العميد صموده يناقش مع مدير عام الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية آليات سير العمل في إدارة الأدلة في محافظة المهرة    يوفنتوس مصمم على التعاقد مع ريكاردو كالافيوري    نادٍ إيطالي مغمور يحلم بالتعاقد مع مودريتش    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    العليمي يصل المنامة للمشاركة في القمة العربية    الاتحاد الأوربي يعلن تطور عسكري جديد في البحر الأحمر: العمليات تزداد قوة    كلوب يسخر من واقعة المشادة مع صلاح    ريال مدريد يحتفل بلقب الدوري الإسباني بخماسية في مرمى ديبورتيفو ألافيس    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    الخطر الحقيقي على الجنوب وقضيته يكمن في معاشيق    هيو جيو كيم تتوج بلقب الفردي وكانغ تظفر بكأس الفرق في سلسلة فرق أرامكو للجولف    ولي العهد السعودي يصدر أمرا بتعيين "الشيهانة بنت صالح العزاز" في هذا المنصب بعد إعفائها من أمانة مجلس الوزراء    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    «البلسم»تختتم حملتها الطبية في اليمن وتنجح في إجراء 251 عملية قلب مفتوح وقسطرة تداخلية للكبار والأطفال    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    وصول شحنة وقود لكهرباء عدن.. وتقليص ساعات الانطفاء    11 مليون دولار تفجر الخلاف بين معين عبدالمك و مطيع دماج بالقاهرة    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    عار على الجنوب وقيادته ما يمارسه الوغد رشاد كلفوت العليمي    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    شاهد:الحوثيون يرقصون على أنقاض دمت: جريمةٌ لا تُغتفر    ليست السعودية ولا الإمارات.. عيدروس الزبيدي يدعو هذه الدولة للتدخل وإنقاذ عدن    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    "امتحانات تحت سيف الحرمان": أهالي المخا يطالبون بتوفير الكهرباء لطلابهم    صراع على الحياة: النائب احمد حاشد يواجه الحوثيين في معركة من أجل الحرية    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزي في وفاة الشخصية الوطنية والقيادية محسن هائل السلامي    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الولايات المتحدة: هناك أدلة كثيرة على أن إيران توفر أسلحة متقدمة للمليشيات الحوثية    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقاومة «حزب الله»..ذئب فارسي في ثياب حمل لبناني
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 12 - 2012

«اضطر الأمين العام ل»حزب الله» اللبناني، حسن نصر الله، إلى الظهور مؤخرًا للدفاع عن سمعته الملطخة بدماء الأبرياء من شعب سوريا من الأطفال والنساء وآلاف الأبرياء المذبوحين في جريمة لن ينساها التاريخ ولن تغفرها الأجيال، محاولا خداع العرب بالحديث عن الوحدة والمقاومة، غير أن الشعوب العربية لم تعد تثق في هذا الخطاب المزيف، فهي قد رأت بأعينها أقنعة ذلك الحزب تتساقط وينكشف معها زيف الادعاء بالعمل على نصرة القضايا العربية بينما تشير كل الدلائل وآخرها وقوفه إلى جانب نظام مستبد ضد شعب أعزل إلى أنه يعمل لخدمه مشروع إيراني واسع يستهدف تحقيق أحلام طهران بالتغلغل في كل مكان وزيادة النفوذ في المنطقة وصولاً إلى ذلك المجد الفارسي الذي تحدثت عنه الثورة الإسلامية وزعيمها الخميني، وإلى تحقيق حلم الهلال الشيعي ولو على جثث مئات الآلاف من المسلمين في سوريا ولبنان والعراق وغيرها، وستظل صور جثث الشهداء في لبنان وفلسطين وسوريا مؤخرًا ماثلة في ذهن ملايين العرب من المحيط إلى الخليج شاهدة على المقاومة المكذوبة والممانعة الوهمية.
