قال أخصائي التغذية العلاجية بمستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة الدكتور معتز عبدالستار قربان : إن شهر رمضان يعتبر من أهم المناسبات الدينية التي ترتبط بالغذاء والتغذية، وفيه يمتنع المسلمون عن تناول الطعام والشراب لمدة تتراوح بين 12 – 16 ساعة في اليوم، مما يسمح لأجهزة الجسم، خاصة الجهاز الهضمي، بالراحة الإجبارية من عناء العمل طوال عام كامل، ويقلل من الشعور بالتهيج والاستثارة والانفعال غير الضروري. ومن ناحية أخرى يشعر الصائم بالجوع ويتذكر أخاه الفقير الذي يعاني من الفاقة طول العام، مما يدفعه إلى البذل والعطاء وإخراج الزكاة والصدقات, حيث يبدأ الجسم في فترة الصيام باستهلاك الطاقة المخزنة لديه، ونتيجة لذلك يبدأ معدل السكر في الدم بالانخفاض، لذلك فإن الصائم عند نهاية صومه يكون بحاجة إلى مصدر سريع للطاقة وبحاجة إلى تعويض السوائل التي خسرها خلال فترة الصوم, وهذا ما وجهتنا إليه السنة النبوية، عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتميرات فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء رواه أبو داود والترمذي . وأضاف الدكتور قربان أن الرطب و التمر يعتبران من الاطعمة سهلة الهضم، فالجلوكوز الأحادي التسكر الموجود بهما يتم امتصاصه مباشرة بدون هضم من جدران الأمعاء الدقيقة فيتحول مقدار السكر في الدم إلى طبيعته في وقت قصير, لأنه لو عوضنا ذلك مثلا بالخبز أو الرز فهذا يحتاج وقتا أطول لاستخلاص وتحويل السكريات إلى مركبات بسيطة بمعنى أن وقت الصوم قد طال حتى لو كان الصائم قد أفطر وملأ بطنه ،ولا ننسى ما يحتويه الرطب والتمر من ألياف غذائية طبيعية تساعد حركة الأمعاء وتقاوم الإمساك, ونظرا لحرارة الجو المرتفعة في بلادنا وحاجتنا لتعويض السوائل التي خسرها الجسم خلال الصوم ويتم ذلك من خلال شرب الماء حيث يعتبر الماء عنصرا غذائيا مهما وضروريا لجسم الانسان وله وظائف حيوية متعددة، فالماء مكون أساسي في تركيب الجسم، إذ يعادل 55 -65 % من وزن جسم الانسان البالغ، وهو ضروري لعمليات الهضم والامتصاص والاستقلاب ونقل العناصر الغذائية ونواتجها الاستقلابية ومخلفاتها السامة لاطراحها خارج الجسم على شكل بول وكذلك يلزم لنقل الحرارة وتسريبها من مكان انتاجها. وكشف الدكتور قربان أن الاحتياجات الغذائية للإنسان في شهر رمضان لا تختلف عنها في الشهور الأخرى، وقد تقل نظرا لكثرة النوم وانعدام النشاط البدني والحركي, ومع ذلك فإن من الواضح أن استهلاك المواد الغذائية يرتفع بمعدل كبير أثناء شهر رمضان، وقد يرتفع استهلاك الأغذية في الفترة الزمنية المحدودة بين الفطور والسحور، مما يعطي إحساسا بالتخمة ، وقد يؤدي إلى تراكم المواد الغذائية وتوالي تناولها إلى الإصابة بعسر الهضم والحموضة و الكسل والإجهاد، وتلبك الأمعاء.