طالب عدد من مربي المواشي بمنطقة الباحة وزارتي العمل والزراعة بتوفير العمالة اللازمة لتربية المواشي وإيجاد أطباء بيطريين لمعالجة تفاقم أمراض الأغنام والأبقار والإبل، فيما دعم مدير الشؤون الزراعية بالباحة المهندس سعيد جار الله الغامدي مطالبهم، وأكد أن على وزارة العمل أن تكون مرنة في التعامل مع هؤلاء المواطنين كونهم يقومون بالمحافظة على الثروة الحيوانية التي تحتاجها البلاد. جاء ذلك خلال أول ورشة تدريبية تقيمها الشؤون الزراعية بالباحة، وذلك البارحة الاولى في مقرها بعنوان «الاستخدام الأمثل للأدوية واللقاحات البيطرية»، ونظمتها إدارة الثروة الحيوانية بالوزارة، وشارك فيها الدكتور علي الصحاف والدكتور سند الحربي وقدم لها مدير الشؤون الزراعية. من جهته، قال الدكتور علي الصحاف: إن هناك نظامًا جديدًا يتعلق بتنظيم العمالة بحيث يعطى مربو المواشي العمالة اللازمة لهم. فيما أكد الدكتور سند الحربي أن أزمة الأطباء البيطريين أزلية وذلك لندرة الأطباء، لافتًا إلى قيام الوزارة قريبًا بالتعاقد مع جنسيات أخرى كالسودان وغيرها لتوفير الأطباء البيطريين. وأضاف: إن الأدوية ستكون متوفرة، مشيرًا إلى أن اللقاح المعوي الذي كان نادر الوجود حيث يتم جلبه من خارج المملكة، أصبح ينتج محليًا وسيكون متوفرًا طوال السنة. وأشار الدكتور الصحاف إلى مخاطر سوء استخدام الأدوية البيطرية بطريقة عشوائية، مؤكدًا أنها تسبب أمراضًا كثيرة للحيوانات والإنسان، حيث تورث أمراض السرطان والكبد وغيرها، وأشار إلى ضرورة التزام مربي المواشي بما يوصي به الطبيب البيطري وكذلك الاستخدام الصحيح للدواء والتأكد من خلو الحيوان من المرض قبل ذبحه لأن بقايا العلاج يؤدي إلى تفاعلات دوائية عند استخدام اللحوم، وحذر الصحاف من الأدوية المهربة التي لا تحمل أرقامًا موثقة والتي تأتي من خارج المملكة أو من أي جهة أخرى، مؤكدًا أن الأدوية التي تصرفها الزراعة موثوقة المصدر. أما الدكتور سند الحربي فقد تناول التحصينات حسب المسبب المرضي وأمراض البكتيريا والجدري وغيرها، مشيرًا إلى وجود الرقم 8002470000 وهو رقم الغرفة المركزية للمعلومات والطوارئ والتي تعمل على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع لتلقي البلاغات والاستفسارات وتقدم التوجيه الإرشادي البيطري. عامل واحد لا يكفي و تحدث عدد من المواطنين عن معاناتهم مع المواشي والمزارع، حيث بينوا أن النظام لا يسمح باستقدام أكثر من عامل واحد لكل 499 رأسًا من الأغنام وعاملين لأكثر من ذلك، ما اضطر بعض مربي المواشي إلى بيع أغنامه. وأضافوا أنه لا يوجد أطباء بيطريون يقومون بعلاج الأمراض التي تصيب المواشي كما أن ندرة العلاج تسببت في نفوق المواشي. وقال البيضاني وهو أحد مربي المواشي: إنه اشترى علاجًا من فرنسا كلفه 5 آلاف ريال لأنه لم يجده في المملكة، مؤكدا أن دور الزراعة ضعيف في هذا الجانب، فيما طالب أحد ملاك الإبل من وادي الصدر في محافظة المندق بإيجاد عيادات بيطرية وبياطرة لمعالجة الأمراض التي تفتك بالإبل، مضيفًا أنه خسر الكثير منها. وفي السياق، قال أحد ملاك الأغنام من بني كبير بمحافظة بلجرشي: إنه منذ 15 عامًا يوجد مرض غريب يصيب الأغنام حتى ينتفخ رأسها ويضعف جسمها ويصيبها بالإسهال حتى تموت أمام الجميع، مؤكدًا أنه خاطب وزارة الزراعة وأرسل عينات للرياض لإيجاد حل لهذا المرض الغريب فكانت المفاجأة أنه تلقى برقية بعدم وجود علاج لهذا المرض، الأمر الذي أدى إلى خوف العديد من المواطنين من أن يفتك المرض بأغنامهم فلجأوا إلى بيعها. واعتبر بعض مربي المواشي أن الأنظمة التي وضعتها وزارة العمل لمربي المواشي معقدة ولا تتفق مع طبيعة الأعمال التي يقومون بها، فهم مربو مواشٍ وإذا لم يتم تعاون وزارتي العمل والزراعة في حل معضلة العمالة فإن ذلك سيؤدي إلى فقدان الثروة الحيوانية، وأضافوا: إن غياب العيادات البيطيرية يجعل الكثير منهم يجتهد في إعطاء العلاجات واللقاحات اللازمة للحيوانات بدون معرفة، وطالبوا بإيجاد نقاط لبيع الأعلاف للمواشي في الباحة بدلا من تكبد عناء السفر إلى خميس مشيط للحصول على الأعلاف والحبوب، حيث لا يوجد في الباحة نقطة بيع لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق. من جانبه، أكد المهندس سعيد جار الله الغامدي، أن مطالب المواطنين محل اهتمام الزراعة وأن هناك عيادات بيطرية متنقلة سيتم صرفها من قبل الوزارة للمناطق وأضاف أن هذه العيادات تستطيع أن تنهي معاناة المواطنين من الأمراض التي تصيب مواشيهم. وطالب المهندس الغامدي وزارة العمل بأن تكون أنظمتها مرنة ولا تعيق العمل، وأضاف: يجب أن تتم معاملة مربي المواشي والمزارعين معاملة استثنائية وأن يتم توفير العمالة اللازمة لهم، لافتًا إلى وجود الجمعية التعاونية الزراعية التي تم اعتمادها مؤخرًا ولها موقع داخل مديرية الشؤون الزراعية وكذلك على الإنترنت، وقال: إنها ستنهي معاناة المزارعين ومربي المواشي من الأعلاف والحبوب وغيرها. المزيد من الصور :