دأب بعض المحللين السياسيين على تصوير العلاقة العقائدية والعسكرية القوية التي تربط «حزب الله» مع إيران على أنها في صالح قضايا الأمة العربية في الأساس وفي مواجهة الاحتلال، باعتبار بأن الكثير من العتاد العسكري الذي تم استخدامه في هذه المواجهات وآخرها الحرب على غزة في نهاية عام 2012م كان سلاحًا إيرانيًا، وأن الكثير من الخدمات الفنية والتقنية التي تولت طهران تزويد لحزب بها ما زالت تتدفق إلى الأراضى اللبنانية وبوتيرة متسارعة، بيد أن الصورة كلما وضحت سيجد المحللون أن هذه العلاقة قد أشعلت في واقع الأمر المواجهات الطائفية في إطار لا يهتم كثيرا بصالح القضايا العربية ولا يلقي لها بالاً، حيث تدور المصالح السياسية بين الحزب وبين طهران في فلك عقائدي لا يأخذ في اعتباره مصالح الشعوب والأنظمة العربية، وليس أدل على ذلك من اصطفاف الحزب مع طهران إلى جوار النظام السوري الدموي، الذي يقترف المجازر ويسفك الدماء ليل نهار.
وقد كشف التشجيع على الاستمرار في قتل السوريين وتوفير الغطاء السياسي والدعم العسكري لنظام استبدادي من جانب الحزب الغطاء عن زيف المشروع الذي يروج له عن نصرة القضايا الإسلامية والعربية، وكشف بجلاء أن تلك الآمال المعلقة على الحزب في وحدة الأمة في وجه الكيان الصهيوني ومخططاته العدوانية هي مجرد سراب، بل يخدم في الواقع أعداء الأمة العربية ويفتح لهم الباب لتدمير المقومات العربية. فقد واجهت كل الجهود لحل الأزمة السورية وإعادة هيكلة النظام والسلطة في سوريا بما يلبي كرامة وحقوق الشعب السوري كل العناد من جانب الحزب، والذي بدا متعطشًا لرؤية المزيد من الدماء وهي تسال في دمشق وباقي المدن، واشترك في تصعيد نطاق المواجهات وتوسيع رقعة الحرب ليستفيد أعداء الأمة العربية في النهاية من كل هذا التشرذم والفوضى التي يخطط الإيرانيون لها وينفذها حزب الله بالأمر المباشر.
قصة الصعود المسلح
بدأ الحزب في الظهور على المسرح السياسي اللبناني في بدايات الثمانينيات، بدعم مالي من إيران، كتنظيم عسكري سري أعلن وقتها أن هدفه الأساسي هو مواجهة الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان والذي وصل إلى قلب العاصمة بيروت في عام 1982، وقد كان الحزب في ذلك الوقت جزءًا مما كان يسمى «جبهة المقاومة اللبنانية». ويعود الفضل في التأسيس للسيد محمد حسين فضل الله، فقد كان بمثابة المرشد الروحي للحزب في بداية تأسيسه قبل أن يحصل تباعد بينه وبين الحزب بسبب تباينات في وجهات النظر حول المرجعية الدينية، إذ سعى فضل الله إلى تأسيس مرجعية مستقلة للحزب الشيعي الذي تدخل ولاية الفقية في صلب عقيدته. ولعل هذا الخلاف هو إحدى النقاط المهمة التي سنلقى عليها الضوء في هذا التقرير لبيان التباعد في النظريات وإعلان التأسيس والتطبيقات على أرض الواقع. وقد ظلت القيادة مشتركة في الحزب بين المراجع الشيعية بدعم فضل الله إلى أن انتخب الأمين العام الأول لحزب الله صبحي الطفيلي، الذي تولى هذا المنصب في الفترة من عام 1989 حتى 1991، ثم أجبر على الاستقالة بعد إعلانه من جانب واحد العصيان المدني على الحكومة اللبنانية الأمر الذي رفضه الحزب، وتولى منصب الأمين العام عباس الموسوي خلفًا له، لكنه لم يستمر أكثر من تسعة أشهر، حيث اغتالته إسرائيل في عام 1992، ليقود الحزب من بعده حسن نصرالله، الذي لا يزال يشغل هذا المنصب حتى الآن. و كان الظهور الرسمي للحزب في شهر فبراير من عام 1985، حين تكونت هياكله التنظيمية في حي الشياح وهو من أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت من خلال إعلان التأسيس. لكن تفجير السفارة العراقية فى بيروت عام 1981 ارتبط بالحزب تمامًا كما ذاع صيته بعد قيامه بنسف مقر القوات الأمريكية والفرنسية في أكتوبر عام 1982 مما أدى لمقتل 300 جندي أمريكي وفرنسي. وبطبيعة تكوينه وعقيدته، خاض الحزب مواجهات مع حركة «أمل» الشيعية لمدة تزيد على الأعوام الخمسة، ولم تنته عمليًا إلا عام 1990.
وبسبب الدعم الإيراني المتواصل كجزء من المشروع الصفوي وطموحاته في المنطقة، وبسبب الأجواء المتوترة والأوضاع الصعبة في لبنان في هذا الوقت، بادر الحكم اللبناني منذ عام 1989 إلى إسباغ الشرعية على مقاومة الحزب، وسخّر له كل الدبلوماسية لتبرير عملياته. ولم تكن الأهداف الإيرانية لتتحقق عن طريق العمليات العسكرية وحدها في ظل تفوق ساحق للسلاح الإسرائيلي، وبالتالي تم العمل على دفع المشروعية السياسية للحزب بكل السبل، وظهرت كتابات في طهران تدعو إلى التقنين السياسي في إطار أوسع من التمكين وزيادة النفوذ الإيراني في المنطقة برمتها، وبالتالي كانت رغبة طهران والحزب في إضفاء الشرعية على المشروع الذي سوق له في البداية باعتباره مقاومة واحدًا من الحوافز الرئيسة لدخول الحزب إلى المجرى الرئيس للسياسة في 1992 عندما خاض أول انتخابات برلمانية بعد الحرب وفاز وقتها المرشحان البرجاوي وعمار بعضوية المجلس النيابي.
وبعد دخول الحزب إلى السياسة بدأت تتكشف ملامح المشروع الذى يحمله رجاله بصورة أوضح، ويمكن التركيز على ثلاث نقاط أساسية تبين لماذا أصبح هذا التباعد بين حزب الله والقضايا العربية واقعًا الآن:
أولاً: تكشف الجرائم بالوقائع والأدلة التي قام بها المنتمون لحزب الله أن هناك استهدافًا للمصالح العربية بشكل أو بآخر، ولا يزال التاريخ يذكر كيف تم تفجير السفارة العراقية في بيروت من قبل الحزب، وكيف تورط فى محاولة اغتيال أمير الكويت بسيارة مفخخة عام 1985، وكيف اشترك في ارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين في العام نفسه فيما عرف بحرب المخيمات، وتكرر الأمر في العام التالي بصورة أكثر وحشية. وفي عام 1985 أيضًا قام الحزب بسلسلة عمليات اختطاف لأجانب مقيمين في لبنان ليعرض مبادلتهم بأسلحة أمريكية، الأمر الذى ورط الحكومة اللبنانية بشكل كبير. وفي الخامس من أبريل عام 1988 قام الحزب بخطف طائرة الخطوط الجوية الكويتية «الجابرية» وعلى متنها 111 راكبًا من مواطنين وأجانب، وقد تم خطفها في مطار مسقط وأتجه الخاطفون بها إلى مطار «مشهد» في إيران ليجروا مفاوضات مع السلطات الكويتية للإفراج عن عناصر من الحزب مسجونين في الكويت بعد قيامهم بتفجيرات إرهابية وبعد أن فشلت المفاوضات اتجهوا لبيروت ثم قبرص ليقتلوا الكويتيان (عبدالله الخالدي وخالد أيوب). كما قد قدم الحزب كل التعهدات المطلوبة لحفظ أمن إسرائيل في عامي 1993 و1996 عن طريق اتفاقيات وتطمينات سرية كشفت عنها التقارير.
ولكي لا ينكشف الغطاء عن مشروع الحزب الأهم، اعتبر الحزب جلاء إسرائيل عن معظم الجنوب اللبناني المحتل في مايو 2000 انتصارًا له ولكنه قال إن المعركة مع إسرائيل لم تنته. وبعد الانسحاب السوري من لبنان في مارس 2005 اضطر الحزب أن يمد أياديه إلى جماعات الائتلاف السُنّي المسيحي الدرزي في الانتخابات برلمانية لخدمة أهدافه السياسية.
وفي 14 فبراير عام 2005 فجع العالم باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في سيارة ملغومة استهدفت موكبه، وبعد أن أنشأت الأمم المتحدة المحكمة الخاصة بناء على طلب من الحكومة اللبنانية لتقديم القتلة إلى العدالة، اتهم المدعي العام أربعة عناصر من حزب الله بالتورط في جريمة الاغتيال. وبسبب ذلك لا يزال لبنان بعد ثماني سنوات من اغتيال الحريري، يعيش انقسامًا، وفرقة، وعدم توافق وصراعات بات واضحًا أن حزب الله لعب ويلعب الدور الأكبر في تأجيجها.
