سفينة قبالة جزيرة سقطرى اليمنية بالمحيط الهندي    رئيس جامعة إب يطالب الأكاديميين الدفع بأبنائهم إلى دورات طائفية ويهدد الرافضين    نابولي يصدّ محاولات برشلونة لضم كفاراتسخيليا    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    عقب العثور على الجثة .. شرطة حضرموت تكشف تفاصيل جريمة قتل بشعة بعد ضبط متهمين جدد .. وتحدد هوية الضحية (الاسم)    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    اتحاد كرة القدم يعلن عن إقامة معسكر داخلي للمنتخب الأول في سيئون    شاهد.. مقتل وإصابة أكثر من 20 شخصًا في حادث بشع بعمران .. الجثث ملقاة على الأرض والضحايا يصرخون (فيديو)    وزارة الداخلية تعلن ضبط متهم بمقاومة السلطات شرقي البلاد    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    بينها الكريمي.. بنوك رئيسية ترفض نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن وتوجه ردًا حاسمًا للبنك المركزي (الأسماء)    قيادي حوثي يذبح زوجته بعد رفضها السماح لأطفاله بالذهاب للمراكز الصيفية في الجوف    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    انهيار كارثي للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي    ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    تعليق على مقال زميلي "سعيد القروة" عن أحلاف قبائل شبوة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    ريمة سَّكاب اليمن !    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهلع من انتشار نقص فيتامين «د» تبدده عدم دقة المختبرات

الشمس الساطعة والأسماك الطازجة، ميزتان صحيتان في الامارات، لكن يبدو أنهما لا تجديان نفعا للوقاية من بعض الأمراض وفي مقدمتها نقص فيتامين د، فغالبية التقارير تفيد بأن نسبة المصابين بهذا الداء من المواطنين والمقيمين تتعدى ال 90% ، والكل مصاب ما لم يثبت العكس. هذه النسبة تفوق دولا عدة لا تشرق عليها الشمس وتعتمد في غذائها على الوجبات السريعة ، وهو أمر يدعو الى الحيرة والاستغراب ، والتساؤل عن دقة الفحوصات التي تجريها المستشفيات والمراكز الصحية.
ارتفاع نسبة الاصابة بنقص فيتامين د الذي طفا على السطح مؤخرا- بعد العام 2007- لم يقتصر على الامارات فقط بل طال كل دول الخليج وان كان بنسب ضئيلة التفاوت، وهو ما يعيد الى الأذهان موضوع "انفلونزا الخنازير" الذي أثار هلعا عالميا بعدما قادت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تلك الحملة، ورفعت درجة الانذار الى الدرجة الخامسة ، ما دفع دول العالم أجمع بما فيها الامارات للتحوط بشراء كميات كبيرة من الأدوية المقاومة لهذا.
مسؤول في احدى الجهات الصحية قدر مشتريات الامارات من هذه الأدوية بمختلف أنواعها بأكثر من 200 مليون درهم، ليتبين فيما بعد أن وفيات انفلونزا الخنازير لم يزد عددها عن بضع مئات معظمهم من كبار السن المصابين بالأمراض المزمنة، بينما تفتك الانفلونزا الموسمية سنويا بأكثر من ثلاثة ملايين شخص .
هنا لا بد من التساؤل عن حقيقة انتشار نقص فيتامين" د " ، بهذه النسب والأرقام ويحق لنا التساؤل عما اذا ما كانت وراء الأكمة حملة دعائية عالمية شبيهة ب "انفلونزا الخنازير" ؟
استبعاد فرضية المؤامرة
الدكتور علي السيد مدير ادارة الصيدلة في هيئة الصحة في دبي يستبعد فرضية "المؤامرة" على أساس وجود فرق بين المرضين ف"الشركات المصنعة لأدوية انفلونزا الخنازير كانت محدودة في شركتين فقط في حين أن (فيتامين د) تنتجه شركات ومصانع عدة وسعره أقل بكثير من أدوية انفلونزا الخنازير" .
