فوق الورد. . نثر منير الغليسي * * * * * * من النساء كالورد... إذا رأيتها من مكان بعيد تسرّ عينَك ، وتقرّ قلبك. . فإذا ما اقتربتَ منها وشمَمْتَها كانت وحدَها كأنها مشتلٌ من الورد. . يحيطك بلُطفه وعَطفه وعِطفه ! فإذا ما لمسْتها أيقظت فيك كلّ حواسّك. .فتصبح لحظة َذاك تراها وتسمعُها. . تلمسُها وتشمُّها ؛ وتطعمُها. . فإن لامسَتْك هي أخذتْ بلُبّك. .فأخذتَ من خيالك تحلّق بها فوق الأرض. . فوق الناس. . فوق الورد. . لأنها هي وحدها صارت بعينيك الوردة َالتي ليس فوقها وردٌ. . وليس دونها كذلك ! ومنهنّ... كالأفاعي السّامّة. .تخشى أن تلدغك بقبلة مميتة ؛ فتقضي وأنت تبحث عن مَصْل مضادٍّ لبكتيريا العشق الأنثوي القاتلة. .التي سرى أثرُها في ارتعاشة جسدك وارتفاع حرارته إلى حدّ هذيانك. . فإمّا أن تقتلها كمدًا بفراركَ منها فرارَك من أفعى ؛ وإلا وقعتَ في شِراكها - من حيث تعلم ولا تعلم – وظننتَها ريمًا ، وسُمَّها مسْكًا ، وتعكُّسَها رقصًا ، وفحيحُها طربًا. . فيذهب ولهًا بها عقلُك ، ويسقمُ تبتّلا في محرابها قلبُك. . حتى إذا ما أحكمتْ منك وِثاقها ، وأحاطتْ بقلبك الكلِف وعقلك المدلّه ، إحاطة السوار من المعصم. . نفثتك بسُمّ هواها. . فتقضي عشقًا لا يبارحُك داؤُه ، ويستحيل - بعد ذلك - دواؤُه ! فاختر لقلبك... ! ------------ 2012م