تمدد أحمد شفيق، المرشح الرئاسي الخاسر في مصر، والتلميذ النجيب للرئيس المخلوع حسني مبارك، على «الشيزلونج» بأحد حمامات السباحة في فندق خليجي شهير، يخفي عينيه بنظارة سوداء يرمق من تحتها المكان الذي يعج بجنسيات مختلفة يغلب عليها البشرة الحمراء والشعر الأشقر. وبينما هو سارح في الخيال يتذكر أيامه الخوالي حينما كان النديم المفضل لمبارك، والحروب التي خاضها و «قتل واتقتل» فيها، حتى رن هاتفه المحمول. نظر بكسل إلى شاشة الموبايل، فلم يظهر له رقم محدد. احتار في هوية المتصل، لكنه رفع الهاتف إلى أذنه بنفس الكسل. بمجرد أن سمع صوت من يحادثه حتى انتفض واقفا، فاختل توازنه ليسقط في بركة المياه، وسط دهشة وضحكات الموجودين. بسرعة، خرج من الحمام، وحبات المياه تتساقط منه، وقد وقعت النظارة، لكنه كان متشبثا بالهاتف بيده تشبث الغريق بطوق نجاة. إن على الطرف الآخر نفس المسؤول العربي الغامض الذي يضع عليه شفيق كل الآمال، لإعادته إلى مصر حاكما وقائدا وليس متهما في قضايا فساد. ودار بين الجانبين الحوار التالي: * المسؤول الغامض: إيش بيك يا شفيق.. ماذا حصل.. ليش لم ترد بسرعة.. ما سر الأصوات التي حدثت؟ - شفيق: لا أبداً يا فندم.. ده بس من فرحتي بسماعي صوت جنابك.. لكن معاليك مش عادتك تكلمني.. ودايما بتبعت لي التعليمات. * لأن الموضوع عاجل ولا يحتمل التأجيل والمراسيل.. - خير.. كفالله الشر.. إيه اللي جرى.. جنابك أو أي حد من السادة الأفاضل الكبار بيشتكي من حاجة.. مش الصحة كويسة والحمد لله؟ * صحتنا بمب وخمسة وخميسة في عينك.. احنا بنشتكي منك إنت.. إنت مقصر في شغلك؟ - شفيق مندهشا: طيب يا رب أنطس في نظري لو كنت مقصر؟ *لأ.. إنت مقصر وايد.. وزعلانين منك وايد؟ - مني أنا يا فندم!! أنا صدر مني حاجة زعلت جنابك لا سمح الله؟ * إنت ما دريت قطر عملت إيه مع مصر؟ - عملت إيه تاني؟! احنا مش هنخلص من الصداع اللي القطريين بيعملوه ده.. ربنا يوريني فيهم يوم قادر يا كريم. * المسؤول الغامض مصعوقا: عملت إيه! نعم.. إنت مو داري بالدنيا حولك.. إنت ما سمعت يا أطرش عن المساعدة القطرية الجديدة لمصر ب3 مليار دولار وكمان موضوع دعم الغاز وفتح المجال أمام الشركات المصرية للعمل من دون كفيل؟! - 3 مليار تاني.. دول غير المنح والوديعة اللي فاتوا؟! * طبعا.. ما إنت قاعد طول اليوم على حمام السباحة نايم.. واكل.. شارب.. ومش حاسس بالمصايب اللي بتعملها قطر ومحمد مرسي. - اعذرني جنابك.. أنا زهقت من أخبار السياسة وأخبار قطر وأخبار اللي ما يتسمى مرسي.. من يوم كسبني وهو عامل لي أرتكاريا في نافوخي.. إلهي ما يكسبّه ولا يربحه البعيد ويرزقه في كل خطوة بمظاهرة أو اعتصام أو قطع طريق وبلطجة. * هذا اللي إنت فالح فيه.. تقعد فقط تدعى مثل الأرامل. - ليه بس جنابك.. ما رجالتي شغالين في مصر الله ينور.. وناشرين الفوضى.. ومخربين الاقتصاد.. وكلها أيام ومرسي يسقط. * من يوم ربنا ابتلاني بمعرفتك وإنت بتقول نفس الكلام.. والنتيجة مرسي بقاله رئيس 9 شهور ولا سقط ولا شيء والمصيبة إنه مصمم ينفذ مشروع محور تنمية قناة السويس.. عارف هذا معناه إيش؟ - شفيق منكسرا: عارف يا فندم من غير ما تقول.. خراب بيوت. * طيب اتحرك.. اعمل حاجة.. الدولارات اللي أخذتها مني إنت وبتوع المعارضة أكتر من المليارات اللي دفعتها قطر لمصر.. كده شكلنا بقى وحش قدام الشعوب.. قطر بتدعم دولة.. واحنا بندعم فصايل.. ويا ريتنا فلحنا. - بإذن الله ربنا مش هضيع تعبنا يا فندم.. احنا زي ما جنابك بتَّابع الأخبار بنستنزف مرسي.. نخرجه من نقرة نوقعه في دحديرة.. ودلوقتي هنشتغل تاني في ملف الفتنة الطائفية وآخر عملية في منطقة «الخصوص» ومبنى الكاتدرائية المرقسية جابت نتيجة مذهلة والدنيا مولعة في مصر.. اطمن يا باشا مصر هتقع هتقع مهما عمل القطريين ومهما ساعدوا المصريين.. وإن شاء الله هرجع بجهودكم رئيس كامل مكمل.. وأعمل اللي تؤمروني بيه زي ما كان بيعمل أستاذي مبارك ربنا يفك ضيقته.. وأوعد جنباك من دلوقتي أول قرار لما أسكن قصر الحكم إني هلغي حاجة اسمها مشروع تنمية قناة السويس.. ولو تحب سعادتك أردم القناة من أصله.. وأمنع أي وجع دماغ لجنابك. * أما نشوف.. مش فالح غير في الكلام.. وبعدين إيه اللي بيهببوا بتوع الإعلام عندكم ده.. مش قبل كده قلت لك إن الحملة ضد قطر لازم تنتهي إنها تمتنع نهائيا عن دعم مصر وإن مستثمريها يطفشوا من هناك عشان تكون مصر وحيدة وتقع بسرعة.. وبعدين إنت وبتوع جبهة اسمهم إيه «الإنقاذ» تنقذوها.. لكن اللي حصل العكس.. قطر زودت دعمها وما تتأثر بأي هجوم إعلامي. - يا فندم بصراحة أنا غلب حماري مع القطريين دول.. مفيش حاجة نافعة معاهم.. على إيد سعادتك بتوعنا في الإعلام اخترعوا حكاية شراء قناة السويس.. وبعدين تأجير الآثار.. وقبل كده إن قطر هتحتل مصر.. وغيرها كثير.. مش عارف نعمل إيه؟