لكنه في المقابل يؤكد على أن هناك ارتفاعا حادا في استهلال فيتامين "د " المعروف ب" دي 3"، مدللا على ذلك بأن مشتريات الهيئة من هذا الصنف وصل في العام 2012 الى 853 الف درهم، مقابل 367 الف درهم في العام 2010 لنوع فيتامين "دي 2 عدا" القطرات التي باتت تصرف للأطفال حديثي الولادة . وبعملية حسابية بسيطة يمكن تقدير مشتريات الجهات الصحية الرسمية في الدولة والقطاع الخاص بنحو خمسة ملايين درهم سنويا.
ليس هذا هو المهم، بل الأهم هو: هل نعاني فعلا من نقص " فيتامين د "؟ .
دراسة سعودية قلبت الموازين
كشف طبيبان سعوديان عن أن كثرة المشخصين بنقص فيتامين "د" انتشرت في الفترة الأخيرة بصورة مفرطة في المجتمع السعودي، مؤكدين وجود تباين كبير في قراءات المختبرات الذي بدوره يؤدي إلى التباين في العلاج.
جاء ذلك في دراسة عن الثوابت العلمية فيما يخص فيتامين "د"، أجراها الدكتور عبدالله بن سليمان العمران استشاري ورئيس قسم جراحة العظام، والدكتور وليد البكر استشاري باطنية وغدد صمّاء، بتكليف من جامعة الدمام، وكلا الطبيبين حاصلان على مرتبة الشرف الأولى في كلية الطب، و جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي مرات عدة.
يقول الدكتور عبد الله العمران أن الأجهزة الحالية المتوافرة لدى المستشفيات والمختبرات هي بتقنية التقييم المناعي الشبهي والإشعاعي (Radio Immuno Assay and IsoImmuno Assay) والربط البروتيني التنافسي (competitive Protein Binding) والتقييم الكيميائي الضوئي (chemiluminescent Immunoassay).
ويفجر العمران مفاجأة بأن هذه الأجهزة غير مكلفة لكنها أيضا "غير دقيقة"، مؤكدا على أن "كثيرا ما تشخص نقصا حادا في فيتامين (د) عند أشخاص لديهم المستوى طبيعي وبالتالي العلاج بجرعات عالية يؤدي الى تراكم الفيتامين في الدم وتسمم المريض، والذي يسبب زيادة مفرطة في الكالسيوم وتصلب بل وتكلس الشرايين وضعفا في العضلات وشعورا بالتعب، وكذلك حصوات على الكلى، كذلك قد تؤدي زيادة فيتامين (د) إلى ارتفاع ضغط الدم".
ويلفت إلى أنه في الولايات المتحدة الاميركية، ومنذ أصبح استخدام الجهاز الدقيق HPLC هو الأساس في فحص مستوى فيتامين "د" قلت الحالات التي تشخص على أنها نقص شديد بالخطأ، وبالتالي قلت الحالات التي تعطى جرعات زائدة من الفيتامين.
وكان المستشفى الجامعي ومركز الأمير محمد بن فهد للأبحاث وفرا جهازا لقياس فيتامين "د" بتقنية HPLC، الذي يعد أحدث جهاز يستخدم هذه التقنية، وبلغت كلفته نحو 450 ألف ريال، إلا أن جدواه الصحية والمالية أكبر بكثير.
زميل العمران في الدراسة الدكتور وليد البكر أسباب نقص فيتامين "د" في المجتمع السعودي إلى قلة التعرض للشمس والاستخدام المفرط لواقي الشمس عند السيدات، وقلة أكل مشتقات الحليب والأجبان والبيض، وانتشار الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والسمنة، لأنها تقلل من امتصاص الفيتامين من الجلد.
معضلة تعدد المرجعيات
النتيجة نفسها أكدها مدير ادارة أحد المختبرات الرسمية في دبي عند سؤالنا له عن نقص فيتامين "د"، اذ يقول " نتائج الفحوصات التي تجريها العديد من المستشفيات والمختبرات غير دقيقة على فيتامين (د) والكوليسترول أيضا، ولا يمكن الاعتماد عليها والوثوق بها ، لأنها غير معتمدة من قبل وكالة الغذاء والدواء الأميركية. ولدينا في الدولة جهازان فقط من هذا النوع وما تبقى مختبرات قديمة لا يمكن الاعتماد عليها، وانت نفسك شاهد" .
