طهران بغداد يو بي آي: دعا مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، جميع الدول والمؤسسات الدولية إلى دعم إرادة الشعب السوري لتعزيز الحوار الوطني. ونقلت وكالة (مهر) للأنباء عن عبد اللهيان تأكيده لدى اجتماعه، اليوم الأربعاء، مع سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية وممثليات المؤسسات الدولية بطهران، على ضرورة 'دعم جميع الدول والمؤسسات الدولية للإرادة الجماعية للشعب السوري لتعزيز الحوار الوطني للمضي قدماً بالإصلاحات على أرضية ديمقراطية في سوريا'. ولفت عبد اللهيان إلى أن المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في طهران مؤخراً بمبادرة إيرانية، اتفقوا على ضرورة صيانة الاستقرار والهدوء وإيجاد الأرضية الديمقراطية من أجل مواصلة الحوار الوطني في سورية. وقال إن الحاضرين في هذا المؤتمر الذي تزامن مع الهجوم الإسرائيلي على غزة، أدانوا الهجوم، مشددين على 'صمود سورية في الدفاع عن القضية الفلسطينية'. واختتم الحوار الوطني السوري في 19 من الشهر الجاري بتشكيل لجنة متابعة للتحضير لجلسة مقبلة في دمشق. من جهة اخرى اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، الأربعاء، أن السلوك الغربي إزاء الأزمة السورية خاطئ، مشيراً الى أن الرغبة بالتحوّل الديمقراطي عبر السلاح يؤدي الى تنامي الإرهاب. وقال لاريجاني في مؤتمر صحافي مشترك عقده في بغداد مع رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، إن 'السلوك الغربي إزاء الأزمة السورية خاطئ'. وأضاف 'يجب أن يكون التدخّل لخدمة الشعوب، ويجب أن تعمل الدول الغربية على التدخّل السلمي بعيداً عن الرغبة بالتحوّل الديمقراطي عبر السلاح الذي يؤدي الى تنامي الإرهاب'. وأشار الى أن التعاون بين إيرانوالعراق يصب باتجاه واحد هو الحل السلمي للأزمة السورية، معتبراً أن العلاقات بين بغداد وطهران 'نموذج للعلاقة المتميزة بين الدول'. وأوضح أنه 'تم البحث خلال اللقاء حول السبل الكفيلة بدعم الشعب الفلسطيني بعد صموده وشجاعته التي أذهلت الأعداء، وخرج من المنازلة الأخيرة في غزة مرفوع الرأس'. بدوره، أعلن رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي عن قرب عقد اجتماع لبرلمانات الدول العربية والإسلامية في بغداد، يسبقه اجتماع لرؤساء لجان العلاقات الخارجية، من دون أن يحدد موعدهما بشكل واضح. ووضع النجيفي الاجتماع المذكور في إطار 'التوصّل الى رؤى مشتركة لحل الأزمات التي تمر بها المنطقة'. وحول موقف العراق من الأزمة السورية، قال النجيفي إن 'العراق ومنذ البداية أعلن عن موقفه الثابت تجاه الأزمة السورية، وهو مع التحوّل الديمقراطي للشعب السوري والحق في تقرير المصير، وأن لا تكون هناك تدخلات خارجية أو أي تجمّعات لمجاميع إرهابية'. وبشأن الموقف من فلسطين، قال النجيفي إن 'العراق وشعبه مع كفاح الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة، ويقف مع مجاهدي هذا الشعب المناضل، ونحن مع حق العودة من دون تحفّظ'. والتقى رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي في مبنى البرلمان صباح امس، رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، وبحث معه الأوضاع بالمنطقة وخصوصاً في سورية، فضلاً عن سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين. وكان لاريجاني قد وصل الى بغداد صباح اليوم قادماً من مدينة النجف التي وصل إليها الثلاثاء في زيارة التقى خلالها مع المراجع الدينية في المدينة، وفي مقدمتهم المرجع الديني الأعلى السيّد علي السيستاني، واسحاق الفياض ومحمد سعيد الحكيم وبشير النجفي، وبحث معهم الأوضاع بالمنطقة عموماً وفي سوريا خصوصاً، فضلاً عن العلاقة بين بغداد وطهران. وتأتي زيارة لاريجاني الى العراق في إطار جولة إقليمية في المنطقة شملت سورية وتركيا ولبنان. وكان في استقبال لاريجاني لدى وصوله الى مطار النجف أمس النائب الأول لرئيس مجلس النواب قصي السهيل وعدد من المسؤولين بالمحافظة. ومن المقرر أن يجري لاريجاني محادثات مع كبار المسؤولين العراقيين في مقدمتهم رئيس الوزراء نوري المالكي، تتناول أهم التطورات الجارية بالمنطقة وخصوصاً الملف السوري والقضايا ذات الاهتمام المشترك.