د محمد النعماني مازال العديد من قيادات الإخوان المسلمين في مصر يصنعون الكراهية ويقومون بممارسة خطابات التحريض والدعوة إلى العنف والبلطجة ونشر الفوضي والإشتباك مع المعارضين لهم والمواحهة مع الجيش المصري البطل الصامد، رغم أن النائب العام أصدر أوامر بضبط وإحضار معظم القياديين بالجماعة في إتهامات منها التحريض على العنف أو البلطجة وتمويلهما. ولا يزال قياديون في الإخوان المسلمين بين الحشد المتجمع في إعتصام رابعة العدوية الذي تأتي إليه كل ليلة أعداد ضخمة من الناس ويبيع فيه الباعة الحلوى والتذكارات وأشياء أخرى أصبحت مثار حذب العديد من الشباب لقضاء سهرة حلوة في ميدان رابعة العدوية حيت إختلط هناك الحابل بالنابل وبالذات مع دخول الإعتصام أسبوعه الثالث عند مسجد رابعة العدوية بالقاهرة وتعهد الآلاف من أتباع وأنصار الإخوان المسلمين بألا يغادروا المكان قبل أن يعود مرسي للحكم. وكل بضعة أيام تدعو الجماعة إلى إحتجاجات ضخمة إجتذبت عشرات الآلاف وأدت بعضها إلى إشتباكات سقط فيها قتلى، ويبدو أن المواجهة تدفع السلطات الأمنية المصرية إلى شن حملة أمنية أكثر صرامة، فقد جرى إعتقال المئات من أنصار مرسي وصدرت أوامر بالقبض على معظم قيادات الإخوان المسلمين. وتقول السلطات الحكومية المصرية إن أنصار مرسي هم من بدأوا بالعنف حينما هاجموا الجنود، بينما تقول جماعة الإخوان المسلمين إن أنصارها هوجموا وهم يصلون عند دار الحرس الجمهوري بالقاهرة، وأظهرت لقطات فيديو قناصة يرتدون زياً عسكرياً وهم يطلقون النار من فوق الأسطح على الحشد، وتقول جماعات حقوقية إن القوات إستخدمت قوة مفرطة، وتنفي السلطات الأمنية المصرية أنها تستخدم القوة المفرطة أو أنها تسيء معاملة السجناء. ودخول الإخوان المسلمين المعترك السياسي لم يكن بالقرار السهل، ويقول المتحدث بإسم جماعة الإخوان المسلمين، جهاد الحداد، إن معظم القيادات الأقدم عارضت الدفع بمرشح في إنتخابات الرئاسة، لكنها رضخت لضغوط الجيل الأصغر الذي فاز في إقتراع داخلي على هذا الأمر بفارق ضئيل. وأبدى أسفه لأن الخطوات التي خطتها الجماعة في عالم السياسة قد تذهب أدراج الرياح بسبب السلطات التي يقول إنها تنوي الحيلولة دون فوز الإخوان في الإنتخابات مرة ثانية وتوقع المزيد من القمع. وإتهم القيادي الإخواني السلطات الأمنية المصرية والمعارضين لهم بأنهم "يريدون تفكيك الإخوان، يريدون توجيه ضربات قوية للإخوان بحيث لا يمكنها المنافسة على أي شيء جديد. كيف يفعلون هذا؟ بتجميد الأصول والقبض على كبار القياديين وإغلاق مقرات ومكاتب الإخوان في أنحاء البلاد وقتل الناس في الشوارع. ويعتقدون أننا سنتزحزح؟" ويشعر نشطاء الإخوان ومنهم قيادات في الإخوان المسلمين في مصر والتنطيم الدولي بالإحباط على نحو خاص إزاء ما يبدو من عدم إكتراث حلفائهم في الإنتفاضة التي أطاحت بمبارك بالحملة التي تواجهها الجماعة الآن. وتكشف لنا التصريحات والأحاديت الصحفية لنشطاء وقيادات الإخوان المسلمين عن إصابتهم بالصدمة والقلق والتخبط والإحباط والخوف من المجهول، ولكنها في حقيقة الأمر تكشف تلك الخطابات الإعلامية لنشطاء وقيادات الإخوان المسلمين عن إمتلاك الإخوان لمهارات وقدرات واسعة في الإفتراء على الآخرىن وإظهار انفسهم بأنهم مظلومين. وهدان، وهو أستاذ في الزراعة وعضو في مكتب إرشاد الجماعة الذي يضم 17 عضواً، قضى ثلاث سنوات في السجن في منتصف التسعينيات بعد أن أدانته محكمة عسكرية بالإنتماء للإخوان، قال لرويترز "لم نستطع الجلوس، لم نستطع الصلاة، ولم نستطع النوم... هذه هي الحياة