بالفعل تم تشخيص زوجتي في أحد المراكز الصحية في الشارقة على أن فيتامين "د" لديها 6 ، وبعد اجراء الفحص نفسه في أحد المختبرات الذي قام بإرسال عينة الدم الى الخارج جاءت النتيجة بعد شهر بأن النسبة لديها 32 .
مدير المختبر، الذي آثر عدم ذكر اسمه، ينوه الى ما هو أخطر بالقول إن أحد أقاربه يعاني من مستوى الكوليسترول داخل الدولة ،وعندما يذهب الى أي مكان خارج الدولة يكون الكوليسترول لديه ضمن المعدلات الطبيعية !.
غياب الدراسات المرجعية عن هذا الموضوع تزيد الطين بله، اذ يؤكد هذا الطبيب أن "الأرقام والنسب الدقيقة تبقى في علم الغيب ولا يوجد ما يشير الى حجم المشكلة، لان لدينا عدة مرجعيات صحية وهذا بدوره يقف عقبة أمام تضافر الجهود ، ناهيك عن القطاع الخاص الذي يغرد خارج السرب ".
مشكلة صحية فعلا نتائجها ليست هينة فقد صنفنا من قبل على أننا نحتل المرتبة الثانية عالميا بمرض السكري وفقا لتصنيف منظمة الصحة العالمية التي استندت الى دراسة مسحية على عدد محدود وفئة عمرية محددة أجرتها وزارة الصحة، وفقا لأحد المسؤولين في الوزارة، الذي يقول أيضا ".
وخرجنا بعد اكثر عشر سنوات من قائمة العشرة الكبار ليس ببرامجنا وخططنا الممنهجة لمحاربة المرض، وانما لظهور دول فاقتنا في نسب الاصابة. ونفس الشي قد ينطبق على نقص فيتامين( د)، وهكذا دواليك" .
خطورة نتائج المختبرات
خلال حواراتنا في خضم التحقيق هذا في مستشفى دبي، دخل أحد رؤساء الأقسام في المستشفى ليروي لنا قصة حدثت مع والدته التي دأبت منذ سنوات طويلة على تناول فيتامين "د" مع كالسيوم حسب ارشادات أحد الأطباء، مما أدى الى مضاعفات وآلام شديدة الخطورة، فسافر معها للعلاج خارج الدولة ، ليتبين أنها تعاني من حصى كبيرة في الكلى نتيجة ابتلاعها لهذه الأدوية سنوات طويلة، فنتائج المختبرات هناك أكدت أن نسبة فيتامين "د" لديها طبيعية ولم تكن في حاجة للأدوية المساعدة .
حالة أخرى لأم أردنية تم تشخيصها في أحد المراكز الطبية الخاصة بنقص حاد في فيتامين "د" أقل، فأصيبت الأم بالهلع ، ووصف لها الطبيب فيتامين "دي 3 "حبة في الأسبوع ولكنها لم تثق بتشخيص الطبيب، ولجأت الى أحد المختبرات في مدينة دبي الطبية، فجاءت النتيجة بعد شهر لتؤكد أن نسبة فيتامين "د" طبيعية جدا (30 ).
الأبحاث الاكلينيكية
الباحثون الاكلينيكيون يدلون بدلوهم حول مدى نقص فيتامين "د" في الامارات ودقة الارقام التي يتم تداولها عن الموضوع .
مازن محمد أسعد باحث اكلينيكي في مستشفى دبي، يشدد على ضرورة اجراء الفحص في مختبرات مرجعية معتمدة محليا وعالميا ، وعدم الاعتماد على مصدر واحد، بل ويؤكد على ضرورة اجراء الفحص في مختبرين للتوافق ومراجعة طبيب مختص لوصف الدواء مع ضرورة المتابعة الشهرية، لأن كثرة فيتامين "د" في الجسم يؤدي الى تراكمه في الدم ويسبب زيادة مفرطة في الكالسيوم وتصلب بل وتكلس الشرايين وضعفا في العضلات وشعورا بالتعب.