وقد بدأت تتكشف للدول العربية تدريجيًا أن ثمة شيئًا خفيًّا يدار ضد مصالحها ولم ينزلق الكثير من هذه الدول إلى تصديق كل ما يقال عن المقاومة عندما عاد الحزب إلى بؤرة الأحداث مجددًا خلال حرب لبنان صيف 2006. وبالفعل عانت الدول العربية من مواقف الحزب غير المسؤولة ومن تصريحات زعيمه حسن نصر الله، ففي مايو 2008 اندلعت المواجهات في بيروت بين مسلحين موالين للحزب وحكومة فؤاد السنيورة فيما اعتبرت أسوأ اشتباكات شهدها لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية، وفرض مسلحو الحزب سيطرتهم على العديد من المناطق في العاصمة وسط مواجهات دموية كانت دليلاً على جر الساحة اللبنانية مجددًا إلى بحار الفوضى. وتزايد القلق من توريط لبنان في مغامرات جديدة بعدما وردت معلومات مع بداية 2010 أن الحزب قد ضاعف من قوته الصاروخية بثلاثة أضعاف عما كانت عليه في صيف 2006 وأنه قام بنشر بعض هذه الصواريخ جنوب نهر الليطاني.
أي مقاومة تدعم الاستبداد؟
وقد وصل الأمر إلى ذروته مع إعلان الحزب مساندته لنظام بشار الأسد، وأثبت هذا الموقف أن ما يسوق له الحزب من مناصرة قضايا المسلمين العادلة في كل مكان ما هي إلا أكاذيب تستند إلى حسابات سياسية ضيقة تغلفها طموحات إيران الإقليمية وتبتعد عن العقيدة الإسلامية التي تأمر بالعدل وتنهى عن الظلم، فقد بات واضحًا للعيان أن الحزب بدعم من إيران بات يغزو كل الأراضي السورية.
وفي أعين المعارضة السورية التي لاقت ما لاقت من أعمال قتل وتعذيب وملاحقة على امتداد شهور متواصلة، بات دور الحزب التخريبي أكثر وضوحًا على أرض الواقع، فصرح نائب ائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية جورج صبرة، أن حزب الله ومن سماهم «ملالي طهران» في إشارة إلى القيادة الإيرانية يريدون تحويل شعوب المنطقة إلى مجموعات متقاتلة ومتعادية على وهم في التاريخ، ودعا كل السوريين إلى مقاتلة من سماهم «الغزاة» بكل الوسائل المتاحة، مضيفًا أن حزب الله يسعى إلى تخريب البنى الاجتماعية والثقافية في المنطقة.
وتمتد تحذيرات المجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري من مخاطر ما يجري في المنطقة، فالشعب السوري يرى أن ما يقوم به الحزب في سوريا هو بمثابة حرب مفتوحة وغزو، وبالتالي يجب أن توضع جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمجتمع الدولي أمام مسؤولياتها.
النقطة الثانية التي تبين أكاذيب حزب الله في الدفاع عن القضايا العربية تكمن في علاقة الحزب الوطيدة مع إيران. وهو ما اعترف به نصر الله نفسه حين دافع عن العمل تحت «ولاية الفقيه»، وقد كان ارتباط حزب الله بالمشروع الإيراني واضحًا، فإيران هي الشريان المغذى للحزب في كل الأوقات، ويلعب أمين الحزب حسن نصر الله دور صلة الوصل بين إيران، وقواتها في لبنان، لإيمان الطرفين بنظرية ولاية الفقيه وبكل مبادئ وأفكار الثورة الإسلامية التي قادها الخميني، كما اشتركا في فكرة التوسع والطموح اللامحدود وتصدير أفكار الثورة إلى المنطقة وفى نشر التشيع بها. ولذلك كان اعتماد طهران على الحزب مستمرًا، لأنها تمثل منفذًا على دول المشرق العربي تستطيع طهران أن تعمل فيه لمصالحها وأهدافها الدينية والقومية من أجل إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية.
والعلاقة الحميمة بين حزب الله وإيران ليست مبنية على تكهنات، بل هي واقع فعلى على الأرض لا ينكره الطرفان، فمنذ نشأه الحزب والعلاقات مع طهران تتطور يومًا بعد يوم، بل وأصبحت الآن أقوى من ذي قبل، فقبل نحو ثلاثة أعوام تواجد وفد عسكري من الحزب في طهران للمشاركة مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري والكتائب الإريترية لتدريب الحوثيين. وفى مقال لرئيس مركز الدراسات العربية الإيرانية الدكتور علي رضا نوري زادة قال: إن من يضع سياسات الحزب ليس نصر الله، بل نائبه وهو ممثل المرشد الإيراني الأعلى، المطلق الصلاحيات. وتقول التقارير إن حسن نصر الله قد توجه إلى طهران وطلب من آية الله خامنئي أن يحث خاتمي على خوض السباق الرئاسي في إيران، نظرًا لمكانته في العالم وبين البلدان العربية، ولكن يظل الحزب تابعًا لرغبة خامنئي، لأنه بايعه بصفته وليًا للأمر.
ولعل الانشقاقات الأخيرة في صفوف الحزب وإعلان أعداد كبيرة من الشيعة تخليهم عن الحزب بعد دعمه لجرائم نظام الأسد تبين بوضوح أن ارتباط الحزب بالمشروع الإيراني أهم من المصالح العربية، حيث يصر القادة على تنفيذ الرؤية الإيرانية بعيدًا عن آمال العديد من أنصار الحزب، ولعل هذا الانقسام هو أحد خصائص الحزب منذ أن حدث الخلاف بين محمد حسين فضل الله الذي كان يميل لنظرية شورى الفقهاء التي لا يوجد فيها تفرد شخص فقيه بولاية الأمة وبين المرجعيات الأخرى المتمسكة بنظرية الولي الفقية، حتى أن أنصار الحزب وبعلم القيادة ورضاها قاموا بتكفير السيد فضل الله في أواسط التسعينات وأخرجوه من المذهب والدين على خلفية قرار إيراني يقضي بضرورة اغتياله معنويًا. وتشير معلومات إلى إطلاق أحد المسؤولين الأمنيين في الحزب النار على منزل فضل الله في حارة حريك منذ ما يقرب من 12 عامًا.
أمن الخليج وأوهام الملالي
النقطة الثالثة هي التهديد الإيراني المتواصل لدول الخليج والخطر الذي يمثله حزب الله على أمنها بعدما تكشف تطويعه كافة الإمكانات لتنفيذ رؤية إيران التوسعية في المنطقة. ولم يكن غريبًا والدول الخليجية ترى تلك الفوضى التي يحاول الحزب زرعها في الإقليم العربي وحجم الدمار الذي خلفه موقفة في سوريا أن تضعه على لائحة الإرهاب، فقد شكل الحزب تهديدًا مستمرًا للأمن الخليجي فضلاً عن التهديدات الإيرانية المستمرة، ولاسيما موضوع شبكات التجسس التي تم كشفها مؤخرًا في بعض هذه الدول، وبالتالي كان لابد من التصدي لخطط نصر الله واقتلاع شأفة عناصره من كافة دول الخليج .
ولم يكن الغضب العربي والخليجي من سلوك حزب الله وإغفاله لمصالح العرب بإصراره على تنفيذ الإملاءات الإيرانية باعتباره ذراعها السياسي والعسكري وليد التدخل المباشر للحزب في الأزمة السورية أو قتاله ضد الشعب السوري الأعزل في المعارك وآخرها معركة القصير فحسب، فقد تخطت خطط الحزب، وبالذات في السنوات الأخيرة، حدود لبنان، إلى العراق حيث تحاول إيران استنساخ ذات التجربة وبنفس الشعارات. وعلى مر السنوات أظهر الحزب عداءً صريحًا للدول الخليجية التي تقاوم مشروعه لتحافظ على مقدرات الشعوب العربية كافة، كما ظهرت المشاكل في اليمن بعد تدخل ميداني لحزب الله في شمال البلاد عبر خبراء عسكريين يعملون على نقل الخبرات القتالية إلى الحوثيين الذين يستمدون أيضًا السلاح والمال من إيران.
ومن الواضح أن إيران تبتغى من حراكها هذا ودعمها لعمليات حزب الله المساندة للنظام السوري إلى تعزيز موقفها التفاوضي مع القوى الدولية وإجبار الغرب بشكل أو بآخر على الاعتراف بدور إقليمي لطهران.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.