التي لقيناها بعد ما وصفه بالإنقلاب" في إشارة إلى عزل مرسي قبل أسبوعين في خطوة لم تصفها الحكومات الغربية بعد بأنها إنقلاب. وقال وهدان إنه يخشى الآن عودة "الدولة البوليسية"، وتابع "بدأ هذا بعد ساعات من وقوع الانقلاب.. أغلقوا قنواتنا التلفزيونية واعتقلوا قادتنا ونشطاءنا ثم عذبوننا وقتلونا في الحجز. لا يمكن أن تعاملنا الشرطة بهذه الطريقة الرهيبة في 2013." وقال أحمد عارف، المتحدث باسم الإخوان في مسجد رابعة العدوية، إن ضباط أمن الدولة عادوا بنفس الوجوه التي كانت تعذب المصريين قبل الثورة، وكان من الدوافع الرئيسية لإحتجاجات 2011 الرغبة في إنهاء الإجراءات القاسية التي كانت تنتهجها الشرطة مع الإسلاميين والليبرإلىين على حد سواء. ورغم أن معظم المصريين الذين لا يؤيدون الإخوان المسلمين هم من يساندون الآن حملة الجيش، بدأت قلة من الليبرإلىين في إبداء تحفظاتها. وقال المتحدث باسم الجماعة، جهاد الحداد، إنه كف عن الحديث مع كثير من النشطاء الليبرإلىين ممن كان يعتبرهم أصدقاء مقربين. وشهد وسط القاهرة أعمال عنف دامية مساء الاثنين الماضي. وذكر شهود أن مواجهات إندلعت عندما عطل أنصار مرسي حركة المرور فوق جسر السادس من أكتوبر وأن الشرطة أطلقت الغازات المسيلة للدموع بعد ذلك. وقال طبيب كان يعالج المحتجين "أين كانت عربات الإسعاف؟ إلى متى سيستمر هذا؟ ما يحدث مذبحة". قتل سبعة أشخاص وأصيب أكثر من 260 في المواجهات بوسط القاهرة وفي الجيزة واعتقل ما يزيد عن 400. ومرسي نفسه متحفظ عليه في مكان غير معروف مع مسئولين سابقين آخرين بينهم والد الحداد. وتقول السلطات إنها تحقق مع مرسي في بلاغات بالتحريض على العنف والتخابر والإضرار بالإقتصاد لكنها لم توجه إليه إتهامات بعد. وقال متحدث عسكري يوم الأربعاء إن مرسي متحفظ عليه من أجل حمايته وتأمينه. ويقولون "هذا تنظيم عاش 86 عاماً في ظل أنظمة قمعية. تلك هي طبيعة التنظيم وذلك هو ما اعتدنا عليه. دفعونا فقط لهذه المساحة مرة أخرى." وبقصدون بها ميدان رابعة العدوية. وعندما أسقطت الإحتجاجات الرئيس وقائد القوات الجوية السابق حسني مبارك عام 2011 خرجت جماعة الإخوان المسلمين التي قضت 85 عاماً في الظل كجماعة محظورة إلى النور بإعتبارها القوة السياسية المهيمنة في البلاد وفازت بالإنتخابات الواحدة تلو الأخرى. ولكن بعد أن ضاعت هذه المكاسب على يد قائد عسكري آخر يواجه الإخوان إحتمالات العودة للعمل السري. يقول خليل العناني خبير الحركات الإسلامية في جامعة درم البريطانية "يسيطر عليهم هاجس محنة الماضي." ويضيف "لهم الحق في أن يشعروا بقلق عميق إزاء حرياتهم الشخصية ومستقبلهم." ومع ذلك يستبعد العناني أن تعود جماعة الإخوان لإستراتيجية العنف التي تخلت عنها منذ عقود. وقال "تدرك قيادة الجماعة إنه لا يمكنها التضحية بصورتها ومصداقيتها من خلال اللجوء للعنف... تدرك أنه وسيلة عديمة الجدوى في السياق السياسي وتعرف أن الدولة ستنتنصر في أي سياق من العنف." وتقول شخصيات في الجماعة إن الجيش عازم على إخراجها من المشهد السياسي تماماً وأن كوادرها اقتيدوا للسجن. وذكرت الجماعة أمس الخميس أنها إقترحت إطاراً لمحادثات من خلال وسيط من الإتحاد الأوروبي رغم أنه لم يتضح بعد من هي الأطراف التي ستجري المحادثات إذا ما بدأت أصلاً. قال العناني "يواصلون الإحتجاج في الشوارع ليضمنوا عدم عودة الدولة البوليسية والتي يبدو أنها تحدث الآن مع الأسف". ونبذت جماعة الإخوان العنف منذ فترة طويلة حينما قامت مجموعة إسلامية منشقة أكثر تطرفاً بإغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981. وبعدها إنشق متطرفون آخرون وواصلوا أعمال العنف. ولكن هناك العديد من المراقبين يقولون إن جماعة الإخوان المسلمين في مصر تقوم بمارسة أعمال العنف والتحريض في مصر وهناك إتهامات لعدد من قيادات الإخوان المسلمين منها التحريض على العنف أو البلطجة وتمويلهما. وقد أصدار التائب العام المصري قراراً بالقبض على عدد من قيادات الإخوان المسلمين. وتحولت الجماعة التي لا تزال محظورة إلى جماعة للخدمات الإجتماعية تعمل في السر واستقطبت المزيد من خلال الدعوة وأعمال الخير بينما واجه أعضاؤها السجن والتعذيب. وكانت في اغلب الحالات حماعة الإخوان المسلمين تشارك من الظل الحكومات العربية الحكم والسلطة وتقاسم الثروة ومضايقات المعارضين السياسين وبالذات في مصر واليمن. فقد إستفادت جماعة الإخوان المسلمين في مصر من الإحتجاجات الشعبية التي أدت إلى الاطاحة بالرئيس المخلوع وقائد القوات الجوية السابق حسني مبارك عام 2011 خرجت جماعة الإخوان المسلمين التي قضت 85 عاماً في الظل كجماعة محظورة إلى النور بإعتبارها القوة السياسية المهيمنة في البلاد وفازت بالانتخابات الواحدة تلو الأخرى، ولكنها في نفس الوقت فشلت في حكم مصر وعليهم القبول بالوقائع والإستجابة للمتغييرات الحاصلة والإنتقال من العمل السري والخيري إلى العمل العلني السياسي الحزبي المنظم القادر علي مواجهة المتغييرات والصدمات والمشاركة في الحياة السياسية والحكم والرقابة على السلطة والإنتقال الديمقراطي للسلطة في مصر والتخلص من عقلية الموامرة وعمل ونشاط 85 عاماً في الظل كجماعة محظورة سرية واوهام عودة "الدولة البوليسية". إن تجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر تجربة تستحقق الدراسة والتقييم وتصحيح المفاهيم في إدارة السلطة والمجتمع والحكم عند الإخوان المسلمين وأرى أنه من الأفضل للإخوان المسلمين في مصر الإنتقال من السلطة إلى المعارضة السلمية والديمقراطية فالمجال اليوم بات مفتوحاً أمام الإخوان المسلمين أن تحافظ على صورتها ومصداقيتها أمام العالم من خلال عدم اللجوء للعنف... والإنتقال السلمي للمعارضة في مصر وربما إنتقال الإخوان المسلمين إلى المعارضة سيكون له آثار عميقة على الحياة السياسية والإقتصادية في مصر وعلاقة الجيش بالسلطة والديمقراطية. وهناك حقيقة يحب على قيادات الإخوان المسلمين الإعتراف بها أن معظم المصريين الذين لا يؤيدون الإخوان المسلمين وليسوا من الإخوان المسلمين، فالنشطاء الليبرإلىين هم من ساعدو الإخوان المسلمين في الوصول إلى السلطة والرئيس المعزول مرسي إلى حكم مصر وهم هولاء المصريين منها النشطاء الليبرإلىين اليوم الذين كانوا من المقربيين للإخوان المسلمين من طالبوا مرسي بالرحيل وهم من مؤسسي حركة تمرد وجبهة 30 يونيو، هم في ميدات التحرير وميادين 8 محافظات مصرية يساندون الآن حملة الجيش في عزل مرسي، 33 مليون مصري يساندون الجيش المصري وقلة من الإخوان المسلمين يعارضون الجيش ويطالبون بعودة مرسي إلى الحكم وإستعادة حكم الإخوان المسلمين والمرشد لمصر، وهذا ما يكشف لنا أن مرسي لم يكن حاكماً لكل المصريين، كان حاكم للإخوان المسلمين فقط وأن الشعب المصري هو الذي عزل مرسي وليس الجيش وإنما الجيش إستجاب لمطالب المصريين وساندة الشعب، والصوت يتعالى إلى السماء في كل الميادين بصوت المتظاهرين وصوت الشيخ الإمام: يا مصر قومي وشدي الحيل... كل اللي تتمنيه عندي لا القهر يطويني ولا الليل... آمان آمان آمان بيرم أفندى رافعين جباه حرة شريفة... يا مصر عودي زي زمان