أ. د. عبدالله مصطفى مهرجي تحرص الدول المتقدمة على إتقان الجودة في التعليم العالي، كون مخرجاته تمثل شرايين الحياة في المجتمعات المتحضرة، وتؤسس رافدًا حيويًّا لسوق العمل في ظل متطلبات العولمة، والتنافسية الدولية، ومحددات اقتصاد المعرفة. وترنو عدد من الجامعات العالمية المرموقة إلى التصنيفات العالمية للجامعات مقياسًا مهمّاً وشفافًا للجودة في التعليم العالي. ويعتمد تصنيفها على عدة معايير تختلف من تصنيف لآخر، ومن أهم هذه التصنيفات العالمية للجودة في التعليم العالي: تصنيف شنجهاي العالمي ويعرف بالتصنيف الأكاديمي للجامعات العالمية، وتصنيف كيو أس QS البريطاني (التايمز)، وتصنيف ويبومتركس الإسباني. ويعتبر تصنيف شنجهاي أحد أبرز التصنيفات الموثوقة عالميًّا، وقد صدر أول تصنيف عام 2003م من معهد التعليم العالي بهذه الجامعة بهدف معرفة موقع الجامعات من حيث الأداء الأكاديمي والبحث العلمي، وهو من التصنيفات التي تستند إلى معايير موضوعية تجعله مرجعًا تتنافس الجامعات لتحتل موقعًا متقدمًا فيه، حيث يقوم على فحص آلاف الجامعات، ويصنّفها إلى أفضل (500) جامعة في كل عام. ويستخدم التصنيف عدة معايير ومؤشرات موضوعية لتصنيف الجامعات تتلخص في معيار جودة التعليم وهو مؤشر لخريجي الجامعة الذين حصلوا على جوائز عالمية مرموقة، ومعيار جودة هيئة التدريس، وهو مؤشر لأعضاء هيئة التدريس الذين حصلوا على جوائز عالمية مرموقة، ثم مؤشر للباحثين الأكثر استشهادًا بأبحاثهم في (21) تخصصًا علميًّا، ثم معيار مخرجات البحث وهو مؤشر للأبحاث المنشورة في المجلات العلمية المرموقة مثل ساينس ونيتشر وكذلك الأبحاث الواردة في دليل النشر للفنون والعلوم الإنسانية، إضافة إلى معيار حجم الجامعة، وهو مؤشر للإنجاز الأكاديمي. وتدخل الجامعات في تصنيف شنجهاي إذا كان لها حضور في أي معيار من المعايير الثلاثة الأولى، ثم يتم حساب درجات كل جامعة طبقًا للمعايير المحددة. كما أن للتصنيف مؤشرات وأوزانًا للمجالات العلمية الأساسية الخمسة (العلوم الطبيعية والرياضيات، الهندسة وتقنية المعلومات، وعلوم الحاسب الآلي، علوم الحياة والزراعة، الطب والصيدلة، والعلوم الاجتماعية). وفي هذا السباق نجد أن الجامعات السعودية تتنافس على هذه التصنيفات العالمية سواء شنجهاي والتايمز وQS، وكان لجامعة المؤسس جامعة الملك عبدالعزيز حضور بارز في التصنيفات ليس كهدف بعينه بل كأداة لتقويم الجودة، حيث وضع تصنيف شانجهاي العالمي الجامعة في الترتيب (201- 300) أفضل جامعة في العالم وفق التصنيف للعام 2013م، هذا التصنيف يُعدُّ إنجازًا علميّاً كبيرًا يضاف إلى سجل الإنجازات على المستوى الأكاديمي والبحثي والإداري، حيث نجحت في التفوق على العديد من الجامعات العالمية المرموقة وكان ترتيبها السابق بين أفضل (301- 400) في نفس التصنيف. ووضع التصنيف الجامعة في مراكز متقدمة في التخصصات الأساسية، حيث تقدمت الجامعة إلى المرتبة (22) عالميًّا في تخصص الرياضيات متقدمة على كثير من الجامعات الأمريكية والأوروبية والآسيوية، وقفزت إلى رقم عالمي جديد في تخصص الكيمياء حيث جاءت في المرتبة بين (51- 75)، متقدمة على كثير من الجامعات الأمريكية والأوروبية والآسيوية. واستطاعت الجامعة أن تحقق رقمًا عالميًّا جديدًا في حقل الهندسة والتقنية والحاسب الآلي وتربعت على الترتيب بين (101- 150). وهذا ما يؤكد نجاح إستراتيجية الجامعة الهادفة إلى التحول إلى جامعة بحثية عالمية، ويعكس ما حققته من إنجازات على مستوى الاعتماد الأكاديمي الدولي لبرامجها وجودة الهيئة التدريسية والبيئة البحثية المناسبة لتحقيق المزيد من التميز العلمي والأكاديمي. وهنيئًا للوطن بهذه النجاحات والإنجازات كإحدى مؤسسات التعليم العالي الرائدة وكبرى الجامعات السعودية فروعًا وعدد طلاب، حيث خرَّجت للمجتمع خلال الخمس سنوات الماضية أكثر من (40) ألف طالب وطالبة، دخلوا سوق العمل في مختلف مؤسسات القطاع الحكومي والخاص. وبلغت نسبة الزيادة في أعداد طلاب الدراسات العليا الماجستير والدكتوراة (100٪). ولبناء الإنسان حرصت الجامعة على زيادة أعداد المبتعثين لدرجات الماجستير، والزمالة، والدكتوراة لتصل إلى (1836) مبتعثًا للعام 1433/1434ه وزادت عدد البحوث المنشورة بمجلات محكمة، ومصنفة عالميًّا لتقارب الثمانمائة بحث في عام 1432/1433ه وواصلت الجامعة اهتمامها البالغ بالمسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع باعتبارها وظيفة أساسية من وظائف الجامعة الرئيسة إلى جانب الوظيفة التعليمية ووظيفة البحث العلمي، فزادت الكراسي العلمية الموجهة لخدمة المجتمع مباشرة أكثر من ثلاثين كرسيًّا علميًّا تهتم ببناء الإنسان وتنمية المكان. تلك نتائج باهرة تأتي بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وما تقدمه من عطاء مستمر للتعليم العالي، وهنيئًا لجامعة المؤسس على هذا التقدم في التصنيفات العالمية الذي يعكس بوضوح نتائج التخطيط الإستراتيجي والنظرة الثاقبة لتخطو الجامعة بثبات نحو العالم الأول. [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (63) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain