تصاعد الاتهامات بين الكتل عشية سريان الصمت الإعلامي للانتخابات المحلية في العراق بغداد: حمزة مصطفى قبل ساعات من سريان الصمت الإعلامي لانتخابات مجالس المحافظات في العراق استمر تبادل الاتهامات بين الكتل السياسية التي رمت بكل ثقلها من أجل الفوز بأكبر عدد من المقاعد تمهيدا لإحداث تغيير حاسم في الخارطة السياسية وصولا إلى تشكيل حكومة الأغلبية السياسية التي صارت الشغل الشاغل لرئيس الوزراء العراقي وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي. وبينما واصل المالكي حملته في المحافظات الوسطى والجنوبية من أجل كسب المزيد من الأصوات أمام منافسيه الأقوياء هناك وهما التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر والمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم فقد دعا كل من رئيس البرلمان وزعيم قائمة «متحدون» أسامة النجيفي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر العراقيين إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات التي تبدأ غدا السبت في نحو 12 محافظة غير منتظمة بإقليم (تم استثناء كركوك لعدم وجود قانون خاص بها حتى الآن ومحافظتي نينوى والأنبار بسبب الأوضاع الأمنية فيهما). وقال النجيفي في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «هذه الانتخابات، وباختصار شديد، قد تكون مفتاح الأمل، وبداية التغيير، وعنوان برامج جديدة، وقيادات مخلصة، ومنظومة إصلاح متكامل، وتغيير منشود». وأضاف النجيفي «أن هذا يتحقق حين تشاركون في الانتخابات بفاعلية، وترفضون السلبية والجلوس في المنازل في يوم التصويت، برفض ترك ورقة التصويت، وهي تمثل هوية الحق الذي منحك إياه الدستور، فارغة بيضاء لأن ذلك يحيلها لطريق إلى مستقبل أسود مظلم». من جهته أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على ضرورة المشاركة الواسعة في هذه الانتخابات قائلا في كلمة متلفزة «هبوا معنا إلى نصرة العراق والعراقيين فأمهات شهداء العراق وأمهات الثكالى والمعذبون بالسجون والفقراء والمظلومون ينادونكم فلا تغفلوهم أبدا». وحث زعيم التيار الصدري العراقيين قائلا: «لا تعطوا صوتكم لمن يريد شهرة أو كرسيا أو راتبا أو تجارة بل صوتوا لمن يضحي من أجلكم ولأجلكم». وكان زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي قد هاجم مؤخرا الكثير من خصومه وشركائه السياسيين في مهرجانات انتخابية في المحافظات الوسطى والجنوبية في وقت اعتبرت فيه جبهة الحوار الوطني التي يتزعمها صالح المطلك أن كلا من ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي ومتحدون بزعامة النجيفي يقودان البلد نحو التقسيم. وقالت الجبهة في بيان لها «اليوم عندما نسمع الخطاب والتحشيد الطائفي من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي وبعض أعضاء قائمته الانتخابية أو الخطاب الطائفي لرئيس البرلمان أسامة النجيفي نتيقن أن مشروع استهداف الدولة العراقية والمشاريع الوطنية فيها ما زال حاضرا وأن أجندات بعض القوائم والشخصيات السياسية ما زالت تحمل بين جنباتها أحلاما تهدف إلى تقطيع أوصال العراق وتقسيمه إلى كانتونات طائفية وعرقية صغيرة، يسهل ابتلاعها من بعض دول الجوار». وأضاف البيان أن «هناك من يسعى إلى مقايضة المقاعد الانتخابية بالأمن والسلم المجتمعي على حساب دماء العراقيين». وفي وقت أظهر فيه استطلاع للرأي نظمه أحد المراكز المتخصصة في بغداد وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه تراجعا في شعبية المالكي في بغداد فقد أكد عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون الدكتور حسن الياسري في تصريح ل«الشرق الأوسط» أن «الهدف الأكبر للمالكي وشركائه السياسيين في هذه الانتخابات في المناطق الوسطى والجنوبية (تيار الإصلاح الوطني. منظمة بدر. حزب الفضيلة) وشركاء آخرين وشخصيات في مناطق أخرى تكوين كتلة أكبر داخل مجالس المحافظات أو الحكومات المحلية تمهيدا لتشكيل كتلة أكبر في البرلمان القادم تؤدي إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية بعد أن أثبتت التجربة الماضية فشل حكومات الشراكة الوطنية». وردا على سؤال فيما إذا كان المالكي واثقا من ذلك قال الياسري إن «المالكي يحاول ذلك وفي حال لم يتمكن فإنه سوف يعلن إبراء ذمته أمام العراقيين بأن أي تغيير سوف لن يتحقق لهم في حال لم ينتخبوا الكتلة التي يمكن أن تقود البلاد كأغلبية لا شراكة». غير أن استطلاعا للرأي نظمه مركز «أفق» لدراسة الرأي العام وشمل عينة من 2000 شخص من مناطق مختلفة من بغداد. وفي وقت جاء ائتلاف دولة القانون بالمرتبة الثالثة في التصويت طبقا للاستبيان بعد ائتلاف المواطن والأحرار فإنه وإجابة على سؤال بشأن عدد من الأسماء المؤهلة لقيادة البلد في المرحلة المقبلة وشمل كلا من «نوري المالكي - عمار الحكيم - صالح المطلك - إياد علاوي - برهم صالح - أسامة النجيفي - مقتدى الصدر - غسان العطية - مشعان الجبوري - عزت الشابندر» ؟ جاءت النتيجة: عمار الحكيم، غسان العطية، أسامة النجيفي, نوري المالكي, مقتدى الصدر, إياد علاوي برهم صالح, صالح المطلك, ووصف رئيس ائتلاف إرادة الأهالي والسياسي المعروف غسان العطية في تصريح ل«الشرق الأوسط» هذا التحول في مزاج المواطن العراقي بأنه «نتيجة لفشل التجربة السياسية على كل المستويات طوال السنوات العشر الماضية والحاجة إلى دماء جديدة». وأضاف العطية أنه «سبق أن طرح مثل هذا المشروع العابر للطائفية والعرقية عام 2004 ولكني وجدت أن لا أحد معي لا من الشيعة ولا من السنة بينما اليوم نجد أن هناك نفسا عراقيا يمكن المراهنة عليه إذا كان ليس الآن تحديدا ففي المستقبل القريب».