وكذلك حصوات على الكلى، و قد يؤدي ايضا للتسمم . مازن قام بنفسه بإجراء دراسة على المرضى المترددين لمستشفى دبي في العام 2011 شملت 400 من مختلف الأعمار والجنسيات ، وكانت نتائج الدراسة على النحو التالي : 10% لديهم فيتامين "د" بنسبة كافية و 61% غير كاف و29% لديهم نقص حاد .
وفي العام 2012 عاد مازن وكرر نفس الدراسة على عينة أخرى فكانت نتائجها على النحو التالي : 70% لديهم نقص في فيتامين "د" ، و12.5% كاف ، و 16.5% نقص حاد . ويؤكد الباحث الاكلينيكي على أن مشكلة فيتامين " د" لم تكون ظاهرة من قبل، ولكن بعد العام 2007 عندما ظهرت أجهزة الفحص الدقيقة وزادت نسبة الوعي واقبال الناس على اجراء الفحص يتزايد، وبدأت المشكلة تطفو على السطح، ولا ننسى أن كل دول العالم لديها نقص في فيتامين" د" لكن بنسب متفاوتة
. أسعد يشدد على نقطتين في غاية الأهمية، الأولى: عدم الاعتماد على نتيجة فحص مختبر واحد بل على الاقل مختبرين اثنين، والثانية: استشارة الطبيب المختص قبل تناول الدواء ومن ثم المتابعة الشهرية أو الدورية لتجنب المضاعفات المحتملة لتراكمه في الجسم .
عادات هي الأسباب
الدكتور أنور الحمادي استشاري ورئيس مركز الأمراض الجلدية التابع لهيئة الصحة في دبي، يقول في المقابل " بغض النظر عن الأرقام والنسب، لدينا نقص في فيتامين (د) ، الذي تحول الى مشكلة عالمية ، وهي بالفعل لدينا أكثر من الدول الأخرى لأسباب عدة منها قلة التعرض للشمس حيث يمضي الرجال معظم أوقاتهم في المكتب.
وفي ساعات الدوام الرسمي التي تبدأ من الثامنة صباحا وحتى الثانية والنصف ظهرا وهي الفترة المفيدة لأشعة الشمس، في حين تمضي السيدات معظم الوقت في المنزل من دون التعرض لأشعة الشمس، ناهيك عن الزي التقليدي للنساء ( اللون الاسود ) الذي يحجب الأشعة فوق البنفسجية، اضافة الى الابتعاد عن الطعام الغني بفيتامين (د) والاعتماد على الوجبات السريعة" .
يضيف" ليس هناك أي مشكلة في الوقاية ولكن يجب أن تتم بإشراف الأطباء المختصين والالتزام بالجرعات المحددة والمتابعة الدورية" .
المسببات
تفيد وفاء عايش بأن هناك عدة أسباب لنقص فيتامين "د" منها عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس، والتقدم في العمر يقلل من المادة الأساسية المكونة لفيتامين "د" في الجلد ، وسوء امتصاص فيتامين "د" في الأمعاء الدقيقة بسبب وجود أمراض في الأمعاء .
وزيادة الوزن مما يؤدي إلى تجمع فيتامين "د" في الدهون، وقلة فيتامين "د" في حليب الأم وتنصح الأكاديمية الأميركية للأطفال بإعطاء فيتامين "د" من عمر شهرين وبعض الأمراض مثل أمراض الكبد، و الكلى، وسوء التغذية، والمرضى الذين يتعاطون أدوية الصرع ، والأمراض الوراثية عند الأطفال بسبب زيادة إفراز الفوسفات في الكلية:
التبعات
وتشير الى أن أبرز المشاكل المترتبة على نقص فيتامين "د" :
بالنسبة للأطفال تشمل تبعات نقص الفيتامين تأخر نمو العظام والجسم، وتقوس وتشوهات في الأرجل، وتأخر في الجلوس والمشي وظهور الأسنان، أما بالنسبة للبالغين فتشمل كسور مفصل الورك (المصدر:
المجلة الطبية الإنجليزية 1992، المجلة الطبية البريطانية 2003)، وهشاشة العظام (المصدر: المجلة الطبية الأميركية 2004).وضعف العضلات عند كبار السن مما يعرضهم للسقوط المتكرر (المصدر:المجلة الطبية البريطانية 2009)، وخطورة حدوث السرطان بنسبة 30-50% في الثدي ، القولون، البروستات(المصدر: المجلة الدولية للسرطان 2009).
