بقلم/ د.جمال ناصر الميسري الأستاذ / جمال بن عمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن... نقدر عالياً ماتضطلعون به من رسالة إنسانيه تجلت في جهود المجتمع الدولي لتجنيب اليمن من آتون حرب أهليه ... وحقاً لازالت على شف جرف هاري منها . ونستميحكم عذراً إذا ماتم وصفنا لرحلاتكم المكوكية وإشرافكم المباشر مع نخبة من الكادر السياسي الاقتصادي الاجتماعي من ذوي الخبرات والمؤهلات العلمية (كمن يحرث في البحر) كما يقال المثل الشعبي والعربي. إما لماذا ؟! فهذا السؤال يعد مربط الفرس . لقد عرف التاريخ شعب اليمن (اليمن الشمالي) بحكامه بالذات ومرجعيته ماقبل وإثناء الإسلام وعرفوا بأنهم ناكثوا العهود والمواثيق ، لا تستقيم لهم حال من حيت القلاقل ومهوسون بقيام ممالكهم ودولاتهم على أشلاء البشر وجماجم عامة الشعب ، فسيوف حكامهم دوماً وابداً مضرجة بالدماء ، فسأل التاريخ عن شلالات دماء (أصحاب الأخدود) و الأسود العنسي في العصر الإسلامي ... وقد جيروا كل قيم الدين لاستمرارية حكمهم إلى جانب منطق القوه والعنف ... أنهم غلاظ الأفئدة وسلوكهم حتى الساعة سلوك أولئك القادمون من أعماق القرون الوسطى .. تتار ومغول . بينما شعب الجنوب تواق للحرية نابذ للإرهاب باني حضارات في عمق التاريخ القديم والوسيط والمعاصر ... ففيهم بعث أول نبي بعد الطوفان هود عليه السلام داعي إلى السلام والتآخي والتراحم والتعاضد والتكافل وسماحة الطباع والعدل والمساواة. فشعب الجنوب في العصر الحديث انشأ دولة وعزز قيم إنسانيه سادت ولازالت حتى يومنا هذا ظل يتوارثها الأجيال ، فالجنوب وحاضرته عدن منارة إشعاع ثقافي وفكري ... ومن هنا لم يكن يوماً للجنوب إنكار هوية وجنوبية كل من استوطن الجنوب وعدن إثناء حقبة الاستعمار البريطاني ، ولم يعرف العنصرية العرقية قط . لذا ستجد المفارقة التاريخية بين شعبين عاشا أزمنه غابرة ، شعب ظل ولازال لايعرف طريقاً للنجاة مروراً بالإسلام وبالعصر الحديث ، وشعب الجنوب حتى في ديانته الإسلامية السمحاء يعترف بالأخر ، ويلتزم الوسطية ، بل مجسد كل القيم الإنسانية والأخلاقية كما جاء في القران الكريم والسنه . إن ما نشره العليان ( علي عبدالله صالح ، علي محسن الأحمر ) والعبدان ( عبدالمجيد الزنداني ، عبدالوهاب الديلمي ) من جماعة الإرهاب في الجنوب أنصار الشريعة ) تارة وتارة أخرى ( القاعدة ) إنما انتم تدركون كفة هذه الورقة من الابتزاز السياسي والمالي للمجتمع الدولي ودول الإقليم .. على الرغم من إن رجال الجنوب الإبطال ممثلة باللجان الشعبية أجبرتهم على الفرار من أبين ولحج والضالع وردفان ويافع وشبوه وحضرموت ، وليس قائد اللواء 25 ميكا الصوملي والذي انتقلت معه القاعدة الى حضرموت . إن ما يدور اليوم من خلط الأوراق هدفه خلق عدم الاستقرار في المنطقة ، فتارة بحروب مذهبيه كما هو حاصل في دماج وأخرى سيناريو القاعدة .. وحتى لايقع الفأس بالرأس ولا يفيد الندم في ماقد تتعرض له المصالح الدوليه. وعليه :- 1. يتوجب تعزيز مشروع دولة الحداثة والمدنية القائم في الجنوب حتى وقت قريب (استعادة دولة الجنوب) ، ومساعدة اليمن الشمالي في بناء دوله ينشدها المجتمع الإنساني. 2. ايها السيد جمال بن عمر لاتستمع لهرطقات من تقابلهم من أزلام السلطة بحجة أنهم ينتمون للحراك الجنوبي السلمي وتزييفهم للحقيقة مايضطرك الى تصريحات مجافية للحقيقة فأنتم قد شهادتم بأم عينيك إرادة شعب الجنوب في التحرير والاستقلال من خلال مليونياته التسع ، ونثق إنكم لن تناصبوا شعب الجنوب العداء. وأخيرا وكما يقول ابو قاسم الشابي : إذا الشعب يوماً اراد الحياة ... فلابد إن يستجيب القدر . وبمعنى أدق لابد لليل ان ينجلي ماسيضطر شعب الجنوب معها ان يستخدم حقه المشروع في النضال بما يكفل له التحرير والاستقلال من نير الاحتلال اليمني الغاشم.