اعصِ القوافي إذا جاءتك مترعةً بالشعر واجعل على أفواهها خشبا لا تفصحي يا قوافي الشعر عن ولهٍ منذ الصبا كنت قد كتّمته فَخَبَا لكنه كلما عَنَّ الهوى عرَضا عليه أصبح مثل الجمر ملتهبا أبعد شيب النواصي ينبغي ولهٌ يزعزع الروحَ ، حتى القلب قد وثبا الأربعون انقضت كالحلم حين يُرى وقت الضحى في ظلال السدر مرتقبا أو كانتظارك شمس البحر غاربة وقت الأصيل ترى من حولها السّحبا أو لحظة فوق سطح البيت حالكة فذلك القمر الفضيّ قد غربا الأربعون مضت لا شيء يشبهها لكنها رَفَعَتْ عن عالَمي الحُجُبا زرعتُ وردًا أرى الصحراء تُذبِلهُ عطشان من حوله ماءٌ، وقد عَذُبَا لكنها لفحة الرمضاء قاسية محبوبُها الشوك ينمو فوقها عجبا يا أيّها الشعر سافرْ بي إلى زمنٍ الأرض تصبح جَذْلى والكثيب رَبَا السيل عطّرها من كلّ مثمرةٍ وكل جذرٍ له عطرٌ إذا انقلبا يا مطلعَ النور بعد السيل حين تَرى عرائسَ الأرض نشْدو حولها طرَبا الأرض قد غَسَلَتْ فيهِ جدائلَها وضمّخَتْها بعطرٍ فاح مُنسكبا الدرّ أصبح منثورا وليس حصىً والرمل أصبح مِسكا والهبوبُ صَبَا الأربعون مضتْ يا سيل ُكيف مضتْ؟ وهل يعود من الأعمار ما ذهبا؟