وزيادة نسبة حدوث مرض السكري (المصدر: المجلة الأميركية للغذاء الطبي 2004)، وزيادة نسبة حدوث مرض الضغط (المصدر: المجلة الأميركية للضغط 2007)، والمساعدة على الإصابة بمرض السل (المصدر: مجلة العلوم 2006)، ويقلل من انقباض عضلة القلب (المصدر: مجلة العلوم 2006)، وزيادة حدوث مرض التصلب المتعدد (المصدر:
مجلة العلوم العصبية 2004)، وزيادة حدوث مرض روماتويد في المفاصل(المصدر: مجلة التهاب المفاصل والروماتيزم 2004)، وزيادة حدوث احتكاك المفاصل (المصدر: مجلة الأمراض الباطنية 2004)، وزيادة نسبة حدوث الأمراض النفسية - انفصام الشخصية والإكتئاب (المصدر: مجلة أبحاث انفصام الشخصية 2002)، ومرض لين العظام ويتصف بقلة وجود العناصر المعدنية في العظم في الحوض والعمود الفقري والأطراف وكسور جزئية في عظام الحوض.
الأعراض
تظهر أعراض نقص الفيتامين في آلام وضعف العضلات ، آلام في العظام في منطقة معينة من الجسم أو في كل أنحاء الجسم وعندما يقوم الطبيب بالضغط على عظمة الصدر الأمامية والقصبة في الساق يشعر المريض بالآلام واضحة.
وللعلم فإن هشاشة العظام لا تؤدي إلى الآلام على الإطلاق ، كسور في العظام وبالأخص عند كبار السن، وكسر مفصل الورك و يعتبر فيتامين "د" هاما وضروريا جدا لإكمال وظائف الجسم، لأن أي نقص به يمكن أن يسبب أمراضا مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، أمراض القلب، الضغط، هشاشة العظام، سرطان الثدي، سرطان القولون، وسرطان المبيض.
الاستطبابات
يعطى المريض في البداية أقراص أو كبسولات فيها 50 ألف وحدة دولية كل أسبوع لمدة 8 أسابيع وبعدها 5 آلاف وحدة دولية يوم بعد يوم لمدة شهرين، ومن ثم فحص فيتامين "د" إذا كان أقل من 30 نانوغرام تكرر الجرعة لمدة 8 أسابيع، ومن ثم يعطى علاج وقائي 800-1000 وحدة دولية أو 50 ألف وحدة كل شهر، أو التعرض الكافي للشمس 30 دقيقة واليدين والأرجل مكشوفه مرتين في الأسبوع بعد الشروق بساعتين وقبل الظهيرة وكذلك العصر قبل الغروب بساعتين.
نحو استراتيجية شاملة
نوضح خبيرة التغذية وفاء عايش أن ارتفاع معدل انتشار نقص فيتامين "د" في المجتمع المحلي، ولا سيما عند النساء والأطفال، يحتم التشخيص المبكر قدر الإمكان كما يجب اتخاذ الإجراءات المناسبة من خلال عمل حملات صحية عامة، لتثقيف الجمهور ومطالبة المنظمات الصحية والدوائية والغذائية بضرورة استخدام مكملات الفيتامين.
وتدعيم الأغذية بهذه المادة الهامة لمكافحة هذا النقص، وبالتالي لا بد للجهات الصحية من وضع استراتيجيات جديدة تكفل مكافحة هذا المرض عبر إضافة فيتامين "د" في المنتجات الغذائية المختلفة التي يمكن لكل الفئات العمرية استهلاكها في الحياة اليومية.
وتشدد على أن الإمارات تحتاج برنامجاً شبيهاً لبرنامج تدعيم الحليب في ثلاثينات القرن الماضي في الولايات المتحدة الاميركية، الذي أدى إلى القضاء على الكساح هناك، وكذلك قبل عقدين عندما كانت المملكة المتحدة تواجه نقص فيتامين "د" والكساح ونجحت في التغلب على هذه العواقب بواسطة الانتشار الواسع لمكملات فيتامين "د"، كما أن عدة بلدان أخرى تستهلك كمية كبيرة من هذا الفيتامين في المدخول الغذائي من خلال تدعيم الأغذية، المكملات الغذائية، أو الاستهلاك الكبير للأسماك.
نقصه من مسببات السكري ويضاعف خطورته
اذا كانت تأثيرات نقص فيتامين "د" خطيرة على الجميع، الا أن نقصه بالنسبة للمصابين بمرض السكري يضاعف من خطورته، التي تتجاوز التسبب بالمرض الأخير الى مفاقمته، بل تصل بالمبتلى به الى مستويات خطرة من الاكتئاب.
الدكتور أحمد الجيباوي استشاري السكر في مركز دبي للسكري والأبحاث، يوضح أن أكثر من 90 في المئة من مرضى السكري المراجعين والمسجلين في المركز لديهم نقص في فيتامين "د" .
وهي نسبة عالية جدا اذا ما قورنت بالنسب الموجودة في الجزء الشمالي من الكرة الارضية التي لا تطلع عليها الشمس، عازيا ذلك لأسباب منها تغير نمط الحياة واستخدام السيارة لفترات طويلة نظرا للخوف من الخروج في الطقس الحار وضربات الشمس ، وهو ما أدى تاليا الى تفاقم مشاكل السمنة حيث من المعروف أن فيتامين "د" يذوب في الدهون.
ويؤكد الدكتور الجيباوي على أن كل الدراسات الحديثة بينت أن فيتامين "د" له علاقة متينة مع مرض السكري، بما أنه يساعد الجسم على تنظيم مستوى السكر في الدم لأن الفيتامين هذا موجود في خلايا "بيتا" المنتجة للأنسولين ويساعد الجسم على تنشيط مستقبلات للأنسولين. وفي دراسة أجريت في جامعة لويولا في شيكاغو شملت نحو 3000 مريض مصاب بالنوع الأول من مرض السكري.
حيث وجدوا أن خطورة المرض تقل كثيراً حينما يتناول المرضى مكملات غذائية تحتوي على فيتامين "د"، ويظهر هذا الدور في قدرته على السيطرة على معدلات الإصابة بمرض السكر والتحكم في مضاعفاته .
مخاطر الاكتئاب
وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن الأبحاث التي أجريت على مرضى السكري من النوع الثاني، أكدت أهمية فيتامين "د" في منع الإصابة بهذا المرض . ونبهت الدراسة إلى أن الغذاء وحده قد لا يكون كافياً للحصول على الكمية المطلوبة من الفيتامين، ولكن يجب أيضاً التعرض للشمس مع تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على كمية مناسبة منه، حتى يمكنه القيام بدور فعال للسيطرة على السكري .
ونصحت الدراسة الأشخاص المعرضين لمرض السكري، والذين توجد في أسرهم حالات إصابة به، بالمحافظة على مستوى الفيتامين في الدم، حتى يستطيعوا تقليل احتمالات الإصابة بهذا المرض .
ويؤكد الدكتور الجيباوي على أن نقص الفيتامين لا يؤدي للإصابة بمرض السكري فحسب، ولكنه قد يؤدي أيضا الى مخاطر الاصابة بهشاشة العظام ونقص المناعة والاصابة ببعض انواع السرطانات والاصابة بمرض الاكتئاب، بما أن مرضى السكر معرضين أكثر للإصابة بهذا المرض اضافة لأمراض أخرى منها ارتفاع الضغط وأمراض القلب والشرايين وكلها مرتبطة بنقص الفيتامين في الجسم .
مطالبة
وطالب الدكتور الجيباوي بأهمية زيادة الوعي بأهمية الفحص المبكر لمستوى فيتامين "د" لمرضى السكري وفحصه باستمرار وبشكل روتيني كجزء من العناية الصحية الأولية للمرضى، وذلك لوجود أدلة علمية على علاقته بتنظيم مستوى السكر في الدم والتعرض لأشعة الشمس من الساعة العاشرة صباحاً إلى الثالثة مساء ولمدة من 15-20 دقيقة مرتين على الأقل في الأسبوع.
وخاصة مناطق الأطراف و الوجه، مشيرا الى أن النظام الغذائي وحده قد لا يكون كافياً لتعديل مستويات فيتامين "د" وبالتالي يمكن للمريض أخذ مكملات فيتامين"D2 "و"D3 " لأنها تقلل من خطر المشاكل الصحية ذات الصلة. وقد تختلف نسب فيتامين "د" التي يجب أن يأخذها الشخص حسب السن والظروف الصحية، لذا يجب استشارة الطبيب لمعرفة احتياجات الجسم من هذا الفيتامين.
دراسات
كشفت دراسة أميركية عن أن مستويات فيتامين "د" المنخفضة لدى مريض السكري تسهم في تراكم الكوليسترول في الشرايين، ما يعني احتمالاً أكبر للإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية . وتلفت الدراسة الى أن فيتامين "د" يمنع امتصاص الكوليسترول من خلايا تسمى "البلاعم"، ولذا فهي تعلق بالكوليسترول وتصبح "خلايا رغوية"، وهذه تعد أول أعراض الإصابة بمرض تصلب الشرايين .
تضيف الدراسة أن مرضى السكري الذين يعانون النقص في فيتامين "د" لا يستطيعون السيطرة على نشاط الكوليسترول. وقد أجرى العلماء هذه الدراسة على هذا النوع من الخلايا بعد أخذها من مرضى يعانون السكري وآخرين أصحاء، وكذلك من مرضى يعانون النقص في فيتامين "د" وآخرين لا يعانون هذه الحالة، فتبين لهم أنه عندما تكون مستويات الفيتامين منخفضة تصبح إمكانية تشكل خلايا رغوية أكبر.
وبالتالي يصبح خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية أكبر . كما أظهرت دراسة أخرى شملت أكثر من 10 آلاف طفل فنلندي، أن تناول مكملات من 2000 وحدة دولية يومياً من فيتامين "د" أدى إلى تخفيض خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول بنسبة 80% .
وفي دراسة أخرى نشرت في مجلة رعاية مرضى السكري (Diabetes Care)وجد أن تناول النساء الكالسيوم أكثر من 1200 ملغ، وتناول فيتامين "د" أكثر من 800 وحدة دولية يقلل نسبة حدوث السكري النوع الثاني بنسبة 33في المئة.
حقائق عن فيتامين د
تعرّف خبيرة التغذية السريرية في هيئة الصحة في دبي وفاء عايش، فيتامين "د"، ب فيتامين أشعة الشمس لأن البشرة بشكل طبيعي تقوم بتصنيعه عندما تكون في الخارج (في الشمس).
وتوضح أنه حتى وقت قريب، كان العلماء يعتقدون بأن الوظيفة الأساسية البيولوجية لفيتامين "د" هي مساعدة الجسم في امتصاص الكالسيوم، لبناء عظام قوية، ويساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفات من الأمعاء الدقيقة.
وإعادة امتصاص الكالسيوم في الكلية، والمحافظة على نسبة الكالسيوم والفوسفات في الدم وترسيب عناصر الكالسيوم والفوسفات في العظام ،مما يقويها ويضمن نموها الطبيعي وإنضاج خلايا العظم، وتنشيط جهاز المناعة، ومقاومة نشاط الخلايا السرطانية ، والمستوى الطبيعي في الجسم لفيتامين "د" يجب أن يكون 30 فأكثر ( نانو غرام / لتر أو 75 نانو مول/ لتر.
«صحة دبي»: إعطاء الفيتامين للمواليد حديثي الولادة
أكد الدكتور هشام الخطيب استشاري صحة الطفل في هيئة الصحة في دبي، أن جميع مراكز الأمومة والطفولة إضافة لمستشفيات الولادة، بدأت في إعطاء فيتامين "د "للأطفال حديثي الولادة من عمر يوم ولغاية ستة أشهر عن طريق الفم ، وذلك لإكسابهم المناعة الكافية وتجنيبهم الأمراض التي قد تنتج عن نقص الفيتامين .
وأضاف "لا يُعد حليب الأم وأطعمة الرُضع وحدهما كافيين في إمداد الطفل بكمية وفيرة من فيتامين "د" لوقايته من أمراض النقص الغذائي، لذا ينبغي على الآباء إعطاء أطفالهم الرُضع، الفيتامين بصورة يومية لأنه يحتوي على مادة الفلورايد "، لافتاً إلى أن ذلك يسري على الأطفال، الذين يرضعون طبيعياً أو صناعياً على حد سواء.
ما يدعم ذلك تلك الدراسة البريطانية في مستشفى ساوثامبتن العام ونشرت في مجلة "لانسيت المتخصصة" والتي أشارت إلى أن إعطاء فيتامين "د" للأمهات الحوامل يمنح أطفالهن متانة أكبر في العظام. وأشارت الدراسة التي أجريت على 198 امرأة إلى أن أبناء من لم يتناولن الفيتامين كانوا يعانون من هشاشة في العظام عند بلوغهم سن التاسعة، أما أولئك اللواتي تناولن كميات منه أو تعرضن لمزيد من أشعة الشمس، فكانت عظامهم أكثر متانة وقوة .
وقاس فريق الباحثين برئاسة البروفسور سايروس كوبر سبة فيتامين "د" في عينات من دم نساء كن في مراحل الحمل الأخيرة ، وقاسوا نسبة الكالسيوم لدى الأجنة، وأظهرت الدراسة أن هذه العملية مكنت من نقل الكالسيوم للأجنة عن طريق الغشاء الذي يحيط بالجنين.
مواد غذائية غنية به
تؤكد خبيرة التغذية السريرية وفاء عايش على أن هناك العديد من أصناف المواد الغذائية يتوفر بها فيتامين "د" حيث يعتبر سمك السلمون مصدراً جيداً جداً للفيتامين اذ يحتوي على 360 وحدة دولية.
ولكن وفقا للمؤسسة الوطنية للصحة، فإن سلمون المزارع يحتوي على 25 في المئة من فيتامين "د" مقارنة مع السلمون البري، كما أن الفيتامين هذا يوجد بكثرة في صفار البيض الذي لا يتناوله الكثيرون خوفا من الكوليسترول وتحتوي البيضة الواحدة على 20 وحدة دولية، وينصح بتناول البيض مرتين الى ثلاث مرات في الأسبوع.
كما يعتبر حليب جوز الهند خاليا من الصويا ومنتجات الألبان وهو مدعم فيتامين "د"، وتحتوي الحصة الواحدة من حليب جوز الهند على 25 في المئة من حاجة الانسان اليومية من الفيتامين، كما أن سمك فلاوندر ذا اللحم الأبيض، يحتوي على 1/4 من الحصة اليومية الموصى بها من الفيتامين.
وكذلك الفطر اذ أن هناك أنواعا مختلفة ومتنوعة من الفطر تحتوي على فيتامين "د" ولكن بعض الأنواع تتميز بغنى المحتوى أكثر مثل فطر الشيتاكي الذي يحتوي على 45 وحدة دولية، ويعتبر زيت كبد الحوت الصافي من أهم مصادره، حيث تحتوي الملعقة الواحدة على 1.360 وحدة دولية أو 340 في المئة من الحصة اليومية، كما أن سمك السردين مصدر غني بالفيتامين، حيث تحتوي سمكتان صغيرتان على 46 وحدة دولية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.